حكم اللعب بالنرد في الشريعة الإسلامية
قبل أن نتعرف على حكم اللعب بالنرد في الشريعة الإسلامية، يجب أولاً أن نعرف معنى النرد؟ خاصة أن هذه الكلمة لم تعد مستخدمة خلال الفترة الحالية حيث تم استبدالها بكلمة أخرى وهي الزهر. لذلك في هذه المقالة سوف نوضح حكم الألعاب التي يتم لعبها بالزهر، وهنا نقول نشير إلى أنها ألعاب وليست لعبة؟! لأن هناك العديد من الألعاب المتواجدة في الوقت الراهن، والتي يتم الاعتماد فيها على الزهر بصفة أساسية. بحيث يوجد من هذه الألعاب ما هو قديم ومستخدم منذ زمن طويل حتى وقتنا الحالي وألعاب تم استحداثها في السنوات الأخيرة.
وسواء كانت هذه الألعاب قديمة أو حديثة؛ فإن الحكم الشرعي عليها لا يختلف؟! لأن الحكم هنا على طريقة اللعب وليس على الزمن التي تواجدت فيه، وطريقة اللعب هنا الإعتماد على إلقاء حجر النرد. والتي ورد فيها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي أوضحت أنه لا يجوز شرعاً اللعب بالنرد، وأنه من الأفعال المحرمة في الشريعة الإسلامية، التي إن فعلها المسلم يأثم ويحاسب عليها يوم القيامة.
ما حكم اللعب بالنرد
توجد العديد من المسائل الدينية التي يوجد خلاف عليها بين علماء الدين! والتي تكون بصورة كبيرة ليس له حكم مباشر في أي من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة. لذلك لا يكون الحكم مؤكداً في هذه الحالة. إلا أنه عندما يتم التحريم بصورة مباشرة من أي من القرآن أو السنة؛ فإنه في هذه الحالة لا يوجد أي خلاف، وهذا الأمر ينطبق على الإجابة على سؤال ما حكم اللعب بالنرد؟ والذي لا يوجد فيه أي جدال، لأن التحريم قد جاء مباشر من سيد الخلق أجمعين ” سيدنا محمد” -صلى الله عليه وسلم-، في سنته النبوية الشريفة.
ولم يقتصر تحريم اللعب بالنرد في الشريعة الإسلامية على ما ورد من الأحاديث النبوية الشريفة المتفق على صحتها. بل أنه وجد في الأثر الصالح ما يدل على تحريم هذه اللعبة، وعدم جواز اللعب بها في الدين الإسلامي. فقد كان الخليفة الثاني للمسلمين الفاروق “عمر بن الخطاب” -رضي الله عنه-، يضرب أولاده ويكسر تلك اللعبة التي تلعب بالنرد، وهذا دليل على مدى تحريم هذه اللعبة في شريعتنا الإسلامية.
ما هو النرد وما حكمه
نتيجة لأن كلمة النرد لم تعد مستخدمة منذ فترة طويلة، لا يعلم الكثير من الناس معنى هذه الكلمة. مما أدى إلى لعبهم بعض الألعاب التي تعتمد عليها دون الدراية بالحكم الشرعي لها. لذلك حرص أهل العلم على الإجابة على سؤال ما هو النرد وما حكمه ؟ بالتفصيل.
- معنى النرد فقهياً: النرد هو عبارة عن صندوق ذات خانتين، يوجد فيه عدد من الحجارة “أقراص في الوقت الحالي” وفصين مرقمين. بحيث يتم الإعتماد فيه هذه اللعبة على تحريك الحجارة وفقاً للأرقام التي تأتي بها الفصوص. فهي تعتمد على الحظ الكامل، وأقرب الألعاب لهذا التعريف في الوقت الحالي، هي الطاولة.
- معنى النرد لغوياً: مكعبان صغيرين الحجم مصنوعة من العاج أو البلاستيك أو مواد أخرى، وكل وجه من هذه الأوجه؟ منقط بنقط سوداء مرقمة من رقم واحد إلى رقم ستة، والذي يعرف في الوقت الحالي باسم “الزهر”.
