من الأمثلة لطريقة إدارة الذات بفعالية عالية
هناك أمثلة لطريقة إدارة الذات بفعالية عالية يُمكن تطبيقها من قُبيل استراتيجيات التطوير الذاتي، وهو المفهوم الذي يعني ببساطة أن يتابع أحدهم إمكانياته ومهاراته وقدراته الفكرية والعقلية ويعمل على تطويرها حتى يجيد التعامل مع ذاته على أفضل نحو بتلافي مواطن الضعف في شخصيته.
من الأمثلة لطريقة إدارة الذات بفعالية عالية
الإدارة هي أولى خطوات التوجيه ومن ثمّ الإرشاد.. فأن تدير ذاتك معناها أن تكون على وعي بها في المقام الأول حتى تُدرك كيف يتسنى لك إدارتها.
في ظاهر الأمر، ربما تبدو إدارة الذات تحجيمها، بكبح المشاعر الجامحة، أو التحكم في الانفعالات.. إلا أن إدارة الذات أوسع بكثير، فهي تشمل ضبط النفس بالفعل ولكن إلى جانب ذلك ثمة مهارات أخرى.
حيث تعتمد إدارة الذات بفعالية عالية على الوعي الذاتي، فأنت أكثر من يُدرك حقيقة نفسك، وأنت على وعي تام بطريقة استجابتك للانفعالات، لذا أمامك حزمة من الخطوات عليك أن تتفاعل معها لتدير ذاتك.
1- تحسين العلاقة مع الله
في المقام الأول عليك أن تدرك أن هُناك ترابط واضح بين علاقتك مع ذاتك وعلاقتك مع الله.. فمن يعرف الله حق المعرفة لا يضل الطريق.
بل يرى حقيقة نفسه التي فطره الله عليها، وكلما تدبر فيما جاء به الله تعالى إلينا وجد أن هناك حكمة من وفهمها.. وما إن فهمها وجد نفسه مطمئنًا.
تلك الطمأنينة هي التي تخوّل له التعامل مع ما يواجه بأفضل نحو، فتهيأ أمامه الفرص السانحة لإدارة ذاته.. وتطويرها والوصول بها إلى أفضل المراتب.
فقد قال الله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” سورة البقرة 186
على أن إدارة الذات تشمل ضبط النفس وكبحها عن الشهوات والمعاصي والأهواء.. وهذا من صميم الإيمان وفهم العقيدة، وهنا نُشير إلى أن أولى الخطوات في إدارة الذات بفعالية عالية أن تنظر إلى علاقتك مع ربك.
لا يفوتك أيضًا: أهم مبادئ الانضباط الذاتي
2- احترام الذات
لا مناص من تقدير ذاتك حتى وإن كثُرت عيوبك.. يكفيك أنك على علم بيّن بها، وتدركها وتحاول تغييرها، فلا مساحة إذًا للتأنيب الدائم أو اللوم المبالغ فيه.
إنّ مُجاهدة النفس لا تعني أن تكبحها عن كل شيء دون مُتنفس، فيُمكنك الموازنة بالقدر الذي يُشعرك بأنك قادر على التغيير الإيجابي.. فلا تنتقص من نفسك قدرها فهي أرقى ما يكون.
كما أن مهارات إدارة الذات بفعالية عالية لا تتيسر أمامك دونما أن تحترم ذاتك إلى أبعد حد وتقدرها، وتقدم لها المزيد من الدعم.. فكن داعمًا.
هذا ونجد أن احترام الذات ينطوي بدوره على التحلي بمزيد من الثقة في النفس، حيث من شأنها أن تُحيد أي تبعية أو مُحاكاة للغير، تلك الأمور التي تُشكل عائقًا أمام الإدارة والتطوير للذات.
3- التعامل بشكل إيجابي
تلك النظرة الإيجابية للأمور هي التي تُميز أحدهم عن غيره، فيكون الأول قادرًا على إدارة ذاته.. بينما الأخير لا يجد مجالًا في حياته إلا استدعاء كل ما هو سلبي.
مخاوفٌ كثيرة.. دائرة اكتئاب مُغلقة.. يأس وقنوط واستهتار والكثير من المشاعر السلبية التي لا تدفعك إلا للدرك الأسفل، ولا تجعل أمامك فرصة حتى لمحاولة التغيير.
هذا ونجد أن من يتفاءل بالفرص هو فقط من يجدها، فهي لا تظهر أمام يئوس أو مهزوم.. ولك أن تعلم أن إدارة ذاتك نابعة من توظيفها إيجابيًا حتى تتلاءم مع متطلباتك الحياتية.
