تجارب المطلقات في الزواج الثاني

تجارب المطلقات في الزواج الثاني

تجارب المطلقات في الزواج الثاني كانت بمثابة تحديًا لهنّ.. فتثبت واحدة أنها ليست السبب وراء فشل زواجها الأول، وتثبت أخرى أنها مازالت مرغوبة في أعيُن الرجال، لتكون الثالثة مُتخوفة من التجربة وتخشى الطلاق مرة ثانية، وتأتي في ذلك نساء أخريات بالكثير من التجارب مع الزوج الثاني إما أن تُكلل بالفشل وخيبة الأمل وإما أن يُكتب لها النجاح.

تجارب المطلقات في الزواج الثاني

تجارب المطلقات في الزواج الثاني

“لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين”.. فإن كان الزواج الأول كُتِبَ له الفشل لأسبابٍ ما، لا يجب أن تكون ذاتها مُدعاة لفشل الزواج الثاني وإلا يكون الأمر بأكمله مُلقى على عاتق تلك المرأة.. لذا عادةً ما يكون التفكير في الزواج الثاني غاية في التمهل والرويّة، حتى يؤتي بثماره مشكلًا حياة سعيدة مستقرة.

فكان بوسعنا أن نُلم بتجارب المطلقات في الزواج الثاني، وهل تسنى لهُم تحقيق النجاح الأُسري أم أن الأمر لم تُحسب عواقبه، على النحو التالي:

1- استقرار ما بعد الزواج الثاني

إثر آلام التجربة الأولى، كانت الحيرة تنتابني في زواجي الثاني، رغم صِغَر سني وتعدد الفُرص أمامي.. فكان زواجي الأول غير موفقًا على الإطلاق.

اختلاف في كل شيء وانعدام التوافق بيننا تكلل في نهاية المطاف بالانفصال، لذا أكثر ما كان يشغلني أن أختار زوجًا يعينني على رحلة الحياة، وأرى معه الأمان والاستقرار الذي أتوق إليه، حتى لا أكون “مُتعددة الطلاق”.

قررت أن أجتهد في عملي بعد الطلاق، لعلّهُ متنفسًا لي من توابع تلك التجربة.. وقد تعرفت على شاب جمعتني معه مشاعر صادقة لكنها كامنة، هو زميلي في العمل الذي لم يسبق له الزواج بعد.

لكنه كان مثالًا للزوج الذي طالما أحلم به، فكُنت أتمناه في قرارة نفسي إلا أنها لم تطاوعني.. فأنا المُطلقة وهو من لا يخوض تجربة زواج قط.

ما تفاجئت به حقًا أنه عزم على خطبتي من أبي، وحينها سألتُه لِمَ اختارني زوجة له وأمامه العديد من الفتيات.. أخبرني أن تجربتي السابقة لا تنقص مني شيئًا في نظرُه.

وهو يراني فتاة أحلامه التي يسعى للارتباط بها، كان حديثُه صادقًا جادًا، وتزوجنا وكان بيننا الكثير من الود والرحمة والتوافق كذلك، ليكون زواجي الثاني هو خطوة الاستقرار التي كنت أطمح في الوصول إليها، وتجربتي كانت ناجحة في تجارب المطلقات في الزواج الثاني.

لا يفوتك أيضًا: عدة المطلقة الحامل في الإسلام بالتفصيل

2- تطلقت أكثر من مرة

ما كان زواجي الأول منصفًا لي تمامًا، فقد ذقت وبال الظلم من زوجي القاسي الذي انتزع من قلبُه الرحمة وتمكن من أخذ أطفالي مني، عنوة منه وتجبّر.. ولأنني لم أكُن ذات حسب ونسب، أسرتي ليست ميسورة الحال حتى يقفوا أمامه وهو صاحب المال والنفوذ، فرضيت بما قسمهُ الله لي، وحزنت على فلذات كبدي من حُرمت منهُم.

بعد انتهاء العدة، تقدم لخطبتي رجُل توفيت زوجته، وكان يريد من تؤنس وحدته، كان يكبرني بعشرة أعوام لكن أهلي وافقوا لأنني الآن مُطلقة ولا يسعني التشرُط على الرجال.. فقط أرضى بالقليل حيث ينقصني الكثير، ووافقت على زواجي الثاني عن مضض.