أما الشق الآخر، وهو حكم اللعب بالنرد:
- جمهور العلماء: فقد اتفق جمهور العلماء على تحريم اللعب بالنرد، وجاء هذا التحريم على التعريف الفقهي واللغوي، وعليه؟ فإن الحكم لم يشتمل على لعبة الطاولة فقط بالتعريف الفقهي. بل أنه شمل كل الألعاب التي تعتمد على الحظ من إلقاء حجر النرد بالتعريف اللغوي “الزهر”.
- رأي ضعيف: خرج أحد العلماء السعوديين، وقال أن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، التي نهت وحرمت مباشرةً عن اللعب بالنرد؟ لم يكن المقصود منها الزهر الذي يتم اللعب به في العصر الحالي. بل أنه المقصود به اللعبة القديمة التي كانت معروفة منذ الساسانية، وأشبه الألعاب بها في العصر الحالي؟ هي الطاولة، وهذا يعني أن الأحاديث النبوية الشريفة، ليس المقصود منها الزهر بشكله الحالي أو الألعاب المعاصرة
مما يعني أنه يجوز شرعاً اللعب بالألعاب التي تعتمد على الزهر، إلا أن هذا الرأي لا يتم الأخذ به. خاصة أن التعريف اللغوي للنرد، يؤكد على رأي جمهور الفقهاء في تحريم جميع الألعاب التي تعتمد على الحظ في إلقاء حجر النرد بمفهومه القديم أو الزهر بمفهومه الحديث.
تحريم اللعب بالنرد من السنة والأثر
- تحريم اللعب بالنرد من السنة:
عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال : «من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله». روى أبو داود (4938) وابن ماجه (3762)،والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود . ورواه أحمد (19519) بلفظ : «من لعب بالكعاب فقد عصى الله ورسوله». وحسنه الأرنؤوط في تحقيق المسند .
وعن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه-: «إياكم وهاتين الكعبتين الموسومتين اللتين تزجران زجرا ؛ فإنهما من الميسر».
عن بريدة -رضي الله عنه-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه». أخرج مسلم (2260) وأبو داود (4939) وابن ماجة (3763) وأحمد (22470).
- تحريم اللعب بالنرد من الأثر:
صح عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: “اللاعب بالفصين قمارا. كأكل لحم الخنزير ، واللاعب بهما غير قمار. كالغامس يده في دم خنزير” .
وصح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: “أنه كان يضرب بنيه عليها ويكسرها”.
صح عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “أنها تطرد الساكن في دارها، وتقول: (لئن لم تخرجوها لأخرجنكم من داري)”.
الأصل في تحريم اللعب بالنرد
أوضح الشيخ شهاب الدين التوربشتي الأصل في تحريم اللعب بالنرد، في شرح مصابيح السنة؟ أن النردشير المقصود في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هو النرد الذي كان يلعب به قديماً ولا يزال يلعب به في الوقت الراهن “المقصود هنا التعريف الفقهي”. أي الطاولة، والذي اخترعه ” شابور بن أردشير بن بابك” ابن أول ملوك الساسانية. حيث قسم حجر النرد بهذا الشكل وفقاً للمعتقدات الساسانية القديمة، ورغبةً منه في إحياء سنة المجوسية وأفكارهم التي تخالف الشريعة الإسلامية ولا تعترف بوحدانية الخالق -سبحانه وتعالى-.
- شكل الصندوق: شبه شكله وهذه الرقعة بالأرض
- الأربعة أوجه في حجر النرد: الأربع فصول في العام “الصيف، الشتاء، الربيع، الخريف”.
- عدد الحجارة: ثلاثين أي ثلاثين يوماً المتواجدين في الشهر.
- الألوان في اللعبة: الأبيض والأسود تشبيه بالليل والنهار.
- الخانات في الصندوق: عددها 12، وهنا يقصد بها عدد الشهور المتواجدة في العام.
- الكعاب أو الزهر: يشبه هنا بالنجوم المتواجدة في الفضاء، وقيل الشمس والقمر.
