أحاديث عن السلام بين الشعوب
أحاديث عن السلام بين الشعوب وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتب السنة، حيث ذكرت العديد من الأحاديث التي تحث على السلام بين الشعوب وجاء الإسلام وسطًا بين السلام والحرب فجعل الإسلام السلام بين العالم بأسره.. وجعل الحرب ضد الأعداء الذين يريدون الظلم والعدوان على المستضعفين.
أحاديث نبوية عن السلام
سمى الله -جل وعلا- نفسه باسم (السلام) وسمى الله الجنة التي هي دار الخلود للصالحين من عباده باسم (دار السلام).. وجعل الله عز وجل تحية أهل الجنة السلام، فهذا دليل كبير على أن السلام هو أساس ذلك الكون الذي أوجده الله -جل وعلا-.
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من أحاديث عن السلام بين الشعوب، وفيما يلي سنعرض لكم بعضًا من تلك الأحاديث في إطار موضوع أحاديث عن السلام بين الشعوب.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ) الحديث صحيح رواه الإمام مسلم، وفي هذا الحديث يؤكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهمية إفشاء السلام بين الناس فإن إفشاء السلام يولد المحبة والأخوة بين الشعوب.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا يمشينَّ أحدُكُم إلى أخيهِ بالسِّلاحِ فإنَّهُ لا يدري أحدُكُم لعلَّ الشَّيطانَ ينزعُ في يدِهِ، فيقعُ في حُفرةٍ مِن نارٍ)
حديث صحيح رواه أبو هريرة من أحاديث عن السلام بين الشعوب، وفيه ينهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رفع السلاح حتى لو كان مزاحًا على شخص ليس بعدو.. فلعل الشيطان يدفعه لقتله وهذا الحديث من الأحاديث التي تبين مدى أهمية السلام بين الناس.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا يأخُذَنَّ أحدُكُم مَتاعَ أخيهِ لاعبًا ولا جادًّا) الحديث صحيح رواه يزيد بن عبد الله والد السائب، وبه نصيحة من النبي -صلى الله عليه وسلم وجب علينا الالتزام بها وهي عدم سرقة أغراض صديقك أو أخاك بمزاح أو بجدية، فهذا قد يحزنه وقد يصيبه بالفزع.. مما يثير الشر بين الناس بفعلهم لتلك الأمور التي نهانا عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لا يفوتك أيضًا: أحاديث عن الرضا بالقضاء
أحاديث إفشاء السلام بين الناس
أمرنا الله -جل وعلا- بإفشاء السلام بين الناس حتى يسود الود والإخاء وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث عن التصالح بين الشعوب ويتحقق ذلك بإلقاء السلام وسنعرض لكم بعضًا من هذه الأحاديث.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (السلامُ اسمٌ من أسماءِ اللهِ وضَعَهُ اللهُ في الأرضِ، فأفْشُوهُ بينَكمْ، فإنَّ الرجلَ المسلمَ إذا مَرَّ بقومٍ فسلَّمَ عليهم، فردُّوا عليه؛ كان لهُ عليهم فضلُ درجةٍ بتذكيرِهِ إيَّاهُمُ السلامَ، فإنْ لمْ يرُدُّوا عليه رَدَّ عليه مَنْ هوَ خيرٌ مِنهمْ وأطْيبُ)
حديث صحيح رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- من ضمن أحاديث عن السلام بين الشعوب، وفي هذا الحديث يوصينا النبي -صلى الله عليه وسلم- بإفشاء السلام وأنه مصدر من مصادر الحسنات لدى المسلم.
فإذا مر المسلم بأشخاص فسلم عليهم كان له حسنات أكثر بتذكيرهم وإذا سلم الرجل على أشخاص ولم يردوا عليه السلام يرد عليه من هم أفضل من هؤلاء البشر وهم الملائكة.
