هل يحصل دافع صك الأضحية على الثواب
هل يحصل دافع صك الأضحية على الثواب؟ وهل يجوز التصدق بثمن الأضحية؟ نجد أن صكوك الأضحية قد انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وذلك ما جعل الناس في حيرة من أمرهم لا يعرفون هل الذبح أفضل أم شراء الصكوك.
أكدت دار الإفتاء أن الأضحية لا تبطل إذا لم يقم الشخص بالإشراف عليها بنفسه، فمن الممكن أن يجعل أي شخص آخر أو مؤسسة معينة تنوب عنه في الذبح والتوزيع على الفقراء والمحتاجين، وبالتالي يحصل المسلم على ثواب عظيم عند شراء صكوك الأضحية التي تطرحها المؤسسات الخيرية حيث إنها توفر الوقت والجهد، وتلائم المسافرين أو الناس التي لا يكون عندها دراية كافية بشروط الأضحية.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز أكل الأضحية كاملة
هل يجوز التصدق بثمن الأضحية
في ظل التعرف على إجابة سؤال هل يحصل دافع صك الأضحية على الثواب؟ يجب أن نكون على دراية بأن الفقهاء يرون بأن شراء صك الأضحية أو قيام المسلم بالأضحية بنفسه أفضل بكثير من أن يخرج مبلغ من المال على أن يكون صدقة بدلًا منها، وذلك لأنه يكون فيها إحياء لسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو الهدف الثاني من الأضحية بعد التقرب من المولى عز وجل.
كما أن الأضحية يكون أجرها أعظم من الصدقة خاصةً في عيد الأضحى، وذلك لأن المسلم لا يرق الدم فقط من أجل إرضاء الله تعالى، بل إنه أيضًا يتصدق بجزء من اللحم، ومن الأمور التي تجعل تأدية الأضحية أفضل من التصدق أن للأضحية موعد واحد فقط على عكس التصدق الذي يمكن القيام به في الكثير من الأوقات.
شروط صك الأضحية
هناك العديد من الشروط التي يجب على المسلم أن يتحقق من توافرها به حتى يتمكن من شراء صك الأضحية، وذلك ما تعرفنا عليه خلال البحث عن إجابة سؤال هل يحصل دافع صك الأضحية على الثواب؟ لذا سنوضحها فيما يلي:
أولا: مراعاة الوكيل لتوافر شروط الأضحية
يجب على الشخص أن يختار وكيل صالح ذو سمعة طيبة بين الناس، كما يجب أن يكون قريب من المولى عز وجل حتى ينوب عنه في الذبح، والتحقق من إنه على دراية كاملة بكافة الشروط التي يجب توافرها في الأضحية حتى تكون صحيحة، ومنها:
- بلوغ السن الملائم للذبح حيث إن الإبل يجب أن تبلغ 6 سنوات، كما أن البقر ينبغي أن يبلغ عامان وإذا تخلف ذلك يمكن استبدال البقر بجذع الضأن الذي بلغ من العمر 6 شهور.
- يجب التحقق من أن البهيمة لا تعاني من أي مرض أو عيب من العيوب التي أوردها الرسول-صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: (أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحي العوراءُ البيِّنُ عَوَرُها والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها والعرجاءُ البيِّنُ ظَلَعُها والكسيرةُ التي لا تُنقِي).
- الالتزام بموعد الأضحية حيث إنه يمتد من الفترة التي تلي صلاة العيد إلى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية
ثانيًا: وجود أسباب لشراء الصك
في إطار العلم بإجابة سؤال هل يحصل دافع صك الأضحية على الثواب؟ يجب أن نعرف أنه لا يلجأ المسلم إلى شراء صك الأضحية بدلًا من الذبح بنفسه إلا إذا كان لديه أحد الأسباب الآتية:
- في حالة إن كان الشخص لديه وقت لتأدية الأضحية بنفسه.
- إذا كان المكان الذي يمتلكه الشخص لا يصلح للذبح أو مساحته صغيرة ولا تكفي عدد الأضاحي.
- قد يلجأ المسلم إلى شراء صك الأضحية إذا كان لا يعلم الناس التي تستحق هذه الصدقة.
ثالثًا: توزيع الأضحية لمستحقيها
يجب أن يكون الوكيل شديد الحرص على توزيع الأضاحي كاملة على الفقراء والمساكين ولا يأخذ منها أي شيء لنفسه، كما لا ينبغي أن يكون أجره من لحم الأضاحي حيث يجب أن يأخذ المال مقابل الذبح من صاحب الأضاحي.
لا يفوتك أيضًا: ما هي الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي؟
حكم التوكيل والإنابة في الأضحية
لا ضرر في اختيار الشخص أحد لينوب عنه في ذبح الأضاحي حيث إنه لا يوجد أي شيء في القرآن الكريم أو السنة النبوية يعارض ذلك الأمر، حيث إننا نجد الكثير من الروايات التي تشير إلى إمكانية توكيل شخص عند الصدقة أو التجارة، منها رواية عروة البارقي حيث قال:
(أن الرسول – عليه الصلاة والسلام- أعطاه دينارًا يشتري به أُضحيةً أو شاةً، فاشترى شاتين، فباع إحداهما بدينارٍ، فأتاه بشاةٍ ودينارٍ، فدعا له بالبَرَكةِ في بيعِه، فكان لو اشترى الترابَ لربِح فيه).
كما أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد جعل علي بن أبي طالب وكيلاً له عند ذبح الهدي الذي كان عبارة عن إبل، حيث روى علي: (أنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّهَا، لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلَالَهَا، في المَسَاكِينِ وَلَا يُعْطِيَ في جِزَارَتِهَا منها شيئًا).
صك الأضحية من الأمور التي تعود على المسلم بالأجر العظيم خاصةً إذا كان تتوافر به أحد الأسباب التي تبيح شراء الصك بدلاً من الذبح