من هم قبائل القوط الغربيين
تعد قبائل القوط إحدى الشعوب الجرمانية التي تأسست في أواخر العصور القديمة، وقد أثرت بشكل كبير في تاريخ وتطور القارة الأوروبية، ويعود أصلها إلى مناطق شمالي أوروبا وقد اشتهرت بتميزها في الفترات التي تلت انهيار الإمبراطورية الرومانية، وتميزت بثقافتها وتقاليدها الفريدة، ولعبت دورًا حيويًا في تشكيل الأحداث السياسية والاجتماعية على مرّ العصور.
من هم قبائل القوط ؟
هي إحدى القبائل الجرمانية التي نشأت في منطقة اسكندنافيا، وبدأت بالتحرك والهجرة نحو الجنوب والشرق، حتى وصلوا إلى مناطق جنوب وشرق أوروبا.
وقد نشأت خلافات عديدة عندما وصل القوط إلى أوروبا واستقروا في أراضيها، وتلك الخلافات أدت في النهاية إلى تقسيمهم إلى فرعين رئيسيين: القوط الشرقيون والقوط الغربيون.
اسم الحاكم | تاريخ الحكم (ميلاديًا) |
ثيودوريك العظيم | 493 – 526 |
أثاريك | 526 – 534 |
ثيو داد | 534 – 536 |
ويتيجز | 536 – 540 |
إيلديباد | 540 – 541 |
إيراريك | 541 |
بادولا توتيلا | 541 – 552 |
تيا تيام | 552 – 553 |
أصل القوط
تعتبر من بين الأمم الأولى ذات الأصل الجرماني التي اعتنقت المسيحية وقد تركت بصمة قوية في تاريخ وثقافة أوروبا، وكانت اللغة القوطية هي لغتهم، وهي واحدة من اللغات الجرمانية الشرقية التي اندثرت مع مرور الزمن.
خلال القرن الأول الميلادي انتقلت جنوبًا إلى مناطق بولندا ومن ثم استقروا في مناطق كرواتيا في القرن الثاني الميلادي، واستولت على مدينة أرهيمار وأسسوا مملكتهم الناشئة .
وقد انضم إليهم خلال هذه الفترة العديد من القبائل الرعوية المقاتلة، وتميزت قبائل القوط بمكانة مرموقة وهيبة بين القبائل الأخرى، مما جعل دورها مؤثرًا في المشهد السياسي والثقافي.
يظل تاريخ قبائل القوط جزءً مهمًا من تاريخ أوروبا، حيث ساهموا في تشكيل الساحة الثقافية والاجتماعية، ولعبوا دورًا مهمًا في نقل التقاليد والديانات عبر العصور.
شاهد : لماذا القبائل لا تزوج العوازم ما هو السبب
تاريخ القوط
في القرن الرابع اعتنق معظم أفرادها الديانة المسيحية وأخذوا المذهب الآريوسي كاتباً لعقائدهم، ثم جا القرن الخامس وشهد تحولًا حيث انتقل معظمهم إلى أتباع المذهب الكاثوليكي .
في هذا الزمن نشأت حضارة مملكة القوط الغربيين التي سيطرت على شبه جزيرة إيبيريا، ويرجح أن هذه الحضارة تأثرت إلى حد ما بالثقافة الرومانية المجاورة.
واستمرت مملكة القوط الغربيين في الحكم على شبه الجزيرة الإيبيرية لمدة ثلاثة قرون حتى بداية القرن السادس، وحافظوا خلال هذه الفترة على قوتهم العسكرية وقوة تنظيمهم حيث خدموا تحت حكم 36 ملكًا من قبل.
في إحدى فترات تاريخهم استقروا في وادي نهر فيستولا ثم انتقلوا إلى مناطق جنوب شرق أوروبا، وهناك تواجهوا الصقالبة في المعارك، والذين عاشوا في مناطق تمتد بين بحر البلطيق والبحر الأسود، ولاحقًا استقروا في منطقة تعرف بسَكثيا.
بالإضافة إلى ذلك قام القوط الشرقيون الذين بقوا في منطقتهم بتأسيس مملكة قوطية شرقية معتلية شواطئ البحر الأسود، وتم توحيد المملكتين القوطيين
لفترة قصيرة تحت قيادة الملك ثيودوريك العظيم في أوائل القرن السادس، حيث دمج مملكة القوط الغربيين في مناطق حكمه واستمرت هذه الوحدة لمدة تجاوزت العقدين.
