قصص عن الصداقة الحقيقية قصيرة ومؤثرة
الصداقة جوهرة غالية من الجواهر التي لا يستطيع اقتنائها ولا الاحتفاظ بها أي شخص لمدة طويلة، فقط من عرفوا معنى الصداقة السامي هم من يمكنهم البقاء على العهد أطول فترة ممكنة
1- قصة وفاة الأب وفقر الأسرة
في بداية قصص عن الصداقة الحقيقية يُذكر أنه كان هناك شاب ينحدر من عائلة ثرية تنعم بكثرة الأموال التي تدرها عليهم المشروعات الضخمة التي يمتلكها أفراد عائلته، وكان والد هذا الشاب يعمل في تجارة الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة بمختلف أنواعها
وقد سمح هذا الثراء للشاب بأن يكون كريماً ومُحباً لفعل الخير ولهذا أحبه الناس وخاصة أصدقائه الذين كان يؤثرهم على نفسه ويمنحهم أقيم وأفضل ما يملك.
ودارت الأيام والسنوات حتى توفى الأب الذي كان يُدير شؤون العائلة، وأصيب أفرادها بالفقر الشديد خاصة بعد توقف المشروعات الضخمة بعد رحيل الوالد، ونتيجة لضيق الحال والفقر الشديد الذي تعرض له الشاب حاول أن يفكر في طريقة ليعاون عائلته للخروج من هذا المأزق
وفي سبيل ذلك بدأ في حصر أصدقائه المقربين ممن كان يكرمهم كثيراً، فوصل إلى أحدهم والذي عرف عن طريق بعض الأصدقاء الآخرين أن هذا الصديق قد أصبح ثرياً بشكل كبير يصل لدرجة امتلاكه لقصور متعددة وأطيان من الأراضي لا حصر لها.
اتجه هذا الشاب الى صديقة ليطلب منه العون والمساعدة ليس في اقتراض الأموال ولكن في سبيل الحصول على أية وظيفة يستطيع أن يُنفق على أسرته من خلالها.
وصل الى بيت زميله حيث استقبله الخدم والحشم، فأخبرهم الشاب بأنه صديق مقرب لصاحب القصر وأن علاقتهما قوية ودارات لسنوات لذا يرغب في مقابلته والتحدث معه قليلاً
فذهب أحد الخدم الى الصديق لإخباره بأن أحد أصدقائه يريد مقابلته بالخارج، فنظر الرجل من أعلى فوجد الشاب يقف بين الخدم مهمل الثياب فقير الهيئة تظهر عليه ملامح الاحتياج، فرفض لقائه و طلب من الخدم أن يخبروا الشاب بأن صاحب القصر مشغول ولا يمكنه التوقف للالتقاء بأحد.
وعندما نزل الخدم ليخبروا الشاب بما قاله لهم سيدهم، حزن الشاب حزناً شديداً وكأن أحدهم قد طعن قلبه بسكيناً، فهو لا يصدق كيف على صديق عمره أن يتغير بهذا الشكل ويرفض حتى لقائه !! كيف لهذه الحياة أن تقتل المروءة التي تربى عليها !!
حيلة الصديق لمساعدة صديقة
خرج الشاب من القصر وهو يرى ظلام العالم كله من حوله، وفي طريقه صادف ثلاثة رجال تظهر على وجوههم الحيرة ، فعرض عليهم تقديم المساعدة ان كانوا بحاجة اليها، فقال أحدهم : يا اخي اننا نبحث عن شخص في هذا المكان يُدعى فلان بن فلان، هل لك أن تدلنا على منزله؟
أندهش الشاب عندما سمع الاسم !! هذا الاسم له ولكنه لا يعرف من هؤلاء ولم يلتقي بهم من قبل، فأخبرهم وهو في ترقب أنه هو الذي يبحثون عنه وأن والده قد توفى منذ سنوات قليلة.
حزن الرجال على وفاة والده ، وأخبره أن والده قد ترك لهم أمانة عبارة أموال ومجوهرات في أكياس كبيرة ، أنهم حضروا ليرجعوها إليه.
وقف الشاب في دهشة وذهول لما حدث معه ، ثم شكر الرجال الثلاثة وأخذ منهم أمانته وانطلق في طريقه الى منزله وهو يفكر كيف له ان يبيع كل تلك المجوهرات في أسرع وقت حت يستطيع حل الأزمة التي يتعرض لها هو وأسرته، وأثناء سيره استوقفته امرأة عجوز يبدو على وجهها وسيارتها الثراء الفاحش، وطلبت منه أن يدلها على مكان لتشتري منه مجوهرات جديدة.
