ما هو التنمر وأنواعه وطرق علاجه ؟ (تعريف التنمر)

ما هو التنمر وأنواعه وطرق علاجه ؟ (تعريف التنمر)

إن واحدًا من أكثر الظواهر الاجتماعية التي لا بد من التوعية بشأنها، هي ظاهرة التنمر العالمية والسائدة في مختلف المجتمعات منذ قديم الأزل، إلا إنها الآن صارت على نطاق أوسع وأكبر، حيث زاد عدد الأشخاص المتنمرين وزادت المشكلات المتفاقمة حول في شتى مسالك الحياة وعلى مختلف الأصعدة والطبقات المجتمعية، فما هي كينونة التنمر وكيف نتصدى له؟

ما هو التنمر

هو عبارة عن ظاهرة اجتماعية عنيفة، يمارسه شخص ما وهو المتنمر، ضد شخص آخر ويكون ضحية التنمر، وإزعاجه بشكل متكرر ومُتعمد بأكثر من شكل، إما بنشر كلام بذيء حوله

حتى ينظر له الجميع نظرات ارتياب وشك، وبتهديد، أو مهاجمة بدنية أو لفظية، مناوشات ومراوغات استمرارية والسخرية والضحك عليه.

ويتصرف المتنمر على هذا الأساس، حيث يرون من وجهة نظرهم الغير سويّة أنهم هكذا أقوياء ومحبوبون، أو يمارسونه بغرض لفت الانتباه أو بدافع الغيرة، أو بسبب تعرضهم لمثل هذه المواقف سابقًا، لذا فإن دوافع التنمر مختلفة، إلا إنها في الأخير أيًا كان الدافع فهو نابع من أمر غير سوي.

أسباب التنمر الشائعة

جزء كبير من التعرف على ما هو التنمر منوّط حول التعرف على أسبابه، مع العلم أن النسبة الأكبر فيها تتمحور حول طبيعة حياة المتنمر والبيئة التي يعيش فيها وما يواجهه من أحداث، وإن من أبرز الأسباب الشائعة عن التنمر:

ما هو التنمر

  • شعور المتنمر بالإهمال والتجاهل في المنزل، أو إن العلاقة ذات وتيرة سيئة مع الأبوين.
  • الغالبية الأكثر من الأشخاص المتنمرين كانوا أنفسهم ضحية للتنمر من قبل.
  • الشعور بالغيرة والبحث عن الاهتمام.
  • تعلم العدوانية من البيئات المحيطة، المنزل، المدرسة أو المحتوى الإعلامي الذي يتابعه الشخص.
  • الافتقار للوعي وحسن الخلق والأثر السلبي الكبير الناجم عن التنمر.
  • الإحساس بالضعف والعجز في حياتهم، فيسعون للسيطرة على الآخرين وممارسة القوة عليهم.
  • افتقار الشعور بالأمان العاطفي والنفسي.
  • بعض الأطفال يكونون مجرد جزءً من مجموعة متنمرين، حتى يشعر أنه متقبل من قبل الآخرين، أو لتجنب التعرض للتنمر منهم، أو طلبًا للشهرة.
  • تجارب سابقة غير صحيحة، نتج عنها شعور أن التنمر يحقق الرغبات.
  • اعتباره كأداة لإخفاء القلق أو العار أو لتعزيز احترام الذات من خلال إهانة الآخرين.
  • سوء فهم أفعال الآخرين الناجم عن اضطراب الشخصية أو سرعة الغضب واستخدام القوة والإدمان على السلوكيات العدوانية والانخراط في أعمال العنف.

اطلع على: حوار بين شخصين عن التنمر

أنواع التنمر

على الرغم من تعدد أنواع التنمر إلا إنه يتميز عن غيره من السلوكيات السلبية في 3 عوامل وهي، التكرار، التعمد واختلال القوة، ومن أنواعه المنتشرة:

التنمر الاجتماعي إهمال الشخص، تجاهله عن عمد أو نشر شائعات عنه.
التنمر اللفظي السخرية، إطلاق الألقاب، التهديد، الشتائم والتحقير.
التنمر الجسدي الركل، الضرب، واللكم، العرقلة على الطريق

تصويب شيء على الشخص، إتلاف غرض خاص به.

