الرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه

الرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه

الرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه يُعد من أكثر الردود التي لا يفقه عنها المسلمون، وقد جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كيفية الرد على من يحاول أن يظهر لنا محبته بهذه الكلمات الرقيقة، نظرًا لكونها من الآداب التي لا بد أن تتزين بها أخلاق المسلم.

عبارات الرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه

يعتبر شعور الحب من أقوى العلاقات الحقيقية التي ترسخ في قلب الإنسان، ولا سيما إن كان في الله، فلا يكن هناك مجال للشك في صدق الشعور وقوة وصاله في الدنيا ودوام صداه في الآخرة، لكونه خالص لوجه الله ولا يتسلل له أي مصلحة دنيوية كما هو السائر، فكيف يكون الرد الصحيح من السنة على من يخبرك بحبه:

الرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه

ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ رَجُلًا كان عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمرَّ به رَجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنِّي لأُحِبُّ هذا، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أعلَمتَه؟ قال: لا، قال: أَعلِمْه، قال: فلَحِقَه، فقال: إنِّي أُحِبُّك في اللهِ، فقال: أحَبَّك الذي أحبَبْتَني له”. [ref]الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 12590 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (5125)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10010)، وأحمد (12590) واللفظ له[/ref]

إذن فإن الرد يكون: “أحبك الذي أحببتني له”.

كما أن الرسول قد أرشد إلى ضرورة الالتزام بالآداب لتحقيق المحبة في الله، ومنها استحباب إخبار شخص بحبه في الله، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فلْيخبره أنه يحبُّه”.

شاهد أيضا: أفضل 70 أدعية الصباح كاملة مكتوبة ومستجابة للأصدقاء 

شرح حديث الرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه

كثير من الناس قد يختلط عليهم الأمر في عدم الفهم الصحيح للحديث الشريف، لذا نلمح  إلى توضيح مختصر عما يشير إليه:

  • أعملته: أسلوب استفهام حُذفت منه أداة الاستفهام، حيث إن أصلها، هل أعلمته أو أأعلمته.
  • قول “أحبك الذي أحببتني له”: وهو أسلوب إنشائي غرضه الدعاء، بمعنى أحبك الذي أحببتني لأجله.
  • وما ورد عن الخطابي فيما يشير إليه معنى الحديث، فإنه يحث على التآلف والتودد حيث إنه يخبر شخص ما آخر بأنه يحبه فقد استمال قلبه بذلك واجتلب وده.

رسائل للرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه 

إن الأفراد يتبادلون المحبة الآن من خلال الرسائل الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، فما هو الرد المناسب حين يرسل أحد أنه يحبك في الله ويكون مناسبًا لما جاء عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم:

  • أحبك الله الذي أحببتني فيه.
  • وأنا أحبك في الله.
  • أحببك الذي أحببتني من أجله.
  • الله يرضى عليك.

مستلزمات الحب في الله

يأتي الغرض الأساسي من الحب في الله في نيل الجزاء الكبير والفوز بالدار الآخرة، ويمكن أن تتبين المحبة في الله حينما تعينك على السير في الطريق الصحيح إلى الله وتلاشي المحارم، فهي تحث من مشاعر التعاطف والتراحم والتودد بين المسلمين بعضهم البعض، وإن بين المتحابين أمور تتم مراعاتها توضح كيف يحب العبد المسلم أخاه في الله:

الحقوق المادية

فيحبه مثل نفسه، مثلا أن يصبر عليه إذا كان دائنًا منه، بل إذا كان حاله ميسور فيؤثره  على نفسه ويسامحه أو يعطيه ما يحتاج.

الحقوق القلبية

أن يكون متواضعًا، حسن الظن فيه ومخلصًا له.

الحقوق البدنية

بأن يساعده في قضاء أموره كي ييسر عليه المشقة والتعب، مع ضرورة إظهار البشاشة والحرص من إظهار أنك تمُن عليه.

الحقوق الغيبية

ألا يفتش سره ولا  يذكر عيوبه في حضرته أو غيبته، بل عليه أن ينصحه ويعلمه ويدعو له في حياته ومماته.

تعرف علي: اذا احد قال لي احبك وش ارد عليه

فضل الحب في الله

إن أي شيء في الحياة إذا أسندناه إلى الله عز وجل فإن الثمرات التي تعود منه لا حصر له، كما أن الجزاء يكون عظيمًا، وإن الحب في الله لمن علامات الإيمان بالله والتي تعود بالنفع على المسلم وسائر المسلمين بشكل عام، ومنها:

  • تكون محبة دائمة لا تنقطع إذا انقطعت الدنيا، فالله باقي حي لا يموت جل علاه، وإن أي شيء يكون له فهو باقي أيضًا، وإن من مظاهر بقاء هذا الحب بان يدعو المسلم لأخيه المسلم، كما قد يشفع له في الآخرة.
  • إن المتحابين في الله يكونون يوم القيامة تحت ظل الله لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي، اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي”.
  • إعانة المسلم أخية على الصلاح والتعاون على البر والتقوى، حيث قد يكون منهما من هو أصلح فيقتدي به الآخر وإن كان العكس فيدعو أحدهما الآخر على الصلاح والاستقامة.
  • إن الله يحب المتحابين فيه، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ” قال اللهُ عزَّ وجلَّ: وَجَبَتْ مَحبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاوِرينَ فيَّ، والمُتباذِلينَ فيَّ”.
  • ثواب وأجر عظيم فهي إحدى علامات أهل الجنة، حيث جاء في وصفهم بأنهم إخوة، لا يشوب قلوبهم غل ويصفي القلب وينقى فور دخول الجنة، فقد قال الله تعالى ” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ”.
  • يتحقق من الحب في الله الشعور بحلاوة الإيمان، وتحمل الصعاب والمشقات في سبيل نيل رضا الله عز وجل، حيث جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم “ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ
  • يُحشر المتحابين معًا يوم القيامة، وعلو درجاتهم عند الله حيث أعدهم الله من السبعة الذين يظلهم بظله في يوم القيامة يوم لا ظل غيره.
  • الإعانة على طاعة الله عز وجل والتآزر على البر والرحمة.

في نهاية المقال نكون ذكرنا الرد على أحبك الله الذي أحببتني فيه، وما يشير إليه الرد، وكيف يكون الحب في الله وفضله على المسلمين.

إغلاق