انتهز الشاب الفرصة وأخبرها بأنه يمتلك مجوهرات لا مثيل لها وعرضها عليها وهو تغمره السعادة ، وبالفعل اشترت تلك السيدة جميع المجوهرات بمبلغ باهظ، وفكر الشاب من بعدها في ان يستثمر تلك الأموال التي حصل عليها في تجارة المجوهرات كما كان يفعل والده
وخلال شهور قليلة تحسن حاله بشكل رائع، ولكنه لم ينسى صديقه الذي رفض مساعدته وتخلى عنه في شدته ، فأرسل اليه تلك الأبيات الشعرية قائلاً:
صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم *** يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني منذ كنت رب غنى ** وحين أفلست عدوني من الجهل
فعندما قرأ الصديق هذه الابيات، بعث إليه ورقة أخري بها ثلاثة أبيات تقول :
أما الثلاثة قد وافوك من قبلي *** ولم تكن سببا إلا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي *** وأنت أنت أخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل *** لكن عليك خشينا وقفة الخجل
نعم لقد كان الثلاثة رجال من خدم صديقه وهو من أرسلهم إليه بالأموال خشية أن يقع في الخجل أمامه، وأن تلك السيدة العجوز كانت والدة صديقه وهو من طلب منها أن تذهب اليه لتشتري المجوهرات وتعطيه ما يرغب في سعرهم.
2- قصص قصيرة عن الصداقة حزينة
يُحكى أنه كان هناك صديقين يتبادلان كل معاني الصداقة الفعلية، حياتهما تكاد تكون متشابهة من شدة تقاربهما وارتباطهما ببعض لمدة سنوات طويلة
وذات يوم قرر سوياً اتخاذ قرار بالافتراق لمدة عشرين سنة، ثم بعد ذلك الاجتماع في نفس المكان وبنفس الملابس بعد عشرين عام، وأخذ كل منهما وعداً حقيقياً بذلك على الآخر لا يخلفه مهما حدث .
وبالفعل ودع كل واحد منهما الاخر وداع حار وابتعدا عن بعضهما وهما لا يزالان متمسكان بالوعد الذي بينهما حتى انقضت العشرين عام وتجهز كل منهما في مكانه للقاء مرتديا نفس الملابس التي اتفقا عليها وتحركا الى نفس المكان لمشاهدة اللحظة التي طال الاشتياق اليها بعد هذه المدة الطويلة، لحظة اللقاء.
نظر الأول إلى صديقه فتنبه ان ملامحه من الوهلة الأولى تبدو غريبة ومثيرة للدهشة، فقال لنفسه لعل هذا التغيير حدث بسبب مرور الكثير من السنوات علينا
ولكن لهفته على رؤية صديقه لم تكن كما كان الاخر يتوقعها، الأمر ذاته الذي جعل الرجل يظن انه ليس هو صديقه، ولكن نفس الثياب تثبت كونه هو الذي ينتظره منذ 20 عام.
اقتربا من بعضهما وعانقا بعض ولكن الأول تأكد من أن صديقه به شيء قد تغير فهذا ليس الحب الذي وُلد بينهما منذ أكثر من 20 عام وليست تلك العلاقة القوية التي كانت تربطهما.
فسأله قائلاً: يا صديقي ماذا أصابك .. لقد تغيرت طريقة كلامك وأيضاً نبرة صوتك وحتى ملامح وجهك .. وأعتقد ان بك شيء جعلك مختلفاً عن الماضي
أرجوك أخبرني ما سبب هذا، حتى لقائك بي كان بارد على عكس ما كنت أتوقع.. هل حدث لعلاقة الصداقة التي تجمعنا شيء جعلك تتغير معي بهذه الطريقة.
تعرف علي: قصص قصيرة رائعة ملهمة
فأجابه الأخر بحزن بدا على وجهه قائلاً: أنا اعتذر اليك يا عزيزي، فأنا لست صديقك الذي كنت تنتظر رؤيته اليوم، لقد توفى صديقك منذ عدة أعوام وقبل وفاته أوصاني بأن أحضر الى هذا المكان بهذه الملابس في هذا التوقيت.
وقع الخبر على نفس الصديق كالصاعقة، و اُجهش في البكاء بشده وهو يعانق صديق صديقه بكل ألم وحسرة، وهو يتمنى ان تعود به الأيام حتى لا يترك صديقه الوفي مرة أخرى.
3- قصة أدهم وطارق صديقه
سفر طارق إلى الخارج
كان هناك شاب اسمه طارق، وبعد ان انتهى من دراسته في الجامعة، قرر السفر إلى الخارج والعمل هناك، شعر طارق بالوحدة الشديدة في هذه البلد الغريب، فالناس ﻻ يتكلمون لغته و ليس له احد يعرفه هناك، و بالصدفة كان طارق في احد المتاجر يشتري أغراض له وجد شخص يتحدث في الهاتف باللغة العربية.
