أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة مكتوبة
ان من فضل الدعاء التقرب الي الله عز وجل وهي الصلة بين العبد وربه ، كما أنه أحد الأسباب العظيمة للفوز بالخيرات والبركات وسبب لدفع البلاء والشرور عن الإنسان، فالدعاء هو استعانة من عاجز ضعيف بقوى الواحد القادر القهار، واستغاثة من ملهوف برب مغيث ليحقق رجاء أو رغبة سواء في الدنيا أو الأخرة.
اللّهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنتَ ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك.
رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
اللّهم اغفِر لي خَطِيئَتي وجهْلي، وإسرَافي في أَمري، وما أَنْتَ أَعلَم بِهِ مِنِّي، اللّهم اغفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلي، وَخَطَئي وَعمْدِي، وَكلُّ ذلِكَ عِنْدِي، اللّهُم اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخرْتُ، وَما أَسْررت وَمَا أَعلَنت، وَمَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنت المقَدّم، وَأَنتَ المُؤخر، وَأَنْتَ عَلى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
أدعية الرسول محمد
اللهمَّ إني أعوذ بك من العجْزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والبُخْلِ، والهَرَمِ وعذاب القبر، اللهمَّ آتِ نَفسي تَقْوَاها، وزَكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وَلِيُّها ومولاها، اللهمَّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشَع، ومن نفْسٍ لا تشبع، ومن دعوة لا تستجاب.
اللهمَّ اجعل لي في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن بين يديَّ نورًا، ومن خلفي نورًا، واجعل لي في نفسي نورًا، وأعظم لي نورًا.
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر”.
إن الدعاء هو أحد العبادات التي فرضت على المسلم في أي وقت كان أو في أي مكان فهو لا يحتاج إلا للنية الصادقة للعبد الناسك المتضرع لله سبحانه وتعالى.. ويقين هذا العبد بأن الله سبحانه وتعالى سيجيب دعوة هذا العبد الداعي.
فالله سبحانه وتعالى قال في محكم آياته في سورة غافر في الآية الستين منها “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، وجاءت آية أخرى عن استجابة الدعاء من الله عز وجل في سورة البقرة الآية المائة خمسة وثمانين “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
نستنتج نحن بني الإسلام أن الدعاء من الأمور المفروضة ومن العبادات المفروضة على العبد المسلم.. ولعل خير المراجع التي نرجع إليها من أجل الدعاء هي الأدعية من السنة النبوية الشريفة المباركة أي أنها الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرها صحبه الكرام ومنها..
قال أنس بن مالك -رضي الله عنه وأرضاه- قال رسول الله (اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ) الدعاء صحيح صححه الإمام البخاري وذكره في صحيح البخاري.
الدعاء أيضًا من رواية أنس بن مالك “اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ.. والجبنِ والبخلِ.. والهرمِ والقسوةِ والغفلةِ والعيْلةِ، والذلةِ.. والمسكنةِ.. وأعوذُ بك من الفقرِ والكفرِ والفسوقِ والشقاقِ والنفاقِ والسمعةِ والرياءِ.. وأعوذُ بك من الصممِ والبُكمِ والجنونِ والجُذامِ، والبَرَصِ وسيِّئِ الأسقامِ” الدعاء صحيح ذكره جلال الدين السيوطي في كتابه الجامع الصغير.
هذا الدعاء رواه ابن مسعود (عبد الله بن مسعود) (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى) الدعاء صحيح صححه الإمام مسلم وذكره في صحيحه صحيح مسلم.
صفات الرسول صلي الله عليه وسلم
قبل ان نتعرف الي أذكار الرسول دعونا نتعلم صفات الرسول الكريم لم يعرف التاريخ شخصية أكثر كمالاً من شخصية نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك النبي المصطفى الذي جمع كافة الصفات الحسنة، وبسبب جمال الشخصية والإنسانية العظيمة التي كان يتسم بها صلوات الله عليه،
فقد تعلق به كل من رآه وكل من لم يره، وقد صار الناس يذكرونه بشكل مستمر، فنجد أن المولى جلا وعلا قد أعلى ذكره في العالمين، ذلك أن أسم محمد هو الاسم الأكثر انتشارا وتداولا على مستوى العالم والذي يتردد بكثرة كبيرة على الألسنة.
