من الذي وضع الحجر الأسود في مكانه ؟ وهل ظل في نفس المكان
من الذي وضع الحجر الأسود في مكانه ؟ في واقع الأمر يُعتبر الحجر الأسود الذي يتواجد في الهيكل الخارجي للكعبة المُشرفة واحدًا من أكثر الأحجار مكانةً وقيمة، كما أنه يُثير الفضول بشكلٍ كبير في واقع الأمر، لذا قررنا إجابتكم عن كافة هذه الأسئلة وأكثر في سطورنا القادمة.
من الذي وضع الحجر الأسود في مكانه
يُعتبر الحجر الأسود من أبرز صور المعالم والرموز الدينية التي لها قُدسية ومكانة عالية لدى المُسلمين والمؤمنين أتباع الدين الإسلامي الحنيف، والجدير بالذكر أن هذه المكانة لا علاقة لها على الإطلاق بالوثنية وما كان يقوم به الناس في قديم الأزل من تأليهٍ للأصنام.
مكان التواجد | المملكة العربية السعودية – مدينة مكة المُكرمة – الكعبة الشريفة. |
اللون | أسود اللون مائل إلى الحُمرة. |
الشكل | بيضاوي الشكل ويتكون من عِدة أجزاء. |
قُطر الحجر | قُرابة 30 سم. |
فما هذا الحجر إلا رمز ديني له مكانة كبيرة بسبب القصص التي تم تناقلها عنه، ناهيك بكل تأكيد عن كونه جُزءًا من أجزاء الكعبة المُشرفة، ووفقًا للشريعة الإسلامية يُعتبر هذا الحجر خط البداية للطواف، كما ينتهي عنده أيضًا، فيمر عليه المرء في كُل مرةٍ للطواف حول الكعبة مرتين.
يرتفع الحجر الأسود عن الأرض مقدار متر ونصف المتر تقريبًا، ويُحاط بحلقة كبيرة من الفضة تعمل على صونه وحمايته، والجدير بالذكر أن الحجر الأسود والذي يُحب أهل مكة إطلاق اسم الحجر الأسعد عليه يُعتبر من أحجار الجنة.
من المعروف أن من وضع الحجر الأسود في مكانه هُما السيدان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقد جاء به لهما الوحي الأمين سيدنا جبريل عليه السلام، فقد بدأ الأمر عندما أوحى الله تبارك وتعالى لسيدنا إبراهيم مكان البيت، ومن ثُم أمره ببنيانه بعد أن تهدم للمرة الأولى.
فما كان من سيدنا إبراهيم عليه السلام إلا أن بدأ في الحفر حتى وصل إلى القواعد القديمة للكعبة، والجدير بالذكر هُنا أن الكعبة المُشرفة تم بناؤها في عهد نبي الله سيدنا آدم عليه السلام، ويُقال إن الملائكة قد بنوها قبل سيدنا آدم، وعند البناء الثاني لها وإقامتها من قبل سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل تم وضع الحجر الأسود فيها في مكانه للمرة الأولى.
لا يفوتك أيضًا: صورة الكعبه من الداخل
إعادة الحجر الأسود بعد تساقط الكعبة
ورد في العديد من الأحاديث والأقاويل التي تعود في أصلها إلى السُنة النبوية الشريفة كون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من قام بوضع الحجر الأسود في مكانه بعدما بدأت الكعبة في التساقط والتصدع بعدما أكل عليها الدهر وشرب.
فقد كانت الكعبة على الوضع الأول الذي بناها عليه سيدنا إبراهيم عليه السلام من الحجارة، ولكون الكعبة ذات قيمة ومكانة عالية لدى القبائل العربية مُنذ القدم اتفق أهل شبه الجزيرة العربية على تقسيم العمل فيما بينهم لترميم الكعبة وإعادة إنشائها.
أخذت كُل قبيلة في بناء جُزء ورُكن مُعين من أركان الكعبة، وقد بنوها بحجارة الوادي، ولكن فور الوصول إلى موضع الحجر الأسود حدث خلاف وشقاق كبير بين القبائل وخاصةً أهل قُريش، فكانت كُل قبيلة تُريد أن تناول شرف وضع الحجر الأسود في موضعه.
تطور هذا الخلاف حتى كان يصل إلى حد الاقتتال والنزاع، فما كان بين القبائل العربية وبين الحروب سوى بضعة خطوات، وهُنا جاء أبو أُمية بن المُغيرة المخزومي باقتراحٍ قال فيه أن أول رجل يدخل من باب المسجد الحرام هو من يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه.