حينها شعر طارق بالسعادة و تحدث معه طارق و عرف انه من نفس بلده، وأصبح طارق و أدهم أصدقاء، كان طارق يعمل لدى رجل صاحب محل ملابس ولم يكن يأخذ اجر كبير يكفي احتياجاته.
أدهم يعرض على طارق العمل
عرض أدهم على طارق أن يعمل معه في التجارة وأقنعه بانها مربحة جدا، ووافق طارق على هذه الفكرة وظل طارق وأدهم أصدقاء لسنين، كل منهم يساند الاخر في غربته
ونهضت تجارتهم وأصبح معهم مبلغ المال لأنشاء مشروع لهما، وفعلا قاما بأنشاء مشروع، ومع الأيام كبرت تجارتهم وأصبح لديهم شركة كبيرة، وأصبحت الشركة شركات، وكان من الوقت للأخر يسافر طارق إلى بلده ليطمئن على اسرته ويعود مرة أخرى لأدهم.
أدهم يقرر التضحية من أجل صديقه
كانت هناك أمرأه في قمة الجمال، كانت تتردد إلى مكتب أدهم بكثره اثناء غياب طارق، وكانت هذه الفتاة تأتى للمكتب من أجل العمل الذي كان بينها وبين الشركة فقط، ولكن أدهم كان معجب بها كثيرا وكان ينوى خطبتها وكان يهيئ نفسه لإخبارها بذلك.
وبينما كان أدهم جالس في مكتبه مع تلك المرأة دخل عليهم طارق وطالت نظرته اليها ولاحظت أدهم رد فعل طارق عند رؤية تلك المرأة، اعتذر طارق لمقاطعة حديثهما وخرج وانتظر في الخارج حتى خرجت هي وكرر اعتذاره لها.
ثم دخل طارق مكتب أدهم وسأله عنها العديد من الأسئلة، فقال له أدهم هل تعجبك؟ فتردد طارق ولم يعرف ماذا يقول لأنه ﻻ يعلم ما طبيعة علاقتها بأدهم، فقال له أدهم لو اعجبتك أخبرني وسوف اخطبها لك، اندهش طارق لكلام أدهم وسأله هل بينك وبينها أي شيء؟؟ فأخبره أدهم بأن كل ما بينهم عمل فقط، فرح طارق جدا لسمعاه لهذا الكلام وتزوجها.
تعرف علي: قصة رائعة عن الصداقة (الصديق وقت الضيق)
افتراق طارق وأدهم
وبعد فترة اضطر طارق للعودة إلى بلده ليظل بجانب اهله، واقترح على أدهم أن يأتي معه، اخبره أدهم إنه لا يوجد أهل لديه، اقتسما المال وودع طارق ادهم و تركه علي امل ان يلقاه مرة أخرى بعد ان يستقر حاله في بلدته بعد ان يعود، وبعد عودة طارق بلده اقام مشاريع كبيرة فيها و اصبح لدية ثروة كبيرة.
بينما تدهور الحال بأدهم و خسر كل أمواله، و اضطر للعودة إلى بلده، و استطاع الوصول إلى عنوان شركة طارق بسهوله لشهرتها، وبعد ان ذهب له و طلب مقابلته انكر طارق معرفته لشخص بهذا الاسم و رفض مقابلته.
تعجب أدهم مما حدث من طارق و كان مذهول جداً، دخل ادهم للمسجد ليصلي و يدعى الله ان يفك كربه، و بعد الصلاة ظل ادهم جالساً في مكانه لفترة و لاحظ ذلك شيخاً كبيرا كان يصلي في الجامع، و كان يبدو على ادهم الحزن الكبير، اقترب منه الشيخ و سأله ما به.
فحكى له ادهم قصته، فعرض عليه الشيخ ان يعمل معه، و مع الوقت عاد ادهم إلى مركزه السابق بفضل الشيخ بعد فضل الله، مرض الشيخ مرضا شديدا و أوصي أدهم على زوجته و ابنته و طلب منه ان يتزوج بنته و كتب له جزء من ثروته
و بعد فتره كبيره من وفاه الشيخ اقام ادهم احتفال زواجه، و ارسل دعوه إلى طارق يدعوه لحضور فرحه و مع هذه الدعوة ارسل له خطاب كتب له فيه يلومه و يعاتبه على ما فعله معه عندما ساء به الحال.
معنى الصداقة الحقيقية
حضر طارق الحفل وقال له، انه حين رفض مقابلته فعل ذلك مراعاة لشعور أدهم، حيث انه يعرف ان صديقة أدهم لن يقبل منه أي مساعدة مادية، واخبره ان الشيخ هو من ارسله له ليجعله يعمل معه، و الشيخ كان والد طارق و زوجة ادهم هي اخت طارق، ندم أدهم وقتها على سوء ظنة بطارق و عرف وقتها معنى الصداقة الحقيقية.