ويمكن ذكر أهم الصفات التي تميز بها الرسول صلى الله عليه وسلم، في مجموعة من النقاط التالية:
- كان أصدق خلق الله تعالى، فكان لا يكذب مطلقا ودائما ما يتفوه بالحق، ولذلك لقب بالصادق الأمين، وقد اتصف الرسول الكريم بهذه الصفة الحسنة منذ صغره.
- اتصف بالأمانة، حيث كان يقصده العديد من الأشخاص ليحتفظ لهم بالأمانات الخاصة بهم وحتى يعيدها إليهم فيما بعد وقت الحاجة إليها.
- كان يتسم بالشجاعة الكبيرة، فقد كان لا يخاف شيئا، ودائما ما يكون في الصفوف الأولى من الجيش في جميع الحروب والغزوات التي خاضها
- حيث كان قدوة لأصحابه في هذه الغزوات وكان أعداءه يهابون منه.
- كان أكثر خلق الله رأفة بأحوال الآخرين، حيث كان عطوفا وحليما على كافة الناس وحتى العبيد.
- كان أكثر الناس صبرا، حيث صبر على تعذيب الكفار له وصدهم له أثناء دعوته، كما أنه صبر على البلاء، عندما تعرض لفقدان أبنائه.
- كان يتصف بالعفو والصفح عند المقدرة، حيث كان يعفو عن الجميع حتى أعدائه، ويرجع ذلك إلى الرحمة التي كانت في قلبه، فضلا عن طبيته الكبيرة.
- كان دائم الابتسامة في وجه الجميع حتى في أحلك الظروف وأشد الأوقات التي مرت عليه.
- كان يحترم الآخرين ويقدم لهم المساعدة والعون ولا سيما أهل بيته.
- كان دائم العبادة لرب العالمين سبحانه وتعالى.
أدعية الرسول محمد في رمضان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبلت العشر الأواخر من رمضان زاد من همته وشمر عن ساعديه كناية عن اهتمامه بتلك الأيام المباركة.. فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله في العشر الأواخر من رمضان “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ“.
لذلك فإن في سطور تلك الفقرة سنعرض أدعية من أثر رسول الله في رمضان، كما أن هذا الدعاء طويل وبه من اقتباسات أدعية الرسول حتى يسهل على أئمة المساجد الدعاء بها في صلاة التهجد، وصلاة القيام (التراويح)، ومن هذه الأدعية ما يلي:
اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد في الأولين.. وصلٍّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد في الآخرين.. وصلِّ اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد في كل وقت وحين.. وصلِّ يا ربنا عليه صلاة مباركة طيبة في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، اللهم قِنا بعفوك واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت.
إنك سبحانك تقضي ولا يُقضى عليك.. إنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ”، (رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول).
اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا من النار.. اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا من النار اللهم اكتبنا في عتقائك من النار في رمضان.
اللهم إن هذا آخر دعاءنا أن اللهم آمين يا رب العالمين وصلِّ اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومن واله، واتبع سنته وهديه إلى يوم الدين.
شاهد أيضا: ادعية الرسول يوم الجمعة
أدعية مأثورة عن الرسول
الأدعية المأثورة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرة ومتعددة ولا يمكن إحصاؤها في فقرة واحدة أو موضوع واحد بل من الممكن أن تمتد للعديد من التقارير خاصة أن الأدعية الواردة عن الرسول لم تكن خاصة بموقف محدد أو أمر ما بل هي متنوعة وفقاً لظروف الحياة المختلفة وكأن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- أبى أن يترك أمراً في الدنيا لأمته إلا وق تحدث فيه.
اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّه.
اللّهم مَتِّعني بسمعي، وبصري، واجعلهما الوارث مِني، وأنصرني على من يَظلمني، وخذ منه بثأري.
