ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟

ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟

ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟ وهل هي ضحية كالزوجة الأولى أم جانية في حقها؟ لطالما نرى في الإعلام صورة للزوجة الثانية مقترنة دومًا بهدم العلاقات الزوجية المستقرة.. ولا يسلطون الضوء على الأسباب التي تدفع الرجل إلى الزواج وكأنما المرأة وحدها هي الفاعل الرئيسي وهي من أجبرته رغمًا عنه على الزواج منها.. فوا أسفًا على تشويه المرأة في كل الظروف والأحوال حتى وإن كانت زوجة صالحة!

ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟

ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟

عادةً ما يُطلق على الزوجة الثانية أنها خاطفة الرجال، خرابة البيوت، تلك التي توقع الرجل في شباكها حتى تهدم بيته وأسرته المستقرة وتستحيل حياة زوجته الأولى خرابًا بسببها..

لا نبعد كثيرًا يكفينا التطرق إلى تلك الأمثال المتداولة عن الزوجة الثانية قبل الحديث عنها عن كثب، فهناك أمثال شعبية عن الضرة –وهو المصطلح الذي تُنعت به- جاءت على النحو التالي:

  • أقعد على الضرة ولا تقعد على الجرة
  • جَتْ الحزينة تفرح ما لقيت لها مطرح
  • الضرة ضرة ولو كانت وسط جرة
  • على بخت الضرة تقفلت المدينة
  • الغيرة بتحبّل الحريم
  • نار الضره ولا جنة الزوج
  • الناقة ناقة ولو هدرت
  • من تزوج بثانية فحياته فانية

لا يخلو أي حديث من استدعاء كافة المصطلحات المهينة لتلك المرأة التي اختارت رجلًا متزوجًا للزواج منه.. دونما النظر ولو لبرهة إلى الأسباب التي دفعتهما معًا لذلك القرار، فقط توجيه سيل من الاتهامات.

لا يفوتك أيضًا: ماذا يحب الرجل في المرأة قبل الزواج

الزوجة الثانية بين النعيم والجحيم

ما قيل عن الزوجة الثانية وما زال يُقال عنها إنما يصف الحال الذي تعيش فيه بين نعيم وجحيم، فتلك العبارات لا تنتهك إلا كرامتها، فإن قست عليها الظروف لتجعلها تتزوج زواجًا ثانيًا، يكون وقع تلك الكلمات عليها أكثر قساوة، ومن أمثلة ما جاء عنها ما نذكره على حد قول أعرابيّ:

“تزوجت اثنتين لفــــرط جهلي***بما يشقى به زوج اثنتين

فقلت أصيــر بينهما خروفــــا***أنعم بيــن أكـرم نعجتيــن

فصرت كنعجة تضحي وتمسي***تداول بين أخبث ذئبتيــن

وألقى فــي المعيشــة كل ضــر***كذاك الضر بين الضُّرتين

كما قال إسماعيل صبري باشا:

“يا من تزوج باثنتيــن ألا تئــد***أوقعت نفسك ظالما في الهاوية

ما العدل بين الضرتين بممكن***لو كنت تعدل ما أخذت الثانيــة

أما عن الشاعر “محمد الريشاتي” فقد قال في وصفه الزواج الثاني:

“يا مشتهين تعدد الزوجــــــــــات***هل تشتاقــون تجــــرّع الكربـات

أم هل عجلتم أن تروا نار اللّظى*** من قبل يوم الحجر في العرصات

أنــا عبرة وشهـــودها عبراتــها*** فكفاكــــــم من زاجـــــر عبـــراتي

إني سأبكي والبكـــاء قصائــدي*** وأنــوح نوحــــا دمعـــه أبيــــــاتي

فمن الصباح إلى المساء معذب*** بمطـــالب ترضــو على عرفـــات

ومن المساء إلى الصباح مسهد***باللّــــــــوم والتوبيـخ من ضرّاتي“.

لا يفوتك أيضًا: مباركة زواج جديدة أجمل عبارات التهنئة بالزواج

مظلومة أم خرابة بيوت؟

ماذا يقال عن الزوجة الثانية؟

وجدنا مما يُقال عن الزوجة الثانية أنها خرابة بيوت، لكونها تدخل على أسرة لتفككها، وتسرق منها راعيها، وكأنها لصّة مخادعة دون قلب أو رحمة.. دعونا لا نُجزم كلا المصطلحين، فلا هي مظلومة ولا هي ظالمة، الأمر فقط يتعلق باختلاف الحالات والظروف.

فثمة نساء قاسين من ويلات الدهر ونوائبه الكثير، وكان كل ما اقترفن البحث عن سند لمواجهة قسوة الحياة، وما كان لمصائرهن إلا عند رجل متزوج.. نصيب وقدر جاء بتوابعه التي أُلقت على أعتاقهنّ فقط، فيكنّ ضحايا لا جُناة.

