أيام التشريق أيام اكل وشرب وذكر لله عز وجل
أيام التشريق أيام اكل وشرب هي أحد الأيام التي اختصها الله بالذكر في القرآن الكريم, كما ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنته النبوية الشريفة، وقال عنها أنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل حيث تعد هذه الأيام أحد أفضل الأيام المتواجدة في العام الهجري، وهو ما وضحته عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي حدد موعد هذه الأيام من كل عام بالإضافة إلى تحدثها عن بعض العبادات التي يجب تأديتها فيها، ومنها حكم صيامها.
أيام التشريق أيام اكل وذكر لله
جاءت السنة النبوية الشريفة من أجل تفصيل ما جاء في القرآن الكريم مجملاً، وليس من إكماله! لأن القرآن ليس ناقصاً، لذلك نجد أن؟ سنة رسولنا الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه-، قد أشارت إلى أن ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر لله بينما جاء في الذكر الحكيم؟ ضرورة ذكر الله في هذه الأيام المباركة بحيث يكون هذا الذكر مستمراً؟ من اليوم الأول في هذه الأيام حتى اليوم الأخير منها، وينقسم ذكر الله في هذا الوقت إلى أنواع:
- التكبير عقب كل صلاة من الفروض الخمسة، ويكون هذا التكبير مشروعاً من؟ يوم عرفة حتى عصر اليوم الأخير من أيام التشريق.
- التسمية والتكبير عند الذبح سواء كان الهدي للحاج أو الأضحية لغير الحاج.
- التسمية والحمد عند الأكل والشرب, كما جاء في الحديث النبوي الشريف.. «إن الله عزَّ وجل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشَّربة فيحمده عليها».
- التكبير أثناء رمي الجمرات، ويكون ذلك مقتصراً على الحجاج فقط.
- الإكثار من صيغ الذكر في هذه الأيام من الحمد والاستغفار والتسبيح والدعاء, كما أمرنا المولى -عز وجل-، في كتابه العزيز:(فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
حديث أيام التشريق أيام اكل وشرب
اتفق مفسروا القرآن الكريم على أن أيام التشريق من الأيام التي ذكرها المولى -عز وجل-، في كتابه العزيز؟ وذلك في (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ), كما ذكرها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-؟ في حديث أيام أكل وشرب وذكر لله، والذي أتى بأكثر من صيغة وليس صيغة واحدة فقط! إلا أن جميعها تحدثت عن كونها من الأيام التي يستحب أن يأكل فيها المسلم ويشرب.
- قال ابن عمر -رضي الله عنه-، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال عن أيام التشريق: «إنها أيام أكلٍ وشرب وذكرٍ لله عز وجل».
- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم–: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب».
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وبعال».
صحة حديث أيام التشريق
ورد عن أيام التشريق العديد من الأحاديث النبوية، والتي وضحت أن هذه الأيام؟ تدخل ضمن أعياد المسلمين التي من المستحب أن يكثر فيها المسلمين من الطعام والشراب. هذا وقد اتفق العلماء على صحة حديث ايام التشريق بِكافة الصيغ التي ورد بها، وبمختلف الرواة إلا أن أكثر الروايات صحة؟ تلك التي رواها أبي هريرة وابن عمر -رضي الله عنهما-، وهي التي جاءت في صحيح مسلم.
وقد استند العلماء على التأكيد على صحة حديث ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجل؟ على القرآن الكريم الذي ورد به أكثر من آية تؤكد المعنى الذي جاءت به هذه الأحاديث، منها؟ قوله تعالى: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير﴾، وأيضاً قوله تعالى: ﴿والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر).
ماهي أيام التشريق
تعرفنا في الفقرات السابقة على؟ الأحاديث النبوية الشريفة التي اشارت إلى ما يستحب أن يفعله المسلمون في هذه الأيام المباركة إلا أن السؤال الأهم، الذي يطرحه الكثير من الناس، هو ماهي ايام التشريق؟ اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.. آخر شهور السنة الهجرية أو هي؟ اليوم الثاني والثالث والرابع من عيد الأضحى المبارك، ولكلِِ من الثلاث أيام اسم خاص به.
- الحادي عشر من ذي الحجة: أول أيام التشريق، ويعرف باسم يوم القّر أو يوم الرؤوس حيث سمي بيوم القر لأن الحجاج يقرون ويبيتون في منى، وقد وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه من أعظم الأيام, كما ورد في الحديث الصحيح «أعظم الأيّام عند الله يوم النّحر ثمّ يوم القر» فيما يُعرف باسم يوم الرؤوس لأن الحجاج يأكلون فيه رؤوس الأضاحي.
- الثاني عشر من ذي الحجة: ثاني أيام التشريق، واسمه يوم النّفر الأول لأنه يجوز النّفر فيه؟ لمن تعجل في رمي الجمرات في كلِِ من العقبة الأولى والثانية, كما جاء في قوله تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه… }.
