أحكام وشروط تسمية المولود في الإسلام
ليس من الغريب أن نجد أحكام وشروط تسمية المولود في الإسلام، الذي لم يترك شأن في هذه الحياة يخص الإنسان. إلا وقد وضع له الضوابط والأحكام الخاصة به. فنجد أن تسمية المولود الذي يعد من الأمور البسيطة في حياة البشر جميعاً، له بعض الشروط التي يجب على كل أب وأم مسلمين اتباعها، والتي تهدف بدورها مصلحة الإنسان سواء كان الاب والأم أو المولود.
ما هي أحكام وشروط تسمية المولود
ما هي أحكام وشروط تسمية المولود؟ ذلك السؤال الذي يجب أن تكون الإجابة الخاصة به عند جميع المسلمين بلا استثناء؟ لأن الإنجاب من النعم التي وهبها الخالق -سبحانه وتعالى- لجميع خلقه، حتى الذين حرمهم الله من نعمة الإنجاب. فإنهم لابد وأن يكونوا على دراية بأحد قد أنجب، ويحتاج إلى تسمية مولوده. ليس في الدين الإسلامي فقط، إنما في جميع الأديان السماوية منذ خلق آدم وحتى أمة خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه-.
إلا أن الإسلام قد أولى إهتمام خاص لهذه المسألة. فنجد أنه قد وضع بعض الأحكام التي يجب أن يراعيها كلِِ من الأب والأم عند اختيار اسم المولود. بما ينعكس عليه بعد ذلك عندما يكبر في المجتمع. لذلك نجد أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، قد اهتموا بتسمية الطفل المولود، وحددوا قاعدتين، يجب مراعاتها عند اختيار اسم الطفل المولود حديثاً، هما كالتالي:
- وقت تسمية المولود.
- ضوابط اختيار الأسماء.
- حسن اختيار الأسماء المناسبة.
- البعد عن الأسماء المكروهة والمحرمة.
متى يتم تسمية المولود
جاءت في السنة النبوية الشريفة الإجابة على سؤال متى يتم تسمية المولود؟ حيث يدخل تحديد الوقت المنافسة لاختيار الاسم ضمن أحكام وشروط تسمية المولود، وهو أن المولود يستحب تسميته في اليوم السابع من ولادته، وهو الموعد الذي يستحب أن يعق له فيه, كما ورد في الحديث النبوي الشريف:
عن سمرة بن جندب -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «كل غلام رهين بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق رأسه ويسمى».
كما يمكن تسمية المولود، في اليوم الأول أي يوم ولادته، وهو أيضاً قد ورد في السنة النبوية الشريفة، في الحديث النبوي:
عن أبي موسى ـ- رضي الله عنه-، قال: «ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة». صحيح مسلم (2145).
وعلى الرغم من أن السنة قد أباحت تسمية المولود في اليوم الأول أو السابع. إلا أن جمهور العلماء قد قالوا: أن المستحب؟ ألا يسمى الطفل قبل اليوم السابع، وهو كان الأكثر شيوعاً, كما ورد في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
هل يجوز تسمية المولود قبل ولادته
بناء على ما جاء في سنة خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه-؟ أن المستحب تسمية الطفل المولود في يوم ولادته أو في اليوم السابع من الولادة، والأخير هو المستحب أكثر. إلا أنه لم يرد فيها ما يتحدث عن إمكانية التسمية قبل موعد الولادة، وبما أن المستحب اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-,’ كما أمرنا الله -سبحانه وتعالى-، في القرآن الكريم:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). [النساء: 59].
