ما معنى رفع سعر الفائدة في مصر

تداول في الآونة الأخيرة مصطلح رفع سعر الفائدة في مصر، وذلك على نطاق واسع خاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، مما دفع المواطنين عن البحث والتنقيب حول أسباب رفع أسعار المنتجات وما علاقة ذلك برفع سعر الفائدة، وما علاقته بالدولار، وكثيرًا من التساؤلات لفهم الأزمة الراهنة وكيفية تخطيها.

ارتفاع سعر الفائدة عالميًا

وفقَا لما توقعه العديد من المحللين الاقتصاديين على مستوى العالم، أعلن بنك إنجلترا “البنك البريطاني” في يوم 5 مايو الماضي عام 2023 رفع سعر الفائدة الأساسية بمقدار ربع نقطة مئوية كاملة 25.%.

كي تصل من 75. % إلى 1% ويعد هذا أعلى مستوى لها منذ حوالي 13 عام، وتعتبر هذه المرة الرابعة التي يرفع فيها البنك الفائدة منذ نهاية العام الماضي بعد أن كانت الفائدة عند الصفر وهذا منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد عام 2020.

وجاء قرار البنك المركزي البريطاني برفع الفائدة بعد قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بزيادة سعر الفائدة، حيث قام برفعه بنحو نصف نقطة في المائة مرة واحدة، وتعد هذه أكبر زيادة على سعر الفائدة يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي منذ أكثر من 20 عامًا.

ولم تقتصر البنوك العالمية على رفع سعر الفائدة بل قام البنك المركزي المصري أيضًا برفع سعر الفائدة لديه بنسبة تصل إلى 2 % ليبلغ 11.25 % للإيداع ونحو 12.25 % للإقراض وذلك في اجتماع اليوم الخميس الموافق 19 مايو 2023.

وجاء نتيجة توقع معظم المحللين في استمرارية ارتفاع معدلات التضخم في البلاد بعد ما قامت البنوك الأمريكية أيضًا برفع الفائدة لديها.

معنى رفع سعر الفائدة في مصر

تستخدم البنوك المركزية سعر الفائدة، من أجل ضبط معدلات التضخم عن نسبة مستهدفة، أو بمعنى آخر هو الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب في عملية الاقتصاد، إنما يوجد بعض العوامل الأخرى التي تلعب دورًا فعالًا في هذا الأمر أهمها.

معدلات البطالة في البلاد، مستوى الأجور وغيرها العديد من العوامل الأخرى، ولكن أغلب هذه العوامل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع نسبة التضخم.

وتعني زيادة سعر الفائدة حدوث ارتفاع في تكلفة الإقراض بالإضافة إلى زيادة العائد على الادخار، فضلًا عن زيادة أسعار الكثير من السلع واغلب الخدمات التي يحتاج إليها المستهلك والمواطن بشكل يومي.

ويذكر أن ارتفاع سعر الفائدة ينتج عنه ارتفاع سعر صرف العملة الوطنية مع تراجع في أسعار الأسهم، وارتفاع العائد على السندات.

ولكن منذ أزمة فيروس كورونا المستجد أصبحت الأمور تسير عكس ما يتمنى الآخرون، ولكن تظل بعض الحقائق ق ثابتة منها أن ارتفاع سعر الفائدة ينتج عنه أيضًا زيادة تكلفة الدين العام الحكومات والدول.

شاهد أيضًا: ما هي النسبة المتوقعة لرفع الفائدة في مصر

تأثير ارتفاع سعر الفائدة على الدول النامية

ترتبط العديد من العملات العالمية بعملة الدولار الأمريكي، خاصة بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة، فتأثير هذا الارتفاع لن يقف عند حدود الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل يمتد تأثيره على العديد من الدول المختلفة.

ولكن في مقدمة هذه الدول تأتي الدول النامية والفقيرة، ويتراوح هذا التأثير ما بين خفض قيمة العملات الوطنية لهم أمام الدولار إلى ارتفاع تكاليف الإقراض.

كما أكد العديد من المحللون الاقتصاديون أن رفع سعر الفائدة يؤدي بشكل كبير إلى إبطاء النشاط الاقتصادي من خلال إبطاء شهية المستهلكين من أجل استيراد السلع الأجنبية المختلفة، وهذا بدوره ينتج عنه تراجع في الإنفاق الاستهلاكي، والذي يعد قيمته في كلًا من أمريكا وبريطانيا هو أكثر من ثلثي الناتج المحلي والإجمالي لهما.

لاسيما أن هذه الزيادة تعتبر سلاح ذو حدين، فهي تساهم في رفع قيمة السندات الأمريكية، وبدورها تشجع المستثمرين العالميين على سحب أموالهم من الدول النامية والفقيرة من أجل استثمارها فيها مما يؤثر على هذه الدول بالسلب.

حيث يرتفع سعر الدولار الأمريكي في حين تنخفض قيمة عملات الدول النامية، وبدوره يتسبب في ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الغذائية والبترولية والخدمات في الدول النامية، وهذا ما شهدته البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.

 تأثير رفع الفائدة على المواطن الأمريكي والبريطاني

على الرغم من تأثير ارتفاع سعر الفائدة بشكل كبير على المواطن في الدول النامية والفقيرة؛ إلا أن المواطن الأمريكي والبريطاني أيضًا يشهدان تأثير قوي عليهما، حيث يظهر التأثير واضحا من خلال دفع الأقساط الشهرية على الرهن العقاري، أو حتى القروض الشخصية.

وليس هذا فقط بل يظهر في تراجع قدرته على الاقتراض من أجل تمويل عجز ميزانيات الأسر، وإضافة إلى زيادة احتمال حدوث تباطؤ النمو الاقتصادي الذي يعد هشًا أصيلًا بجانب احتمال حدوث ركود يصاحبه ارتفاع في معدل البطالة وانهيار قيمة للدخل.

شاهد أيضًا: ما هي أسماء أشهر شركات التداول

ارتفاع سعر الفائدة وتأثيرها على القروض العقارية

بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي زيادة سعر الفائدة نحو نصف نقطة مئوية، ارتفعت على الفور قروض الرهن العقاري،  وتجاوز حاجز الـ 5% كي تتراوح ما بين 5.37 % إلى 5.55 %.

في حين توقع محللون اقتصاديون أن سعر الفائدة على القروض العقارية سوف يرتفع بنحو 6% ويتجاوز هذا الرقم في نهاية عام 2023.

خاصةً أن سعر الفائدة على القروض العقارية بنهاية العام الماضي 2023 كان في حدود نسبة 3.11%، وعلى سبيل المثال أن الزيادة التي ستخرج من ميزانية أسرة عليها قرض عقاري بقيمة حوالي 300 ألف دولار يستمر لمدة 30 عام .

وإذا كان القرض غير مثبت الفائدة، فعند زيادة نسبة الفائدة من 3.11% إلى 5%، فإن الأسرة سوف تقوم بدفع زيادة في القسط الشهري تصل إلى نحو 346 دولار.

أي زيادة سنوية تصل إلى حوالي 4.125 دولار، أي يزيد القرض على الأسرة طول مدة القرض (30 عام) بقيمة 124ألف و560 دولار.