10 معالم سياحية في مدينة فاس التونسية؛ تعرف عليها

الحديث عن المعالم السياحية في فاس بمثابة الدخول إلى السينما لمشاهدة أحد أقوى الأفلام التاريخية على الإطلاق؛ ويرجع هذا إلى ما تذخر به المدينة المغربية من تاريخ عظيم، شهدت خلاله ظهور واندثار عدة حضارات، لم يبقى منها سوى تلك المعالم لتروي قصتها.

أهم ثلاثة معالم أثرية في مدينة فاس

تم تأسيس مدينة فاس في عهد دولة الأدارسة، ليتخذوها عاصمةً لدولتهم، وتقع في شمال المغرب، ومنذ ذلك الحين شهدت المدينة توالي الحضارات عليها، ليسفر ذلك عن تقسيمها إلى ثلاث مناطق حضارية.

“فاس بالي” والتي تمثل المدينة في العهد القديم، و”فاس الجديدة” التي تمثل فترة القرن 13 ميلادي، وأخيرًا “المدينة الجديدة” والتي تمثل عهد الاستعمار الفرنسي.

خلال ما مرت به المدينة من تطورات تاريخية مؤثرة؛ توافد عليها العديد من الثقافات، الأمر الذي ساهم في إثراء القيمة التاريخية للمدينة اليوم، والذي نتج عنه خمسةً من أهم المعالم الأثرية فيها.

تعرف على: تقرير بالصور : معالم السياحة في صفاقس التونسية

1- جامع وجامعة القرويين

هو أهم وأشهر جامع في تاريخ المغرب، ويمثل الحرم الجامعي لأقدم جامعة شهدها العالم؛ حيث تم تأسيسها في منتصف القرن التاسع الميلادي على يد “فاطمة بنت محمد الفهري”، حيث كانت مقرًا لتلقي علوم أصول الدين على أيدي كوكبة فريدة من العلماء والفقهاء آنذاك.

تمت تسمية المسجد نسبةً إلى حي القرويين، الذي سكنه لاجئو القيروان، ويمثل المسجد قيمة تاريخية وحضارية إسلامية كبيرة، كما أنه يتمتع بامتيازات معمارية مذهلة، جمعت بين رؤى معمارية مختلفة، بسبب عمليات التوسع والتطوير التي تم إجراؤها على المسجد على مر التاريخ.

2- حي الدباغين

حي الأندلسيين هو بوابة العبور للعهد الأندلسي في المغرب، وهو من أبرز المعالم السياحية في فاس، ولا تكتمل رحلة سياحية في المدينة دونما زيارة إليه؛ ويرجع هذا إلى ما يضمه من معالم بارزة تستحق الزيارة بلا شك.

بدايةً يضم الحي مسجدًا كبيرًا يحمل اسم الحي، وملحق به مدرسته المعروفة باسم “مدرسة الصهريج”، بعد ذلك تجدون “دار البطحاء” أو”القصر القديم” الذي يتمتع بمعماريته ذات الطراز المغربي الإسباني.

تم تحويل المسجد فيما بعد إلى مُتحف للفنون التقليدية الفاسية، حيث يمكن الاطلاع فيه على ما يقارب 6000 قطعة من التحف الفنية والتقليدية التي تمت صناعتها من على أيدي الحرفيين المهرة في ذلك الوقت من رخاميات ومخطوطات وحلي وألبسة.

المحطة الثالثة في هذا الحي التاريخي المميز هي “قصر الجامعي” والذي كان محل إقامة إحدى أعرق العائلات الفاسية، وقد تم بناؤه بتخطيط وإشراف وتنفيذ رائعين وعلى قدرٍ كبير من البذخ.

حتى أن فسيفساء جدرانه تكاد تنطق شاهدةً على ذلك، ولا تكفي الكلمات لوصف المتعة البصرية التي تقدمها هذه التحفة المعمارية وتسر الناظرين.

