تعرف علي مؤشرات نجاح عمليات زراعة الشعر
عملية زراعة الشعر تعتبر إجراء تجميلي قياسي له نسب نجاح عالية ومضمونة إذا تم اتباع الخطوات الإجرائية الصحيحة. من ناحية أخرى، لا يمكننا التأكيد على معدلات نجاح زراعة الشعر إلا بعد التأكد من اكتمال العوامل التي تؤدي إلى النجاح وظهور النتائج النهائية المطلوبة.
نجاح عمليات زراعة الشعر ومؤشراته
على الرغم من أن زراعة الشعر لا تعتبر مثل باقي الإجراءات التجميلية التي تحمل الكثير من المخاطر، إلا أنها تتوقف بشكل كبير على مدى خبرة الطبيب الذي يقوم بالعملية والتقنيات التي يتبعها ودراسة حالة المريض بشكل مفصل قبل أي شيء.
واحدة من أكبر المخاوف لدى الشخص الذي يرغب في إجراء زراعة الشعر هو معدل النجاح والنتائج. نظرا لأن زراعة الشعر إجراء دائم ويستمر مدى الحياة، يرغب الجميع في التأكد من أنها تحقق نتائج طبيعية وكذلك قدرتها على توفير الكثافة المطلوبة في الشعر. وذلك، يتوجب علينا الإجابة على سؤال هام، وهو ما مدى نجاح عملية زراعة الشعر وما هي العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار؟
عوامل نجاح عمليات زراعة الشعر
إن إجراء عملية زراعة الشعر هو قرار كبير لعدة أسباب. يمكن أن تكون تكلفة زراعة الشعر عالية الجودة بمثابة نفقة كبيرة لكثير من الناس وهو ما يجعلهم يفكرون في الأمر كثيرا.
يمكن أن يكون لعملية زراعة الشعر السيئة آثار ضارة طويلة الأجل على المريض، إذا لم تتم بالشكل المتفق عليه مع الطبيب بما في ذلك الأثار النفسية والجسدية.
عملية زرع الشعر هي عملية جراحية اختيارية ومع وضع ذلك في الاعتبار، سيكون هناك بعض العوامل التي تؤثر على نجاح العملية ويجب النظر إليها جيدا.
هل تحتاج فعلا إلى زراعة الشعر: تحدث مع خبير في العملية قبل اتخاذ أي قرار لمعرفة مقدار احتياجك لمثل هذا النوع من العمليات، وهل بالفعل هو الخيار النهائي الذي لا بديل عنه.
سبب تساقط الشعر: هناك العديد من أسباب تساقط الشعر، ولكن في الغالبية العظمى من الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر، يكون السبب هو الثعلبة الذكورية أو نمط تساقط الشعر الوراثي لدى الرجال وفي هذه الحالة ستكون عملية زراعة الشعر علاج دائم وفعال.
عمر المريض: من المهم أن يتم تحديد نمط تساقط الشعر قبل إجراء الجراحة. لذلك، غالبا ما يحصل الشبان الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما على العلاج الطبي في البداية، وهو ما يثبت فعاليته في بعض الأحيان. العامل الثاني الذي يحدده عمر المريض هو كيفية تأثيره على تصميم زراعة الشعر.
سوف يستمر المريض الذي يعاني من تساقط الشعر في فقدان شعره غير المزروع طوال حياته. هذا عامل مهم يجب مراعاته عند تصميم عملية زراعة الشعر الطبيعية.
تكلفة زراعة الشعر: تعتبر تكلفة إجراء عملية زراعة الشعر عالية الجودة باهظة، حيث تتطلب هذه العملية فريقا من الطاقم الطبي والفنيين ذوي المهارات العالية.
ربما توجد وسائل لتخفيض التكلفة في بعض الدول مثل تركيا التي توفر زراعة الشعر بأسعار منخفضة.