فإن إجابة العلماء على سؤال هل يجوز تسمية المولود قبل ولادته؟ هو ليس محرماً، ولكنه غير مستحب؟! لأنه في هذه الحالة يسمي الإنسان أحد غير موجود، فيكون اسم بدون مسمى. فقد قال العلماء، أنه على الرغم من عدم وجود نص ديني سواء كان في الكتاب أو السنة يمنع تسمية المولود قبل ولادته. إلا أن السنة قد حددت اليوم الأول والسابع، من أجل اختيار الاسم للمولود وتميزه به، وهو المستحب أكثر؟ لأن فيه اتباع لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هل يسمى المولود إذا مات قبل التسمية
أجاب جمهور العلماء على سؤال هل يسمى المولود إذا مات قبل التسمية؟ بأن الطفل إذا مات قبل أن يسمى، وكانت قد نفخت فيه الروح سواء مات بعد ولادته أو في الشهور الأخيرة من الحمل. المعروف عنها أن الجنين يكون قد نفخ فيه الروح، يستحب أن يسمى ويميز بأحد الأسماء؟ لأنه في هذه الحالة صار إنساناً أكتمل خلقه ونفخ فيه الروح. فيغسل ويكفن ويدفن. هذا ويستحب أن تكون الأسماء ذات طابع إسلامي مثل أحمد ومحمد إن كان صبياً أو فاطمة وعائشة إن كانت فتاة.
الحكمة من تسمية المولود
على الرغم من أن البعض لا يعتني بالتسمية كثيراً. إلا أن الشريعة الإسلامية عكس ذلك، ولهذا وضعت الضوابط والآداب التي يجب اتباعها عند اختيار اسم لأي مولود، والتي مع مرور الوقت والسنين المختلفة؟ اتضح وجود حكمة من تسمية المولود، وهي كما يلي:
- ميزة خاصة بالإنسان وحده: ميز الإنسان عن باقي المخلوقات حتى الملائكة المعصومين من الخطأ، والذين خلقوا من أجل عبادته وطاعته -سبحانه وتعالى- فقط. فيظهر هذا التمييز في أنه خص بني آدم وجعل لهم القدرة على تمييز الأشياء المختلفة من خلال الأسماء التي يطلقها عليها، والتي من بينها تسمية الإنسان نفسه, كما ورد في قوله تعالى:
( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ* قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ). [البقرة: 33:31].
- معنى التسمية: التسمية جاء من الاسم، الذي قيل عنه في اللغة أن الاسم قد جاء من الوسم. بمعنى العلامة والتمييز أو أنه جاء من كلمة السمو. بمعنى الرفعة والعلو، وقال بعض العلماء أن المعنيان صحيحان! لأن الاسم يميز صاحبه عن غيره, كما أنه سبباً في علو شأنه ومكانته. خاصة أنه من الهبات التي أنعم بها الله على بني البشر وحدهم.
- تأثير الاسم على صاحبه: أثبتت الدراسات الحديثة. خاصة في علم النفس، أن الاسم له تأثير على صاحبه. بحيث يكون سمة حسنة عنه في بعض الأوقات, كما أنه يمكن أن يكون أثر سيء له, كما أن الاسم يكون له تأثير على نفسية صاحبه. فنجد أن الاسم المناسب للدين والعصر الذي يعيش فيه المرأة، يجعل صاحبه يشعر بالفخر أما إن كان عكس ذلك. نجده متأثراً منه ولا يحب قوله كثيراً.
تسمية المولود من حق من ؟
عندما يقترب موعد الولادة، نجد أن أكثر الأزمات التي تحدث بين الأب والأم أو عائلتهما، هو بسبب اختيار اسم المولود. لهذا نجد أن سؤال تسمية المولود من حق من؟ هو أحد أكثر الأسئلة التي يتم طرحها على شيوخنا الأفاضل، والذين قالوا بأن: تسمية المولود من حق الأب، لأنه سوف ينسب إليه لا لأمه. إلا أن هذا ليس واجباً. بل يجوز لأمه اختيار الاسم، والمستحب أن يتشارك كلِِ من الأب والأم في اختيار اسم مولودهما.
خاصة أنه لا يوجد نص قرآني أو في السنة النبوية يلزم تسمية المولود من أحد الأبوين. أما عن التحكم الذي يحدث من بعض الأهل في اختيار اسم الحفيد، فقد قال الفقهاء: أنه لا يحق للجد أو الجدة اختيار اسم المولود أو إجبار أي من الأب والأم على اختيار اسم محدد. بل هو حق للأبوين فقط، وإن أرادا إشراك أحد آخر، يكون ذلك بناء على رأيهما معاً، وليس إجباراً عليهما.
