من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل
من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل؟ ما الحكمة من هذا الأمر؟ لقد شرح الله لنا قصص الأنبياء في القرآن الكريم، لنتعلم منها ونتعظ بها، كما أن الله عز وجل أراد أن يوصل لنا رسائل ربانية بطرق غير مباشرة، قد كان هذا الأمر لنقتدي بهؤلاء الأنبياء، ونتعلم منهم أمور الدين والدنيا .
من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل؟
لقد وردت قصة سيدنا إبراهيم في أجزاء متفرقة من القرآن الكريم كل جزء ذكر في موضع محدد، بهدف تعليم الإنسان المسلم أمر معين، وتعبر قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل من أجمل القصص التي ورد ذكرها في القرآن الكريم>
وتعلمنا العديد من القيم الهامة مثل بر الوالدين وطاعتهم، والإيمان بالله والامتثال لأوامره مهما كانت صعبة وغيرها من قيم.
أما بالنسبة لكبش الفداء لم يرد في القرآن ذكر أي شيء عن هذا الكبش، إلا أنه كان ذبح عظيم لم يذكر ما يوحي بـ من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل؟ أو أي شيء عنه.
ولكن يشاع بعض الأقوال إنه كبش من لحم الضأن ويعتقد البعض أنه قربان هابيل الذي رفعه الله إلى الجنة، وقد نزل منها فداءً لسيدنا إسماعيل.
كما يقول البعض أنه كبش من الجبال نزل بأمر من الله على سيدنا إبراهيم رحمةً من الله به وبابنه إسماعيل، ويعتقد البعض الآخر أن جبريل جاء ومنع إبراهيم عليه السلام من الذبح، أما بخصوص من أكل هذا الفداء فتتعدت الأقاويل حيث يختلف الرأي بين أمر من هذه الأشياء:
| رفع إلى السماء مرة أخرى. |
| أكله سيدنا إبراهيم وابنه وتصدق ببعض منه. |
| ترك حتى أكلته الطيور الجارحة. |
| أكلته النيران مثل القرابين التي كانت تقدم في العصور القديمة. |
لا يفوتك أيضًا: قصة سيدنا إسماعيل كاملة
قصة أمر الله بذبح إسماعيل
لا نعرف على وجه الدقة من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل؟ ولكن ما القصة التي وراءه؟ قد بدأت قصة الكبش الفداء الذي بعدما قام الله بأمره بترك زوجته هاجر وابنه إسماعيل الرضيع في الصحراء، وقد سألته هاجر رضي الله عنها لما يفعل بهم ذلك، أن الله أمرك بذلك، وعندما علمت بأنه قضاء الله وحكمه قالت إذن لن يضيعنا.
بقيت السيدة هاجر بمفردها تمامًا دون رفيق أو طعام وشراب، حتى وقفت عند جبل الصفا والمروة، ولم تجد مأوى حتى من الشمس، وبدأت تخاف على طفلها من أن يهلك من العطش، واستمرت بصعود الصفا والنظر من فوقه علها تجد أي شيء أو شخص يعاونها، ثم تهبط منه وتصعد المروة وتعيد الكرة مرارًا.
حتى سمعت صوت عين ماء زمزم تنفجر، وبعدها التم الناس من حولها واستأذنوها ليعيشوا إلى جوارها، ثم بعد ذلك جاءت سيدنا إبراهيم رؤيا أنه يذبح إسماعيل، ورؤى الأنبياء وحي من الله، مما دفعه للذهاب إلى إسماعيل وقص عليه رؤياه.
فلم يكن من إسماعيل إلا أن قال افعل ما تؤمر وستجدني إن شاء الله من الصابرين وقد ورد هذا في القرآن الكريم
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (102)
حين جاءت اللحظة الحاسمة قام سيدنا إبراهيم بأخذ إسماعيل في مكان نائي، وبدأ يسمى الله وهو ينظر لأبنه مفوضًا أمره لله، وهو موقن أن الله طلب منه أمر صعب كهذا لحكمة لا يعلمها إلا الله، وبالفعل مسك السكين وضعها على رقبة إسماعيل طاعة لله واستجابة لأوامره.