التنمر النفسي التربص، النظرات المستحقرة والسيئة

التلاعب وإشعار الشخص أن هذا التنمر من وحي خياله.

التنمر الإلكتروني اختراق الحساب الشخصي ونشر أشياء مخلّة فيه

أو إرسال رسائل محرجة، التهديد من خلال الإنترنت.

اطلع على: ما هو التنمر وانواعه واسبابه ؟ تعريف التنمر بكل أشكاله

من الأكثر عرضة للتنمر؟

تشير الإحصائيات أن بعض فئات المجتمع يواجهون ظاهرة التنمر أكثر من ذويهم، وهم:

  • المنطوين اجتماعيًا والخجولين، لا يظهر لهم صوت عالٍ أثناء التحدث ولا يتكلمون كثيرًا، مما يجعلهم فريسة سهلة للمتنمرين المتسلطين.
  • المختلفين في الهيئة والمظهر، أو في الحالة الاجتماعية، الصحية، كوجود مشكلة صحية أو إعاقة، كما مختلفين الثقافات والديانات.
  • الوافدين الجدد، كطفل جديد في المدرسة أو الفريق.
  • المسالمين، المتفوقين والموهوبين بشكل استثنائي ويحصلون على اهتمام كبير.
  • في المجال العسكري، دائمًا ما جنود الفرق الأكبر يسخرون من الفرق الأولى في التدريب.

ما هو التنمر

اطلع علي: من أدوات التنمر الإلكتروني وأساليب علاجه

الآثار المترتبة على التنمر

إن التعرف على ما هو التنمر بشكل تفصلي يأخذنا إلى الآثار المترتبة عليه في مختلف النواحي، مما يؤهل للتصدي له بشكل أوعى وأكثر قوة، ومن أبرز ما يترتب عليه:

أولًا: الآثار العاطفية والاجتماعية

  • التفكير بالانتحار نتيجة الشعور بالاكتئاب.
  • صعوبة الثقة في الآخرين والحصول على صداقات.
  • محاولة شرب الكحول أو تناول المخدرات.
  • عدم احترام النفس.
  • الشعور بالعجز، الضعف، العزلة والإحباط ممزوجين بالغضب والمرارة.

ثانيًا: التأثير على التعليم

  • يظهر التأثير السلبي بشكل ملحوظ على التحصيل الدراسي.
  • الشعور بالقلق والإجهاد الذي بدوره يؤدي إلى صعوبة التعلم.
  • عدم الرغبة في الذهاب إلى الصرح التعليمي، سواء مدرسة أو كلية.
  • مواجهة صعوبة في الحفظ والتركيز وبالتالي عدم ثبات المعلومات أو تذكرها بسهولة.

ثالثًا: أثار حياتية على ضحايا التنمر

  • الابتعاد عن الأنشطة التي كان يمارسها وعدم الاهتمام بها.
  • تغيرات في روتين النوم والأرق نتيجة القلق الذي يشعر به وعدم الشعور بالراحة والرضا.
  • انخفاض التفاعل بشكل عام، سواء مع الأسرة، أو في التحصيل الدراسي أو أي مكان به تجمعات، حيث يفتقر للثقة في النفس وضعف الشخصية.
  • تغير في شهية الطعام ورتين تناول الوجبات.
  • قلة الكلام والاكتفاء بإظهار الموافقة أو الرفض على كلام المتحدث.
  • تلعثم بالكلام والحكم على نفسه بالفشل.
  • الشكوى للأهل عن أشياء لم يشكو منها من قبل، كشيء بشكله، جسمه، اسمه وما شابه.

