ما هي مبطلات الحج وما هي أنواعها وكفارتها؟
ما هي مبطلات الحج؟ وما هي أنواعها وكفارتها؟ الحج قد فرض على الإنسان مرة واحدة في حياته، ولكن هناك بعض الأشخاص لا يغتنمون هذه الفرصة جيدًا و يضيعونها مما يجعلهم يخسرون الكثير، فهناك بعض الأركان الواجب الالتزام بها لتجنب إبطال الحج، بعض أنواع المبطلات يتوفر لها كفارة والبعض الآخر لا .
ما هي مبطلات الحج
الحج يتكون من بعض الأركان التي يجب الالتزام بها كما يوجد في الوقت نفسه أمور يجب تجنبها لأنها تؤدي إلى إبطال الحج، ونقصد بالمبطلات هنا أي الأعمال التي تؤدي لفساد الحج وعدم قبوله عند الله، وبالتالي لا تم إسقاطه على المكلف ويظل من الضروري إعادة الحج مرة أخرى أو التكفير عنها، لذا سنتعرف على مبطلات الحج وهي:
1- ترك أحد أركان الحج
أكد الفقهاء أن عدم الالتزام بأي من أركان الحج يؤدي إلى بطلانه وعدم صحته، فقد تم تحديد أركان الحج وهي:
- أن يكون المسلم قد بلغ الحُلم وأن يتمتع بالصحة العقلية التي تجعله قادر على استيعاب ما بقوم به من مناسك، وهي من الأركان الأساسية للحج.
- يجب على المسلم أن يعقد نية الحج، وذلك اتباعًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات).
- يقوم المسلم بالوقوف في عرفة وذلك منذ بداية هذه الليلة التي نبدأ منذ غروب الشمس يوم 9 من ذي الحجة حتى يتم بزوغ شمس يوم النحر، ولكن يجب معرفة أنه لا يكون من الضروري أن يتم الحج طوال تلك المدة.
- أن يقوم المسلم بالطواف حول الكعبة وهو ما يطلق عليه طواف الإفاضة، على أن يتم اتباع الطواف بعد الانتهاء من طقوس عرفة والمزدلفة.
- على أن تكون الخطوة الأخيرة هي السعي بين جبلي الصفا والمروة.
لا يفوتك أيضًا: أودية ممنوع للحاج المرور بها خلال رحلة الحج
2- ممارسة الجماع
قد اتفق العلماء أن الجماع من مبطلات الحج الرئيسية، والدليل على ذلك قول الله تعالى:
(فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)
وقد فسر علماء الدين هذه الآية موضحين أن الرفث هو الجماع والبعض الآخر يقول إنه الجماع المكروه وهو الفرج وآخرين يفسرونه على إنها الكلمات البذيئة التي يتم قولها أثناء الجماع.
فقد أوضح ابن المنذر رضي الله عنه:
(أجمع أهل العلم على أنّ الحجّ لا يفسد بإتيان شيءٍ في حال الإحرام إلّا الجِماع)
ولهذا فإنه يفضل تجنب الجماع بمختلف صوره.
3- عدم وقوف عرفة
كما وضحنا أن عرفة هو ركن أساسي من أركان الحج، فحينما يتخلى المسلم عن الركن الأعظم تبطل حجته، حيث يقول البعض أنه يمكن الوقوف لحظة والبعض الآخر أكد أنه يجب الوقوف حتى ينتهي وقته أي بعد غروب الشمس يوم النحر.
فعندما لا يفوت العيد هذا الوقت فإنه يبطل حجته، فقد ربط الحج بيوم عرفات والدليل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم)
(الحجُّ عَرفاتٌ، الحجُّ عَرفاتٌ، الحجُّ عَرفاتٌ.. ومن أدرَكَ عرفةَ قبلَ أن يطلُعَ الفجرُ فقد أدرَكَ الحَجَّ)
وهذا يشير إلى ضرورة التكفير عنها.
4- عدم السعي بين الصفا والمروة
قد أكد مذهب كل من المالكية والشافعية والحنابلة أن عدم السعي يبطل الحج ولكن الحنيفية نرى أن هذا الركن واجب وليس فرض فبالتالي يكون تركه مكروه ولكنه غير مبطل، ولكن تم الإجماع أنه يجب التكفير عنه وذلك لأنه أحد أركان الحج الأساسية.
أنواع مبطلات الحج
استكمالًا لحديثنا عن مبطلات الحج فإن علماء الدين قد قسمها إلى نوعين الأول تبطل الحج بصورة كاملة والنوع الثاني يتم تقديم كفارة عنه ويحتسب بالحج، وسوف نتعرف على النوعين باستفاضة فيما يلي:
- مبطلات تفسد الحج: بعض منها يكون غير مناسب مع صحة الحج بل ويتعارض معه والبعض الآخر يتنافى مع صحة القبول، قد لا تعي الفرق بعد لذا سوف أوضح لك، حيث يوجد ما يسمى (مفسدات أفعال- مفسدات تروك) الأولى يقصد بها الأفعال السابقة مثل الجماع بينما الثانية يقصد بها ترك ركن أساسي من الحج وعدم تأديته.
