ما معنى كلمة مغبون في الحديث
بالرغم من كون القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع، إلا أن الحديث الشريف الذي نُقل عن رسول الله هم المصدر الثاني والمُبين للمصدر الأول، حيث فيه يتبين العديد من الأمور الدينية والدنيوية التي يحتاج المسلم معرفتها؛ حتى لا يقع في الخطأ.
معنى كلمة مغبون في الحديث
النعم التي أنعم الله بها على الإنسان كثيرة، وتبين في الحديث الشريف أن هناك نعمتان مغبون الإنسان فيهما، وبينهما الحديث وهما الصحة والفراغ؛ لقيمتهما وقيمة استغلالهما العالية.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال”
:نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفراغُ”. [ref]الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: أبو نعيم | المصدر: حلية الأولياء | الصفحة أو الرقم: 8/185 | خلاصة حكم المحدث: صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] | التخريج : أخرجه البخاري (6412)[/ref]
حيث إن مغبون تعني البيع بأقل من الثمن – خسر الشخص في الشيء المُباع – أو الشراء بأضعاف الثمن – تكون هنا الخسارة واضحة بخسارة في الشراء – وفي الحالتين يتعرض الشخص للغبن أي الخسارة عن غفلة منه.
لا يفوتك أيضًا: وش معنى كلمة صخل
شرح حديث نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس
نعم الله عديدة ولا يمكن للإنسان أن يحصاها كما قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، لذا لا على الإنسان سوى أن يزيد في الشكر لله عز وجل.
لكن الله تعالى يتجاوز عن عباده تقصيرهم عن الشكر، وذلك من رحمته به كما أن الله تعالى لا يقطع عنهم إحسانه ولا يُعذبهم جراء هذا التقصير، فيرضى الله عن عباده مقابل القليل من الشكر ويُجازيهم الكثير والكثير من الثواب.
في ذلك يوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك نعمتان عظيمتان مغبون فيهما الإنسان، ومغبون هنا تأتي بمعنى الخسارة، أي لا يستطيع العبد الشعور بالخسارة وقت حدوثها.
بينما يدرك ذلك فيما بعد، كأن يكون مسلوب الإرادة وقتها، ليس بالمعنى الفعلي لسلب الإرادة وإنما بالكناية عن الغفلة.
هنا يأتي المعنى الضمني لكلمة مغبون، وتقدر بعدم معرفة قيمة تلك النعم، لا ينتفع بهما الإنسان على النحو الصحيح في الحياة الدنيا أو الأخرة.
لا يفوتك أيضًا: شرح حديث من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
معنى كلمة مغبون في الحديث المقصود بها صحة البدن
قصد النبي صلى الله عليه وسلم النعمتان في الغبن، والتي لا يُلاحظ الإنسان قيمتهما وهما الأولى منهم الصحة، والمقصود هنا صحة البدن والنفس وقوتهما.
فقد أنعم الله على الأنسان بالصحة الجيدة في البدن وقوته التي لا يدرك قيمتها على النحو الصحيح، كما أنعم على الإنسان بنعمة الفراغ أي خلو الإنسان من هموم الحياة ومشاغل العيش الذي يوفر الأمن والاطمئنان النفسي.
وعليه، فتكون النعمتان عظيمتان قدر العظمة التي وهبها لنا بها الرحمن، ولكن كثير من الناس لا يستطيعون تقدير تلك النعم ولا تهتم في المحافظة عليهم أو استغلالهم على النحو الصحيح على الأقل.
لا يفوتك أيضًا: شرح حديث من حج ولم يرفث
غبن الإنسان النعمتين في الحديث الشريف
قد غفل الإنسان عن النعمة الأولى وخسرها في الحديث الشريف بأن أهدر من صحته الكثير والكثير على ما لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة.. حيث كلف نفسه بأشياء فوق طاقته أهدرت صحته وأقحمته في الهموم والأحزان.
كما حمّل نفسه هم الدنيا ونسيّ أن أمره بين يدي الرحمن ولن يأخذ أحد أكثر مما كُتب له.. نسيّ الإنسان الصحة وأهلكها في انشغاله في الأشياء الدنيوية.
الله أنعم على الإنسان بالكثير من النعم المختلفة، لذا عليه أن يُراعي قيمة النعمة ويحمد المولى عز وجل كثيرًا عليها.