ما هو معنى الوعي الاجتماعي ؟ وما تأثيره على الفرد والمجتمع
إن المجتمع يعتبر مجموعة من الأفراد يربط بينهم بعض الصفات المشتركة والطباع المختلفة بالإضافة إلى مجموعة من العادات والتقاليد، ولكي ينشأ المجتمع
وينمو فيه الأفراد يحتاج إلى المزيد من الوعي الاجتماعي بكافة الأحوال التي تدور بينهم، ولكن ما هو تعريف ذلك الوعي من الناحية الفلسفية؟ وما أهميته؟.
معنى الوعي الاجتماعي
يتركب معنى الوعي الاجتماعي من مفهومين أساسين أحدهما يتحدث عن الوعي، والآخر عن المجتمع،
ويدور مفهوم الوعي كما حدده العديد من الباحثين على أنه إدراك الفرد جميع المشكلات التي تحدث له، أو التي تحدث في المجتمع بشكل عام، وقام المفكرين بوضع أنواع مختلفة وتحليلات عديدة حول هذا الأمر.
من بينهم مفهوم كارل ماركس الذي وضعه من خلال دراسته للوعي الطبقي والطبقات الاجتماعية، توصل إلى أن ذلك المفهوم يتكون من مجموعة من المفاهيم والتصورات والمعتقدات بين أفراد المجتمع،
الوعي في الأساس ينتج من مجموعة أشياء تحيط بعالمنا وأنفسنا، بالإضافة إلى أنه له دور كبير في التطور الذي يحدث في المجتمع سوار تلك التطورات كانت إيجابية أو سلبية.
قال كارل أن الوعي بشكل عام يمكنه الإشارة إلى مدى إدراك الإنسان بكل ما يدور حوله من مشكلات باختلاف نوعها من صحية واقتصادية واجتماعية،
جاء مفهوم الوعي الاجتماعي وفقًا إلى تفكير تشارلز كولي على أنه جزء لا يتجزأ من الوعي الذاتي، وبالتالي لا يمكن لأي شخص أن يفكر في المجتمع قبل أن يفكر في نفسه أولًا.
لا يفوتك أيضًا: علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية
أهمية الوعي الاجتماعي
بعد أن تمكنا من التعرف على معنى الوعي الاجتماعي، حتمًا نكون أدركنا إلى حد كبير أنه مع مرور الوقت
والتقدم توصل أفراد المجتمع إلى مجموعة من المهارات الجديدة في الوعي المجتمعي، والوعي الاجتماعي، حيث إن كلاهما له دور في معرفة الطريقة الصحيحة التي يتناسب بها الفرد مع المجتمع.
تلعب مهارات الوعي الاجتماعي دورًا كبيرًا في الحصول على فهم كل ما يدور حولنا بشكل دقيق خاصةً في مكان العمل، وتسهيل إمكانية التواصل مع الآخرين،
ولا شك أن الوعي الاجتماعي يعتبر جزءً هام في حياتنا اليومية، نظرًا لأنه يمكنه تكوين صداقات، والعديد من العلاقات الجيدة، وبالتالي سوف يجعلنا ذلك نعيش حياة أفضل مليئة بالرضا والسعادة.
على الرغم من أن الوعي الاجتماعي لا يمكنه أن يتطور خلال فترة دراسة الطفل، إلا إنه يجب أن يتم تعزيز كافة المهارات الحيوية،
وذلك بغرض التعرف على جميع السلوكيات الجديدة في المجتمع بالإضافة إلى التواصل مع البيئات المتغيرة بسهولة.
تأثير الوعي الاجتماعي على الفرد
بالمنظور التطوري يعتبر البشر مخلوقات اجتماعية، نظرًا لأنهم اعتادوا على أن يعيشون ضمن مجموعات، ولكي تكون تلك المجموعات ناجحة يجب إدراج بعض المعايير والسلوكيات في المجتمع.
حيث إن تلك الأمور من شأنها توجيه السلوك، ومع التقدم الذي يحدث في المجتمع كان من الطبيعي أن تتطور تلك القواعد والمعايير.
باختلاف الثقافات نجد أن معايير الوعي الاجتماعي اختلفت، ومن أبرزها الثقافة الفرعية، وهي التي يكون فيها أشخاصًا لا يتبعون القواعد
والمعايير الموضوعة في المجتمع و يستبعدونها بشكل ملحوظ، وطرق نشر تلك القواعد التي تمثل الوعي الاجتماعي مختلفة، ولكن من أشهرها الدعوات الجماهيرية العلنية.
يمكن الإشارة إلى دُعاة الوعي الاجتماعي على أنهم الأشخاص الذين ينادون بالنهضة والمطالبة بالحقوق، وتعريف الناس أكثر بمعنى الوعي الاجتماعي.