وقال الشوكاني في هذا التفسير: أن المقصود من جعل الزهر بهذا الشكل، والاعتماد عليه في اللعبة؟ هو أن جعله على هيئة الشمس والقمر أو ما يخص الفلك، وما يصاحبهم من اقترانات مختلفة تؤدي إلى حدوث تأثيرات فلكية مختلفة. فإن المقصود هنا التأكيد على أن كل الأمور مقدرة بقضاء الله وليس للإنسان دخل فيها “مسير لا مخير”، وتأتي الفكرة من اللعبة هنا؟ أن الإنسان يلعب ويفعل ما عليه إلا أن ما يأتي به النرد في النهاية من كسب هو الذي يقدر ويحدث. هذا هي العلة الأصلية في تحريم اللعب بالنرد في الإسلام.
حكم اللعب بالنرد عند المذاهب الأربعة
لا يوجد خلاف بين الأئمة الكبارة على حكم اللعب بالنرد حيث اتفقوا جميعاً على تحريم اللعب بالنرد، والحكم هنا يشمل التعريف الفقهي والتعريف اللغوي. أي أنهم قد حرموا كل الألعاب التي تلعب بحجر النرد “الزهر” وليس الطاولة فقط، وعلى الرغم من عدم وجود خلاف بين علماء الدين سواء كانوا القدامى أو المعاصرين.
إلا أن هناك رأي منشق عن هذه الآراء، وهو لأحد العلماء الذين ينتمون إلى المذهب الشافعي، والذي قال: بأن المقصود من الأحاديث النبوية التي حرمت اللعب بالنرد؟ كان القصد منها عند اللعب بمرهانات مالية أو عوض، وعليه تصبح اللعبة مثل الميسر المحرم شرعاً, كما جاء في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). [المائدة: 90].
لهذا يكون اللعب بالنرد حلال شرعاً، في حالة لم يتم اللعب برهان أو انتظار عوض من اللعبة. إلا أن العلماء قد أكدوا على عدم الأخذ بهذا الرأي خاصة أن الإمام الشافعي -رحمه الله-، وجمهور أصحابه عدا هذا الرأي أكدوا على تحريم اللعب بالنرد، ويمكنكم التعرف على هذا الحكم بالتفصيل وسند كل منهم من خلال الرجوع إلى هنا.
حكم اللعب بالنرد دار الإفتاء المصرية
على عكس رأي جمهور العلماء فيما يخص حكم اللعب بالنرد؛ جاء حكم اللعب بالنرد دار الإفتاء المصرية؟ مخالفاً لهذه الآراء، ومتفق مع بعض الآراء الضعيفة، وهو أن اللعب بالنرد حلال شرعاً حتى الطاولة، ولكن بشروط، هي:
- لا تلهي عن ذكر الله أو السهو عن أداء الفروض.
- أن لا يكون فيها مضيعة للوقت.
- عدم وجود سباب أو شتائم، ومثل هذه الأقوال التي تخالف الدين.
- أن يكون الهدف منها الترويح عن النفس والترفيه.
- تلعب بدون مراهنات أو عوض.
- عدم الاعتقاد بالحظ أو النظر على أن النرد هو الأساس. بل اعتبارها مجرد لعبة الهدف الأول منها الترفيه.
وفي حالة توافر هذه الشروط؛ فإن كل الألعاب التي يتم لعبها بالنرد تصبح حلال شرعاً. خاصة أن هذه الأساسيات الأولى التي تم تحريم لعبة النرد بسببها.
حكم اللعب بالنرد بدون عوض
من خلال ما سبق ذكره في الفقرتين السابقتين؛ فإن حكم اللعب بالنرد بدون عوض، مقسم إلى قولين، هما كالتالي:
- تحريم اللعب بالنرد بدون عوض: هذا رأي جمهور الفقهاء والعلماء المعاصرين. حيث أكدوا على التحريم جاء في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء كان اللعب بعوض مادي مثله مثل الميسر أو بدون ذلك.