اللّهمّ فارج الهم، كاشف الغم، مُذهب الحزن، اكشف اللّهمّ عنّا همّنا وغمّنا، وأذهب عنّا حزننا.
لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلّا الله رب العرش العظيم، لا إله إلّا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم” متفق عليه.
شاهد أيضا: أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام
دعاء كان يذكره الرسول
لم يقتصر عن الدعاء الذي كان يذكره الرسول لنفسه فقط بل كانت الأدعية متنوعة بين الدعاء للنفس أو الدعاء للغير سواء كان هذا الشخص حياً أو ميتاً، وهذا من رحمة الرسول وخاتم المرسلين جميعاً -صلوات الله عليه وتسليمه- بأمته خاصة أن الدعاء من أكثر العبادات التي تثبت مدى إيمان العبد بِربه وبالقدر الذي كتبه عليه كما أنه اعتراف مباشر من الإنسان بأن كل شيء في النهاية بأمر الله وأنه لا يملك من أمره شيئاً.
اللّهم رَحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلاّ أنت.
اللّهم إنّي أعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علمٍ لا ينفع، وأعوذ بك مِن هؤلاء الأربع.
اللّهم اغفر لي ذنبي، ووسّع لي في داري، وبارك لي في رزقي”.
اللّهم إنّي أعوذ بك من يوم السوء، ومِن ليلة السوء، ومِن ساعة السوء، ومِن صاحب السوء، ومِن جار السوء في دار المقامة.
اللّهم قِني شرَّ نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، اللّهم اغفر لي ما أسررت، وما أعلنت، وما أخطأت، وما عمدت، وما علمت، وما جهلت”.
أدعية الرسول لفك الكرب
في هذه الفقرة سنقوم بعرض دعاء من أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لفك الكرب لكن هذا الدعاء ضعَّفه العديد من العلماء مثل الشيخ المحدِّث (العالم بالحديث الشريف) الإمام الألباني الذي ضعَّفه في كتابيه وهما.. ضعيف الجامع.. وكتاب فقه السيرة الدعاء له روايتان.
الرواية الأولى لكتاب فقه السيرة
الرواية التي ذكرها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهي التي ضعَّفها الإمام الألباني في كتابه ضعيف الجامع:
“اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلةَ حيلتي وهواني على الناسِ يا أرحمُ الرحمين إلى من تكلني إلى عدوٍّ يتَجهَّمُني أو إلى قريبٍ ملكتَه أمري، إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي غيرَ أن عافيتَك أوسعُ لي أعوذُ بنورِ وجهِك الكريمِ الذي أضاءت له السماواتُ والأرضُ وأشرقت له الظلماتُ وصَلَحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرةِ، أن تُحِلَّ عليَّ غضبَك أو تُنزِلَ عليَّ سخطَك ولك العُتْبى حتى ترضى ولا حولَ ولا قوةَ إلا بك”.
الرواية الثانية لكتاب فقه السيرة
هي رواية محمد بن كعب القرظي وهذه الرواية هي التي ذكرها الإمام الشيخ الألباني في كتابه فقه السيرة وتلك الرواية هي:
“اللَّهمَّ إليكَ أشكو ضَعفَ قوَّتي، وقلَّةَ حيلَتي، وَهَواني علَى النَّاسِ، أنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ، أنتَ ربُّ المستضعفينَ، وأنتَ ربِّي، إلى من تَكِلُني إلى بعيدٍ يتجَهَّمُني أَمْ إلى عدُوٍّ ملَّكتَهُ أمري، إن لم يَكُن بِكَ غضبٌ عليَّ فلا أبالي، غيرَ أنَّ عافيتَكَ هيَ أوسعُ لي، أعوذُ بنورِ وجهِكَ الَّذي أشرَقت لهُ الظُّلماتُ، وصلُحَ علَيهِ أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يحلَّ عليَّ غضبُكَ، أو أن ينزلَ بي سخطُكَ لَكَ العُتبى حتَّى تَرضى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بِكَ”.