حكم تسمية المولود على اسم جده
على الرغم من أن حكم تسمية المولود على اسم جده، هو أنه لا يوجد ما يمنع ذلك، وأنه جائز شرعاً. إلا أن أحد الضوابط الموضوعة عند اختيار اسم المولود، هو حسن اختيار الاسم، وليس المقصود هنا اختيار اسم جيد فقط. إنما أيضاً اختيار الاسم الذي يتناسب مع العصر الذي يعيش فيه الابن، والذي لا يؤثر على نفسيته بالسلب عندما يكبر. خاصة أن هناك الكثير من أسماء الجدود التي ولى عليها الزمن، ولا تصلح لِلتسمية بها في الوقت الحالي
ماذا يقال عند تسمية المولود
نتيجة لأن الدين الإسلامي قد وضع قواعد لكل شيء في حياة الإنسان. فإن ذلك جعل الكثير من الآباء يتساءلون ماذا يقال عند تسمية المولود؟ ظناً منهم أن هناك دعاء محدد يجب قوله قبل اختيار الاسم المناسب للمولود الخاص بهما. إلا أنه لا يوجد في أي من الكتاب أو السنة دعاء يخص تسمية المولود، أو شيء يجب قوله في هذا الوقت. إلا أن بعض العلماء قد قالوا: بأنه يمكن قول ما قالته امرأة عمران عندما رزقها الله بالسيدة مريم العذراء -رضي الله عنها-، وذلك في قوله تعالى:
(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). [آل عمران: 36].
أحكام وشروط اختيار اسم المولود
أحكام وشروط اختيار اسم المولود، أهم ما حددته الشريعة الإسلامية، فيما يخص التسمية. فنجد أن الإسلام قد قسم الأسماء عند اختيارها إلى ثلاث، هي كالتالي:
- الأسماء المستحب التسمية بها.
- الأسماء المكروهة.
- أسماء محرم التسمية بها.
خير الأسماء في الإسلام
المقصود هنا من خير الأسماء في الإسلام، هي تلك الأسماء التي يستحب أن يتم إختيارها لِتكون اسماً للمولود، وهي مقسمة إلى عدة مراتب! بمعنى أنه توجد أسماء أفضل من غيرها، وعند الاختيار بينها، يكون من الأعلى للأسفل.
- اسمي عبدالله، وعبدالرحمن: وهذا بناء على ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في الحديث الشريف، الذي يقول: «أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن».
- الأسماء التعبدية: وهي جميع الأسماء التي تبدأ بكلمة عبد، وتنتهي بأحد أسماء الله الحسنى، مثل: (عبد الملك، عبد السلام، عبد اللطيف)، وغيرها.
- أسماء الأنبياء والرسل جميعاً: وهذه الأسماء مرتبة، بحيث يكون أفضل الأسماء هو اسم خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه- “محمد”. بالإضافة إلى اسم أحمد، ثم أسماء الرسل من أولي العزم، وهم: (إبراهيم، موسى، عيسى، نوح) -عليهم السلام جميعاً-، ويأتي من بعدهم أسماء جميع الرسل والأنبياء.
- التسمية بأسماء عباد الله الصالحين: ويأتي على رأسهم كلِِ من أسماء صحابة رسول الله، وأمهات المسلمين -رضوان الله عليهم أجمعين-، وهي من السنن التي وردت في صحيح مسلم، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لما قدمت نجران سألوني. فقالوا: إنكم تقرؤون يا أخت هارون، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا. فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: (إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم)».
- حسن معنى الاسم: في حالة وقع الاختيار على أحد الأسماء غير الأسماء المذكورة سلفاً. يجب أن يراعي المرء المسلم أن يكون الاسم الممختار ذات معنى حسن، ولا يتنافى مع تعاليم الدين الحنيف أو يكون سبباً في شعور المولود بعد ذلك بالخزي.
ويجب على كل مسلم ومسلمة حسن اختيار الاسم لابنهم أو ابنتهم، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قد أوصى بذلك في سنته النبوية الشريفة.