3- كنيسة بن دنان

هي كنيسة يهودية تم إنشاؤها في القرن 17 الميلادي، على يد ميمون بن سعدون، بهدف تقديم الرعاية لما يزيد عن ألف أسرة يهودية تم ترحيلها من إسبانيا إلى مدينة فاس.

يمثل هذا المعبد اليهودي البسيط أحد أقدم وأهم المعابد اليهودية على مستوى شمال أفريقيا، بالإضافة إلى قيمته الأثرية لاحتوائه على آخر المجموعات الكاملة من أثاث الكنيسة المغربية، والتي منها القرعتين المنحوتتين والتيفاه.

تعرف على: تكلفة السياحة في تونس واهم المناطق السياحية التونسية

أشهر الأماكن السياحية في فاس

رغم الغنى الأثري والتاريخي الذي تملكه المدينة، إلا أن بعض الأماكن استطاعت جذب انتباه السائحين على وجه الخصوص، ومن أشهر تلك الوجهات:

1- المدرسة البوعنانية

هي أكبر مدرسة علمية في المدينة العتيقة بفاس، بُنيت في القرن الرابع عشر الميلادي، وتتخذ الشكل المستطيل المتكون من صحن مفتوح ومسجد وقاعتين للدراسة وغرف للمطالعة وساعة مائية وحوض ماء يتوسط فناء المدرسة.

تتميز بأبوابها الثقيلة ذات الألواح البرونزية، إضافةً إلى البلاط الخزفي المزخرف والمنقوشات الجبسية وما يعرف بالمقرنص؛ أي الدلايات المنقوشة.

بينما تجدون باحة وفناء المدرسة مكسوين بالرخام والجزع، وغيرها من تفاصيل العمارة الإسلامية المدهشة، والتي تنتهي بتغطية من القرميد الأخضر تعلو بناء المدرسة.

2- ساحة الصفارين

أحد أشهر الأماكن السياحية في المدينة، والتي تعكس جوانب ثقافية متعددة لها بما لا يطغى على حضور عادات وتقاليد قاطنيها بشكلٍ قوي، كما أنها ضمت مؤخرًا عددًا من المطاعم والمقاهي لتوفر لزوارها متعة ترفيهية.

تتمتع الساحة بمجموعة من النوافير والبرك المائية تقف بمنظرٍ خلاب، يتناغم مع أجواء الساحة الثقافية المتنوعة، والتي تهيئها المباني الأثرية المطوقة للساحة.

تتوزع المحال التجارية في أنحاء الساحة موفرةً لمرتاديها العديد من المنتجات الشعبية، التي يمكن شراؤها كهدايا تذكارية لتلك الرحلة الرائعة.

3- القصر الملكي في فاس

يُعرف أيضًا باسم “دار المخزن” وقد تم بناؤه في القرن العشرين، ويتمتع بهندسة معمارية أنيقة، بفضل الألوان المتعددة للفسيفساء المنتشرة على جدران القصر.

بالإضافة إلى الأبواب الذهبية الضخمة المزدانة بالجيوب النحاسية يدوية الصنع، كما أن القصر يضم حدائق تتمتع بمناظر طبيعية ساحرة.

للقصر سبعة أبواب، تتميز بالقرميد المغربي الشهير والمنحوتات الخشبية، وفي خلفية هذه الأبواب يضم القصر مدرسة للدراسات القرآنية تعود إلى القرن الرابع عشر.

إضافةً إلى ما سبق فإن القصر يحتوي على مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المغربية الجذابة، تنوعت بين سجادات الرباط والحرير، والقطع الفخارية، والمخطوطات التاريخية النادرة.

وجهات فاس السياحية للتسوق والترفيه

بالإضافة إلى المعالم الأثرية القديمة في المدينة فإنها حوت كذلك مجموعة من الأسواق الشعبية والأماكن الطبيعية التي نجحت في أن تكون وجهات سياحية بارزة.

