كيف أستطيع تفسير حلمي بنفسي ؟
تفسير الأحلام هو أحد العلوم القديمة التي أجتهد الإنسان القديم بها من أجل معرفة مدلولاتها وبعض الأحداث المستقبلية التي تشير إليها، وبالرّغم من إختلاف الكثير من علماء النفس حول تفسير تلك الأحلام إلا أن الكثير من الآراء أشارت أن الرؤى هي التي تحمل الإشارات سواء كانت تدفع الإنسان على عمل شيء ما أو تحذره .
وفيما عدا ذلك فهو عبارة عن تخيلات ومشاعر ينفث عنها العقل اللاواعي، ولذلك تابعونا في رحلة قصيرة نستعرض من خلالها آراء علماء الدين وعلماء النفس في ذلك، وكيف يستطيع الشخص تفسير حلمه او الإجتهاد في معرفه مدلولاته بدون اللجوء إلى كتب التفسير، فتابعونا.
مفهوم تفسير الأحلام
بشكلٍ عام يمكن تعريف الحلم بإنه الخيالات التي يراها الفرد بصورة شبة يومية فور دخوله في فترات النوم العميق والتي تبدأ بعد مرور حوالي ثلاث ساعات منذ لحظة النوم وحتى الإستيقاظ .
وان فترة الحلم الفعليه لا تتخطى النصف ساعة أو ساعة كاملة على أقصى تقدير ولكن يظن البعض عكس ذلك، وقد يرى الإنسان عدة أحلام غير متطابقة أو بعيدة كل البعد عن أرض الواقع .
وأخرى متشابهة إلى حد كبير مع الأحداث التي تشغل بال الإنسان في الفترة الحالية حيث يرغب البعض دوماً في الكشف عن تفسير الأحلام لكي تساعده على فهم الواقع.
الفرق بين الرؤيا والكابوس
ولقد أشار الكثير من العلماء أن هناك فرق شاسع بين الرؤيا والكابوس حيث يختلط الأمر على البعض ويطلب تفسير الأحلام دون تحديد نوعها
حيث أن الرؤيا هي التي تأتي من الخالق عز وجل وتكون بمثابة إشارة لبعض الأحداث التي تقع في المستقبل لكي تطمئن الإنسان سواء كانت عن طريق بعض الأشخاص الأحياء أو الأموات أو كانت عبارة عن رسائل صريحة وواضحة .
وهناك أيضًا الرؤى التحذيرية التي يرسلها الخالق عز وجل لكي يمنع الإنسان من الإقدام على ذلك الشيء حيث يحمل له الشر فيما بعد حيث تظل مسيطرة على الفرد لفترة من الوقت وتظهر له بصورة مستمرة في مختلف أمور حياته لكي تذكره بها.
أما عن الكوابيس فهي غالباً ما تأتي من الشيطان وتكون بسبب تفكير الإنسان في الحصول على شيء ما محرم أو لا يحق له ولكنه لا يستطيع ذلك على أرض الواقع .
مما يجعله يرى ذلك في المنام لكي ينصرف عن طرق الحق ويسير في طريق الضلال ويبتعد عن الخالق عز وجل وذلك طبقاً لبعض آراء العلماء، ولذلك يرغب البعض في اللجوء إلى بعض المفسرين أو كتب العلماء والفقهاء في ذلك من أجل معرفة تأويل تلك الأحلام أو الرؤى.
تفسير الأحلام عند علماء النفس
أما عن علماء النفس فلقد كان لهم رأى مختلف حول تفسير الأحلام حيث أشارت الكثير من الدراسات أن الأحلام هي عبارة عن طاقات أو مشاعر نفسية تظل كامنة في نفس الإنسان طوال اليوم يخزنها العقل اللاواعي .
ويبدأ في التنفيث عنها طوال فترة النوم حيث يسترخي الجسم وتبدأ تلك الطاقات في الخروج على شكل خيالات، بل ويظل البعض منها مسيطر على الحالة النفسية للشخص حتى بعض أن يستيقظ من النوم لعدة ثواني.
فضلاً عن بعض الأحلام التي يراها الشخص بالرّغم من استيقاظه لعدة دقائق بحيث ترتبط بالواقع من حوله، أو بمعنى آخر قد يستيقظ بسبب مؤثر خارجي قوي ويرى من حوله قطة وفي نفس الوقت يستكمل الحلم ويرى نفس القطة وهو يحملها أو يداعبها .
حيث يفسر الكثير من العلماء ذلك أن الجسم يكون في حالة استرخاء كامل ويعمل العقل اللاواعي على إستكمال حالة النوم لكي يحصل الجسم على قسط كافي من الراحة ولذلك يجعله يخلد إلى النوم مرة أخرى مع إدخال بعض الصور والخيالات من حوله.
