من أول من أسلم من أهل عمان
من أول من أسلم من أهل عمان؟ وما دوره في نشر الإسلام؟ من منا لا يعلم أن دولة عمان من الدول الهامة الواقعة في المنطقة العربية، والتي تميز أهلها منذ زمن بالقوة والبأس، وهو ما جعل لها تأثير كبير في حضارة العرب والإنسانية، ولكن ماذا عن تطور عمان جانب الحضارة الإسلامية؟ ذلك ما سنعرفه من خلال قصة دخول أول مواطن فيها بالإسلام.
عمان أولى الدول العربية بالإسلام
قد كانت عمان من أوائل المناطق التي أسلمت وكان لها تأثير واضح وقوي في التطور الخاص بالحضارة الإسلامية على مر السنين، أما عن أول من اعتنق الإسلام منها فهو “مازن بن غضوبة بن السباعي بن شماس من ولاية سمائل.
المنشأ | سمائل بعمان |
تاريخ الإسلام | 6 هـ |
النسب | طيء |
لم يكن مجرد عماني دخل الإسلام بل إنه قد أصبح خليفة للإسلام وصحابي جليل من صحابة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وقد أشاد أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ بأخلاقه وحسنها وأصالته.
لا يفوتك أيضًا: أول مرضعة للرسول صل الله عليه وسلم
سبب دخول أول عماني الإسلام
بعد هداية الله تعالى وفضله على العبد فإن إسلام مازن بن غضوبة قد كان على يد الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو ما كان بسبب سماعه صوت يخرج من معبودته ـ صنمه ـ قائلًا له أن هناك نبي جديد سيظهر ويأتي إلى عمان وعليه أن يتبعه.
يا مازن، أسمع خير الظهر وبطون الشر مسرور
أرسل نبيًا ضارًا بدين الله الأعظم
فلنترك ناهيتا من حجر من حرارة صقر
تكرر له هذا الصوت وقال:
تعال إلي، تعال، اسمع ما لا يعرف
هذا نبي أرسل إلى بيت
صدقها بحيث يمكن ضبطها من حرارة النار التي تشتعل
وقودها للجندي
قصة إسلام مازن بن غضوبة
قد كان مازن يعبد الصنم الذي يسمى “باجر” ولكن حينما ذبح له في يوم ما وسمع منه ما يخص النبي الجديد قد بدأت الحيرة تدخل في قلبه، وبالفعل بدأ إيمان مازن يتزايد حينما سمع أن هناك رجلًا قادمًا من الحجاز إلى عمان فما كان له سوى أن قام بتحطيم صنمه.
ثم بعدها ذهب إلى المدينة في السنة السادسة من الهجرة، ومعه عدد من قومه وبها التقى نبي الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ فأسلم بين يديه وطلب منه أن يدعو لأهل عمان بالإسلام والكفاف والعفاف وأن يبتعدوا عن الفجور واللهو.
بالإضافة إلى أنه قد طلب من الرسول أن يقوم بالدعاء له شخصيًا بأن يقرأ القرآن الكريم، والطهارة في المعاشرة الزوجية والابتعاد عن شرب الخمر أو المحرمات وأسلم بين يدي النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
الذي لمس قلب مازن أن الدعاء قد تحقق لأهل عمان بالفعل، وعاد إلى النبي مرة أخرى بعد ذلك وأخبره عما أصاب عمان من هداية وبركة بسبب دعائه، فأخبره أن الله تعالى سيجعل أهل عمان أكثر إسلامًا، ودعا لمن آمن أو سيؤمن بنبي الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ دون أن يراه.
لا يفوتك أيضًا: عدد أبناء الرسول (ص) الأولاد والبنات
دور مازن بن غضوبة في نشر الإسلام
قد عاد مازن إلى موطنه وشرع في دعوة قومه إلى دين الله تعالى الإسلام، ولكنهم لم يستجيبوا له وشتموه بل وقد أمروا شاعرهم أن يقوم بهجائه فاعتزلهم مازن بعد ذلك، ولكن الله تعالى قد أذن بهدايتهم فيما بعد وأسلموا.
الباحثون العمانيون قد أوضحوا أن مازن بن غضوبة قد كان له دور كبير في نشر الإسلام، حيث مهد لنجاح مهمة عمرو بن العاص حينما تم بعثه من قبل رسول الله إلى عمان وجيفر ملكيّ عمان.
الجدير بالذكر أن أول مسجد قد تم بناؤه في عمان قد كان لمازن بن غضوبة، وذلك في السنة السادسة من الهجرة بعدما عاد من المدينة المنورة، وهذا المسجد قد نال التجديد في الوقت الحديث.
الحضارة الإسلامية في عمان
قد شاركت عمان في العديد من الفتوحات الإسلامية الكبرى، سواء كانت تلك الفتوحات برًا أو بحرًا، خاصةً ما كانت في بلاد فارس، العراق أو السند، كما أنها قد شاركت في حملات المهلب وأبنائه إلى بخاري وسمرقند.
لا يفوتك أيضًا: من هو الصحابي الذي ورد اسمه صريحا في القرآن
وفاة الصحابي مازن
قد لقيَ مازن بن غضوبة حتفه في المنطقة التي قد نشأ وترعرع فيها ألا وهي سمائل، وبها قبره الذي لا يزال أهل عمان يزورونه حتى الآن، وتلك هي المعلومة الوحيدة التي تم التصديق عليها في أكثر من مصدر.
حيث إن كل الكتب والمصادر سواء كتاب الأنساب وهو أقدم المصادر في عمان، قصص عمان للمعولي، وكشف الغمة لأخبار الأمة للأزكوي لم يذكروا معلومة واحدة عن سنة أو سبب وفاة مازن بن غضوبة.
بل إن كل ما تم ذكره عنه هي حياته والطلبات التي التمسها من النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ، لكن الوحيد من المؤرخين الذي انفرد بذكر سنة وفاة مازن نقلًا عن مراجع إسلامية هو “الشيخ سيف البطاشي“، حيث استنتج أنه عام 25 من الهجرة.
استشهد في ذلك بفتح المسلمين لبردعة في خلافة عثمان بن عفان، وقد يكون قلة ذكر المصادر عن قصة مازن هي أنه قد خرج من بلده لكي يدعوا للإسلام وشارك في العديد من الفتوحات، وذلك ما جعل أخباره تنقطع عنهم.
على الرغم من قلة المصادر التي تحدثت عن حياة مازن بن غضوبة، إلا أنها أوضحت كونه جاهد من أجل الإسلام، ووضع بصمة لا يمكن نكرانها في رغبته بأن يهدي قومه إلى دين الحق، ليكون شرفًا لأهل عمان.