- إباحة اللعب بالنرد بدون عوض: هذا الرأي ضعيف، وقد قال بعض بعض العلماء من دار الإفتاء المصرية بالإضافة إلى البعض من أصحاب المذهب الشافعي.
حكم لعب النرد في الجوال
بسبب تفرد بعض العلماء المعاصرين برأيهم فيما يخص حكم اللعب بالنرد، وتحديد البعض شروط تؤدي إلى إباحة هذه اللعبة؟ أدى ذلك إلى تقسيم حكم لعب النرد في الجول، إلى قولين مثلما هو الحالي فيما يخص اللعب بالنرد بدون عوض.
- القول الأول: تحريم اللعب بالنرد لا يشترط كونه على الطبيعة أو في الجول. مثلما هو الحال للعديد من الألعاب في الوقت الراهن التي تعتمد على التطبيقات الإلكترونية؟! لأن التحريم جاء عن اللعب بالنرد كافة. مثلما أخبرنا الصحابي الجليل “عبدالله بن مسعود” -رضي الله عنه-، والذي وصف حجر النرد في الحديث الشريف بالتحديد، والذي يتضح منه؟ أن المقصود بالنرد هو الزهر بالمسمى الحالي, كما هو التعريف اللغوي:
«إياكم وهاتين الكعبتين الموسومتين اللتين تزجران زجرا ؛ فإنهما من الميسر».
- القول الثاني: أنه يجوز شرعاً لعب النرد في الجوال. طالما لا يتواجد فيه ما يتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامي، مثلما هو رأي دار الإفتاء المصرية وبعض من أصحاب المذهب الشافعي. إلا أن هذا الرأي الأضعف ويستحب عدم العمل به واجتناب كل الألعاب التي تعتمد على الزهر.
علة تحريم اللعب بالنرد
بعد أن وضحنا الأصل في تحريم اللعب بالنرد، وانها تعود إلى عقائد غير سماوية وتتنافى تماماً مع تعاليم الله ورسوله. فإننا في هذه الفقرة سوف نوضح علة تحريم اللعب بالنرد، والمقصود هنا العلة الفقهية بناء على ما ورد في كلِِ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
- علة تحريم اللعب بالنرد من القرآن الكريم: لم يأتي في القرآن الكريم آية تخص النرد. إنما جاء التحريم بالقياس على ما ورد في الآية رقم 91 من سورة المائدة، والتي يقول فيها المولى -عز وجل-:
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).
- نوع من أنواع الميسر في حالة تم اللعب عليها برهان أو عوض مادي.
- تلهي عن ذكر الله.
- سبباً من أسباب عدم أداء الفروض الخمسة.
- تكون سبباً في العداوة بين الناس، لما يحدث بسببها من خلافات ونزاعات وسب وقذف وغيره.
- النهي المباشر من المولى -عز وجل- عن ما يسبب السابق ذكره، منها اللعب بالنرد.
علة تحريم اللعب بالنرد من السنة
علة تحريم اللعب بالنرد من السنة: جاء في السنة النبوية الشريفة أكثر من حديث يحرم اللعب بالنرد، والتي ذكرناها في فقرة سابقة. إلا أن هناك بعض الأحاديث الغير مباشرة التي بسببها يحرم اللعب بالنرد في الشريعة الإسلامية، ومن هذه الأحاديث:
عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ».
وعن أم سلمة -رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم».
عن أم المؤمنين “عائشة” -رضي الله عنها-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قليل ما أسكر كثيره حرام، وكثير ما أسكر قليله حرام».
- تضيع الوقت والعمر، فيما ليس فيه فائدة للإنسان، وهو ما سوف يسئل عنه يوم القيامة.
- فيه ضرر للإنسان حتى وإن لم يعلمه بنفسه، ولكن طالما حرمه الله -سبحانه وتعالى-. فهذا دليل كافي على ذلك.
- الحديث الآخر، يوضح أن الحكم يسير على كل شيء وعلى الأسماء وليس الحالات. لذلك طالما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في أحاديثه النبوية اللعب بالنرد. فإن اللعب به كله محرم سواء كان على الجوال أو في الواقع سواء كان بعوض أو بدون.