اطلع على: كيفية كتابة محضر اجتماع عن التنمر

حكم التنمر في الإسلام

لقد نهى الله بشكل صريح عن التنمر في كتابه الكريم، فيقول سبحانه وتعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون”[ref](سورة الحجرات: 11)[/ref]

  • تشمل الآية نهيًا صريحًا عن احتقار الناس أو السخرية والاستهزاء منهم سواء بسبب ضعف فقرن مرض، أو أي أمر مختلف عنهم غير مألوف.
  • عند الله قد يكون الشخص الذي يُسخر بشأنه هو أعظم وأحب إليه من الساخر.
  • عدم إصدار الإيماءات التي توحي للأخرين بالسخرية عليهم، سواء بنظرة، حركة أو حديث.
  • عدم إطلاق الأسماء التي يستاء الناس عند سماعها عليهم.

اطلع على: حديث عن التنمر للاذاعة المدرسية

الآثار السلبية للتنمر

بعد أن أوضحنا تعريف التنمر وأنواعه، وجب الإشارة إلى أن هذا الفعل السيء يؤثر بشكل كبير على كافة الأشخاص الذين يتعرضون لهذه المشكلة المثيرة للجدل، إليكم هذه الآثار فيما يلي:

  • فرط مشاعر التوتر والقلق.
  • الشعور بالإحباط وفقدان الشغف تجاه ممارسة أي نشاط.
  • مشاكل في النوم والأرق مما يسبب إرهاق الشخص.
  • تغيرات ملحوظة في الشهية.
  • المعاناة من الاكتئاب.
  • الإحساس بالحزن والوحدة الشديدة.
  • ضعف الثقة بمن حوله، وعدم استطاعة تكوين علاقات اجتماعية
  • ارتفاع احتمال الإصابة بالوعكات الصحية.

لا يفوتك أيضًا: حوار بين شخصين عن التنمر

طرق الحدّ من التنمر

لا يقتصر التصدي للتنمر على معرفة ما هو التنمر وأسبابه وتأثيراته، بل إن القضاء عليه يبدأ من التنشئة السليمة للطفل، مع دور الإعلام في مواجهة رفض تلك الظاهرة الدنيئة، ومن أهم التوصيات التي جاءت للحدّ من التنمر:

حديث عن التنمر

  • تنشئة وتربية الطفل على الأسس والقيم وتعليم السلوك الديني الصحيح وممارسته أمامهم في مختلف المواقف.
  • عدم التصرف بعدوانية أمام الأطفال ومراقبة ما يتابعه واهتماماته، وملاحظة إن كان لديه جانب عدائي بصرفه في إحدى أنواع الرياضة الجسدية التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا حتى يفرغ طاقته بشكل سليم.
  • متابعة سلوكيات المراهقين داخل المدرسة وكيف يتعاملون مع أقرانهم.
  • إقامة الندوات التثقيفية داخل الجامعات بشكل دوري.
  • ملاحظة ومتابعة الطلاب في جميع الصفوف التعليمية والمراحل المختلفة عبر أخصائيين نفسيين واجتماعيين.
  • مراقبة الأهل للأبناء خاصة فيما يتصفحوه على شبكة النت.
  • نصح المتنمر إلى زيارة طبيب يساعده في التخلص من تلك المشكلة.
  • سنح الفرصة لمنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات بنشر برامج التوعية وتعزيز رفضها لسلوك التنمر العدواني بأكثر من شكل لمخاطبة كل عمر ما يناسبه.
  • وضع الحكومات القوانين الصارمة لمن يمارس التنمر ضد الآخرين.

اطلع على: كلمة عن التنمر للإذاعة المدرسية جاهزة للطباعة 

كيف يساعد الآباء الأطفال لمواجهة التنمر

إن التنمر لا يُعرف له سقف أو حدود، فهناك حديث شهير على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول “إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت“، وهذه قاعدة تشمل المتنمرين حيث تجردوا تمامًا من ثوب الحياء، فلا يفرقون إن كان أمامهم طفل أو راشد، فلا يتوانوا عن أذيته.

