ما هو حكم تعلم قراءة الكف وقراءة الفنجان في الإسلام

ما هو حكم تعلم قراءة الكف وقراءة الفنجان في الإسلام

على الرغم من أن حكم تعلم قراءة الكف وقراءة الفنجان، وغيره من تلك الأمور الخاصة بالمنجمين معروف حكمها شرعاً. خاصة أنه قد ورد العديد من النصوص الدينية سواء كان في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريف، والتي من خلالها يتضح الحكم قي الشروع في التعلم

أو استخدام كل الأشياء التي بها تنجيم ومن خلالها يُقال أنه يتم التعرف على المستقبل وما يحمله للإنسان. إلا أننا نجد الكثير من المسلمين خاصة من الفئة العمرية الصغيرة يرغبون في تعلم قراءة الكف ويحاولون إيجاد بعض المبررات، ظناً منهم أنه قد تكون سبباً في تغير الحكم الشرعي لها.

حكم تعلم قراءة الكف في الإسلام

كما سبق وأن ذكرنا في السطور الأولى، فإن حكم تعلم قراءة الكف في الإسلام، من الأحكام المعروفة عند المسلمين جميعاً، وهو أنه محرم شرعاً، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله ورسوله واليوم والآخر أن يقدم على هذا الفعل. لأنه فيه معارضة واضحة لما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، على أن الغيب والمستقبل لا يعلمه سوى الخالق -سبحانه وتعالى-.

ولا يوجد شك على أن مَن يرغب في تعلم قراءة الكف، فإنه في هذه الحالة يتعدى على ما اختص به رب العزة -تجلى في علاه- بذاته الإلهية دوناً عن باقي المخلوقات سواء كانت السماوية أي الملائكة أو الأرضية من البشر وغيرها من الكائنات الحية.

(قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ). [النمل: 65].

(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا). [الجن: 27،26].

 حكم تعلم قراءة الكف

شاهد معنا: حكم الصلاة خلف من يدعي قراءة الكف والفنجان

هل قراءة الكف شرك بالله

هل قراءة الكف شرك بالله؟ ذلك السؤال الذي يطرحه الكثير من المسلمين حتى يعلموا حكم مَن أقبل على قراءة الكف أو تعلمه دون دراية، وهل حقاً يكون مشرك بالله -سبحانه وتعالى-. أي أنه يكون كافراً خارجاً عن الملة أم لا؟ والحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال قد جاءت بدون خلاف بين أهل العلم، وإجابة هذا السؤال هو نعم قراءة الكف شرك بالله، ومَن يفعلها خارج عن الملة.

وقد استدل أهل العلم في رأيهم هذا على ما ورد من نصوص دينية في كلِِ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والذي يكفر مَن يذهب إلى العراف ويريد أن يعلم المستقبل، وقد صدقه بالفعل، فإنه كافر وخارج عن الملة، وقال أهل العلم أنه يشرك بالله! لأن الغيب والمستقبل لا يعلمه سوى الله -سبحانه وتعالى-، وادعاء معرفة الغيب، من خلال قراءة الكف فيها شرك بما خص الله به ذاته الإلهية، وينطبق ذلك على قراءة الفنجان وضرب العصا وغيرها من أمور الدجل والشعوذة.

(قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ). [الأنعام: 50].

(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ). [الأنعام: 59].

عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن عقد عقدة أو قال عقد عقدة ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-».

 حكم تعلم قراءة الكف

 حكم تعلم قراءة الكف

شاهد أيضاً: آيات من القرآن عن الشرك بالله مكتوبة.

حكم قراءة الكف على سبيل الهزار

على الرغم من أن حكم قراءة الكف على سبيل الهزار عن الإيمان الحق بها. لأنه في كلتا الحالتين يحرم على المسلم الحق فعل مثل هذه الأمور التي تخالف ما أمر به الله ورسوله في الشريعة الإسلامية. إلا أن الاختلاف بينهم يأتي في درجة الحكم على مَن يفعل ذلكّ بمعنى أن الذي يقصد أحد يقرأ الكف ويؤمن بذلك ويؤمن حقاً بما قاله والتنجيم بالغيب. فإنه يكون مشركاً بالله وكافراً خارجاً عن الملة.

أما إن كان قد قرأ الكف على سبيل الدعابة أو حتى على سبيل التجربة دون التصديق بما قاله العراف، لأنه يعلم جيداً أن المستقبل لا يعلمه سوى رب العزة -تجلى في علاه-. فإنه في هذه الحالة لا يكون كافراً، ولكن صلاته لا تقبل 40 يوماً، وهو ما ورد في سنة رسولنا الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه-، في الحديث الشريف، الذي جاء نصه، كالتالي:

عن بعض أزواج النبي -رضي الله عنهن أجمعين-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:  «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً».

