موضوع تعبير عن التسامح بالعناصر الكاملة المطلوبة PDF
التسامح واحدًا من أهم الصفات الإنسانية التي يجب على كل شخص أن يحاول التحلي بها، فعلاوةً على كونها واحدة من الصفات الحميدة، إلا أنها من أفضل صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحنُ علينا الاقتداء به فعلًا وقولًا، وعلى كل طالب أن يُعبر عن مفهوم التسامح من وجهة نظره.
العناصر
- مقدمة.
- معنى التسامح.
- أنواع التسامح
- أهمية التسامح.
- الإسلام دين تسامح.
- خاتمة.
تحميل موضوع تعبير عن التسامح PDF من هنــــــا.
مقدمة موضوع تعبير عن التسامح
لا شك أن تحلي أي إنسان بالصفات الحميدة تجعله يلقى محبة الناس، فضلًا عن رضا الله عز وجل عنه، والتسامح من أهم الصفات التي يُمكن أن يتمتع بها الإنسان، ومن الجدير بالذكر أنها خير دليل على الشجاعة.
معنى التسامح
ومن خلال الحديث عن تعبير عن التسامح يحمل مفهوم التسامح العديد من الأشياء، فهي من السلوكيات الراقية جدًا، وأفضل ما يُمكن أن يتحلى به المرء، ويُعني العفو عن أي شخص مُخطئ عند المقدرة على إيذائه بنفس الطريقة، ولا شك أن هذه الصفة لا يتمتع بها إلا قِلة من الناس.
يكمُن مفهوم التسامح في كونه واحدًا من الأفعال الفردية والجماعية، ولا يحتاج إلى تبرير من أحد، فهو شيء يشعر به الإنسان في داخله، ويرغب في التعبير عنه وإعفاء أي شخص تسبب في الإساءة أو الظلم.
لا يفوتك أيضًا: اذاعة مدرسية عن التسامح والعفو
أنواع التسامح
- التسامح الديني: من أهم أنواع التسامح، وخير من قام به هو الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سامح المُشركين ولم ينتقم منهم وقال لهم “اذهبوا فأنتم التلقاء، وحينما ترك اليهود والنصارى على دينهم، فكان أفضل الناس في مُسامحة غيره حتى وإن أساء إليه وظلمه، ونحن علينا الاقتداء به وتقبُل الآخرين مهما كانت ديانتهم.
- التسامح الثقافي: لكل مِنا ثقافة مُعينة مؤمن بها، ولا يُمكنه أن يحيد عنها، أو يُغير فكرته فيها، ولكل شعب ثقافته الخاصة به سواء في نوع الطعام، أو شكل الملابس، وحتى في طريقة التعبير عن الآراء وغيرها، ولا بُد من احترام كل هذه الثقافات.
- التسامح العرقي: بعض الأشخاص لا يمتلكون نفس الانتماء إلى من هم ينتمون إلى بلد آخر غير بلدهم، ويرون أن جميع الغرباء سيئين، وهذا الأمر من أكثر الأمور المُخطئة التي تتسبب في انتشار الضغينة والكره، لذا لا بُد أن يكون من أهم السِمات التي يتمتع بها الإنسان.
- التسامح السياسي: لا شك أن لكل شخص آراءه السياسية، والتي علينا احترامها ومُسامحتهم فيها، حتى وإن كانت خاطئة عن آرائنا، وهذا ما يندرج تحت مُسمى الديموقراطية، ولا يجوز علينا التعدي على آرائهم.
- التسامح الاجتماعي: هو قدرة الشخص على تقبل الآخرين بآرائهم في المشكلات الاجتماعية المختلفة، وعدم التأثير عليهم بشكل أو بآخر.
- التسامح الأخلاقي: هو أن يكون الشخص يتمتع بأخلاق حميدة، ويُسامح من أخطئوا في حقه، ويعفو عنهم في حين أنه قادر على مُحاسبتهم.
أهمية التسامح للفرد والمجتمع
للتسامح الكثير من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع ومن خلال بعض التجارب والملاحظات نجح الكثير من العلماء في إثبات أهمية التسامح على صحة الفرد فهي تزيد من مقدار سعادة الإنسان .
وتم اكتشاف علاقة وثيقة بين التسامح وبين أمراض القلب في العصر الحديث ووجدوا أن الأشخاص الطبيعيين الأقل انفعالا هم الذين اعتادوا على العفو والتسامح.
وقد اكتشفوا أيضا أن الأشخاص المتسامحون هم الأكثر إبداعا وتنظيما وهم الأقل عرضة للإصابة بمرض ضغط الدم، وبالنسبة للمجتمع فقد تم إثبات أن التسامح قادرا علي إنهاء الحروب وتجنب حدوثها.