كما أن التعامل الإيجابي يُعطيك نفحة من التقدم والإرادة والعزيمة حتى تصل إلى الشخصية السوية التي تتوق إليها.
4- مواجهة التحديات والمخاوف
لا شك أن أكبر تحدي يواجه أي منّا هو التحدي النابع من الذات، أما زلت لا تعترف بالفشل حينما تفشل؟ أما زلت تُكابر عن الاعتراف بالخطأ؟
لا تتقبل التغيير المفاجئ؟ لا تريد التكيف مع المستجدات؟ والمزيد من التحديات التي تُشكل عائقًا ومخاوف لا تنتهي أمام إدارتك لذاتك.
عليك أن تدرك أن أعظم انتصار يُمكنك تحقيقه هو أن تتمكن في هزيمة القناعات الزائفة لديك، ومواجهة المخاوف والرغبات الجامحة.
فما إن أصبت في التحدي مع ذاتك ستصير تحديات الحياة أمامك سهلة، ولا ترى فيها صعوبة قط.. حيث تقوى عزيمتك إلى حد كبير.
5- التحكم فيما تقول
يُقال إن الصمت أبلغ من الحديث.. نعم، فهي الحكمة من أن الله خلق لنا أذنين ولسان واحد، ففُطر المرء على أن يسمع أكثر من أن يتكلم، حتى نكون أكثر حكمة وإدراك.
فمن الوقاحة إذًا ألا تسمع إلا ذاتك، بل لا تكون قادرًا على الفهم والاستيعاب طالما لا تسمع غيرك، فليهدأ صوتك الداخلي بعض الشيء تاركًا عنان الحديث لمن هم أكثر حكمة.
ربما انتقاء وقت الإنصات ووقت الحديث هو أمر صعب، لأن التوازن في حد ذاته يصعب تطبيقه، إلا أنه مع التمرين ستجد الأمر سهلًا.
فقط انظر إلى الوقت الذي يُتاح لك فيه النقاش، والوقت الذي يجب فيه أن تُدلي برأيك.. هذا ما يكون مُدعاة للتحكم في انفعالاتك وما تلفظه عن غير وعي أو تأني.
هلّا نظرت إلى الأشخاص الناجحين في الإدارة؟ إنهم أكثر الناس يُطبقون فن الإنصات، ويتركون الجدالات عديمة الجدوى.. يُقال إنهم مستمعون بفطرتهم.
6- تحديد الأهداف وتحقيقها
دعني أخبرك حقيقة أن إنجاز الأهداف حتى إن كان أقلها يجعلك تشعر أنك سعيد.. ولم لا وقد أصبت في خُطاك ونجحت في تنفيذ المخطط.
فقط عليك التحلي بالإرادة والاستعداد.. وتعامل مع المهام المُوكلة إليك بصبر ورويّة، وانظر إلى الأمور العاجلة أولًا ثم الأقل عجلة، وفي نهاية المطاف عليك بالأهداف بعيدة المدى.
تتطلب إدارة الذات بفعالية عالية أن تكون على دراية بما ترغب في تحقيقه.. فحدد الأهداف سواء قصيرة أم طويلة الأمد، وعليك بالسعي حتى تشهد نجاح تحقيقها.
هذا ونشير إلى أنه يُمكن أن تتمكن من إدارة الذات بفعالية عالية فقط إن كنت لا تقف عائقًا أمام نفسك ونجاحاتك.
لا يفوتك أيضًا: بحث عن الانضباط الذاتي والعوامل المؤثرة فيه
مميزات من يُدير ذاته
نتفق على أن إدارة الذات كالبوصلة التي ينظر بها الشخص إلى ذاته، ويعرف طبيعته، وينعكس ذلك بدوره على تعاملاته مع الآخرين فيكون مميزًا بحق.
