تجارب المطلقات مع الاستغفار
تجارب المطلقات مع الاستغفار أشارت إلى أهمية الالتزام بالاستغفار والمداومة عليه لما فيه من فوائد عظيمة، فيعد الاستغفار عبادة يمكن للعبد أن يقوم بها للتقرب إلى المولى عز وجل ونيل الأجر.. فيؤجر العبد كأجره على الصيام والصلاة وإخراج الصدقات، فالاستغفار سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يستغفر في اليوم مائة مرة ويوصي أصحابه رضوان الله عليهم بذلك.
تجارب المطلقات مع الاستغفار
شرع الله عز وجل الاستغفار رحمةً بالعباد لإمكانية التوبة والرجوع عن المعاصي، كما يمكنهم محو الذنوب بالاعتماد عليه، فقال الله تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا).
تشمل تجارب المطلقات مع الاستغفار ما أشار الله إليه من فضل الاستغفار في قوله تعالى (وَاستَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي رَحيمٌ وَدودٌ)، كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية الاستغفار في قوله (إنَّ المؤمنَ إذا أذنب ذنبًا كانت نكتةً سوداءَ في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقلتْ قلبَه، فإن زاد زادت حتى تُغلقَ قلبَه، فذلك الرانُ الذي قال اللهُ جل ثناؤه: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوِبِهْم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، لذا يمكن بيانه بعض تلك التجارب في الآتي:
1- التجربة الأولى
تروي امرأة فضلت المشاركة في تجارب المطلقات مع الاستغفار في توضيح تجربتها مع الداء سيد الاستغفار، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ).
حيث روى الإمام البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ)، فكانت تقرأه في كل وقت وكل حين خصوصًا في المواطن التي أكد صلى الله عليه وسلم أنها مستجيبة الدعاء.
فقد كانت تتعرض للظلم على يد أهل زوجها السابق إلى أن دفعها الأمر لطلب الطلاق والانفصال بالتراضي، لكن لم ترغب أم الزوج في ذلك وسعت لتسلبها كل حقوقها وأن تشكك في سلوكها وشرفها، فلم يكن للمرأة من يدافع عنها فقررت السعي في طريقها وأن تبرئ زوجها من كل حقوقها لتحصل على الطلاق.
لكنها كانت تشعر بظلم يؤثر في حالتها النفسية ويجعلها لا تتقدم أبدًا في حياتها العملية، لكنها سمعت في خطبة الجمعة ما يقوله الإمام عن فضل الاستغفار خصوصًا دعاء سيد الاستغفار، فاعتمدت على قراءته بشكل مستمر وكان الأمر بمثابة سحر.
فقد تقدم إلى خطبتها رجل يحبها ويرضاها ويحقق لها ما تحب وترغب، فلم تصدق ما يحدث لها وأن وعد الله حق للذين صبروا وأعرضوا عن الانتقام وفضلوا التسامح، فهي قررت أن تروى قصتها مع الاستغفار مع إرفاق نصيحة لكل من يشعر بالضيق والظلم وأن الله لن يضيع حقه أبدًا.
لا يفوتك أيضًا: كلمات التسبيح والاستغفار بالمسبحة
2- التجربة الثانية
من ضمن تجارب المطلقات مع الاستغفار كانت تلك التجربة جديرة بالذكر، فتروى امرأة أنها تزوجت ابن عمها الذي كان يحبها منذ طفولتهم، فقصة الحب التي تُوجت بالزواج لم تنتهي النهاية المحتومة لها، لكن الزواج ما كان إلا بداية مشكلات مختلفة لم تكن متوقعة أبدًا.
فبعد مرور شهر من الزواج وشهر آخر يليه بدأت التساؤلات حيال أخبار الحمل وهل إن كان هناك مولود جديد تستعد الأسرتان لاستقباله أم لا، كان الأمر مُرهق نفسيًا نظرًا لمعاناة المرأة من التكسيات على الرحم منذ بلوغها، فكانت تدرك أن احتمال حملها بعد الزواج مباشرةً صعب فهي تحتاج إلى فترة من المحاولات.
استمرت الأسئلة المزعجة في التوالي إلى الزوجين حتى قررت الزوجة في أن تزور طبيب مختص لمعرفة حالتها الصحية، فطلب منها الطبيب تحاليل وأشعة وأن تزوره مرة أخرى.