اطلع على: من هم القبائل النازحة في السعودية
غزو القوط لروما
بعد أن انتقل جزء من قبائل القوط إلى منطقة داسيا في المجر في عام 272 م، واجهت فصائل القوط الغربيين تهديدًا من الشرق من قبائل الهون، مما دفعهم للعبور عبر نهر الدانوب واللجوء إلى ولاية بانونيا الرومانية، في هذا السياق، شنوا ثورة ضد السيطرة الرومانية، في عام 378 م، حققوا انتصارًا عسكريًا على الجيش الروماني وأسقطوا الإمبراطور فالنس آنذاك.
في عام 382 م أصبح القوط الغربيون أول شعب بربري مستقل داخل إمبراطورية الرومان، واتخذوا خطوات نحو غزو الجزيرة الإيطالية تحت قيادة الزعيم ألارك، في عام 410 م .
داهم هؤلاء القوط مدينة روما ونهبوها، ومن ثم انتقل متابعو ألارك إلى مناطق غالية (فرنسا) وأسبانيا، وعلى الرغم من ذلك، تعرضوا للهزيمة على يد قبائل الفرنجة (الفرنسيين)، ولكنهم استمروا في السيطرة على إسبانيا حتى عام 711 م.
اطلع على: لماذا القبائل لا تزوج الشرارات
مملكة القوط الشرقية
أسس القوط الشرقيون مملكة في إيطاليا وأشغلوا أرض الرومان والمناطق المجاورة في الفترة ما بين 489 و553 م، وحدث ذلك بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية .
وبلغت مملكة القوط أوج توسعها في عهد الملك ثيودوريك العظيم إلا أنها سرعان ما سقطت في يد الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، برغم محاولات القوط المستميتة للدفاع عنها.
الفرعين القوطيين سواء الشرقيون أو الغربيون خاضوا فترات من الحروب الكبيرة مع روما، وعلى الرغم من أن الغزو القوطي لروما من الفرع الغربي حدث قبل الغزو الشرقي .
إلا أنه القوط الشرقيون هم الذين أسقطوا الإمبراطورية الرومانية، وتصاعد تأثير وقوة قبائل الهون في أوروبا الشرقية مما أثر على الوضع القوطي.
في القرن الرابع تحديداً في عام 370 م، خضع القوط الشرقيون للسيطرة الهونية، في العقود اللاحقة استقر بعضهم في مناطق البلقان وعلى الرغم من مشاركتهم في القتال إلى جانب الهون، إلا أنهم لم يكن لديهم سيادة فعلية على الأراضي التي استوطنوها.
اطلع على: خريطة رموز القبائل السعودية كلها
مملكة القوط الغربيين
تمكن القوط الغربيون من استقرارهم في غرب أوروبا حوالي عام 409 م، وقام الفاندليون بالتعاون مع بعض القبائل الجرمانية بغزو شبه الجزيرة الإيبيرية وجنوب بلاد الغال (فرنسا) .
وتلك المناطق كانت تتبع للإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت ونتيجة لاتفاق سابق بين القوط الغربيين والرومان انتقل القوط لتحرير تلك المناطق واستيطانها.
وبدأ استقرارهم في مدينة أكويتانيا وهذا كان بداية تأسيس مملكة القوط الغربيين، وامتدت هذه المملكة على مساحات واسعة تتماشى مع جبال البرانس.
قاد الملك إيريك توحيد قبائل القوط الغربيين التي كانت متنوعة ومتفاوتة وقاموا بثورة ضد السيطرة الرومانية ونجحوا في الحصول على اعتراف بالاستقلال الكامل لـ مملكتهم الغربية في عام 475 م.
ومع ذلك تعرضوا لهزيمة في معركة قوية ضد الفرنجة، مما أدى إلى فقدانهم لأراضيهم في أكويتانيا ووفاة قائدهم ألاريك الثاني، واضطروا بعد ذلك لنقل عاصمتهم من أكويتانيا إلى برشلونة ومن ثم إلى طليطلة.
مملكة القوط الغربيين كانت آخر ممالك البرابرة التي ظهرت بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وتمت عملية استيطان القوط الغربيين في إسبانيا نهاية القرن الخامس الميلادي .
وكانوا يشكلون أقلية فيما بين سكان المنطقة وتقدر نسبتهم بحوالي 1:3 من الإسبان ونظام الحكم فيها كان ملكيًا انتخابيًا.
حيث يتم اختيار الملك من النبلاء ويعينه رجال دين ونبلاء آخرون، وكان للملك صلاحيات واسعة وكان لديه مجلس من النبلاء لمساعدته في الحكم، ومع ذلك قام بعض الملوك بالاستبداد وتجاوزوا دور المجلس.