كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام

كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام

ما هي كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام؟ وما هي علامات البلوغ؟ لا تعتبر تربية الأطفال وخاصةً الذكور من الأمور السهلة، بل من الضروري الوضع في الاعتبار أن كل مرحلة من مراحل نمو الطفل يجب معاملته بطريقة مختلفة حتى ينشأ بطريقة سليمة، وهو ما ذكره الإسلام فلم يترك كبيرة أو صغيرة إلا و أحصاها، ومن بينها معاملة الطفل وقت البلوغ .

بلوغ الولد في الإسلام

كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام

بلوغ الطفل في الاسلام ما هو إلا الوصول إلى سِن الرُشد الذي يُمكن بعده أن يتحمل الطفل المسؤولية ويُحاسب على أعماله وفقًا لِما ورد في الشريعة الإسلامية، وسِن الرُشد اختلفت عليه الثقافات وفقًا لكل بلد ولكن في الإسلام يقول إن سِن الرُشد أو البلوغ عند الذكر من 15 عام.

في ذلك الوقت يبدأ الطفل أو الذكر يُحاسب على أعماله وتُسجل ذنوبه، كما يطبق عليه الواجبات الدينية، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشـر وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)، وفي حال السؤال حول كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام، يجب مراعاة الآتي:

  • توعية الطفل بأنه من تلك اللحظة أصبح مسؤول عن كُلّ الفرائض التي أوجبها الله -تعالى- على عباده والتي تتمثل في الصلاة، والصيام، والحج، والطهارة وغيرها.
  • تعريف الطفل بقواعد الدين الإسلامي ونهيه عن الكذب والخيانة.
  • الحرص على تعليم الطفل الأمانة والصدق، والتحلي بصفات الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يُلقب بالصادق الأمين.
  • تعليم الطفل بر الوالدين واحترام الكبير والعطف على الصغير.
  • إن كان الطفل يتيمًا فإن ذلك الوقت هو أنسب الأوقات لتعليم الطفل كيفية التصرف في المال الذي ورثه حتى لا يهدره هباءً أو ينفقه في المنكرات.
  • شهادة الطفل في ذلك الوقت تصبح مقبولة ويؤخذ بها، وهي من الأمور التي يجب تعليمها للطفل حتى يتحرى الصدق في شهادته ويعلم أنه سوف يُحاسب على ذلك الأمر.
  • تهيئة الذكر في ذلك الوقت لكي يصبح في أي وقت أبًا مسؤول عن أسرة كاملة، فعليه التحلي بحسن التصرف في جميع الأمور.
  • من أهم الأمور الطبيعية التي يجب وضعها في الاعتبار أن تعلم الأم الطفل أنه سوف يواجه بعض التغيرات الفسيولوجية في جسده.
  • أوجب الإسلام على الوالدين مهمة تعليم الطفل فقه العبادة، وتوجيهه إلى الطريق الصحيح الذي يُنفذ من خلاله كافة تعاليم الإسلام، وتوافر أركانه في داخله.
  • من الضروري تعليم الطفل أن مصافحة النساء من غير المحارم أمر غير جائز ويعاقب عليه الله عز وجل، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول السيدة عائشة رضي الله عنها: “مَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآلة وسلم كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ” متفق عليه.
  • تعليم الطفل أنه أصبح في سن التكليف وبذلك فإنه مُكلف بما يُكلف بها الرجال، ومن بين تلك التكليفات أنه لا يصح أن ينظر لعورات النساء، وتعليم الفتيات بذلك الأمر.

لا يفوتك أيضًا: من عمر كم يصوم الطفل، السن المناسب لصيام الطفل

علامات بلوغ الطفل في الإسلام

بعد أن تمكنّا من التعرف على كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام، يجب العلم أن هناك العديد من العلامات تظهر على الطفل والتي تُشير إلى بلوغه، ويجب فور ملاحظتها التعامل مع الطفل كما لو كان رجلًا مسؤول ومُكلف بما يُكلف به الرجال.

الاحتلام أو ظهور المني على الطفل الذكر يشير إلى أنه أصبح راشدًا عاقلًا يُحاسب على تصرفاته، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول الله تعالى: “وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” [النور:59].

  • من علامات البلوغ الأخرى التي ذكرها الإسلام والتي تنطبق على كلٍ من الذكر والأنثى هي ظهور شعر العانة، وفي ذلك الوقت على الأم تعليم الطفل أنه من الضروري التخلص منه، ووفقًا لِما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:

لما حكم سعد بن معاذٍ في بني قريظة، فحكم بقتل مقاتلتهم، وسبي ذراريهم، أمر أن يكشف عن مؤتزرهم، فمن أنبت، فهو من المقاتلة، ومن لم ينبت، فهو من الذرية”. رواه أصحاب السنن، وقال الترمذي: حسن صحيح.