يتردد السائحون على هذه الأماكن بغرض التأمل في سحر طبيعة المدينة الخلاب والحصول على بعض التحف والمنتجات التقليدية والهدايا التذكارية.

1- حديقة أمريكا اللاتينية

تُعد أبرز محطات فاس السياحية، حيث الطبيعة الخلابة والأجواء المريحة المنعشة، وهي مكان مثالي للنزهات العائلية، ويمكن الاستمتاع فيها بأنشطة مختلفة تبدأ بجولة استكشافية لنواحي الحديقة الرائعة.

بينما أنت مستغرق في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية واللون الأخضر النقي المتألق تحت أشعة الشمس، لا يفوتك الجلوس بين الحين والآخر لممارسة التأمل فيما يحيط بك من طبيعة ساحرة، حيث لا حاجز بينك وبين السماء الواسعة.

بالإضافة إلى أن الحديقة تحتوي على بحيرة اصطناعية رائعة، لا يفوتك المرور بها والاستمتاع بالمنظر الرائق لصفحة مياه البحيرة المتلألئة تحت ضوء الشمس الساطع.

2- سوق العطارين

يقع السوق في قلب فاس بالي بالقرب من جامع القرويين، وهو أحد أقدم أسواق مدينة فاس، ويشتهر بما يضمه من منتجات الأعشاب ومستخلصاتها المختلفة.

يمتد السوق من الجهة الشمالية للقيسارية، ويمتلك أربعة عشر منفذًا، ويُعد أطول سوق في المدينة وأكثرهم تنوعًا.

يعيد الجو العام للسوق إحياء مشاهد من ذاكرة مجد المدينة العظيم، بما يضمه من دكاكين وحوانيت تستطيع ملاحظة خلفيتها عبارةً عن القوافل التجارية القادمة من الهند والصين، محملةً بالتوابل والمخطوطات والأثواب الحريرية.

3- حديقة جنان السبيل (جنان بوجلود)

كما يوحي الاسم فإن هذه الحديقة تُعد الأجمل في مدينة فاس، وإحدى أفضل وجهات السياحة الترفيهية فيها، بفضل ما تضمه من مناظر طبيعية ساحرة ونوافير مائية رائعة.

تقع الحديقة بجانب بوابة الرفاية بجوار فاس البالي، وبالقرب من ساحة باب بوجلود العريقة، وتضم في ثناياها تُحّفًا إبداعية تعيد ذكرى أمجاد حضارة الأندلس المندثرة.

تتمتع ممراتها الوارفة بالأزهار والنباتات البهيجة، وصُفّت فسحاتها ببلاطات تعود للعهد الأندلسي الزاهي.

تصل هذه الحديقة بين قسمي المدينة؛ ويرجع هذا إلى الممر الواقع تحت الأرض، والذي تم إنشاؤه في عهد السلطان حسن الأول؛ ليكون طريق عبور الحاشية السلطانية والأميرات إلى جهة المدينة الشرقية حيث القصور السلطانية الصيفية.

تعرف على: عدد وأسماء أقاليم الجمهورية التونسية

4- سوق باب الجياف

في المغرب يكون المعني بهذا الاسم هو سوق الجلود، وهو أحد أشهر أسواق فاس، وأحد أبرز الوجهات السياحية فيها، لا يفوتك المرور به وتسوق المصنوعات الجلدية التي يشتهر بها.

لا يقتصر النشاط التجاري في السوق على الجلود فقط؛ إذ نجد بائعي العديد من أنواع الفواكه الصحراوية بالإضافة إلى التمور، وغيرها من المنتجات مغربية الطابع.

إن زيارة واحدة لا تكفي لزيارة كافة المعالم السياحية في فاس، لكن لتحرص على ألا تفوتك زيارة أهم المعالم التاريخية بها، والتي ستروي لك الكثير عما عاصرته المدينة من أحداث وتطورات مشوقة مذهلة.