لذلك، إذا كانت تكلفة زراعة الشعر هي العامل الرئيسي الذي يوجه قرارك بشأن إجراء العملية الجراحية أم لا، فإننا ننصحك بشدة أن تفكر في السفر للدول التي تقدم العملية بشكل رخيص.
مهارة وخبرة الجراح: تصميم زراعة الشعر أمر بالغ الأهمية لتحقيق عملية استعادة غير قابلة للكشف. تعتبر مهارة وخبرة جراحك في هذه العملية ضرورية لتحقيق نتائج ناجحة.
سيتم تحديد درجة الندوب في المنطقة المانحة بعد عملية زراعة الشعر من خلال قدرة جسمك على الشفاء، والتقنية المستخدمة في استخراج الطعوم، ومهارة الجراح.
التقنية المستخدمة في زراعة الشعر: الفرق بين تقنيات زراعة الشعر هو في الأساس طريقة إزالة الشعر من المنطقة المانحة الذي يتم زراعته في فروة رأس المريض.
بالنسبة لكثير من المرضى، تتضمن خطة العلاج المثلى استخدام تقنية الاقتطاف وتطوراتها مثل تقنية السفير أو أقلام تشوي أفضل خيار.
قبل اتخاذ قرار بشأن الأسلوب الذي ترغب في اختياره، من الضروري إجراء مشاورات مع جراح استشاري مؤهل في كافة تقنيات زراعة الشعر.
المضاعفات والمخاطر: جراحة زراعة الشعر هي إجراء آمن للغاية للمرضى والذي عادة ما يكون دون مخاطر أو مضاعفات كبيرة. ولكن هناك شروط كثيرة للحصول على إجراء آمن وفعال يجب اتباعها قبل عملية زراعة الشعر على يد طبيب خبير.
معدل نجاح زراعة الشعر: طبقا للجمعية الدولية لجراحي زراعة الشعر، تتراوح نسب نجاح العملية ما بين 95 – 98% بين المرضى غير المدخنين.
وتنخفض هذه النسبة بين المدخنين والمرضى الذين لديهم مشاكل صحية غير منضبطة.
مؤشرات نجاح عملية زرع الشعر
من خلال ما سنذكره في هذه الفقرة، تستطيع ان تحدد بنفسك مدى النجاح الذي حققته عملية زراعة الشعر في حالتك الخاصة، وذلك وفق مؤشرات محددة، تتباين نسب تحققها من شخص لآخر، تبعا للحالة الخاصة للمريض، لكنها تعتبر علامات عامة يمكن الاعتماد عليها إلى حد بعيد، ومن مؤشرات نجاح عملية زراعة الشعر نذكر:
حدة الأعراض الجانبية بعد العملية
في معظم الأحيان تظهر بعض الاعراض الجانبية المؤقتة بعد عمليات زرع الشعر، مثل الالتهاب الناتج بفروة الرأس، وظهور القشرة أو الإحساس بالحكة، والتورم الخفيف الذي ينزلق إلى الجبهة نتيجة استعمال الإبر المخدرة خلال الجراحة، لكن ذلك كله يتم التعامل معه بواسطة علاجات محددة يصفها لك الطبيب، ما يعجل بزوال هذه الآثار الجانبية.
هذه الاعراض التي ذكرناها تكون متوقعة وواردة الحدوث في كثير من الأحيان، ويعتمد تجنبها أو التعجيل بزوالها على مدى خبرة وكفاءة طبيب زراعة الشعر الذي تلجأ إليه.
لكن في بعض الحالات تتم ملاحظة تفاقم واضح لهذه الاعراض الجانبية، والتي قد تصل إلى حدوث نزيف بفروة الرأس، ورغم ندرة هذه الحالات التي لا تتجاوز نسب ظهورها 1 بالمئة، إلا أنه يجدر بك عند ملاحظة أي أعراض جانبية حادة أو غير متوقعة الرجوع إلى الطبيب في أسرع وقت، حتى يصف لك العلاج المناسب.