- مبطلات يمكن التكفير عنها: حيث يمكن التكفير عن بعض المبطلات سواء بالفدية أو الصيام أو بالدم، وتكون هذه المبطلات هي: (ارتداء الملابس المنافية، القتل أثناء الصيد، إزالة الأظافر وشعر الجسم، عدم القيام بالطواف وترك عرفة دون وجود عذر مثل نزول الحيض.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز للمضحي مجامعة زوجته في العشر من ذي الحجة
التكفير عن مبطلات الحج
قد وضحنا أن هناك بعض المبطلات التي يمكن للمسلم أن يكفر عنها حتى يتم قبول الحج منه، وفي صدد الحديث عن مبطلات الحج وأنواعها وكفارتها سوف نعرض لكم كيف يمكن التكفير عنها فيما يلي:
1- كفارة عدم الوقوف في عرفة
بالرغم من اختلاف آراء العلماء حول إذا كان الأمر مبطل بالفعل للحج أو لا إلا أن الكثير من العلماء أوضحوا أنه يمكن التكفير عنها حتى يتيقن المسلم أن حجته قد تم قبولها، وقد انقسمت الآراء إلى:
- الحنيفية: إذا كان عدم الوقوف ناتج عن وجود سبب قهري مثل الحيض أو تعرض المسلم للحبس أو أصيب بمرض خطير، حدث أن فقدت المرأة مرافقها أثناء المشي أو قيام الزوج بمنع زوجته، كل هذا يجعل من الضروري على الشخص أن يذبح عنه الهدى على أن يتم ذلك في الحرم.
- الشافعية: أكدوا أن حق الفرد يفوت إذا لم يقوم بوقفة عرفات، وهنا ينطوي عليه دفع فدية وإخراجها ويتحلل بحلق شعره ثم يمكنه أن يستكمل الحج ويقوم بباقي الأعمال المفروضة عليه.
- المالكية: أوضحوا أن المنع ينقسم لنوعين أيما كان ظلمًا وقهرَا وإما كان حقًا، فإذا كان حق وعدم رغبة الحاج في تأديته فإنه لا يتم الكفارة عنها، بل يبقى على إحرامه، بينما في حال كان المنع ظلم هنا يمكن الكفارة عن هذا الذنب، حيث يمكنه أن يخرج عن النسك ويفضل الحلق له، ثم يقوم بذبح الهدى وذلك إذا استطاع ويتم إرساله إلى مكة.
- الحنابلة: هؤلاء قد اختلفوا قليلًا عن الآراء السابقة حيث يروا أن الشخص الذي لا يقف في عرفات يفوت الحج عليه سواء كان له عذر او لم يكن، بل إن إحرامه هذا يتم تحوله إلى عمره، وبالتالي يؤخره هذا على حج البقاء بل ويجب عليه الهدى، ومن يتعرض للأمناع من مناسك ما بعد الإحرام هنا يجب التحلل من إحرامه وذلك من خلال صيامه 10 أيام.
2- الكفارة عن الجماع
قد حدد فيه العلماء عدة عوامل لكي يتم تحديد الكفارة على أساسها، وهذه العوامل هي:
الجماع عدة مرات | هنا يتوجب على الفرد الهدى وذلك لمرة واحدة مهما زاد عدد مرات الجماع |
الجماع سهوًا | هذا النوع اجتمعت معظم المذاهب أنه لا يمكن التكفير عنه |
عدم الولوج بالفرج ولكن حدث إنزال | هذا الأمر قد أختلف عنه العلماء، فمنهم من قال إنه يفسد الحج والبعض الآخر أكد أنه لا يؤثر، ولكن في هذه الحالة يفضل الهدى للتأكد من عدم إفساد الحج |
لا يفوتك أيضًا: موعد صيام العشرة الأوائل من ذي الحجة
3- كفارة عدم استحضار نية الإحرام
كما وضحنا أن استحضار النية ركن أساسي من الحج بالتالي لا يمكن أن يتم الحج إلا به، وبالتالي فهو مبطل، فمن الضروري على المسلم الإحرام من الميقات، فإذا تمكن من تجاوز الميقات دون وجود إحرام يجب عليه إعادة الميقات ويتم الأحرام منه أو يتم إخراج الفدية.
الحج بالرغم من منزلته العظيمة إلا أنه تتوفر بعض الأركان الأساسية التي يجب الالتزام بها حتى تحصل على هذه المكانة والأجر العظيم.