فكان أول الداخلين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في الخامسة والثلاثين من عُمره، ما يعني أنه لم يكُن نبيًا بعد، وحينما رأوه قالوا هذا الأمين، وبه رضينا، وعندما أخبروه بخلافهم قال لهم خير البرية “هلُمَّ إليَّ ثوبًا“، وقد آتوه بثوب وضع فيه الحجر الأسود وقال لكل قبيلة أن تُمسك هذا الثوب من ناحية.
ثم ابن خمس وثلاثين حضر | بناء بيت الله إذ بنى الحجر |
بيده الكريمة الزكية | صلى عليه خالق البرية |
فعند بلوغهم موضع الحجر الأسود تناوله بيديه الشريفتين ووضعه في المكان المُخصص له، وبهذا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة نبي الله وخليله سيدنا إبراهيم في وضع الحجر الأسود في مكانه.
لا يفوتك أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم كاملة للاطفال
ما لا تعرفه عن الحجر الأسود
قد علمنا من الذي قام بوضع الحجر الأسود في مكانه، ولكن ماذا عن ماهية الحجر الأسود؟ في واقع الأمر هُناك العديد من النظريات حول هذا الأمر، فلا شك في كون الحجر الأسود أشرف الأحجار على وجه الأرض في الحياة الدُنيا، كما يتم وصفه بكونه الرُكن الأشرف من الكعبة.
يرجع السبب في ذلك إلى كونه من أحجار الجنة، فقد جاء على لسان الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صحيح الترمذي بتحديث الشيخ الألباني:
[مُتفقٌ عليه]. |
من هذا الحديث الشريف أعلاه نتيقن من كون الحجر الأسود من صور الأحجار الكريمة التي تتواجد في الجنة، كما نعلم معلومة جديدة ألا وهي كونه أبيض اللون في المقام الأول، ولم يُصبح أسود إلا بسبب كثرة ذنوب وخطايا بني آدم، وهذا ما أكد عليه مُحمد بن خزاعة.
يتعلق ذلك بحادثةً تُعتبر أسوأ ما قابل الحجر الأسود، وهي الحادثة التي تُعرف باسم حادثة القرامطة، وفيها أغار جيش القرامطة على المسجد الحرام في عام 317هـ، وعملوا على قتل من فيه، ثُم سرقوا الحجر الأسود وأخفوه لما يزيد عن 22 سنة، كما حاولوا سرقة مقام نبي الله إبراهيم، لكنهم عجزوا عن ذلك بسبب إخفاء سدنة الكعبة وحُراسه له.
تم بعدها رد الحجر إلى موضعه، وحدث ذلك في يوم التروية أو يوم الثامن من ذي الحجة لعام 339هـ، تلقى الحجر حينها محمد بن خزاعة الذي وصفه بقوله:
|
لا يفوتك أيضًا: لماذا بنيت الكعبة في مكة
تقبيل الحجر الأسود
يُعتبر تقبيل الحجر الأسود أبرز الشعائر التي يقوم بها المُسلمون بشكل دوري في مراسم الحج والعُمرة، وفي واقع الأمر أثارت هذه الطقوس في بدايتاها حفيظة المُسلمين الجُدد، فقد رأوا فيها تشبُهًا بالتعبُد للأصنام، وهو ما كان شائعًا مُنذ سنواتٍ ليست بطوال.
من أبرز القصص التي تم تناقلها فيما يخص فكرة تقبيل الحجر الأسود هو ما جاء على لسان الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهُما وأرضاهُما، وذلك في صحيح البُخاري بتحديث الإمام البُخاري، فقد ورد فيه أن الفاروق عُمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال للحجر قبل تقبيله:
[صحيح المسند]. |
فكان الجهال يخالون أن تقبيل المُسلمين للحجر ولمسهم له يُشابه ما كان العرب القُدماء في الجاهلية يفعلون من عبادةٍ للأصنام وتقديسٍ للأوثان، ولكن لم يُشرع الله تبارك وتعالى القيام بذلك إلا تكريمًا وإعظامًا لحق الحجر الأسود ليس إلا، وفي سبيل إحياء شعائر الله.
بعد الإجابة عن من وضع الحجر الأسود في مكانه من أغرب المعلومات التي تم تناقلها عن الحجر الأسود كونه لا يتأثر بدرجة حرارة النار، فمهما سلطت عليه من الحرارة ستراه باردًا عند لمسه، كما أنه وعلى الرغم من ثقله إلا أنه يطفو على سطح الماء.