آيات قرآنية عن كلام الناس وأحاديث من السنة النبوية

آيات قرآنية عن كلام الناس وأحاديث من السنة النبوية

هناك عدة آيات قرآنية عن كلام الناس تُطمئن المسلم، حيث زاد التساهل في إيذاء الغير باللسان وبالكلام الجارح، وقد انتشر ذلك خصوصًا مع تواجد الوسائل التي تسهل ذلك الأمر مثل السوشيال ميديا.

فالطرف الآخر المتضرر يكون في حاجة إلى ما يلملم شتاته بعد التعرض لتلك المواقف، لذا نعرض آيات من القرآن الكريم عن الأذى اللفظي، بالإضافة إلى أحاديث من السنة تحث المسلمين على كف الأذى وكيفية التعامل معه.

آيات قرآنية عن كلام الناس

آيات قرآنية عن كلام الناس وأحاديث من السنة النبوية

قد بين لنا الله عز وجل في العديد من المواضع في القرآن الكريم آيات قرآنية عن كلام الناس وأهمية كف الأذى عن الغير سواءً كان من المسلمين أو من غير المسلمين، فهذا الأمر تم التشديد عليه في أكثر من آية، والأمثلة من آيات قرآنية عن كلام الناس كثيرة، منها:

قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ‌ بِالْعُرْ‌فِ وَأَعْرِ‌ضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف:199]

يأمر الله نبينا صلوات الله وسلامه عليه بأن يعفو ويصفح عمن آذاه بالكلام الجارح في وجهه ومن اغتابه أيضًا، وبما أن الرسول قد فعل هذا.. فعلينا أيضًا اتباع هذه الأوامر ولا ننساق أو نرد بالمثل على من يؤذينا.

قال تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه:44] يأمرنا الله في هذه الآية بالقول اللين والهين مع من يُسيء في القول لنا.

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) [آل عمران: 159]
 يأمُر النبي بهذا الأمر فبالتأكيد هذا الأمر موجهٌ إلينا وخصوصاً أن هذا الأمر مذكورٌ في آية من آيات القرآن الكريم، فالغلظة والفظاظة في التعامل مع الغير.. تفتح الباب لكلام الناس، سواء كان هذا الكلام بالحق أو بالباطل.

(وَلَا تُصَعِّرْ‌ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْ‌ضِ مَرَ‌حًا) [لقمان:18] من المُمكن أن يظُن البعض بأن الخنوع لكلام الناس أو حتى التكبر أثناء المرور بالناس أصحاب الغيبة والنميمة هو الحل الأمثل، لكن بالعكس فهذا لن يُفيد في التخلص من كلام الناس بل بالعكس سيُدخلنا فيما كنا نخشاه من كلام الناس.

(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18] هنا يُحذر الله عباده والناس أجمعين، ويُعلمهم أن ما يقولون من كلمة أو من حرف يعلمه الله حتى ولو لم يسمع به أحد فإن الله هو السميع العليم، وهذه الآية تجعل القائلين بالغيبة والنميمة يُراجعون أنفُسهم قبل القول بكلمةٍ واحدة.

(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُ‌ونَ أَجْرَ‌هُم بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ) [الزمر:10] الصبر على كلام الناس على وجه الخصوص والصبر على الأذى بشكلٍ عام مع احتساب الأجر عند الله؛ أعظم أجراً بكثير من أخذ الحق ورد الكلمة السيئة بمِثلها.

(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) [القلم: 10، 11].

يأمُرنا الله سُبحانهُ وتعالى عن هجر المُغتابين والنمامين الذين لا يتكلمون إلا بسوء فهؤلاء الناس لا يأتون إلا بالضُر، وإن جاء النفع منهُم يكون عن غير قصد.

  • (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) [الهُمزة: 1]

يعد الله المُتحدثين بالسوء بهلاكٍ لا مثيل له، وعلى وجه الخصوص الهمازين واللمازين الذين يغتابون الناس ويخوضون في أعراضهم عن جهل وبغير وجه حق، وقد أعد لهم الله عز وجل وادٍ مُخصص لهم في جهنم والعياذُ بالله وهو وادي ويل.

  • (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) [النساء: 148].

من الأعمال التي لا يُحبُها الله جل في عُلاه هو الجهر بالكلام السيء واعتبارهُ شيئاً عادياً، فأصبح من الطبيعي في وقتنا الراهن أثناء المشي في الطُرقات أن نسمع مالا يُرضي الله، ولكن قد استثنى الله سُبحانهُ وتعالى المظلومين من الجهر بالسوء.

  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الحجرات: 11].

تأتي هذه الآية لتتحدث بالتفصيل في صُلب الموضوع وقد نبه الله عِبادهُ المُسلمين بألا يسخروا من أحد.. فمن المُمكن أن من يُسخَر مِنهُ أن يكون أفضل من الساخر، وقد نهى الله أيضًا عن إطلاق الألقاب على بعضُنا البعض وما أكثر هذا الفِعل في زمننا هذا، وأَتبع الله هذا التفصيل بقولهِ إن هذا القول يؤدي للفسوق بعد الإيمان وما أظُن أن هُناك خَسارة أفدح من خسارة الإيمان.

لا يفوتك أيضًا: آيات قرآنية عن الظلم والصبر

آيات قرآنية عن كلام الناس من سورة فصلت

آيات قرآنية عن كلام الناس وأحاديث من السنة النبوية

في سياق التعرف على آيات في المصحف عن تحدث الناس بالسوء، ومحاولة حثهم على الخير، توجد بعض الآيات المذكورة في سورة فصلت، وهي:

  • قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا) [فصلت:33] نرى في هذه الآية الكريمة أن الله ميز ما بين الذي يقول للناس قولًا حسنًا ألا وهو الدعوة إلى الله وسمى هذا الفعل بالعمل الصالح.