لم أكُن سعيدة، ولم أتوقع أنني كنت أشهد سعادة في تلك الزيجة، وما أصابني بالحزن الكبير حينما عاد زوجي الأول إثر علمُه بخبر زواجي، فتكبر على ذلك وقام بإرسال أولادي لي، على اعتبار أن ذلك سيُفسد زواجي، أرسلهم لي عن محض إرادته.. فرحت كثيرًا وشكرت الله على ذلك، فقد عاد إليّ من كانوا مهجة الحياة وسعادتها.

ما كنت غير متوقعة إياه أن زوجي الثاني رفض وجودهم، فهو تزوجني أنا لأكون معه، لا أن يُربي أطفالي! وما إن خيّرني بينهم وبينه ما كان بوسعي إلا اختيار الطلاق.

تطلقت للمرة الثانية دون أن أشعر بالحزن كثيرًا حينها، فقد عاد لي أبنائي.. إلا أنني في نظر المجتمع وأقربائي امرأة مطلقة لمرتين، لأكون ذات التجربة البائسة في تجارب المطلقات في الزواج الثاني.

لا يفوتك أيضًا: متى يندم الرجل المطلق ؟ ومتى يسأل طليقته في العودة

3- زواجي الثاني من مطلق

تجارب المطلقات في الزواج الثاني

كلانا كنّا مدركان لخطورة الطلاق ومدى الحالة النفسية السيئة بعده، والضغوطات الاجتماعية التي تنشب إثره، من هنا كان لدينا قناعة بأن الزواج يُبنى على أسس وطيدة، لا بُد من تواجدها وتمحيصها قبل الدخول في تلك التجربة مرة أخرى.

لاسيمًا وأن أسبابنا التي دفعت كلًا منّا إلى الطلاق في زواجُه السابق كانت متفاوتة، فهو من طلق امرأته لمتطلباتها التي تفوق سعتُه وطاقتهُ، وأنا من تطلقت بسبب إهمال زوجي لي الذي انتهى بِه إلى خيانتي.. عزمت على إخبارُه بكل شيء حتى يُطمئنني بأنني لن أمُر بالتجربة القاسية مرة ثانية.

ما رأيته إلا رجلًا بحق، متفهمًا وصبورًا، إلى الحد الذي جعلني أشعر وكأنما كُتب لي من البداية، فهو كان خسارة فيمن تركته لطموحاتها الواهية.. وبذلك أذكر أن تجربتي مع الزواج الثاني كانت عوضًا لي عما عانيته في الزواج الأول.

لا يفوتك أيضًا: ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟

الإنجاب بعد الزواج الثاني

قد تطلقت للمرة الأولى بسبب اتهام زوجي لي بأني عقيم، أقول إنه اتهام لأنه هو من كان يُعاني من مشكلات في صحته الجنسية، والتي لم يعترف بها قط أو يقتنع بأنه السبب في عدم الإنجاب وأنا من أتحمله بلطف مني وسعة صدر..

ولِما كان اتهامه لي عند تساؤل ذوينا عن السبب وراء تأخر الإنجاب، طفح بي الكيل وعزمت على إخبارهم بالحقيقة، لأنني لا أطيق تحمل كبريائه المتعنت والتعمد في إذلالي، رغم أنني كنت راضية قانعة به.

لم أقم بذلك، فأنا تربيت على احترام الرجل وعدم ذكر ما يُعيبه لاسيمًا إن كان خاصًا بذلك الحد، ووصل بنا الأمر إلى الطلاق، إلا أن الله عوضني بمن أستحق، ممن كان زواجي به خير دليلًا على أنني بصحة كاملة لا أعاني من شيء يجعلني عقيم.

قد ترددت الأقاويل على زوجي الثاني حينما عزم على خطبتي، فكانوا يقولون له إني عقيم وثبت ذلك مع زوجي الأول، لكنه لم يلتفت إلى الأمر وسار وراء صدقي ومشاعره تجاهي.

بعد عام من الزواج، حملت.. واستمر حملي بسلامة وعافية إلى أن أنجبت طفلًا جميلًا يُشبه أبيه الذي عوضني عن كل ما قاسيت، وكان لي خير زوج صالح ونِعمَ الرفيق، وحينها أبطلت حجة زوجي الأول ورفعت رأسي أمام أهلي وأقربائي، وأصبحت حياتي مستقرة مقارنة بتجارب المطلقات في الزواج الثاني.

أشارت الدراسات إلى أن نسبة نجاح الزواج الثاني تفوق الأول، حيث يسعى الطرفان إلى تفادي أسباب الطلاق ودوافعه قدر الإمكان.

إغلاق