  • أن يبلغ الطفل خمسة عشرة سنوات قمرية لِما ورد عن خبر بن عمر “عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ في القتال، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني، وعرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازني”. متفق عليه.
  • من علامات بلوغ الذكر زيادة التعرق، والطول، وخشونة الوجه والجسم والصوت، ونمو العضو الذكري، ونمو عضلات الجسم وظهور حبوب الشباب، وظهور شعر الرجلين واليد ونمو الذقن وكِبر الخصيتين، والانجذاب ناحية النساء نظرًا لحدوث العديد من التغيرات الفسيولوجية في هرمونات الجسم.

لا يفوتك أيضًا: هل سن 19 سنة للرجل مناسب للزواج ؟

أسباب تأخر علامات البلوغ للولد

على الرغم من أن سن 15 عام هو وقت البلوغ الطبيعي لدى الذكور، إلا أن هناك العديد من الأسباب تؤدي إلى تأخر البلوغ، وفي سياق التعرف على كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام، سنتعرف على أسباب تأخر البلوغ في الجدول التالي:

السبب التوضيح
أمراض المخ تعمل على تقليل إفراز هرمونات البلوغ.
انخفاض هرمون الذكورة تعرض الأعضاء التناسلية للإصابة بالتهابات.
أسباب وراثية الأمراض المزمنة التي تورث للأطفال من الآباء والأمهات.
خلل تكون الاعضاء التناسلية الاضطرابات الجينية مثل متلازمة كلاينفلتر

أو التعرض للإشعاع المباشر.

قصور الغدد التناسلية عدم قدرة الذكر على إنتاج الهرمونات الذكرية بشكل كافي، وذلك بسبب خلل أجزاء الدماغ

مثل الغدة النخامية أو تحت المهاد.

كيفية احتواء الطفل عند بلوغ سن المراهقة

كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام

على غرار التعرف على كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام، يجب العلم أن الطفل في ذلك الوقت يرغب في المزيد من الرعاية لكي ينشأ بطريقة صالحة، وعلى الوالدين الدعاء بأن يكون أبنائهم مثل يحيى بن زكريا: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم: 13-14)].

لذا سوف نتعرف على طريقة احتواء الطفل المراهق بشيء من التفصيل من خلال الفقرات التالية:

1- الحوار الهادئ

الحوار بشكل هادئ وحضاري من أكثر الطرق الناجحة التي يمكن الاعتماد عليها في تربية الطفل، فتلك الآلية سوف تجعل الطفل يفعل كل ما يأمر به الوالدين بمنتهى الحب، وأسلوب التحاور يلزم أن يكون كما يتم مخاطبة الإنسان الناضج، فالتعامل بهذه الطريقة سوف يخلق منه رجلًا ناجحًا قادرًا على مواجهة الصعاب.

يمكن الاستدلال على ذلك الأمر من الحديث الوارد عن أبي أمامة قال:
إن فتى شابًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا مه مه! فقال: ادنه فدنا منه قريبا. قال: فجلس. قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك، ولا الناس يحبونه للأمهات.

قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله! جعلني الله فداك! قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك! قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك!

قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك! قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم! اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء” [رواه أحمد بسند صحيح].

2- التحلي بالصبر

لا شك أن الصبر هو مفتاح الفرج، والطفل في وقت المراهقة من الطبيعي أن يقوم بفعل العديد من الأشياء الخاطئة، والتعامل مع هذا الأمر بطريقة عصبية أو بشكل قاسي لن يجدي نفعًا، بل إنه يُزيد من الأمر سوءً، فالإحساس في ذلك الوقت يكون مرتفع جدًا، وبالتالي فإن العصبية المفرطة لن تكون حل.

الجدير بالذكر أن كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام تُحتم على الآباء ضرورة التحلي بالصبر وتقديم النصيحة والمشورة ومعاملة الطفل في ذلك الوقت كما لو كان رجلًا، وذلك تمهيدًا له لخوض الحياة الحقيقية.

لا يفوتك أيضًا: هل العادة السرية تؤثر على الطول ونمو الجسم

3- المعاملة الحنونة

التفاهم والتعامل بأسلوب حنون واحدة من صفات النبي والتي يجب أن يتحلى الآباء والأمهات بها عند بلوغ طفلهم سِن المراهقة أو سِن الرُشد، والمقصود بالحنان هنا هو تقديم العطف على في المواقف المختلفة، ولكن لا يجب التهاون في الخطأ أو في الحلال والحرام.

فبالرغم من أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتصف بلين القلب إلا أنه لم يتهاون أبدًا في حق من حقوق الإسلام، ويظهر ذلك بشكل واضح في قوله صلى الله عليه وسلم، عن عائشة رضي الله عنها:

{أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة، فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب، فقال: إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها}.

كيفية التعامل مع بلوغ الولد في الإسلام واحدة من المواضيع التي ناقشها لكي ينشأ الطفل نشأةً صالحة ويصبح رجلًا قادرًا على قيادة المجتمع، وتنفيذ كل ما جاء في الشريعة الإسلامية.

إغلاق