كم سنة قضاها رسولنا الكريم في الدعوة إلى الإسلام

كم سنة قضاها رسولنا الكريم في الدعوة إلى الإسلام

كم سنة قضاها رسولنا الكريم في الدعوة إلى الإسلام؟ وما هي الأساليب التي استخدمها لنشر دعوته؟ فلقد أرسل الله – عز وجل- سيدنا محمد ليرشد قومه إلى طريق الحق ويبعدهم عن الضلال، فاستغرق الأمر عدة سنوات حتى يتم نشر الدعوة جهرًا بينهم بدلًا من نشرها سرًا، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل في السطور التالية.

المدة التي استغرقها الرسول في الدعوة الإسلامية

قضى سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم– 23 عام في نشر الدعوة الإسلامية، حيث إنها بدأت في مكة المكرمة ثم في المدينة المنورة، وكانت كالآتي:

المرحلة المكية: وهي 13 سنة، حيث إن أول 3 سنوات فيها كانت سرية، وانتهت عندما أنزل الله – عز وجل- قوله تعالى:

(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء: 214]

فحينها قام الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالصعود إلى جبل الصفو حتى يدعو أهل مكة للإسلام.

أما عن آخر 10 سنوات من هذه المرحلة كانت مرحلة الدعوة الجهرية باللسان، ولقد بدأت من العام الرابعة للبعثة حتى موعد هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة.

المرحلة المدنيّة: وهي التي قضى فيها رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- 10 سنوات للدعوة إلى الإسلام.

لا يفوتك أيضًا: قصة هجرة النبي محمد إلى يثرب

أحداث الدعوة الإسلامية

بعد أن تعرفنا إلى إجابة سؤال كم عدد السنوات التي نشر فيها الرسول – صلى الله عليه وسلم- الدعوة الإسلامية، فإننا في السطور التالية سوف نذكر لكم أحداثًا مختصرة عنها.

فلقد أنزل الله – عز وجل- الوحي على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- عندما كان عمره 40 سنة، وحينها أمره بأن تكون الدعوة إلى الإسلام في بادئ الأمر سرية وذلك لأهداف دينية أراد من ورائها تقوية شوكته.

حيث إن الرسول – صلى الله عليه وسلم بدأ الدعوة في مكة المكرمة فكان يدعو أهله والمقربين، واستمر يدعوهم سرًا دون علم قوم قريش، ولقد بلغ حينها عدد من آمنوا به 40 مسلم ومنهم أبو بكر الصديق – رضي الله عنه-.

كذلك زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما- وأيضًا السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول وأم المؤمنين – رضي الله عنها-.

كما أسلفنا ذكرًا استغرقت الدعوة السرية 3 سنوات، ومن الجدير بالذكر أن الدعوة أصبحت علنًا عندما أمر الله تعالى رسوله – صلى الله عليه وسلم- بذلك، كما أن قوم قريش قد علموا بتلك الدعوة عندما كان سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- يجتمع بأصحابه في دار الأرقم الموجود فوق جبل الصفا حتى يعلمهم أمور الدين الإسلامي.

لا يفوتك أيضًا: هل تعلم عن الدين الإسلامي قصير للإذاعة المدرسية

أساليب الرسول في الدعوة إلى الإسلام

اعتمد الرسول – صلى الله عليه وسلم- عند نشر الدعوة الإسلامية على أسلوب مميز وخاص به، ففي ظل توضيحنا لعدد سنوات الدعوة الإسلامية سوف نذكر لكم كيف كان هذا الأسلوب فيما يلي:

فلقد روى أنس بن مالك قائلً:

ا “جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟! قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا، وقالَ آخَرُ: أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا؟! أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي”.

فمن خلال هذه الحديث يتبين لنا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ كان يتبع الحسنى في تعامله مع من حوله إلى جانب الوسطية عند الدعوة إلى الإسلام، فقد كان القدوة لجميع المسلمين وما زال حتى وقتنا الحالي.

حيث إنه أخلص في عبادته لله عز وجل، ولن يتخلى مطلقًا عن خصاله الحميدة والتي منها الصدق والأمانة وصلة الرحم والعمل الصالح وغيرها.

لا يفوتك أيضًا: كيفية دعوة الناس إلى الإسلام

قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- 3 سنوات في مكة المكرمة ينشر الدعوة الإسلامية في السر و10 سنوات في العلن، ومن ثم اتجه إلى المدينة المنورة واستغرق 10 سنوات أخرى لاستكمال دعوته وهداية المسلمين إلى دين الحق.

إغلاق