هل يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد
هل يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد؟ وما هو مقدارها ذلك العام؟ فزكاة الفطر من الفرائض التي شرّعها الله تعالى وفقًا لتعاليم النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومن الواجب على المسلم أن يؤدي ما أُمر به في وقته وبالشكل المضبوط والمطلوب، لذا فيما يلي نتناول كل ما يتعلق بزكاة الفطر لتجنب الوقوع في الإثم.
زكاة الفطر وزكاة المال
قد وضع الله تعالى بعض الحدود التي على المسلم اتباعها وعدم الخروج عنها، كما أن هناك بعض الفرائض الواجب إتيانها وعدم الاستهانة بأدائها، ومن الطاعات التي دائمًا ما يتداخل حكمها بين فئة من الناس هي زكاة المال والفطر، قد يكون السبب أن كلاهما يسمى زكاة.
لكن أوضح الفقهاء أن زكاة المال هي ما يقوم فيها المسلم بالتزكي على النصب الخاص به بمقدار معين من المال يتم تحديده وفقًا لما يكتنزه من ذهب أو أموال، أي أن زكاة المال تكون واجبة على فئة معينة من الناس وليس كلهم.
أما عن زكاة الفطر وهي موضع حديثنا فقد أوضح فقهاء الدين أنها من الزكاة الفريضة على كل مسلم، وقد تم تشريعها في السنة الثانية من الهجرة، وهي التي فُرض فيها الصوم بشهر رمضان الكريم.
فعن ـ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ :
“فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ – أوْ قالَ: رَمَضَانَ – علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا“ [صحيح البخاري].
لا يفوتك أيضًا: قيمة زكاة الفطر في مصر من دار الإفتاء
موعد إخراج زكاة الفطر
قد أوضحت صفحة دار الإفتاء في أول شهر رمضان الكريم أن الموعد المناسب والجائز فيه إخراج زكاة الفطر بدايةً من أول يوم في رمضان وحتى غروب ليلة أول يوم لعيد الفطر، وعلى المسلم أن يخرج الزكاة فيه دون تأخير.
الحكمة من مشروعية زكاة الفطر
قد شُرّعت زكاة الفطر على المسلم كجبران لنقص الصوم، حيث إنها تطهر الصائم كما جاء في حديث لابن عباس من الرفث أو اللغو، بينما قال بعض من الفقهاء في الدين أنها كسجدة السهو التي تجبر النقصان للصوم، كما يفعل سجود السهو بالصلاة.
كما أن فيها إغناء لسؤال الفقير أو المسكين عن الطعام، وللفقراء من المطالب أي تكفل التكامل ما بين المجتمع، وتزيد من الرحمة والعطف بين الناس وبعضها.
حكم تأخير زكاة الفطر
قد أوضح العلماء بخصوص وقت إخراج زكاة الفطر أنه من الأفضل أن تكون قبل صلاة العيد، وذلك اقتداءً بالصحابة من عهد النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ، كما أن في تأديتها حكمة فهي تُغني الفقراء عن السؤال في ذلك اليوم، وتُدخل على قلوبهم الفرحة والسرور.
على هذا فمن الأفضل ألا يتم تأخير زكاة الفطر لبعد صلاة العيد لما فيه من ثواب أعظم قبلها، ولكن قد أجاز الفقهاء إمكانية تأخيرها لبعد صلاة العيد في حالة كان هناك عذر، وما دون ذلك يجعل أجرها غير مقبول حسب ما ذُكر في السنة النبوية.
عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
|
لا يعني عدم القبول أن الثواب لن يحصل عليه المسلم، ولكنه سيصبح كثواب أي من الصدقات في أي يوم، ولن يكون الأجر عن زكاة الفطر كما هو مطلوب، فمن تساهل في أن يعطي الزكاة إلى أصحابها بالعيد فعليه التوبة إلى الله تعالى توبة نصوح وكثرة الاستغفار.
أعذار تأخير زكاة الفطر لبعد العيد
قد أوضح الفقهاء أن هناك بعض الحالات التي يجوز لها تأخير زكاة الفطر لبعد صلاة العيد، وهي ما تتمثل في أن يكون العيد قد أتى بغتةً أو أن يكون معتمدًا على غيره في إخراجها ولم يتمكن من ذلك، أو ألا يكون لدى الشخص ما يدفع منه، ففي تلك الحالات يجوز له أن يؤخرها ولو لبعد العيد.
لا يفوتك أيضًا: مقدار قيمة زكاة الفطر في السعودية
الواجب عليه دفع زكاة الفطر
زكاة الفطر من الفرائض التي على المسلم أدائها وفقًا لما أمر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وقد حددت دار الإفتاء مقدارها ذلك العام، كما أوضحت أن من يدفعها هو المسؤول عن رعية ـ الوليّ على بعض الأفراد ـ، أي أن الأب يدفعها عن زوجته وأولاده، أو الأم تدفعها عن نفسها وأولادها في حال كان الأب متوفي وهكذا.
حكم توزيع زكاة الفطر على غير المحتاج
زكاة الفطر من الفرائض التي أوضح أنها تخص الفقراء والمساكين أو المحتاج، ولكن بعض من الناس قد تلجأ إلى إعطائها أو توزيعها على من لا يحتاج أو يقوى على إتيان قوت يومه، وفي ذلك خطأ يجب التوبة عنه.
فقد أوضح الفقهاء أن زكاة الفطر في حالة كان هناك فائض منها وقد حان موعد صلاة العيد، فينبغي الانتظار وتقسيمها ومن ثم توزيعها على المحتاج فهو أولى بالزكاة، ولهذا فإن الاقتداء بالصحابة من أفضل الأمور التي تعصم من الوقوع في الخطأ.
فقد كانوا يقومون بتوزيع زكاة الفطر على المحتاجين والفقراء قبل العيد بيومين أو يوم، ليكون أقل وقت لها هو قبل الصلاة، لذا لا يجب على المسلم أن يعطي زكاة الفطر لمن هم أقربائه ولا يحتاجون أو من أخذ نصيبه من الزكاة بالفعل.
ففي حالة حدوث ذلك لا بد من التوبة إلى الله تعالى، وأن يتم تعويض ما تم دفعه لمن لا يستحق بأن يتم إخراجه إلى المستحقين فور المقدرة، فهي عبارة عن دين في ذمة مُخرج الزكاة، ودين الله من الأحق أن يُقضى كما أمر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكن لا يُعوض ما تم دفعه للفقير أو المسكين زائدًا عن نصيبه.
لا يفوتك أيضًا: افضل 10 ادعيه استقبال العيد المستجابة
مقدار زكاة الفطر ذلك العام
كل عام يقوم فقهاء دار الإفتاء بتحديد المقدار الذي يجب إخراجه من زكاة الفطر، وقد تم الإعلان عن الحد الأدنى لإخراج الزكاة عن الفرد الواحد في العائلة بمبلغ عشر جنيهات مصرية، على أن يزيد الإنسان وفقًا لقدرته عن ذلك المقدار.
إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد أفضل من تأخيرها، ولكن من الجائز إخراجها إلى وقت غروب شمس أول أيام العيد، على ألا يتم تأخيرها عن ذلك الموعد طالما لم يكن هناك عذر مقبول شرعيًا.