مدى ثبات بصيلات الشعر المزروعة
هناك شيئين يخلط بينهما كثير من الناس بعد عمليات زرع الشعر؛ وهما تساقط الشعر، وفقدان البصيلات المزروعة.
فالأولى منهما متوقع، وقد يحدث في أي مرحلة على مدر الستة أشهر الأولى بعد العملية، حيث تعتبر هذه هو المدة اللازمة لإتمام دورة نمو الشعر، وبعدما يتساقط الشعر المزروع، يعاود النمو من جديد بصورة طبيعية.
الخطورة كلها تكمن في فقدان البصيلات، التي تعتبر أساس ظهور النتائج في عملية زرع الشعر، ويمكن التفريق بين البصيلات والشعر نفسه بالعين المجردة، حيث توجد في نهايات البصيلات كرة بيضاء دقيقة، فإذا لاحظت تساقط بصيلات الشعر المزروعة بعد العملية، يجدر بك التوجه سريعا إلى طبيبك الخاص، حيث ان هذا يعتبر مؤشرا هاما على فشل زراعة الشعر وضياع نتائجه.
وتتعدد الأسباب المؤدية إلى فقدان البصيلات المزروعة بعد العملية، فمنها ما يرتبط بالطبيب وقلة مهارته، واعتماده على تقنيات لا تناسب حالتك، ومنها ما يرتبط بالممارسات غير الصحيحة التي يقوم بها بعض من يخوضون تجربة زراعة الشعر خلال الأربعة أشهر الأولى من إجراء العملية.
لذا تجدر الإشارة إلى أهمية اتباع النصائح والإرشادات بعد عملية زرع الشعر.
التغطية وكثافة الشعر بالمناطق المزروعة
عمليات زراعة الشعر ليست سوى عمليات تجميلية، تهدف أولا وأخيرا للحصول على مظهر أكثر جاذبية وجمالا، وبالنسبة لمن يعانون مناطق الصلع أو فقدان الشعر، فإن المعيار الأمثل لمدى نجاح عملياتهم هو تغطية تلك المناطق المزروعة بالشعر، والحصول على كثافة طبيعية ومظهر جميل لفروة الرأس عموما.
كذلك فغالبية المرضى يتطلعون للوصول على صورة متخيلة لشكل الشعر والخط الأمامي لفروة الرأس.
دعونا نؤكد أن هذا المعيار ضروري لتحديد مدى نجاح العملية، لكن من المهم أيضا أن تكون لدى المريض توقعات حقيقية وواقعية عما يمكن تحقيقه من نتائج، وهذا دور الطبيب المتخصص، حيث يؤثر الإعداد والتأهيل المناسب للشخص نفسيا في الإسراع بتحقيق النتائج النهائية، ويجنبه تكون تصورات خاطئة عن النتائج التي من الممكن الوصول إليها في حالته الخاصة، أو مقارنتها بعمليات أجراها أشخاص ذوي حالات مختلفة تماما عن حالته.
كذلك تلعب المناقشة التي يجريها الشخص مع الطبيب دورا حاسما في تحديد النتائج النهائية، ورسم خط الشعر الذي من الممكن تحقيقه عمليا، لإيجاد حل وسط بين ما يراه الطبيب وما يتطلع إليه المريض. إضافة إلى معرفة الوقت الذي يحتاجه الشخص للحصول على نتائج مكتملة، وما إذا كان سيحتاج إلى عملية زراعة شعر تكميلية أم لا.
في النهاية تجدر الإشارة إلى أن الهدف من زراعة الشعر هو الحصول على المظهر السابق، قبل أن يفقد الشخص شعره، وليس الحصول على مظهر جديد، او تقديم خط الشعر للتشبه بشخصية مشهورة، حيث أن مثل تلك التوقعات تؤدي للحصول على نتائج غير طبيعية، وبالتالي غير تجميلية أو مناسبة.