حكم لعب النرد للأطفال
تساءل البعض عن حكم لعب النرد للأطفال؟! اعتماداً على أن الأطفال في الدين الإسلامي غير مكلفين ولا يحاسبون على أفعالهم حتى البلوغ. إلا أنه في المقابل توجد عبارة مشهورة ومعروفة لدى الجميع تقول: “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر”! والمقصود من هذه العبارة هو أن ما يعلم الأب أو الأم ابنهما أو ابنتهما يصير عليه عند الكبر. لذلك ينصح أهل العلم عدم لعب النرد للأطفال.
خاصة أنه في هذه الحالة يصبح الذنب على الوالدين وليس الأطفال. أي أن اللعب بالنرد ليس محرماً على الأطفال بل محرماً على الكبار، والدليل الأكبر على ذلك؟ هو ما صح عن الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “أنه كان يضرب أبنائه ويكسر هذه اللعبة”. ولهذا يستحب جعل الأطفال يلعبون ألعاب بعيدة عن المحرمة وتفيدهم أكثر وتنمي من ذكائهم، وفي الوقت نفسه ترفه عنهم وتسعدهم.
أمثلة على ألعاب تُلعب بِالنرد
توجد العديد من الأمثلة على ألعاب تلعب بِالنرد، ولا زالت متواجدة في الوقت الراهن، وتلعب بكثرة من الكثير من الناس داخل الوطن العربي وداخله، ولكنهم ينتمون إلى الدين الإسلامي، ومن هذه الألعاب:
- الطاولة.
- الليدو.
- الشيش “ليدو ستار”.
- بنك الحظ.
- السلم والثعبان.
وعليه؛ فإن الأسئلة التي تخص حكم لعب الليدو أو حكم لعب الطاولة أو حكم لعب بنك الحظ، وغيرها من هذه الأسئلة. فإن إجابتها واحدة، وهي تحريم كل هذه الأكل، وعدم جواز اللعب بها نهائياً. هذا ويمكنكم التعرف على حكم لعب الليدو بالتفصيل من هنا، وحكم لعب الشيش بالتفصيل من هنا.
تبديل النرد بالورق أو الحجارة
من الأسئلة التي وردت لعلماء الدين هو حكم تبديل النرد بالورق أو الحجارة أو غيره؟ بحيث لا يلعب الطفل بالنرد أو الزهر الذي نهى عنه نور الهدى -صلوات الله عليه وتسليمه-، في أحاديثه النبوية الشريفة. إلا أن الرد جاء غير مختلف من الفقهاء حيث أكدوا على أنه لا يجوز شرعاً تبديل النرد بالورق أو الحجارة حتى يصبح مباح، لأنه أيضاً حرام شرعاً! وعلل أهل العلم ذلك، بأن الحكم الشرعي لا يتعلق بالألقاب بل بالمعاني، مثلما قال بن العربي.
بمعنى أن تبديل النرد بالحجر أو الورق أو غيره من الأشياء، لا يلغي التحريم! لأن اللعبة هنا لا تزال تعتمد على الحظ وغيره من الأمور المحرمة السابق شرحها, كما أن فعل ذلك هو أشد حرمة لأنه فيه تحايل على أحكام الدين. وهذا ما حذر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في الحديث النبوي الشريف الذي يقول:
عن أبو مالك الأشعري، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رءوسهم بالمعازف، والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير».
هذا ويمكنكم التعرف على حكم تبديل حجر النرد بالورق أو غيره، من خلال الرجوع إلى هذه المقالة التي توضح الأمر بالتفصيل وعلة التحريم فقهياً.
في ختام مقالة حكم اللعب بالنرد؛ نرجو أن نكون قد وضحنا كامل الأحكام الخاصة بهذه المسألة الشرعية، وفي حالة رغب أحد من القراء في السؤال عن أي أمر يخص هذا الموضوع. يمكنه ترك هذا السؤال في أحد التعليقات أسفل التقرير على أن نوضح الإجابة بالتفصيل وفقاً للحكم الشرعي المتفق عليه.