متى يجب الغسل على الفتاة الغير متزوجة
تتساءل الكثير من الفتيات غير المتزوجات عن أوقات الغسل والعلامات التي يستوجب الغسل عند حدوثها، فتعاني الفتيات في تلك الفترة من الإفرازات الكثيرة لأسباب مختلفة ولا يستطعن التفريق بينها وبين ما يستوجب الغسل منه.
متى يجب الغسل على الفتاة الغير متزوجة ؟
تعتبر الطهارة والنظافة بشكل عام أمر أساسي في الدين الإسلامي؛ لأن تمام الطهارة من تمام الصلاة ولا يجوز للمسلمة الصلاة أو الصوم إلا وهي على طهارة، لكن متى يجب الغسل على الفتاة الغير متزوجة؟
1- الغسل من الحيض
يستوجب على الفتاة الغسل بعد الانتهاء من الحيض؛ حتى تقبل على الصلاة، وقد أجمع علماء الدين على إلزامية الغسل من الحيض لصحة الصلاة.
ذلك ما ورد في قوله تعالى:
“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ”. [ref][ سورة البقرة: 222][/ref]
توضح الآية الكريمة أهمية ووجوب الطهارة بعد انتهاء مدة الحيض، ولا تتحقق الطهارة إلا بالغسل.
ثبت عن السيدة عائشة رضوان الله عليها قولها:
“إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي“. الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم: 282 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
لا يفوتك أيضًا: متى يجب الغسل في الإسلام ومتى يكون مستحباً
2- الغسل من خروج المني
هو ماء أصفر رقيق ينزل من الفتاة عند الشهوة الكبرى، واستوجبت الحنفية والمالكية وجود شهوة عند نزول المني لغسله، أما الأرجح فهو الغسل على أي حال.
3- عند خروج المذي
هو ما يخرج من فرج المرأة في شهوتها الصغرى، والواجب غسله على أرجح الأقوال، فقال عليّ بن أبي طلب رضي الله عنه:
“كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً وكُنْتُ أسْتَحْيِي أنْ أسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ فأمَرْتُ المِقْدَادَ بنَ الأسْوَدِ فَسَأَلَهُ فَقالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ ويَتَوَضَّأُ”. الراوي: علي بن أبي طالب | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 303 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | التخريج: أخرجه البخاري (269)، ومسلم (303).
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع وهل يجوز جمع نيتين في الغسل
كيفية الغسل للمرأة الغير متزوجة
1- حضور النيَّة
أول خطوة للغسل هو نية المغتسل لإزالة النَجَس عن جسده حتى يستطيع قضاء فروضه، وتعتبر النية فرض عن الحنابلة والمالكية والشافعية، واستندوا في ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات “وذهب الحنفية إلى كونها سنة.
2- تعميم الجسد بالماء
استوجب بعض علماء الدين تعميم النصف الأيمن من الجسد بالماء ثم تعميم النصف الأيسر، ولكن الفاصل هو تعميم الجسم بالكامل بالماء باتفاق العلماء.
على أن تبدأ المغتسلة بشطف الجهاز التناسلي لها وغمره بالماء والتأكد من عدم وجود أي بقايا مني أو دم في هذه المنطقة.
للرسول صلى الله عليه وسلم طريقة للاغتسال يمكن اتباعها فعن أم المؤمنين السيدة عائشة (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اغْتَسَل مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَل يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يُدْخِل أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيُخَلِّل بِهَا أُصُول شَعْرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ).
الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 316 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | التخريج: أخرجه البخاري (248)، ومسلم (316).
3- الاستنشاق عند الاغتسال
يجب على المغتسلة تعميم الفم بالماء والاستنشاق عدة مرات، وذهب الحنابلة والحنفية إلى وجوب ذلك، وحجتهم في ذلك أن الفم والأنف من أجزاء الوجه، لذا هم من الأجزاء الواجب إيصال الماء إليها، وذهب الشافعية إلى جوازه.
4- وصول الماء للشعر
أثناء تعميم الماء على الجسد يستوجب تخليل الشعر والوصول إلى جذوره حتى يصل الماء إلى جلد الرأس وأي جلد ينبت فيه شعر.
يجب وصول المياه إلى الأماكن الخفية مثل السرة وخلف الأذنين وخلف الركبتين، وتمرير المياه بين الأصابع.
لا يفوتك أيضًا: شرح طريقة الاغتسال من الجنابة
سنن الاغتسال
أولًا: التدليك
تدليك الجسم هو سنة ولا يعتبر من فروض إتمام الغسل، أما الفرض فهو إغمار الجسد بالماء.
ثانيًا: الوضوء
لا يعد الوضوء ركنًا من أركان صحة الغسل، لكنها سنة مأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يتوضأ قبل أن يبدأ في الغسل.
أكد العلماء أن المغتسل يمكنه الصلاة مباشرةً دون الحاجة للوضوء؛ لأن الغسل قد حل محل الوضوء.
ثالثًا: تقسيم الجسد
يذهب البعض إلى غسل النصف الأيمن واغماره بالماء قبل النصف الأيسر وأنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن جمهور الفقهاء اعتبروه من المندوبات، أي أنه لا يلزم لإتمام الغسل.
على الفتاة أن تعرف المواضع التي عليها الاغتسال فيها لإمكانية الصلاة، وذلك ما وضحه ببساطة الدين الإسلامي الحنيف.