إلا أننا لا ننسى من قولنا هذا.. ما الذي يدفع امرأة إلى الزواج من رجل متزوج وهي أعلم بتوابع الأمر؟ ألم تكن وحدتها أحرى بها طالما كانت تلك الزيجة مدعاة لتخريب بيت آخر؟ هل كانت بالفعل تُفكر في سعادة على حساب كسر قلب أخرى؟ وإن كانت مكانها أتقبل على نفسها الأمر؟

لمّا كان التناقض حليفنا في الحكم، وبناءً على ما يُقال عن الزوجة الثانية.. وجد أن هناك ظروفًا تسمح بالزواج الثاني، تلك الظروف التي تتعلق بوجود سبب ما تتقبله الزوجة الأولى وتكون على علم بزواج زوجها من غيرها، فتتقلص حدة المشكلات ولا تنعتها بخاطفة الزوج.

علاوة على أن الظروف أيضًا تتعلق بالزوجة الثانية التي عليها أن توازن بين مقدار الخسارة والربح في زواجها من رجل لديه أسرة قبلها، وبناءً على قرارها الصائب –الذي لا يأتي بطبيعة الحال على حساب غيرها- يُمكن وصفها بالضحية أم الجانية.

هل الزوجة الثانية تنسي الزوج زوجته الأولى؟

في ديننا الإسلامي الحنيف نجد أن التعدد مباحًا وقد اقترن في ذاته بزمرة من الشروط التي لا تسبب إجحافًا للزوجة، أهمها قدرة الرجل المادية والصحية والمعنوية كذلك.. حتى يتسنى له العدل بين زوجاته دون أن يعطي لواحدة على حساب حرمان الأخرى.

في جُملة ما يُقال عن الزوجة الثانية أنها تُنسي زوجها زوجته الأولى، وهو ما عزم الخبراء النفسيين على نفيه تمامًا، بل اعتبروا أن الزوجة الثانية ما هي إلا سببًا في سعادة الأولى إن صحّ القول، ولم لا وهي التي تأتي لتهدئ من عزم المشكلات الواقعة بينهما إن كان زواجه يعزو إلى هذا من الأساس.

على جانب آخر أثبتت الدراسات أنه من الصعب على الرجل نسيان تجاربه الأولى في الزواج وإن فشلت، فالأمر لا يُلقى على عاتق الزوجة الثانية، إنما هو محض إرادة الرجل، والذي لا يُمكن لأحد أن يُنسيه تجاربه عنوة.

لا يفوتك أيضًا: افضل 18 أمثال عن الزواج حديثة

مميزات الزوجة الثانية

يُقال عن الزوجة الثانية أنها من تجلب معها السرور في حياة رجل وجد فيها ضالته وسعد بوجودها، حقًا هناك أسباب تعتبر أدعى إلى أن يبحث الرجل عن زوجة ثانية، لذا فإن من أجمل ما قيل عن الزوجة الثانية أنها تتسبب في الفوائد التالية للرجل:

  • من الممكن أن تخفف قليل من الأعباء المادية الملقاة على عاتق الرجل لا أعبائه المعنوية فحسب.
  • قد تكون صديقة مقربة للزوجة الأولى ولو بعد حين، فيكونا لبعض عونًا أثناء غياب الزوج.
  • متفهمة للرجل، وخير صديقة له تحرص على الاستماع إليه.
  • تُحسن من علاقة الزوج بزوجته الأولى، فأحيانًا ما يشتاق إلى زوجته الأولى بشكل تلقائي عند زواجه الثاني.
  • في حال أصابه الفتور في علاقته الحميمية، يُمكن لزوجته الثانية تعويضه عن ذلك.
  • تعمل بدورها على زيادة فرصته في الإنجاب، لاسيما إن كان الأولى لا تُنجب.
  • في حالة وفاة الزوجة الأولى، تكون هي من ترعى أطفال زوجها.
  • تُعلم زوجها مبادئ القسمة والعدل وجهاد نفسه وتطبيق شرائع الله.
  • تُخفف من الأعباء المنزلية الملقاة على عاتق الزوجة الأولى.
  • يحظى الرجل بعائلة أكبر ورعاية متزايدة إثر وجودها.
  • ينال الرجل من الدلال كثيرًا، من زوجتين لاسيما إن كان كليهما حانيًا.
  • لا تحاول الزوجة الأولى افتعال المشكلات في وجود الزوجة الثانية حتى لا تكون “الزوجة النكدية” في نظر زوجها.
  • تزيد من ثقة الرجل في نفسه، فلا يزال يشعر برجولته بسببها.. وتتحسن صحته النفسية والجنسية.

مهما كانت الظروف، فالزوجة الثانية لها كامل الحقوق التي يجب أن تدافع عنها، فإن كانت صالحة لا عليها بما يُقال عنها من كلمات قاسية.

إغلاق