حيث كانت الزيارة القادمة تحمل مفاجأة للزوجة، فقد أكد لها أنها من المستحيل أن تحمل فالرحم لديه مشكلات ليفية لا يمكنه من تحمل الجنين، حتى وإن حدث الحمل بصعوبة بفضل التكيسات لا يمكن للرحم تحمله.
حزنت الزوجة واستشارت عدد كبير من الأطباء الذين بدورهم أجمعوا على نفس الرأي، طلبت الطلاق من زوجها الذي سارع بالإجراءات ولم يبدي أي تمسك بها، لكنها لم تتأثر بفعله واستعانت بالله وأخذت تدعو في أن يصبرها الله ويخرجها من محنتها.
سرعان ما تزوج طليقها وذلك ما زاد شعورها بالحسرة لكنها قرأت حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(منْ أكثرَ منَ الاستغفارِ، جعلَ اللهُ لهُ منْ كلِّ همِّ فرجًا، و منْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا، و رزقَهُ منْ حيثِ لا يحتسبْ)، وكان ذلك الأمل الأخير لها.
فظلت تستغفر طوال الوقت حتى رزقها الله بزوج صالح كان متزوج بالفعل من قبل ولا يهتم لأمر الأطفال كثيرًا، بالفعل تزوجته، ولكن عوضها الله عز وجل بإنجاب طفل سليم معافى بعد إصرار الأطباء على استحالة إنجابها، وتلك كانت من عظمة قدرة الله عز وجل في تعويض العبد عما حل به من ظلم.
لا يفوتك أيضًا: 13 سبب من فضل الاستغفار ونتائجه كما ورد في القرآن والسنة
فوائد الاستغفار
الاستغفار عبادة يكفر بها العبد عن ذنوبه أو يعبر عن توبته ورجوعه إلى المولى عز وجل، فآثار الاستغفار كانت ظاهرة بوضوح في عدة تجارب المطلقات مع الاستغفار المُوضحة أعلاه، فالتكفير عما ارتكب الشخص من أخطاء وذنوب في حق نفسه وحق مولاه عز وجل يمكنه أن يمحيه بكثرة الاستغفار، بالإضافة إلى نيل الفضائل الآتية:
- التقرب إلى الله عز وجل.
- الشعور بسكينة القلب وصفاءه.
- تكفير الذنوب ومحو الخطايا.
- تفريج الهم وانشراح الصدر.
- سبب في الدخول إلى جنات الخُلد والوصول إلى مكانة عالية فيها.
- زيادة قوة العبد ونفوذه وإيمانه بالله عز وجل فقال الله تعالى (وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَوَلَّوا مُجرِمينَ).
- نيل رحمة الله ومغفرته لقوله تعالى (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
- الرزق الواسع.
- الوقاية من عذاب النار.
- التخلص من آثار الذنوب.
- تبديل السيئات بحسنات.
- بقاء النعم وعدم الحرمان من زاولها.
- تجديد الإيمان وإصلاح النفوس.
- الأمن من عذاب الله.
لا يفوتك أيضًا: دعاء سيد الاستغفار مكتوب
أسباب عدم تحقق فضائل الاستغفار
يمكن أن يستغفر العبد كثيرًا فيعتاد أن يذكر الله عز وجل ويستغفره وأن يلازم ذلك لسانه أينما كان، لكن لا تتحقق ثمرات ذلك الاستغفار والسبب أن هناك عدة عوامل لم يراعيها العبد، فهي لم تظهر في تجارب المطلقات مع الاستغفار لكن يمكن بيانها في الآتي:
عدم خشوع القلب في الاستغفار فيتحرك اللسان ويردد الاستغفار لكن القلب لا يستشعر معنى الكلمة. |
ألا يشعر العبد برغبة عارمة في التوبة والرجوع إلى طريق الله عز وجل. |
عندما يقصد العبد الاستغفار بهدف التوبة يجب ألا يتضمن التلفظ فقط، بل يحافظ على شروط التوبة أيضًا. |
اليأس من المغفرة. |
تمكن الشهوات من العبد. |
حب الدنيا والتمسك بها وإيثارها على الآخرة. |
التعود على ارتكاب المعاصي. |
مداومة العبد على الاستغفار بدون إحضار القلب وخشوعه واعترافه بالذنب لا تجلب له أيًا من ثمرات الاستغفار، لكن عليه اتباع الشروط المُتبعة لنيل تلك الثمار.