هل يعمل بالحديث الضعيف؟ الإجابة هي عدم الأخذ به في الأحكام أو العقائد بكن في الأعمال يجوز العمل بها على ثلاثة شروط وهم:
- أن يكون الضعف غير شديد.
- أن يندرج تحت أصل معمول به.
- عدم الاعتقاد بثبوته عند العمل به بل الاحتياط.
من أدعية رسول الله في صرف شرور الدنيا والآخرة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرًا مثلنا، والشاهد هي الآية العاشرة بعد المائة من سورة الكهف
“قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ”
يخاف ويستعيذ مثل سائر الخلق، كما أن رسول الله كان معلم الأمة فكان يدعو بتلك الأدعية مستعيذًا من الشرور ليعلم من يأتي من بعده؛ لذلك فإن تلك الفقرة سنذكر أدعية الرسول لصرف الشرور والأذى.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- في الحديث الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِن جَهْدِ البَلَاءِ، ودَرَكِ الشَّقَاءِ، وسُوءِ القَضَاءِ، وشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ”.. الحديث صحيح صححه الإمام البخاري وهو حديث فيه صرف البلاء وما أحوجنا له في تلك الأيام.
الحديث رواه الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا”.
الحديث رواه الإمام مسلم وذكره حديثًا صحيحًا في صحيحه صحيح مسلم.. الحديث جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقلق المرء في دنيته أو ما ينغص عليه عيشته، وهي الكسل والبخل والعجز كما أردف فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الاستعاذة من عذاب القبر وهو من أمور الآخرة.
روى الإمام علي بن أبي طالب -كرَّم الله وجهه- أن رسول الله كان يقول في آخر وتره “اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سخَطِك وبمعافاتِكَ من عُقوبتِكَ، وأعوذُ بِك منكَ، لا أُحصي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ” الحديث (الدعاء) صحيح ذكره ابن حجر العسقلاني.
دعاء رسول الله للاستعادة من المسيح الدجال
المسيح الدجال هو أعظم الفتن التي ستظهر في كوكب الأرض وستظهر في نهاية الزمان.. وهو أمر مسلَّم بوجوده عندنا نحن المسلمين؛ لأنه من علامات يوم القيامة الكبرى، وقد استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء صححه الإمام مسلم.. الحديث من رواية أبي هريرة:
“إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ”.. كان هذا هو متن دعاء الاستعاذة من فتنة الدجال من السنة النبوية. [ref]الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 588 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح][/ref]
أما شرحه فكما ذكرنا أن الدجال هو أعظم فتنة ستلاقي ابن آدم والشاهد هو قول المصطفى “ما من خَلقِ آدمَ إلى قيامِ السَّاعةِ فتنةٌ أعظمُ منَ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ”.. أما عن صفته فهو قطِط أي أجعد الشعر أعور العين اليمنى، وقال رسول الله صلى “إنَّ اللَّهَ ليسَ بأَعْوَرَ، ألَا إنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى”.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي معناه أن ما من نبي أو رسول إلا وحذر أمته من الدجال وهذا دليل على شدة وبلاء وعظمة هذه الفتنة الكبيرة؛ لذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعلم هذا الدعاء من أجل أن يقينا رب العزة سبحانه وتعالى من شر الدجال.
كما أن هذا الدعاء ليس فقط بالواقي الوحيد عن فتنة الدجال، وفي الحديث الصحيح أيضًا الذي فيما معناه حفظ العشر الأوائل من سورة الكهف أي من قوله تعالى “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ” إلى قوله تعالى
“إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”، أو في رواية أخرى العشر آيات الأواخر من سورة الكهف (خواتيم سورة الكهف).
دعاء رسول الله بطلب الثبوت على دين الإسلام
رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم أزكى الصلاة وأفضل السلام كان معلم هذه الأمة وكان معلمها بأحاديثه الشريفة، والأدعية الموجودة في سنة رسول الله سنته؛ لذلك فإن هذا الدعاء فيه من الكلمات التي يريدها المسلم ويكلها من الله.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها “يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ.. فقيل له: يا رسولَ اللهِ -قال عَفَّانُ: فقالَتْ له عائِشةُ-: إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال وما يُؤَمِّنِّي وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه” قال شعيب بن أرناؤوط الحديث صحيح لغيره.
