تاريخ عملة فرنسا وتطورها وإصداراتها المختلفة
بالحديث عن تاريخ عملة فرنسا فبطبيعة الحال… كل دولة عاصرت بعض العملات النقدية القديمة، ليتطور الوضع الاقتصادي ويزدهر وتزدهر معه العملات، وأقدم عملة نقدية فرنسية هي عملة الفرنك… وعلى الرغم من تلك التطورات إلا أن الفرنك أصبح فيما بعد العملة النقدية الموحدة في بعض البلاد ومنها سويسرا.
تاريخ عملة فرنسا
لم يقتصر الأمر على الدول الأوروبية فقط.. بل أنه أصبح العملة النقدية الموحدة في بعض الدول الإفريقية أيضًا… أما في عام 1360 فقد تم تطبيق الاسم للمرة الأولى على العملة الذهبية.. وذلك بأمر من ملك فرنسا في ذلك الوقت ـ الملك جون الثاني.
يرجع ظهور عملة الفرنك ضمن تاريخ عملة فرنسا في ذلك الوقت إلى الحاجة إلى تمويل الملك جان الثاني، وذلك في الفترة التي كانت تتراوح بين 1350 وحتى 1364… وفيما يخص المظهر فقد كانت تلك العملة تحمل صورة الملك أثناء ركوبه لأحد الخيول، كما أصدرها ملك فرنسا الخامس ـ الملك تشارلز، فقد حملت تلك العملة صورة العاهل واقفًا بجوار مظلة.
أما في عام 1586 تم سحب كافة العملات النقدية… وذلك لإجراء بعض التعديلات على شكلها، بينما أصدر الملك لويس الثامن قرارًا يفيد بتعطيل العملات ذات فئة النصف فرنك والربع فرنك، وذلك بهدف إعادة ضربها.. كما دعا إلى ضبط النظام النقدي للبلاد وإدخال التعديلات عليه في عام 1640.
عقب ذلك بعام واحد تقريبًا تم إطلاق عملة نقدية جديدة من معدن الذهب تحمل اسم الملك لويس، والتي عرفت باسم الدرع… كما حلت تلك العملة محل عملة الفرنك الفرنسي، وإليكم صورة توضيحية لشكل العملات النقدية القديمة في فرنسا.
ظهور عملة التورنو الفرنسية
في القرن السابع عشر الميلادي، تم إيقاف سك عملة الفرنك الذهبي… والتي كانت تستخدم في فرنسا، ولكن ظل اسمها خالدًا، بينما تم استخدام عملة جديدة في عمليات التبادل خلال ذلك الوقت، والتي عرفت باسم عملة التورنو… وكانت تلك العملة مصنوعة من معدن الذهب، كما كانت تنقسم إلى 20 سول… أما عن تاريخ انتشارها في فرنسا فكان في عام 1795.
كان ظهور عملة التورنو الفرنسية في ذلك الوقت، أحد المظاهر المتعلقة بالتغيرات السياسية الحاصلة في البلاد… عقب ذلك أن قامت الحكومة الفرنسية بإطلاق عملة الفرنك الجديدة ذات المعدن الفضي، وكانت تقدر قيمتها المالية بخمسة فرانكات.. بينما كانت العملات الذهبية منه تُقدر بـ 20 فرانك.
كما بلغت القيمة المالية لعملة التورنو التي أصبحت فيما بعد قابلة للتداول في الأسواق المالية إلى 81 جنيه إلى 80 فرنك فرنسي… ومن ثم تم تداول تلك العملة في فرنسا بدءًا من تاريخ 1834، بينما تم اعتماد الفرنك الفرنسي كعملة نقدية رسمية للبلاد في عام 1799.. وإليكم صورة توضيحية لشكل العملة النقدية في فرنسا خلال ذلك الوقت.
تاريخ عملة فرنسا النقدية
لم يقتصر الأمر على عملتي الفرنك الفرنسي والتورنو فقط… بل تخطى ذلك إلى أن أصبحت فرنسا تعتمد على عملة الفرنك السويسري أيضًا كأحد العملات النقدية التي تستخدمها في عمليات البيع والشراء أو ما يعرف بالتداول… أما فيما يخص اعتماد عملة الفرنك الفرنسي فقد تم ذلك في بلجيكا عام 1832.. وعقب استقلال البلاد وخروج الاستعمار منها تم اعتماد عملة الفرنك في دولة لوكسمبورغ كعملة بديلة عن عملة الغيلدر الهولندي، وذلك في عام 1848.
القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا..
تاريخ عملة قطر وعوامل ازدهارها
تاريخ عملة السعودية ومراحل إصدارها
إصدارات العملة الفرنسية
أحد مظاهر التطورات التي طرأت على تاريخ عملة فرنسا… تم تداول عدة أنواع مختلفة من تلك العملات، والتي تنوعت بين الفرنك الفرنسي وعملة التورنو… كما ضمت بعض العملات النقدية الأخرى، ومنها ما سنعرضه فيما يلي.
الجنيه الفرنسي
أحد إصدارات العملة الفرنسية التي صدرت في فرنسا قديمًا هي عملة الجنيه الفرنسي… والتي تم اعتمادها في مملكة فرنسا الموجودة غرب فرنسا وذلك في عام 1794.. أحد تلك الإصدارات الخاصة بعملة الجنيه الفرنسي عرف باسم ليفر… ومن ثم تم إنشاء صندوق الحياة الفرنسي والذي كان بمثابة الوحدة الحسابية النقدية والذي عادلت قيمته واحد رطل من معدن الفضة.. كما انقسم الواحد ليفر إلى 20 وحدة وكانت تلك الوحدات تعرف باسم سوس.
اشتقت كلمة ليفر من اللفظ اللاتيني ليبرا والتي تمثل أحد وحدات الوزن الرومانية.. ونتج عن ذلك أن أصبح هذا النظام نموذج يُحتذى به من قِبل الدول الأوروبية المصنعة للعملات النقدية… وأحد تلك العملات هي الجنيه البريطاني، الدينيرو الإسبانية، إلى جانب عملة الليرة الإيطالية، وعملة الدينيهيرو البرتغالية.
كما عرف الجنيه الفرنسي باسم كارولينجين… وتم استخدامه لفترات طويلة في فترة العصور الوسطى، ونظرًا للحكم شبه الذاتي الذي تمتع به حكام فرنسا، فقد قاموا بسك العملات النقدية الخاصة بهم.. وهنا كانت البلاد في حاجة ماسة لتوحيد العملة النقدية، وتم ذلك في الفترة التي حكم فيها الملك ـ فيليب أوغسطس الثاني في الفترة بين 1165 و1223 ميلاديًا.
تطور الجنيه الفرنسي
إلى جانب ما سبق ذكره… فقد تم سك عملة الجنيه في مدينة تورس… وأمر الملك فيليب باعتماد عملة التورنو كعملة رسمية داخل نطاق حكمه، كما تم استبدال تلك العملة النقدية تدريجيًا إلى أن وصلت إلى باريس.. وتم استبدال عملة التورنو بشكل تدريجي في عدة مناطق، وظل هذا النظام قائمًا حتى القرن الثالث عشر.. وعليه فتم استخدم عملتي السوس والجنيه الفرنسي بأغراض المحاسبة.
قام الملك لويس التاسع بتطبيق نظام الاحتكار المالي، وذلك عقب عودته من الحروب الصليبية… وذلك فيما يخص سك العملات المعدنية داخل حدود فرنسا، بينما أمر بسك العملات الذهبية والفضية في عام 1641.. وكانت تلك العملات تعادل 1 يورو من حيث القيمة، وظل هذا النظام لمدة عام واحد.. ومن ثم تم إيقاف استخدام العملات النقدية الورقية.
كما تم إطلاق آخر نوع من العملات النقدية المعدنية في عام 1794، بينما في عام 1795 تم تقديم عملة الفرنك الفرنسي، والتي تم ضربها في عام 1803… وعلى الرغم من ذلك إلا أن عملة الجنيه الفرنسي احتفظت بمكانتها وظلت موجودة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي… كما تشاركت مع عملة الفرنك الفرنسي في المكانة، وعليه فقد تم استخدامهما في المعاملات ذات الصلة بالعقارات والإيجارات، وإليكم صورة توضيحية لشكل عملة الجنيه الفرنسي فيما يلي.