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم».
الأسماء المكروهة في الشريعة الإسلامية
مثلما قُسمت الأسماء المستحب التسمية بها في الإسلام إلى عدة درجات. فإن الأسماء المكروهة في الشريعة الإسلامي، قسمت هي الأخرى، ولكن يجب أولاً أن نوضح أن المقصود من الأسماء المكروه تسمية المولود بها؟ هي الأسماء الغير مستحب اختيارها عند تسمية المولود. إلا أنها ليست محرمة شرعاً يجوز التسمي بها. لهذا لا يشترط أن يغير الطفل اسمه إن كان مكروهاً عندما يكبر لأنه ليس محرماً. هذا وقد قسم العلماء هذه الأسماء إلى قسمين، هما كالتالي:
- أسماء مكروهة لأنها فيها مخالفة لتعاليم الشريعة الإسلامية.
- أسماء مكروهة بسبب معناها.
الأسماء المكروهة المخالفة للشرع
عندما وضع أهل العلم الأحكام والشروط التي يجب مراعاتها عند تسمية المولود. حرصوا على توضيح الأسماء المكروهة المخالفة للشرع بالتفصيل:
- يكره التسمي بأسماء الملائكة: مثل جبريل أو مكائيل وغيرها من أسماء الملائكة؟ لأنها مخلوقات جعلها الله في مرتبة عالية. لا تفعل سوى طاعة الله والتعبد له، ولا يوجد إنسان يرتقي أو يستحق أن يلقب بأسمائها.
- يكره التسمي بأسماء سورة القرآن: حدد العلماء يس، طه. مؤكدين على أنها ليس من أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-. بل هي حروف مقطعة.
- إضافة الأسماء إلى لفظ الجلالة: مثل حسب الله، نعمة الله، وهكذا.
- إضافة الاسم إلى كلمة الدين أو الإسلام: لأنه فيها ترفيه للنفس وتنزيه. فيكون يعطي المرء لابنه فوق حقه،وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن ذلك، ومن أمثلتها: نور الدين، شيخ الإسلام، وهو لقب ابن تيمية -رحمه الله-، وكان يكره التلقب به.
- يكره التسمية بأسماء الحيوانات: قال العلماء، في ذلك أنه يكره تسمية الإنسان بأسماء الحيوانات المعروف عنها الصفات الغير حميدة. مثل الحمار أو الكلب أو القرد، وغيرها من الحيوانات.
- يكره تسمية المولود بأسماء الفساق: مثل المغنيين أو الممثلين ، وغيرها ممن يعملون في مجالات تتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية. إلا أنهم إن كانوا يحملون أسماء حسنة ولا يكون الغرض تقليدهم، يسمى بها.
- مكروه التسمية بأسماء العصاة والظالمين: مثل فرعون وقارون، ومثل هؤلاء، لِقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقوم فهو منهم».
- التسمي بأسماء فيها تنزيه وتزكية للنفس: مثل اسم مكة، وهو اسم يخص البلد المكرمة المتواجد فيها الكعبة الشريفة. فلا يجوز تنزيه النفس ورفع قامته لما لا يمكن أن يرتقي إليه، وكذلك الأسماء المركبة.
روى محمد بن عمرو بن عطاء -رضي الله عنهما-، قائلاً: «سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت برة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم». رواه مسلم.
أسماء يكره تسمية المولود بها لِمعناها
بسبب التقليد الأعمى للغرب، ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الأسماء التي يكره التسمي بها. ليست لأنها مخالفة للشريعة الإسلامية. بل بسبب المعنى الذي تحمله، وهو ما لا يرضي الله ولا رسوله، لأن الدين الإسلامي قد جاء من أجل مصلحة الإنسان الدينية والدنيوية. لهذا نجد أسماء يكره تسمية المولود بها لِمعناها فقط. إلا أنها غير محرمة شرعاً.
