دلائل تربوية في سورة النور

دلائل تربوية في سورة النور عبر موقع محتوى, سورة النور مدنية من المثاني نزلت بعد سورة الحشر، أما عن موقعها في المصحف العثماني فهي في الجزء الثامن عشر وهي السورة الرابعة والعشرون من ترتيب سور المصحف الشريف كما تتضمن هذهِ السورة العظيمة أربعة وستون آية، عرفت هذه السورة باسم سورة النور في عهد سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم ولم يطلق عليها المفسرون أى اسم آخر سوى هذا الاسم، تابع معنا المقال التالي لمعرفة فضل تلاوة هذه السورة.

سبب تسمية سورة النور

أطلق على هذه السورة العظيمة اسم سورة النور، والسبب في اختيار هذا الاسم لها هو احتواء السورة على عبارة الله نور السموات والأرض ولذلك كان اختيار اسم النور مناسب تماما لها، وقد تطرقت هذه السورة لعديد من الموضوعات التي تهم الأسرة والنساء ولذلك قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله عليه في هذه السورة أنها لو سميت باسم سورة الأسرة لكان هذا الاسم مناسب تماما لها، كما ذكر المفسرون أنها احتوت على أعظم مقاصد القرآن العظيم ولذلك أطلق عليها اسم سورة النور لاشتمالها على النور الإلهي نسأل الله أن ينير قلوبنا بآيات سورة النور.

فضل سورة النور

نزلت سورة النور على سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم بعد حادثة الإفك الشهيرة ونزول هذه السورة هي بمثابة تبرئة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها حادثة الإفك وجلس سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم وإذا بالوحي ينزل عليه تبرئة للسيدة عائشة من رب العالمين وقرأ سيدنا محمد آيات سورة النور(1).

روي عن الصحابي حارثة بن مضرب بأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بتعليم نساء المسلمين سورة النور والنساء والأحزاب، فقد احتوت هذه السور القرآنية على أغلب الأحكام المتعلقة بالنساء ولهذا على المرأة المسلم تعلم الأحكام الشرعية من القرآن الكريم(2)، ويمكنك أخي المسلم أن تطلع على العديد من الأحاديث التي وردت في فضل سورة النور في نهاية المقال (3).

الدروس المستفادة من سورة النور

احتوت هذه السورة العظيمة على أهم محاور التربية ولذلك كان وجوب التركيز على هذه الأمور لما في ذلك من تقويم المجتمع وضمان أمنه وسلامته، عندما يقرأ المسلم القرآن الكريم ويتعرف جيدا على أحكامه يعي بأن الله عز وجل فرض على العباد كل ما هو خير ويحمل لهم السعادة الأبدية في الحياة الدنيا والآخرة.

ومن أهم الأمور التي حرمها وجرمها الإسلام قذف الناس بدون دليل، اتهم المشركين السيدة عائشة بجريمة أخلاقية، السيدة عائشة كانت طاهرة وعفيفة أشرف النساء، ولهذا على المسلم حسن الظن بأخيه وعدم اتهامه بدون دليل، كما حذر الإسلام من إشاعة الفاحشة في المجتمع وذلك لأنها ربما تتسبب في هدم المجتمع وانهياره بالكامل، استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تتبع خطواته حتى لا تندم على فعلت وقت لا ينفع الندم، صلاح المجتمع يأتي من دار العبادة ولذلك ذكر في هذه السورة المساجد ومكانتها عند الإسلام والمسلمين.

ما ورد في المقال من آيات وأحاديث

(1) روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها -وذكرت الإفك- قالت: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكشف عن وجهه، وقال: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} (النور:11).

(2) عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور .

(3) روى الطبري بسنده، قال: استعمل علي بن أبي طالب ابنَ عباس رضي الله عنهم على الحج، قال: فخطب الناس خطبة، لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ سورة النور، فجعل يفسرها. وفي رواية: والله لو سمعتها الترك لأسلموا.

وروى الطبراني في “الأوسط” عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وآوتهم الأنصار رضي الله عنهم، رمتهم العرب عن قوس واحدة، فنزلت: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} (النور:55). قال الهيثمي: رجاله ثقات.

أخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله : عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور ”

أخرج الحاكم عن أبي وائل قال حججت أنا وصاحب لي وابن عباس على الحج فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي : سبحان الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل ! لو سمعت هذا الترك لأسْلَمَتْ .