ونظرًا أن الأطفال في سن حرج يكبر فيه تأثير ما يواجهونه كلما تقدموا بالعمر، فعليهم التحلي بطرق الدفاع اللازمة لمواجهة ظاهرة التنمر دون أن تترسخ داخلهم عواقب وخيمة تؤثر على جانبهم المعنوي، وللوالدين دور هام منوط بهم لمساعدة أطفالهم في هذا، يتمثل في التالي:

حديث عن التنمر

  • الوقاية هي الطريق الأول في سلامة الطفل، فعلى الآباء توعية الأبناء بظاهرة التنمر بشكل عام على أنها من الوقائع التي تعيشها كافة المجتمعات، والتأكد من الطفل مدرك ومستوعب لتلك القضية.
  • تثقيف الطفل عن التنمر وأشكاله وطرقة وقصّ بعض المواقف بشأنه، حيث يصبح قادرًا على معرفة إذا تعرض للتنمر، أو إن كان يحدث له هو أو لشخص آخر.
  • التحدث بانفتاح مع الطفل وبشكل متكرر حول ما واجهه في يومه والإنصات له باهتمام والتناقش معه، حيث يكون هينًا عليه فيما بعد إن تعرض للتنمر أو شاهد موقفًا سواء في المدرسة أو على الإنترنت، واستفسر منه على مشاعره أيضًا لا عن أنشطته وما مارسه فقط في يومه.
  • إرشاد الطفل ليصبح قدوة إيجابية، ففي أغلب الأحيان يكون هناك 3 أطراف في واقعة التنمر، وهم المتنمر، الضحية، والمتفرجين، فحتى إن كان طفلك هو فقط متفرج، فيمكنه أن يحسن التصرف ويتعلم منه الآخرين، حينما يدعم الضحية أو يدافع عنها، أو يرفض سلوكيات التنمر.
  • تعزيز شعور الثقة بالنفس لدى طفلك من خلال مشاركته في الأنشطة التي تثير اهتمامه، التسجيل في دروس، والتعرف على مجموعة أصدقاء لهم نفس الاهتمامات.
  • متابعة ما يستخدمه الطفل على الإنترنت وما الذي يشاهده، وتوعيته بشأن المخاطر التي يمكنه مواجهتها على الإنترنت، وشرح طبيعة الترابط بين العالم الفعلي والرقمي.
  • وضح للطفل طريقة التعامل مع الأطفال ومع الكبار باحترام ولطف، وترسيخ معنى الاحترام لديه عبر تعاملاتك الشخصية أمامه مع الآخرين، وكيفية الدفاع عن المحيطين إذا تعرضوا لسوء معاملة، حيث يتطلع الأطفال إلى تصرفات آبائهم كقدوة.

علاج التنمر

تعريف التنمر وأنواعه

توجد بعض الطرق التي يمكن من خلال علاج مشكلة التنمر، وذلك يتم في الغالب من خلال القيام بتنشئة الشخص بشكل سليم، وسنتعرف على طرق العلاج التي تأتي كما يلي:

  • تربية الأبناء في بيئة صحية تمامًا بعيدة عن أي شكل من أشكال العنف.
  • الحرص على تكوين علاقة صداقة وطيدة مع الأبناء منذ صغر عمرهم، والعمل على التواصل معهم بشكل دائم.
  • العمل على تقوية المُعتقدات الدينية التي يتم غرسها في الطفل منذ الصغر، بالإضافة إلى تنشئة الطفل على الأخلاق الإنسانية النبيلة، والتي تتمثل في: (التسامح – المساواة – الاحترام – المحبة – التواضع)، وغير ذلك.
  • الحرص على تقوية العوامل التي تساعد على الثقة بالنفس وتقوية شخصية الطفل بنسبة كبيرة.
  • ضرورة مشاهدة القنوات التل
  • شراء الألعاب الهادفة التي تساهم في تحسين القدرات العقلية للطفل.
  • العمل على مراقبة ما يستخدمه الأطفال عبر الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي.
  • تدريب الأطفال على الرياضات التي تساعده على الدفاع عن نفسه بكل سهولة، وذلك للعمل على تعزيز قوته البدنية وصحته النفسية وثقته بنفسه.

إغلاق