- أسماء ذات معاني تنفر منها النفس: أعطى العلماء العديد من الأمثلة على مثل هذه النوعية من الأسماء، مثل الأسماء التي يكون معناها مرض ما! مثل اسم هيام أو أنه يحمل معنى يدعو إلى السخرية أو الخوف! مثل أسماء الجاهلية: رشاش، حرب وغيرها من هذه الأسماء.
- أسماء ذات معاني شهوانية: توجد الكثير من الأسماء التي نجد أن معناها يحمل إثارة للشهوة الجنسية، ويمكن أن تكون سبباً للفتنة، ومعظم هذه الأسماء تكون للفتيات، مثل فاتن وجميلة.
- أسماء ذات معاني تدل على المعصية والإثم: توجد الكثير من الأمثلة التي لا يزال التسمية بها حتى الآن. مثل: عاصي أو سارق أو ظالم حتى وإن كانت كنية.
حكم تغيير الأسماء المكروهة
كما وضحنا في الفقرة السابقة أن الأسماء المكروه التسمية بها في الشريعة الإسلامية. لا يعني أنها محرمة, كما أنه لا يشترط أن يغير هذا الاسم. إلا أنه يجوز ذلك بل أنه يستحب. فنجد أن حكم تغيير الأسماء المكروهة، قد ورد في السنة النبوية الشريفة، لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أنه قام بتغيير أسماء العديد من الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- بعد دخولهم الإسلام سواء كانت هذه الأسماء مكروهة أو محرمة.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: «أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها. فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب». متفق عليه.
ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما-، فقال: «كانت جويرية اسمها برة، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال خرج من عند برة». رواه مسلم.
روى محمد بن عمرو بن عطاء -رضي الله عنهما-، قائلاً: «سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت برة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم». رواه مسلم.
ما رواه سمرة بن جندب -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا أفلح؛ فإنك تقول: أثم هو؟ فلا يكون فيقول: لا. إنما هن أربع فلا تزيدن علي». رواه مسلم.
ويمكن التعرف على حكم تغيير الأسماء المكروهة، بالتفصيل من خلال الرجوع إلى المقالة المتواجدة في موقع إسلام ويب، من “هنا”.
الأسماء المحرمة في الإسلام
الأسماء المحرمة في الإسلام تختلف عن الأسماء المكروهة؟ لأن الأسماء التي يحرم التسمية بها، تكون غير جائزة شرعاً، ولا يجب على المسلمين التسمي بها، وإلا حملوا وزراً وأثماً عظيماً. لأنه فيه مخالفة واضحة لما أمر به الله ورسوله, كما أنه يجب على مَن سمى مولوده بأي من هذه الأسماء أن يغيرها، وإن كان المولود قد نضج، وبات في وسعه تغيير الاسم بنفسه؟ يجب عليه تغيره حتى لا يأثم هو الآخر، وهذه الأسماء هي كالتالي:
- التسمية بأسماء الله الحسنى: يحرم شرعاً التسمية بأي اسم من أسماء المولى -عز وجل-، لأنه -سبحانه وتعالى- قد خص نفسه بهذه الأسماء لا غيره. مثل النور أو السلام الرحمن أو الرزاق وغيرها من أسماء العظمى.
- تسمية المولود بأسماء الكفار أو أهل الكتاب: حيث توجد أسماء تخص أصحاب الديانات الأخرى عن غيرهم، ومثل هذه الأسماء يحرم التسمية بها. مثل بطرس، جرجس، عبد المسيح, لِقوله -صلى الله عليه وسلم-: « من تشبه بقوم فهو منهم».
- التسمي بأسماء الأصنام: كالآتي والعزى، والأصنام التي كانت معروفة في العصر الجاهلي.
- تسمية المولود بأسماء الشيطان: معروف أن الشيطان له بعض الأسماء مثل لوسيفر و إبليس ودهار. حيث يحرم التسمي بهذه الأسماء أو حتى الكنية بها.
- التسمي بأسماء الطواغيت: يقصد هنا بالأشخاص الذين يجعلون أنفسهم مثل الله ويعبدون.