تفسير الاحلام عن علماء الدين
وبالنسبة إلى رأي علماء الدين حول تفسير الأحلام فكان مختلف نوعاً ما حيث أشار البعض منهم أن تلك الأحلام تحمل معها رسائل واضحة وصريحة عن بعض الأحداث التي تصيب الفرد في الفترة المقبلة لكي تكون دليل له .
ولاسيما تلك التي تأتي عن طريق بعض الأشخاص الأموات حيث يخبرهم ببعض الرسائل او يحذرهم من القيام ببعض الأمور التي تشكل خطراً على حياتهم فيما بعد.
وعلى رأس أولئك المفسرين هو العالم الجليل محمد بن سيرين ذلك الذي ترك خلفه عدد كبير من المجلدات والكتب المتعلقة بتفسير الأحلام والتي اعتمد عليها الكثير من الأشخاص والفقهاء في تفسير الأحلام من بعده .
وكذلك العالم النابلسي وخليل الظاهري وشاهين كل هؤلاء العلماء تركوا وراءهم عدد ضخم من المراجع التي يستند إليها ويستشهد بها الكثير من مفسري الاحلام في وقتنا الحالي.
كيف أستطيع تفسير حلمي
وبعد أن استعرضنا معكم آراء علماء الدين وعلماء النفس حول تفسير الأحلام يمكننا الآن ذكر بعض الخطوات العملية التي تمكن البعض من تفسير أحلامه بصورة أقرب إلى الصح أو الطرق التي اعتمد عليها بعض المفسرين من قبل .
حيث أن الخطوة الأولى تعتمد على تحديد نوع الحلم والتي تم ذكرها في الأعلى، فإذا كان ذلك الحلم هو رؤيا من الله عز وجل والذي يأتي بصورة صريحة ومباشرة سواء من خلال بعض الإشارات أو الرموز الواضحة أو كانت عن طريق احد الأشخاص الأموات المقربين منك.
وذلك بعد الدعاء والتضرع إلى الخالق لعدة أيام للمساعدة على إتخاذ قرار ما أو معرفة حقيقة شيء مثل الدخول في وظيفة معينة أو الزواج من فتاة أو الطلاق وغيرها من الأمور .
وفي تلك الحالة يجب أن يجب أن يتم تنفيذ تلك الرؤيا كما هي دون تغيير أو يتم الرجوع إلى كتب التفسير أو بعض المفسرين ذوي الخبرة في ذلك المجال إذا كانت الإشارات التي تحملها الرؤيا مبهمة وغير واضحة.
وفي حال كون ذلك الحلم مجرد خيالات او انعكاس للواقع بسبب تفكير الشخص بصورة مستمرة في أمر ما ويراه في المنام بصورة واضحة فهو لا يحتاج في كثير من الحالات إلى التأويل أو الرجوع إلى كتب التفسير .
حيث إنها تأتي من الشيطان كما يدعي البعض أو تظهر بسبب تخزين العقل اللاواعي لذلك وفي كلا الحالتين يجب ألا يهتم الإنسان بذلك كثيرًا ويركز طاقته ومجهوده على تفسير الأحلام فقط.
أما الخطوة الثانية فهي تعتمد على الحالة النفسية التي كان يشعر بها الشخص في ذلك الحلم فإذا كان يشعر بالسعادة والفرح فهو دلالة على الخير والرزق الذي ينهال عليه في تلك الفترة ولذلك يجب أن يستبشر خير دوماً .
وإذا كانت خاصة بكابوس أو احداث سيئة فيمكن للبعض أن يستعيذ من الشيطان الرجيم ويتفل عن يساره وذلك كمان اوصانا الرسول الكريم.
خطورة تفسير الأحلام بدون أسس علمية
وبشكل عام يجب ألا يشغل تفسير الأحلام حيزاً كبيراً من حياته بصورة مبالغ فيها حيث أن الحياة الواقعية هي التي تستحق الإهتمام
وتحقيق الأهداف والسعي وراءها بدلاً من الانشغال ببعض الأمور الأخرى التي تشغل الإنسان عن تعمير الكون وبناء النفس وتطور المجتمع .
بل وهناك من يقوم بأخذ قرارات مصيرية هامة بناء على بعض التفسيرات الغير صادقة والتي يطلقها البعض من باب الشهرة أو الحصول على المكانة الاجتماعية المرموقة، وبالتالي تضر البعض ولا سيما إذا كانت غير صادقة أو قائمة على أسس علمية ممنهجة.