ويظهر ذلك بأن جميع الجمعيات التي تسعى لنشر السلام يسعون دائما لنشر مبادئ التسامح والبعد عن العنف والحقد والصراع التي أصبح يجتاح العالم يوم بعد يوم ،وفي العصر الحديث بعد تطور التكنولوجيا أصبح العالم قرية صغيرة وهو ما جعل نشر مبادئ التسامح والمحبة أسهل بكثير بهدف تحقيق مصالح المجمعات .
لا يفوتك أيضًا: تعبير عن أداب المكتبة
الإسلام دين تسامح
وفي سياق الحديث عن تعبير عن التسامح مبدأ التسامح من أهم المبادئ التي قام عليها الدين الإسلامي، وعلى عكس ما يقول أصحاب الديانات الأخرى والجاهلين أن الإسلام انتشر بحد السيف، فهو من أكثر الأديان التي لم تُجبر أحد على الدخول في دين الله.
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُحارب ولا يغزو إلا من يُحاربونه ويريدون السوء بالمسلمين والصحابة، ويُمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى:
“لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” [ref](سورة الممتحنة، الآية: 8).[/ref]
من الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكُن مُسيطرًا على أحد يومٍ ما، بل كان فقط يُذكرهم بدينهم، ويُعلمهم شرائعه، وكان يدعو الكفار إلى الدخول في دين الإسلام دون إيذاء أحد، ويُمكن الاستدلال على ذلك مما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى:
” فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ” [ref](سورة الغاشية، الآية: 21 – 22).[/ref]
من أهم مظاهر التسامح هي عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن كفار قريش الذي جعلوه يذوق العذاب وأخرجوه من داره، وما كان به إلا يُسامحهم ويعفو عنهم، حيث قال الله تعالى:
“وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” [ref](سورة الشورى، الآية: 40).[/ref]
من الجدير بالذكر أن الله عز وجل أمرنا بالتسامح وكتم الغيظ والعفو عن الناس، ومن يفعل ذلك يلقى أجرًا حسنًا من الله عز وجل، ويُمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى:
“وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [ref](سورة آل عمران، الآية 133 – 140).[/ref]
إن الله عز وجل جعل الغفران والعفو عن الآخرين من عظيم الأمور التي يُمكن أن يتحلى بها العاقل، ويُمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى:
“وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” [ref](سورة الشورى، الآية: 43).[/ref]
لا يقتصر مفهوم التسامح على القرآن الكريم فقطـ بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أفضل من يُعلمنا معنى التسامح، فبرغم أن قومه كانوا يُبرحونه ضربًا ويسيل دمه، فكان هو يدعو لهم بالعفو والمغفرة من الله عز وجل، ويُمكن الاستدلال على ذلك مما ورد عن عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:
(كَأَنِّي أنْظُرُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِياءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ، فَهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ، ويقولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ). [ref]الراوي: عبد الله بن مسعود | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 3477 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.[/ref]
إن الرحمة واحدة من أهم الصفات التي يحثنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه أكد على وجود صلة قوية بين غفران المسلم لأخيه، وغفران الله عز وجل لذنوبه، وذلك تصديقًا لقول عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنّه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
(ارْحَموا تُرْحَموا، واغفِروا يغْفِرِ اللهُ لكم، وويلٌ لأقماعِ القولِ، وويلٌ للمُصِرِّينَ الذين يُصِرُّون على ما فَعلوا وهم يعلَمون) [ref]الراوي: عبد الله بن عمرو | المحدث: الألباني | المصدر: السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم: 482 | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح | التخريج: أخرجه أحمد (6541)، والبخاري في (الأدب المفرد) (380)، والطبراني (13/651) (14579).[/ref]
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن كيفية المحافظة على البيئة
خاتمة موضوع تعبير عن التسامح
استكمالاً لحديثنا عن تعبير عن التسامح برغم اختلاف مفهوم التسامح من شخص لآخر، إلا أنه لا جِدال على أهميته، فهو من الصفات التي تساهم في تقوية الروابط الاجتماعية، فضلًا عن أنه من أهم السِمات التي تؤكد على شجاعة الفرد، لذا فعلينا التحلي بقدر من التسامح.
نبذ العنف وتجنب العدوانية لا يأتي إلا من شخص يتمتع بقدر كبير من التسامح، وقبل أن يبحث أي شخص عن قدرته على التسامح مع الآخرين، عليه أن يُسامح نفسه أولًا على كل خطأ ارتكبه في حقها.