قصة بديع الزمان مكتوبة ومصورة كاملة
يقدم لكم موقع محتوى قصة بديع الزمان الذي عُرف عنه بأنه هو الرجل الذي نصر الظالمين عندما حاول نصرة المظلومين، قصة مشوقة للأطفال من ضمن باقة قصص الأطفال المصورة الحديثة.
قصة بديع الزمان
قال المهرج: في قديم الزمان، كان يعيش في بغداد رجل اسمه بديع الزمان، وكان قوي الجسم ضعيف العقل ورث عن أبيه الكثير من الأموال وكانت حياته سعيدة، تخلو من الأحزان.
ولكنه في ذات يوم عرف الكآبة إذ سيطرت عليه الرغبة في أن يصير رجلاً مشهوراً يحبه أهل بغداد وفكر طويلاً، غير أنه لم يهتد إلى ما يتيح له الظفر بما يرغب، فقصد رجلاً عجوزاً كان معروف بين أهل بغداد بحكمته ووقاره ولحيته البيضاء التي تبلغ ركبتيه وقال له بلهجة متوسلة: ساعدني يا من اشتهرت بالحكمة.
قال الحكيم: تكلم يا بني، ماذا تريد مني؟
قال بديع الزمان: أريد أن أصبح رجلاً مشهوراً يعرفه أهل بغداد كلهم، وسأموت قهراً إذا لم أنل ما أتمنى.
فكر الحكيم قليلاً وهو يداعب لحيته، ثم قال: ابحث يا بني عن مظلوم في هذه البلاد وساعده على استعادة حقه المسلوب.
فرح بديع الزمان وشكر الحكيم على مساعدته ثم رجع الى بيته، فكر بديع الزمان ثم تذكر أنه لم يسبق وأن التقى من قبل بمظلوم ولا يعرف صفاته، فذهب الى زوجته وسألها: هل تعرفين ما هي أوصاف المظلومين؟
قالت زوجته بسرعه: تكون وجوههم عابسة بالطبع.
خرج بديع الزمان من منزله قاصداً شوارع بغداد وهو يحدق النظر في وجوه الناس باحثاً في وجوه الناس عن وجه عابس.
وفجأة صرخ بديع الزمان من الفرحة وتحرك مسرعاً الى أحد الرجال العابسين والذي كان يسير أمامه، اعترض بديع الزمان طريق الرجل وقال له: لا تنكر يا اخي، فمن الواضح أنك مظلوم، احكي لي فأنا غني وقوي وسوف اساعدك.
قال الرجل: أنت على حق فأنا رجل مسكين أُدعى عباس، سطوت ذات يوم على أرض صغيرة فطردني صاحبها بصورة تخلو من الأدب.
قال بديع الزمان: لماذا لم تمنعه من ذلك؟
قال الرجل: لأنه اقوى مني بكثير، فهو ذو عضلات ضخمة .
قال بديع الزمان: أنا أقوى منه، أعدك بأن طرده كما طردك، فأنا لن يتوانى عن نصرة المظلومين.
تعجب الرجل وبدأ بالضحك، ثم قال: يرشدك إلى أرض ذلك الظالم، وبعد وقت قليل من السير وصل الى تلك الأرض، فصرخ بديع الزمان بغضب على صاحب الأرض وقال له: هيا يا هذا اترك هذه الأرض حالاً.
قال صاحب الأرض: ماذا تقول؟
هذه الأرض ملكي، وأنا لا املك غيرها، حيث إني أعيش من خيراتها، فكيف لي ان أعيش بدونها؟
قال بديع الزمان متسرعاً: لا مجال للكلام، هيا اترك الأرض فوراً.
رفض الرجل صاحب الأرض تركها، فما كان من بديع الزمان الا ان هجم عليه وضربه بشدة، ونجح بعدها من طرد الرجل المسكين صاحب الأرض ، فأسرع الرجل الى القاضي ليشتكيه، فأمر القاضي بإحضار بديع الزمان والرجل الذي ادعى انه صاحب الأرض.
فحضر بديع الزمان والرجل الكاذب الى القاضي، فبدأ بديع الزمان بسرد ما فعل، فانفجر القاضي ضاحكاً بشدة.
قال المهرج وبالفعل حكم القاضي في القضية لمصلحة صاحب الأرض، ونجح بديع الزمان في الحصول ما تمنى، فقد أصبح مشهوراً في بغداد بأنه الرجل الذي حاول نصرة المظلومين فنصر الظالمين.