أما من يفعل غير ذلك فإن الله جعله في مرتبة أدنى بالتأكيد ممن يعمل صالحًا ويدعو الناس بالحسنى والقول الحق.

  • قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [فصلت:34] من خلال هذه الآية يضرب الله مثلًا على أن السيئة لا تستوي مع الحسنة، أي أنهُ إذا تعرض أحدٌ منا للأذى من قِبل أحد القائلين بالقول السوء فليُعرض عنهم أو يقولُ قولاً حسناً ويحتسب الأجر عِند الله جل وعلا.

آيات من سورة البقرة عن كلام الناس

بعد التعرف على آيات تتحدث عن كلام الناس يتم التطرق إلى سورة البقرة للبحث عنها وتدبرها، فتلك السورة لها عظيم الأجر والفضل والمثوبة عند الله تعالى في الدنيا والآخرة، ومن آيات سورة البقرة ما يلي:

  • قال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) [البقرة: 83].

تكرار الأمر من الله سبحانه وتعالى يدل على الأهمية فكلما زاد الحديث عن الأمر فاعلم أن أهميته كبيرة، فتلك آية على كلام الناس وكيف يجب أن يكون.

  • قال تعالى: (لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ) [البقرة:264]

قد أمر الله المسلمين بالصدقة والتعاون ما بين الغني والفقير وجعل هذه هي سنة الحياة، ولكن أمرنا الله أيضًا بألا نلحق بالصدقة التي أخرجناها قولا سيئًا وتكبر ولا أذى فبهذا الأمر يضيع الثواب.

لا يفوتك أيضًا: آيات قرآنية عن إتقان العمل

أحاديث من السنة عن كلام الناس

آيات قرآنية عن كلام الناس وأحاديث من السنة النبوية

بلغنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أيضًا بأهمية حفظ اللسان وكف الأذى عن الغير، ويتضح ذلك الأمر في الأحاديث التالية:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجَى اثنان دون صاحبهما”. [عن عبد الله بن مسعود: صحيح البُخاري].

بين لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث موقفًا مهمًا وغالبًا ما يحدث لنا كل يوم على الأقل مره.. فعندما يجلس مجموعة من الأصدقاء أو حتى الزملاء في العمل لا يجوز أن يتحدثون مع بعضهم البعض دون واحدًا منهم، فهذا يسبب أذى للنفس.

  • أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤذِ جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفَه”.

يبين لنا الذي لا ينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن إيمان المرء يتعلق تعلقًا واضحًا بكف الأذى عن الغير في كل المواضع وفي كل الأحوال، كما وضح لنا رسولنا الكريم في الحديث الشريف.

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ” [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وقَالَ: حَسَنٌ]

يُكمل رسول الله عليه الصلاة والسلام ما قد بدأه في الحديث السابق بأن من إيمان المسلم الكف عن أذية الغير والقول بالحسنى، ففي هذا الحديث يتضح لنا أنه أيضًا من حسن إسلام المسلم أن يترك الأمور التي لا تعنيه وبالتأكيد من ضمنها الغيبة والنميمة وكلام الناس.

لا يفوتك أيضًا: آيات قرآنية تريح النفس

حديث حق الطريق

بعض الأحاديث النبوية الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نكملها بالتعرف على الحديث الهام عن حق الطريق.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ) قالوا: يا رسولَ اللهِ ما لنا مِن مجلِسِنا بدٌّ نتحدَّثُ فيها قال: فإذا أبَيْتُم إلَّا المجلِسَ فأعطوا الطَّريقَ حقَّه قالوا: ما حقُّ الطَّريقِ؟ قال: (غضُّ البصرِ وكفُّ الأذى وردُّ السَّلامِ والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكَر)، حديث صحيح.

يُحذرنا الرسول الكريم في هذا الحديث من شيء يُعد آفة مجتمعاتنا حاليًا، حيث يحذر الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه من الجلوس في الطرقات الذي أًصبح في يومنا هذا أمرًا عاديًا.. وأمرهم بأن يعطوا للطريق حقه وبَيّن أن من ضِمن حقوق الطريق في الإسلام ما يلي:

1- كف الأذى

كلام الناس لا يُسبب أذىً جسدي وإنما يؤدي إلى الأذى النفسي الذي هو أشد وأخطر بكثير من الأذى الجسدي.

2- رد السلام

يتضح من الوهلة الأولى أن الإسلام يأتي من السلام فمن البديهي أن يحُث هذا الدين على إلقاء السلام ورده وكان قد ورد في جُزء من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حيث ذكر كَلمة “أفشوا السلام” وفي آخر الحديث الشريف بعد ذِكر باقي النصائح قال عليه الصلاة والسلام “تدخلوا الجنة بسلام”.

لا يفوتك أيضًا: آيات قرآنية عن مساعدة الفقراء

3- الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر

تنفيذ هذا الأمر من المُمكن أن يكون بأكثر من طريقة، ومن أسلم الطُرق التي من خِلالها يسلم المُسلم جميع الناس من لِسانه ويده هو النهي والأمر بالقلب أو باللسان بطريقة هينة ولينة حتى يسمع لك الناس أجمعين من مُسلمين وغير مُسلمين.

في نهاية آيات قرآنية عن كلام الناس اعلم أخي القارئ أن المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده، وإن كنت مُبتليًا بكلام الناس فاصبر وما صبرك إلا بالله، واطلع على آيات قرآنية عن كلام الناس ليساعدك ذلك في تخطي الأمر.

إغلاق