- الأسماء التعبدية لغير الله: يقع الكثير من المسلمين في خطأ عظيم. نتيجة لاختيارهم أسماء فيها تعبيد لغير رب العزة -تجلى في علاه-. حيث تحرم هذه الأسماء حتى وإن كان فيها تعبد لرسول أو نبي، مثل عبد الرسول أو عبد النبي أو عبد محمد، ومثل هذه الأسماء يجب تغييرها على الفوز, كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(قال الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: «كان اسمي عبد عمرو – وفي رواية عبد الكعبة -. فلما أسلمت سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن».
حكم تسمية المولود بأكثر من اسم
قال الفقهاء في الدين الإسلامي، أن حكم تسمية المولود بأكثر من اسم؟ ليس فيه شيء، ويجوز شرعاً وغير مكروه. خاصة إن كان الاسم الثاني هو كنية للمولود، مثل أبو حميد أو أبي محمد، وهكذا، والذي يعد مستحباً في الدين الإسلامي؟! لأنه فيه تشبه بالصالحين من الصحابة -رضوان الله عليهم-، والذين كانوا يعرفون بالكنايات، مثل: الخليفة الاول للمسلمين. الذي كانت كنيته: “أبو بكر الصديق” -رضي الله عنه-. بينما اسمه الحقيقي كان: “عبدالله بن أبي قحافة”.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير -. قال: أحسبه- فطيما، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير! ما فعل النغير؟ نغر كان يلعب به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه، فيصلي بنا».
ويمكن التعرف على حكم إطلاق الكنية على المولود بالتفصيل أكثر، من “هنا”. فيما كره بعض العلماء الأسماء المركبة، مثل أحمد محمد أو محمد فتحي، وغيرها من الأسماء التي تكون عبارة عن اسمين متتالين. حيث اعتبرها هؤلاء العلماء، أن فيه تنزيه للنفس, كما أنه يكون فيه التباس لدى البعض.
هل يجوز التسمية بأسماء غير عربية
ظهرت في السنوات الأخيرة مجموعة من الأسماء الحديثة، ومعظم هذه الأسماء ليست عربية، ونتيجة للأحكام والضوابط التي وضعتها الشريعة الإسلامية عند تسمية المولود. فإن الكثير من الآباء باتوا يطرحون سؤالاً هل يجوز التسمية بأسماء غير عربية؟ وقد حرص رجال العلم على الإجابة على هذا السؤال. أنه يجوز شرعاً التسمية بأسماء غير عربية. طالما ليست من الأسماء المكروهة أو المحرمة التي سبق وأن وضحناها في الفقرات السابقة.
كما أنه يجب مراعاة أن تكون هذه الأسماء مناسبة للمجتمع الذي سوف يعيش فيه هذا الطفل، وما إن كان مناسباً أم لا؟ وأن تكون هذه الأسماء ذات معاني حسنة وجميلة, كما أمرنا رسولنا الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه-، في الحديث النبوي الشريف:
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أنه قال: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم».
هل يحاسب الوالدين على أسماء أبنائهم
يمكن الإجابة على سؤال هل يحاسب الوالدين على أسماء أبنائهم؟ من خلال أحد الأحاديث النبوية الشريفة، التي تقول:
عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أنه قال: «…. من سن في الإسلام سنة حسنة. فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة. فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء».
وعليه إن سمى الوالد او الوالدة ابنهم بأي من الأسماء المحرمة. فإنهم يحملون وزراً ويحاسبون عليه يوم القيامة. لهذا على أي من سمى ابنه باسم غير مشروع في الدين الإسلامي، أن يقوم بتغييره, كما يجب التعرف جيداً على الأحكام والشروط في تسمية المولود قبل اختيار أي اسم.
ختاماً؛ نرجو ان نكون قد وفقنا في توضيح كافة الأحكام والشروط في تسمية المولود في الدين الإسلامي. هذا ويتيح لكم موقع محتوى، التعرف على معاني الكثير من الأسماء العربية والأجنبية. بما يسمح للآباء للتعرف على الأسماء بشكل أفضل والاختيار من بينها، من خلال قسم معاني الأسماء، الذي يمكنكم الذهاب إليه، من خلال الضغط “هنا”.