أما بالنسبة لأن الحديث صحيح لغيره؛ فهذا يعني أن الحديث صحيح لكن لسند غير السند الذي جاء به، مثل الراوي صادق لكنه ليس متيقنًا على سبيل المثال.
أما بالنسبة لمعنى الحديث فتجدر الإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه الله عز وجل مجامع الكلم أي أنه كان يجمع في الكلمات القليلة المعاني الكثيرة، وهو من بلاغته صلى الله عليه وسلم، ومن أمثال مجامع الكلم هذا الدعاء وهو من جملة لا تتعدى العشر كلمات “يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ”.
أقرا ايضا: ادعية زيارة قبر الرسول
دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلب الخير
في سطور وكلمات هذه الفقرة سنعرض لكم دعاء من أدعية رسول الله في طلب الخير من رب العالمين مع شرح بعض مفردات هذا الدعاء وتوضيح أكان صحيحًا أم ضعيفًا الحديث من رواية أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-.. الحديث صحيح صححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
“اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا”. [ref]الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد | الصفحة أو الرقم : 497 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (3846)، وأحمد (25138) باختلاف يسير، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (639) واللفظ له[/ref]
هذا الدعاء فيمن المفردات التي يدعو بها المسلم طالبًا من الله عز وجل في علاه الخير في الدنيا والآخرة، وهو مما علمنا به رسول الله وهو واضح في طب رسول الله بالخير كله العاجل والآجل أي القريب أو البعيد، وبينهما طباق لتوكيد المعنى وتوضيحه.
كما أن في الدعاء طلب من الله عز وجل بصرف عذاب النار عنه وهو الشاهد في قوله صلى الله عليه وسلم “وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ”.. والفعل المضارع هنا يدل على التجدد والاستمرار أي كثرة الاستعاذة من عذاب النار “إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا” (سورة الفرقان 65).
الدعاء أيضًا فيه بطلب الجنة وهو أيضًا من فعل مضارع للدلالة على كثرة الطلب، فلا يوجد من يمل من طلب الجنة من الله عز وجل “أسألُكَ الجنَّةَ”، وآخر ما في الدعاء هو دعاء سيد الخلق والمرسلين من رب العالمين خير القدر.
دعاء رسول الله بطلب النصرة من الله
مما علمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا هو طلب النصر من الله جل في علاه سبحانه وتعالى ولا أحد سواه.. وذكر هذا في دعاء رسول الله بطلب النصر من الله.. والدعاء رواه ابن عباس “عبد الله بن عباس” وصححه ابن القيم.
“ربِّ أعنِّي ولا تُعِن عليَّ، وانصرني ولا تنصُر عليَّ، وامكُر لي ولا تمكُر عليَّ، وانصُرني على من بَغى عليَّ، ربِّ اجعلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطواعًا، لَكَ مُخبتًا، إليكَ أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل توبَتي، واغسِل حوبَتي، وأجِب دعوتي، وثبِّت حجَّتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لِساني، واسلُل سخيمةَ قلبي”.
هذا الدعاء به من المفردات والبلاغة الكثير وكيف لا ومن دعا بهذا الدعاء هو أكثر بني آدم بلاغة.. رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك الكلمات متمثلة في صيغ المبالغة مثل (شَكَّارًا.. ذَكَّارًا) أي كثير الذكر لك يا ربنا وكثير الشكر لك يا الله امتثالاً لقوله تعالى (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ) (سورة إبراهيم الآية 7).
كما أن الدعاء فيمن الكلمات التي قد يأخذها البعض على مسامعه ويستشعر فيها الغرابة بعض الشيء مثل (واسلُل سخيمةَ قلبي) أي انزع اللهم الحقد من قلبي، الكلمة الأخرى الغريبة في هذا الدعاء هي (واغسِل حوبَتي) والتي هي تعني اللهم آنس وحشتي.