كفارة تعلم قراءة الكف

قال أهل العلم أن الذي يصدق العراف ويكون كافراً كما أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، في سنته النبوية الشريفة: «… ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-». إلا أنه لا يطبق عليه حد التقل إلا إن أصر على ذلك ولم يتوقف عن سؤال العراف وشرع في تصديقهم، ولكنه في حالة علم بعظمة المعصية التي فعلها وأراد أن يعود إلى الله من هذا الذنب. فإنه في هذه الحالة تكون كفارة تعلم قراءة الكف، هي التوبة النصوحة.

والمقصود بالتوبة النصوحة، هي الندم على ما فعله الإنسان من معصية والاعتراف بها، مع العزم على عدم العودة إليها مرة أخرى واستغفار ربه والاستعانة به حتى يغفر له ويعينه على عدم الرجوع إلى هذا الجِرم العظيم. فإن التوبة مفتوحة لدى جميع العباد، لأن التواب الرحيم حي لا يموت وهو التواب الرحيم.

(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ). [الشورى: 25].

(إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا* وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا). [الشورى: 71،70].

عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها».

تعلم قراءة الكف

لا يفوتك مشاهدة: أحاديث عن التوبة والاستغفار مكتوبة.

حكم قراءة الفنجان لا تقبل صلاته ٤٠ يوم

لا يختلف حكم قراءة الفنجان عن حكم تعلم قراءة الكف، وغيرها من أمور التنجيم التي يسعى فيها الإنسان لمعرفة المستقبل وما سوف يحدث فيه. أي أنه حرام شرعاً وكفر بالله. إلا أن حكم قراءة الفنجان لا تقبل صلاته 40 يوم كما ورد في السنة النبوية الشريفة، يكون عندما يقوم المسلم بقراءة الفنجان، ولكنه لا يصدق مَن قرأ له وكان يعلم أن الغيب لا يعلمه سوى الخالق -سبحانه وتعالى-، ولكنه فعله على سبيل التجربة ومثل ذلك.

رُريَّ عن بعض أمهات المسلمين، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً».

تعلم قراءة الكف

هل قراءة الكف حقيقية

على الرغم من التحريم الواضح والصريح من الخالق -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم والرسول الكريم -صلوات الله عليه وسلم-، في سنته النبوية الشريفة. إلا أننا نجد البعض يتساءل عن هل قراءة الكف حقيقية؟ وهل يمكن أن يكون كلام مَن يقرأ الكف أو يقرأ الفنجان صحيح؟ ومثل هذه الأسئلة يمكن الإجابة عليها أيضاً من خلال الكتاب والسنة حيث ورد فيهما التأكيد على أن الغيب لا يعرفه سوى الله -سبحانه وتعالى-، وعلى أن المنجم كاذب ولا يجب تصديقه.

(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). [البقرة: 102].

(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ). [الأنعام: 59].

(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا). [الجن: 27،26].

(قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). [الأعراف: 188].

عن عبدالله بن العباس -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر».

حكم تعلم قراءة الكف

حكم تعلم قراءة الكف

شاهد أيضاً: ادعاء علم الغيب بقراءة الكف من الضلال البعيد.

الحكم على حديث “كذب المنجمون”

أحد أكثر الأحاديث المنتشرة بين الناس والتي يتم تداولها بكثرة هو الحديث الذي جاء نصه للحديث عن المنجمين، وبسبب انتشاره بكثرة يجب التعرف على الحكم على حديث “كذب المنجمون”، ونصه هو:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كذب المنجمون ولو صدقوا»، وفي رواية أخرى: «كذب المنجمون ولو صدفوا».

وقال أهل الحديث، أنه سواء كانت الرواية الأولى منه أو الثانية. فإنه أحد الأحاديث النبوية التي لا أصل لها، ولم يروى عن أحد من صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم أجمعين-، وعليه فإن الحكم على حديث”كذب المنجمون” أنه من الأحاديث المنكرة التي لا تصح ولا أصل لها في السنة النبوية الشريفة.

ختاماً لما قدمناه سلفاً في هذه المقالة. فإن حكم تعلم قراءة الكف أو قراءة الفنجان حتى لو على سبيل الدعابة. فإنه حرام شرعاً، وقد يكون سبباً في وقوع صاحبه في ذنب عظيم. لذلك يجب على المسلم الحق ألا يتبع مثل هذه الأمور، وأن يترك الأمور على الله -سبحانه وتعالى- والذي قدره، لأنه هو الخير, كما جاء في حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، الذي يقول: «لو تعلمون قدر رحمة الله عز وجل، لاتكلتم وما عملتم من عمل، ولو علمتم قدر غضبه ما نفعكم شيء».

إغلاق