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (إنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ) الحديث صحيح رواه عبد الله بن عمرو، جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله ما هي خير الأعمال في الإسلام فرد عليه النبي وقال أن تلقي السلام على الناس كافة القريب منهم والغريب.. فهذا يدل على أهمية إلقاء السلام لأنه عام على كل البشر ويعد من الأعمال العظيمة في الإسلام.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ) قالوا: يا رسولَ اللهِ ما لنا مِن مجلِسِنا بدٌّ نتحدَّثُ فيها قال: فإذا أبَيْتُم إلَّا المجلِسَ فأعطوا الطَّريقَ حقَّه قالوا: ما حقُّ الطَّريقِ؟ قال: (غضُّ البصرِ وكفُّ الأذى وردُّ السَّلامِ والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكَرِ) حديث صحيح رواه أبو سعيد الخدري، ويحثنا النبي -صلى الله عليه وسلم-على عدم إلحاق الأذى والضرر بالمارة.. وباتباع ذلك ينشر السلام بين المجتمع.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ ألا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها) حديث صحيح رواه أنس بن مالك، وهذا الحديث به الكثير من العبر التي يجب الأخذ بها، ويقدم فيه لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- نصيحة من أهم النصائح وهي من استطاع أن يفعل خيرا ولو قليل فليفعل ذلك.
المقصود بالفسيلة هي النبتة الصغيرة من النخل فإن استطاع أحد ان يفعل خيرًا ولو بقدر غرس فسيلة من النخل فليفعل ذلك.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يروعَ مسلمًا) حديث صحيح رواه بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا الحديث الذي يعد من أهم أحاديث عن السلام بين الشعوب.ينهانا النبي -صلى الله عليه وسلم من تخويف المسلم أو إفزاعه حتى إن كان مزاحًا.. وإن لم يكن مزاحًا فهذا أشد حرمة، فمن حقوق الأخوة بين المسلمين ألا يفزع المسلم اخاه المسلم.
لا يفوتك أيضًا: أحاديث عن الوفاء بالعهد
أحاديث عن التسامح بين الشعوب
النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أعظم الناس خلقًا وتسامحًا في الوجود وورد عنه الكثير من الأحاديث التي تدفعنا للتسامح والإخاء في المجتمع، وفيما يلي سنعرض لكم بعضًا من تلك الأحاديث.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ. وزاد في رواية «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم» وأشار بأصابعه إلى صدره)
الحديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورواه مسلم، وهذا من أعظم ا أحاديث عن السلام بين الشعوب التي تحدثت عن التسامح فيأمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم بعدم تحقير المسلم لأن الله -جل وعلا- لا ينظر إلى شكل الشخص وصورته ولكن ينظر إلى التقوى والإيمان في قلبه.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (المسلمُ أخو المسلمِ، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ) حديث صحيح ورواه البخاري ومسلم، وفيه يوصينا النبي -صلى الله عليه وسلم- بمساعدة المسلم لأخيه المسلم وألا يظلمه وأن يستره ولا يفضحه في حاله.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذبُ الحديثِ، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسَدوا ولا تدابَروا، ولا تباغَضوا، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا) الحديث صحيح رواه البخاري ومسلم، وفي هذا الحديث يحذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من الظن فهو تهمة تقع في القلب دون وجود دليل عليها وهو من أسباب النزاع بين المسلمين وينهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحسد والبغض ويحثنا على الإخاء في الله -جل وعلا-.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ. إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى) وهو حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورواه الغمام مسلم في مسنده، وفيه حضٌ على الإخاء والمواساة بين المسلمين فهم مثل الجسد الواحد في وحدتهم وفي تقوى الله وإذا تألم أحدهم تألم جميع المسلمين.
لا يفوتك أيضًا: الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية
آيات قرآنية عن السلام بين الشعوب
إن الله أنزل دين الإسلام ليكون سلامًا وأمنًا للبشرية والقرآن الكريم هو كتاب الله الذي يعد منهج المسلمين لتحقيق السلام، ووردت الكثير من الآيات عن ذلك وفي إطار موضوعنا أحاديث عن السلام بين الشعوب سنعرض لكم بعض الآيات القرآنية عن السلام بين الشعوب.
قال الله -تعالى- في سورة العنكبوت الآية رقم 67 (أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون)
قال الله -تعالى- في سورة هود في الآية السادسة (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)
قال الله -تعالى- في سورة الأنفال الآية الحادية عشر (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام)
قال الله -تعالى-في سورة آل عمران الآية رقم 154 (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طآئفة منكم)
قال الله -تعالى- في سورة الأنعام في الآية 81 و82 (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
قال الله -تعالى- في سورة البقرة في الآية 155 (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
قال الله -تعالى- في سورة الملك في الآية الخامسة عشر (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)
قال الله -تعالى- في سورة نوح من الآية العاشرة إلى الآية الثالثة عشر (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)
هدف الإسلام هو نشر السلام بين العالم أجمع لتحقيق الأخوة والمودة بين الشعوب وهذا ما أمرنا به النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمرنا به الله -جل وعلا- في كتابه.