ولا يفوتك أيضًا:- تاريخ عملة كازاخستان ومعلومات عنها
عملة اليورو في فرنسا
عملة اليورو هي أحد العملات النقدية التي تم إصدارها والاعتماد عليها في فرنسا… وتمثل تلك العملة أحد أمثلة العملات الحديثة إذا ما قورنت بعملة الجنيه الفرنسي والفرنك.. وبالرجوع إلى تاريخ عملة فرنسا فقد قامت 11 دولة أوروبية في ليلة رأس السنة بتبني عملة نقدية موحدة وهي عملة اليورو، والذي يعد إلى يومنا الحالي العملة الرسمية التابعة إلى 19 عضوًا في الاتحاد الأوروبي… ليس هذا فقط بل اعتمدتها أيضًا دول كوسوفو والجبل الأسود، والتي عرفت فيما بعد بدول اليورو.
أدى إدخال عملة اليورو إلى تلك الدول إلى انتعاش الوضع الاقتصادي على مستوى العالم.. وعليه فقد قام الزعماء والرؤساء الأوروبيون في بداية السبعينيات بإنشاء عملة نقدية موحدة وذلك أثناء معاهدة ماستريخت التي كانت في عام 1992… والتي نتج عنها أن تم تشكيل الاتحاد الأوروبي، وتم التمهيد إلى إطلاق عملة نقدية موحدة للبلاد في ذلك الوقت.
في عام 1995 تم إطلاق عملة نقدية جديدة، ونتج عنها أن اختفت العملات القديمة في عام 1998 ولم يعد لها أثر… وعليه فقد بدأت المعاملات النقدية غير المادية في إجراء عمليات التداول من خلال استخدامها لعملة اليورو.
تم طباعة اليورو على مستوى الدول الأوروبية بما يعادل 7.4 مليار سندات، كما تم استبدال 38.2 مليار قطعة نقدية… بينما في عام 2002 بدأ الناس يتعرفون على عملة اليورو الفرنسية، وفيما يخص ظهور عملة اليورو بشكل رسمي في البلاد، فقد تم ذلك في صورة مناقصة قانونية من خلال إجراء أولى العمليات الشرائية التي تمت بشكل رسمي على أرض جزيرة رينون النائية والموجودة في فرنسا.
تطور ظهور اليورو الفرنسي
كما ذكرنا فيما سبق أن تم استخدام عملة اليورو من خلال إجراء أول عملية شرائية بشكل رسمي وقانوني، والتي اشتملت على شراء رطل من الليتشي، وذلك باستخدام عملة اليورو الفرنسية.. وعليه فقد امتلكت تلك الشركات الوقت الكافي لجعل الناس يتكيفون مع العملات النقدية الجديدة التي تم إطلاقها.
كان أحد مظاهر هذا التكيف هو امتلاك تلك الشركات نوعان مختلفان من العملات النقدية والتي كانت أحداهما عملة اليورو الفرنسي… أما في عام 1999 فقد تم اعتماد عملة اليورو كعملة رسمية للبلاد… وخلال 4 أيام فقط فقد تحول اليورو إلى العملة النقدية التي يتم إجراء المعاملات المالية من خلالها… حتى أنها شغلت نسبة تعادل 80% من العملات المستخدمة في عمليات التداول بالأسواق المالية.
إلى جانب هذا فقد تم الاعتماد على عملة اليورو الفرنسية في عمليات الدفع التي تتم داخل نطاق البنوك المصرفية.. وحتى فيما يخص القروض التمويلية التي تحصل عليها الدولة.
إلى جانب ذلك فقد اعتمدت عمليات الادخار وأسعار الأسهم أيضًا اعتماد كلي على عملة اليورو الفرنسية… أما في عام 2001 فقد شهدت عملة اليورو خروجًا نهائيًا من عمليات التداول؛ وعليه فتم استبداله ببعض العملات النقدية الأخرى… وإليكم صورة توضيحية لشكل عملة اليورو الفرنسية في ذلك الوقت في التالي.
شاهد المزيد:- أول عملة في التاريخ وبداية صك العملات المعدنية (بالصور)