حكم الدعاء بأدعية رسول الله
لعل البعض يسأل الآن هل من الشرعي أو الجائز في الشرع الإسلامي الدعاء بأدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن تلك الفقرة سنقوم فيها بالإجابة عن هذا السؤال حكم الدعاء بالأدعية المأثورة؟ من ضوء أقوال كبار العلماء مثل العلامة الشيخ الجليل عبد الله بن عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وشيخ الإسلام ابن تيمية.
يقول العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- أن المرء المسلم إن أراد أن يدعو دعا الله بما يسره الله عليه.. أو بما فتح الله عليه من الدعاء أو الذكر.. أما إن كان حافظًا لأحد الأدعية من أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو جائز.. إن لم يكن يحفظ فليستند على الأدعية الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد السلام النميري المعروف باسم ابن تيمية فيقول “لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة…”.
كانت هذه إجابة من أحد السائلين للشيخ ابن تيمية (في العصر الذي عاش فيه).. الأخذ والاعتداد بهذا الرأي لا ينفك، وأن يكون ليس فيه ريبة فهو من لسان شيخ الإسلام هذا بخلاف أنه تعليم لمن لا يحفظون الأدعية التي يريدون أن يدعون بها المولى عز وجل فالأدعية المأثورة هي التي تقيهم الريبة والوقوع في المحظور.
أدعية الرسول قصيرة
اللهم إني أعوذ بك من شر نفْسي، ومن شر كلِّ دابَّة أنت آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.
اللهم رحمتَك أرجو، فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين، وأَصلِح لي شَأني كلَّه، لا إله إلا أنت.
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللّهم أكثر مالي وولدي وبارك لي فيما أعطيتني.
اللّهم إنّي أسألك العافية في الدنيا والآخرة.
اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شرِّ نفسي.
اللّهم إنّي أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
كيف يكون الدعاء مستجاب
في سياق الحديث عن أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم هناك مجموعة من الأمور الهامة التي يجب على كل إنسان مسلم أن يلتزم بها حتى يكون دعائه مستجابا، والتي يمكن تلخيصها على هذا النحو التالي:
يجب على المسلم أن يتخير الأوقات الشريفة التي تكون فيها فرص الاستجابة عظيمة ويكثر من الدعاء والتضرع إلى مولاه عز وجل، ومن هذه الأوقات وقت السحر وعند نزول الغيث وبين الآذان والإقامة وغيرها من الأوقات الأخرى التي أخبرنا بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
استغلال حالات الانكسار والضعف التي تمر عليه في حياته وساعات الضيق والشدة، ويتوجه إلى ربه الكريم بقلب مستكين خاضع ذليل وبلسان الذلة والافتقار إليه، فالإنسان عليه أن يدعو ربه دعاء عبدا فقيرا في حاجة إلى فضله وإحسانه وعليه أن يكون مقرا بذنوبه التي أقترفها وان يطلب العفو والمغفرة من الله عز وجل.
يجب أن يكون المسلم مخلصا في دعائه وآلا يدعو إلا الله سبحانه وتعالى، فالدعاء كما سبق القول من أشرف الطاعات وأفضل القربات، وحتى يكون مستجابا لابد أن يكون خالصا لوجهه عز وجل.
- حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، ويجب على الإنسان أن يتوجه إلى ربه بالدعاء وهو على يقين بالإجابة.
- ضرورة حضور القلب مع الدعاء، فالمولى لا يستجيب لدعاء قلب غافل.
- عدم الاعتداء في الدعاء لأن ذلك يخالف الشرع وهو من أسباب عدم استجابة الدعاء.
أحوال استجابة الدعاء
هناك مجموعة من الأحوال التي يستجيب الله فيها الدعاء والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- دعوة المضطر.
- دعوة المظلوم.
- الدعوة بظهر الغيب.
- دعوة الإمام العادل.
- دعوة المسافر حتى يرجع.
- دعوة المريض حتى يبرأ.
- دعوة الصائم حتى يفطر.