عندها أمره الله برفع السكين عن إسماعيل وعلم أن هذا كان امتحان من الله وقد نجح فيه بحمد الله وفضله حيث ورد في القرآن الكريم (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إبراهيم (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (105) إذا يتضح لنا أن إبراهيم عليه السلام أنجب من زوجتيه سارة وهاجر كما في الجدول.
| من هاجر | من سارة |
| إسماعيل | اسحاق |
لا يفوتك أيضًا: معنى اسم إسماعيل وصفات من يحمله
الحكمة من قصة ذبح إسماعيل
يوجد أكثر من الحكمة لله في قصة الذبح والفداء نتبينها من تأمل مجريات الأحداث ومنها ما يلي:
- كانت سارة رضي الله عنها زوجة إبراهيم تغار من هاجر لذلك أمر الله سيدنا إبراهيم بإرسال السيدة هاجر بعيدًا بابنها رحمتًا بقلب سارة رضي الله عنها التي زادت غيرتها حين حملت هاجر بإسماعيل حيث إن سيدنا إبراهيم فرح به فرح شديد.
حين ابتعدت هاجر مع ابنها خفت حدة غيرة سارة كما أن الله رزقها بنبيه إسحاق وقد ورد هذا في الآية (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) (71)
- أمر الله إبراهيم بهجر ولده وزوجته بأرض لا زرع بها ولا ماء فنفذ أمر ربه دون نقاش أو تفكير واكتفي بالدعاء لهم كما في قوله تعالى (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (37).
- كانت الحكمة من ذلك أن نتعلم الامتثال لأوامر الله والانتهاء لنواهيه، وأن يتيقن المسلم أن الله لا يريد سوءً بعباده أبدًا، وأنه يختار لهم الخير دائما حتى إن لم يتبينوا الحكمة من وراء الأمر.
- تحقيق مفهوم العبودية التامة لله بعدم ترك القلب يتعلق بأي شيء غير الله فحين طلب إبراهيم عليه السلام من ربه أن يرزقه بذرية صالحة، واستجاب له الله تعلق إبراهيم عليه السلام بابنه تعلق شديد وأحبه حبًا جمًا لذلك كان لزامًا أن يبتليه الله في هذا الحب.
لا يفوتك أيضًا: قصص الأنبياء (قصة سيدنا ابراهيم واسماعيل)
الدروس المستفادة من قصة ذبح إسماعيل
تعلمنا من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل؟ ولكن ما العبرة التي نخرج بها من هذه القصة؟ يمكن تعلم العديد من الأمور من خلال تأمل قصة إسماعيل وأبيه يكفي أن نتعلم من إيمانهم العظيم وحسن ظنهم بالله.
فقد ظهر ذلك بترك إبراهيم لولده وهو رضيع في وادي غير ذي زرع، وحين عرف إسماعيل أمر الله، لم يرفض ولم يقل أنت تركتني أنا وأمى ورحلت، بل قال أفعل ما تؤمر ومن هذه الدروس:
- الاقتداء بإسماعيل وهاجر وإبراهيم رضي الله عنهم والصبر عند الإبتلاء وحسن الظن بالله أنه سيفرج الكرب وعدم الجزع والاعتراض.
- بر الوالدين على أي حال والحرص على تقديم الاحترام لهم وإظهار العطف عليهم.
- تعلم طريقة النقاش التربوية من إبراهيم عليه السلام، حيث إنه لم يجبر إسماعيل على فعل أمر ما بل سأله عن رأيه، رغم علمه أنه أمر من الله لا جدال فيه.
- اختيار شريك حياة مؤمن وزوجة صالحة تعين العبد على أداء العبادات وتساند في وقت المحن والابتلاءات.
- اللجوء إلى الله ولا أحد غيره كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استعنت فاستعن بالله وعدم إشراك أحد في العبادة مع الله.
- الدعاء إلى الله في السراء والضراء وطلب الذرية الصالحة حيث إنها من أعظم النعم الله التي ينعم بها على العبد الصالح.
من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل؟ لم يذكر في القرآن أو السنة النبوية هذا الأمر ولكن تباينت آراء العلماء حول ذلك.