- الثالث عشر من ذي الحجة: ثالث أيام التشريق وآخرها، واسمه يوم النّفر الثاني، وهو اليوم الذي يعقب رمي الجمرات.
لماذا سميت أيام التشريق
لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم؟ ذلك السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس، والذي لا توجد له إجابة واحدة بل أن؟ هناك أكثر من رأي يوضح سبب التسمية بهذا الاسم.. أما عن التسمية الخاصة بِكل يوم على حداه فإنه متفق عليها بين أهل العلم, كما سبق وأن أوضحنا في الفقرة السابقة.
- القول الأرجح: أن سبب التسمية جاء بسبب؟ أنهم كانوا يشرقون لحوم الأضاحي ويبرز لونها في الشمس لذلك عرفت باسم أيام التشريق؟ بمعنى أنهم كانوا يقطعون لحم الأضاحي ويضعونه في الشمس حتى يتم تجفيفه؛ فكان يعرف باسم اللحم القديد، وتقديد اللحم عند العرب قديماً؟ كان يعرف باسم التشريق.
- القول الثاني: أن صلاة العيد لا تصلى إلا بعد شروق الشمس! فتم تسمية جميع أيام عيد الأضحى المبارك باسم أيام التشريق تبعاً لاسم اليوم الأول “يوم النحر”! وهو من باب تسمية الشيء من اسم بعضه, كما هو معروف في اللغة العربية.
- رأي ثالث: يرجع هذه التسمية إلى أيام الجاهلية حيث كانوا يقولون في مثل هذه الأيام “أشرق ثبير كيما نغير”، وثبير هو أحد الجبال بمنى أما المقصود بكلمة كيما نغير؟ هو أن ننحر ونضحي.
- آخر الآراء: يتقارب هذا الرأي مع القول الأرجح فيما يخص لحوم الأضاحي.. فقيل أنها سميت بأيام التشريق لأن الهدي لا يذبح حتى تشرق الشمس.
فضل ايام التشريق لغير الحاج
قال العلماء عن فضل ايام التشريق لغير الحاج أو الحاج، أنه قد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي يقول فيه: «أيام التشريق أيام أكل وشر»، ومن هذا الحديث يتضح أن؟ فضل هذه الأيام يعود على المرء دنيوياً ودينياً، كالتالي:
- الجانب الديني: أنها أيام ذكر للمولى -سبحانه وتعالى- حيث يكون هذا الذكر طوال الأربع أيام! بدايةً من يوم النحر وحتى يوم النفر الثاني، وتتعدد فيه صيغ الذكر ؟ من التكبير عقب الصلوات وطوال هذه الأيام وذكر الله والتسمية قبل الأكل وحمده بعد الأكل.
- الجانب الدنيوي: فتكون هذه الأيام أيام فرح وسرور، وانفراجة للناس وتوسعة على الجميع وبسط للنفس. بما لا يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي, كما حدثنا نور الهدى -صلوات الله عليه وتسليمه-، في الحديث النبوي الصحيح: «يوم عرفة، يوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام ..».. هذا بجانب الإكثار من الطعام والشراب ومشاركته مع الأهل والأحبة.
حكم صيام أيام التشريق
جاء حكم صيام أيام التشريق في أكثر من حديث نبوي صحيح؟ وجميع هذه الأحاديث قد حرمت صيام هذه الأيام، ولكن يستثنى من هذا الأمر، الحاج الذي لم يجد الهدي! وفقاً للحديث في صحيح البخاري، الذي رواه كلاً من أم المؤمنين السيدة عائشة، وابن عمر -رضي الله عنهما-.. الذي يقول: «لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي».
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن حذافة أن يطوف في أيام منى.. ألا لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله».
حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال : «نهى النبي صلى الله عليه وسلم. عن صوم يوم الفطر والنحر».
روى أبو داود، عن أبي مرة مولى أم هانئ: «أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص؛ فقرب إليهما طعاما، فقال : كُل؛ فقال : إني صائم. فقال عمرو: كل فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يأمرنا بإفطارهم ، وينهانا عن صيامها، قال الإمام مالك: وهي أيام التشريق». وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامها: «لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب وذكر لله -عز وجل-». رواه أحمد ( 10286 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3573).
ختام مقالة أيام التشريق أيام اكل وشرب؛ جعل الله أيام مميزة في العام مثل أيام التشريق التي يكثر فيها الإنسان من ذكر ربه حتى يتفهم المرء ضرورة الذكر في حياته والنفع الذي يعود عليه منه لهذا يجب ألا يتوقف الإنسان عن ذكر الله في حياته، ولا يشترط أيام محددة من أجل الإكثار من ذكره -سبحانه وتعالى- حيث أمرنا المولى بذكره في كل وقت, كما جاء في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).