تأثير الوعي الاجتماعي على المجتمع
يحتوي كل مجتمع على ثقافة خاصة به، ومن خلال تلك الثقافات يمكن أن نبني هويتنا بشكل مختلف تمامًا عن هوية الآخرين،
لذا نجد أن أغلب الأشخاص يقدمون على تصنيف أنفسهم بحيث يدركون هم هل الأفضل أم الأسوأ، وتشير معظم الأبحاث إلى بحث الأفراد عن أنفسهم في التسلسل الهرمي من أجل السيطرة على المجتمع.
من الممكن أن نثق في الناس وفي أقوالهم حول أنهم سوف يفعلون ما يقولون إلى حد ما، وبالتالي لا يكون هناك حاجة في عمل عقود مكلفة وطويلة مع كل فرد يتم التعامل معه في المجتمع،
باللجوء إلى تلك المبادئ يمكننا استنتاج مجموعة من طرق الحث الجديدة التي تهدف إلى تعديل السلوك.
إذا كان الوعي الاجتماعي مجموعة فرعية من الذكاء العاطفي، فإنها تشتمل على التنظيم الذاتي، والوعي الذاتي، والوعي الاجتماعي وهذا يتطلب اهتمام كبير من قِبل الآخرين سواء كان الاهتمام معلن أم لا.
لا يفوتك أيضًا: ما هي أضرار العنف ؟ وما أسبابه والحلول للتغلب علية
مميزات الوعي الاجتماعي
من خلال معرفتنا بمعنى الوعي الاجتماعي، يمكننا استنتاج المزايا الكُبرى التي يمثلها على الفرد، وهي على النحو التالي:
الميزة | الشرح |
التقدير | تعليم الأفراد اكتشاف ما لديهم وتقديره بشكل جيد. |
تقليل الإدانة | الوعي الاجتماعي يقلل الإدانة، ويزيد من التعاطف والتسامح. |
خلق الأمل | يتم ذلك من خلال أخذ كل شخص وقت لتجاوز حدود أهميته الذاتية. |
الإيجابية | يزيد الوعي من إيجابية الفرد، وتعديل سلوكه مع كل من حوله. |
تواصل صحي | يمكن تشكيل تواصل صحي، يسمح للأفراد برؤية أفضل. |
نشر الوعي الاجتماعي
هناك عِدة طرق مختلفة يمكن اللجوء إليها لنشر الوعي الاجتماعي بشكل أكبر، والجدير بالذكر أن هذا الانتشار لا يهدف إلى تغيير سياسة المجتمع بأي حال من الأحوال، بل إنه يساهم في تعريف الناس بأهميته.
بالإضافة إلى تثقيفهم وطرح العديد من المواضيع الجديدة عليهم، وتشجيعهم بشكل أفضل نحو المشاركة في التغيير، ويمكن نشر الوعي بأكثر من طريقة مختلفة، وسوف نوضحها من خلال الجدول التالي:
الطريقة | الشرح |
حملات إعلامية | إقامة تلك الحملات تساهم في الضغط على صانعي القرار. |
كتب ونشرات | اللجوء إلى نشر الكتب التي تحتوي على معلومات حول الوعي الاجتماعي. |
مناقشات | يمكن عقد مناقشات مختلفة حول مواضيع معينة في المجتمع. |
نشر مباشر | من خلال الذهاب إلى الشخص وإخباره بصورة مباشرة عن معنى الوعي الاجتماعي. |
عريضة | يمكن البدء في عريضة من أجل الحصول على دعم الناس. |
عروض مسرحية | نشر الوعي من خلال تقديم عرض كوميدي، أو أغنية هادفة. |
المظاهرات | تنظيم بعض المسيرات أو المظاهرات السلمية. |
لا يفوتك أيضًا: مطويات عن الوعي الصحي
كيفية تطوير الوعي الاجتماعي
هناك العديد من الطرق التي يمكن اللجوء إليها بغرض تطوير الوعي الاجتماعي سواء للفرد أو المجتمع، ومن أبرزها ما يلي:
- التعاطف مع الآخرين ومسامحتهم.
- التحكم في الاستجابة إلى العواطف المختلفة، وهو ما يسمى بالتنظيم الذاتي.
- مراعاة تجارب الآخرين واحترامهم قدر الإمكان.
- التعاون من أكثر الطرق التي يمكن بها نشر الوعي الاجتماعي وتطويره.
- يلزم خلق الدافع، وهو ما يضمن للفرد استخدام العوامل العاطفية.
- تنمية اليقظة والبحث عن طريقة صحيحة يمكن بها التواصل مع الآخرين.
- مراقبة تصرفات الآخرين ومحاولة تقليد الجيد منها.
- تنمية الوعي الذاتي والعمل على آلية الاستجابة الخاصة.
إن مفهوم الوعي الاجتماعي قد يختلف من فيلسوف لآخر، ولكن جميعهم اتفقوا على أهميته في تعزيز دور المجتمع، وخلق أفراد صالحين، مع اتباع بعض المعايير الهامة، ومن يقوم بمخالفتها يعاقب بالاستبعاد اجتماعيًا.