روح المبادرة | تلك هي القدرة على اقتناص الفُرص وتسخيرها بما يتناسب مع المتطلبات. |
مصدر إلهام | من يتمكن من إدارة ذاته بفعالية يكون نموذجًا في مُحيطه، فيسعى الآخرون إلى الاقتداء به. |
جدير بالثقة | يتحلى بالأمانة والنزاهة، فهذا ما يجعل غيره واثقًا فيه. |
القدرة على ضبط النفس | يتحكم في اندفاعاته، ولا يجعل الانفعالات هي المتحكم الأول فيه. |
الوعي | أن يعي قدر مسؤولياته أمام نفسه والآخرين. |
التكيف | إنّ المصاعب الطارئة هي المستجدات التي يتميز من يُدير ذاته بأنه قادر على التكيف معها والتغلب عليها. |
مهارات التواصل | حيث تساعد إدارة الذات على حسن التعامل مع الآخرين وتكوين صداقات ناجحة. |
عوائق إدارة الذات
بينما أن تحاول تطبيق مهارات إدارة الذات بفعالية عالية تجد أن هناك بعض العوائق التي تقف سدًا أمام التطبيق الفعلي لتلك الاستراتيجيات.
لا زلت تتبع الملذات | لا يتمكن أحد من إدارة ذاته دونما أن يكون كابحًا لشهواته المُفرطة. |
سوء التنظيم | أي إدارة تتطلب نوع من التنظيم المُمنهج الذي لا يترك مجالًا للعشوائية. |
العادات السلبية | إن تمكنت أي عادة خاطئة من أحدهم بالقدر الذي لا يجعله قادرًا على عدم اقترافها، فهذا لا يجعله مُديرًا لذاته. |
التبعية | التي تنتج بدورها عن ضعف الشخصية وغياب الثقة بالنفس، فيدع الإنسان نفسه مجالًا لتحكم غيره. |
الحيل الدفاعية | التي تلجأ إليها حينما لا ترغب في التعرض للنقد أو تُتهم بالتقصير. |
الكمال الزائف | تلك النزعة الكمالية والغطرسة التي توهم أحدهم أنه فوق التعديل. |
وسيلة التبرير | الناجح لا يُبرر الفشل أو يُنسبه لغيره، فإن رأيت نفسك تختلق المبررات الواهية فأنت لم تتمكن من إدارة ذاتك بعد. |
الإسقاط | ما إن رأيت في نفسك نقصًا لا تحاول مُعاجلته بقدر محاولاتك في إسناده للغير. |
الكبت النفسي | ثمة عوامل تجعلك غير قادر على تحديد مواطن ضعفك، فلا تحدد المشكلة. |
محاكاة الغير | أن تدير ذاتك معناها أن تركز على مهاراتك.. فكيف لك معرفتها وأنت مُسخة من غيرك؟ |
التسويف | لا تقل إنك ستكون أفضل بعد فترة.. ركز على الحاضر حتى تستطيع تطوير ذاتك. |
وعليه.. عليك أن تُعيد النظر إن افترضت أنك ستظل ناجحًا دون فشل، أو سعيدًا دون حزن، فأنت بذلك تبعد عن الواقع، فحتى تصل إلى إدارة الذات بفعالية عالية عليك أن ترتبط أكثر بالواقع.
لا يفوتك أيضًا: امثلة على السلوك التوكيدي
قواعد إدارة الذات
إبّان السعي المستمر إلى إدارة الذات بفعالية عالية عليك أن تعلم أن هناك قواعد لا يجب أن تحيد عنها.
- التعامل مع الآخرين بلطف واحترام، حتى لا تسمح لنفسك أن تكون عُرضة للنقد اللاذع.
- كن شخصًا مثيرًا للاهتمام.
- عليك أن تتعلم بنهم، فلتقرأ وتستمع وتنصت حتى تتعلم.
- تبادل مع الآخرين كل ما تعرفه حتى تستقي منهم المزيد من المعارف.
- احرص على ألا ينتابك قدر من التوتر والقلق في أغلب الأوقات.
- استند إلى القيم والمبادئ ولا تنحرف عنها لأي سبب.
- غياب الأخلاقيات لا يجعل هُناك قاعدة أساسية ترتكز عليها في تطورك.
- حافظ على وعودك مع الآخرين ومع نفسك.
- كن من الأشخاص المُنتجين الفعالين.
- تخلى عن عاداتك السيئة واستبدلها بعادات أفضل.
- رعاية الصحة النفسية.
- التفاؤل وتوقع النجاح يجب أن يكون حليفك.
- ابتعد عن الارتجالية والفوضى قدر الإمكان.
- عليك بالتنظيم، وإخضاع كل شيء للجدولة والمخططات.
- إيّاك أن تضيع وقتك في توافه المواضيع.
- ليكن شعارك هو الإسراع إلى كل ما فيه خير وإفادة.
إنّ ركود الذات يؤدي إلى تراجع الذكاء والقدرات العقلية التي تحول دون أي إبداع أو تميز.. وهنا تكمن أهمية إدارة الذات بفعالية عالية.