مجموعة أحاديث قدسية صحيحة

مجموعة أحاديث قدسية صحيحة

مجموعة أحاديث قدسية صحيحة عبر موقع muhtwa.com ؛ لا يستطيع أحد إنكار دور الأحاديث القدسية سواء في علم الحديث أو في الدين الإسلامي خاصة أن تلك الأحاديث قد ساهمت في التعرف على العديد من الأمور التي تخص العقيدة الإسلامية حتى وإن لم تكن خاصة بالأحكام إلا أنها حدثتنا عن عدد من الموضوعات المختلفة مثل صفات الله الالهية سواء التي ثبتها -سبحانه وتعالى- على ذاته الإلهية أو نفاها بالإضافة إلى أمور تخص الإنسان حياته وآخرته وهو أكثر ما يهم في الديانة الإسلامية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي عن ما صدر عن ربه عز وجل «يا عبادى اعطيتكم فضلاً و سألتكم قرضاً فمن أعطاني شيئاً مما أعطيته طوعاً عجلت له في العاجل وادخرت له في الأجل ومن أخذت منه ما أعطيته كرهاً وصبر واحتسب أوجبت له صلاتى و رحمتى و كتبته من المهتدين و أبحث له النظر إلى، “رواه الرافعي عن أبي هريرة».

تعريف الحديث القدسي لفظاً واصطلاحاً

أحد المعلومات الهامة التي يجب معرفتها عن الأحاديث القدسية قبل عرض مجموعة من النماذج الخاصة بهذه النوعية من الأحاديث هو تعريف الحديث القدسي لفظاً واصطلاحاً، وهو ما سوف نشير إليه في هذه الفقرة كما يلي:

  • تعريف الحديث القدسي لفظاً: يُسمى الحديث القدسي بهذا الاسم نسبة إلى مدينة القدس لِتنزيه هذا النوع من الأحاديث وتعظيمه وتبجيله وتطهيره، وهذا كله نتيجة لأنه من كلام الله وليس من كلام البشر حتى النبي نفسه.
  • تعريف الحديث القدسي اصطلاحاً: هي تلك الأحاديث التي أوحى بها الله إلى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- إما عن طريق الملاك جبريل أو في المنام وأخبر بها النبي أمته بِالمعنى الذي بُلغ به أما لفظ الأحاديث يوجد اختلاف عليه حيث يرى بعض العلماء أن المعنى واللفظ في الأحاديث القدسية لله -سبحانه وتعالى- ولكنها بِلسان الرسول الكريم أما البعض الآخر يرى أن هذه الأحاديث من لفظ النبي ولكن المعنى المذكور بها من الله.

أحاديث قدسية صحيحة

اتفق علماء الدين الإسلامي على أن الأحاديث القدسية تُعامل في علم الحديث مثل معاملة الأحاديث النبوية الشريفة من حيث الصحة والخطأ بِمعنى أنه مثلما يوجد أحاديث نبوية صحيحة وحسنة وضعيفة فإن الأحاديث القدسية ينطبق عليها هذا الأمر حيث يوجد منها ما هو صحيح ويتم الاعتماد عليه في الدين الإسلام للتعرف على بعض الأمور الدينية والدنيوية، وأيضاً يوجد الحديث القدسي الحسن وهو الذي يتم الأخذ به أيضاً لدى الفقهاء ولكنه ليس بِدقة الحديث الصحيح.

أما النوع الثالث من الأحاديث القدسية وهو الضعيف لا يؤخذ به إلا في حالات خاصة هذا بالإضافة إلى وجود عدد من هذه الأحاديث المنسوبة إلى الله -تجلى في علاه-، والتي لا تصح نهائياً ولا يتم الأخذ ولا النظر لها، وكل ذلك كان من الواجب أن نشير إليه في البداية وقبل عرض مجموعة الأحاديث القدسية الصحيحة لِتوضيح أن هذه الأحاديث لا يوجد شك حولها بل أن كبار رجال الدين يعملون بها.

قال الله تعالى: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته» رواه البخاري.

عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أتاني جبريل ـ عليه السلام ـ من عند الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد إن الله عز وجل قال لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات، من وافاهن على وضوئهن ومواقيتهن، وسجودهن، فإن له عندي بهن عهد أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد انقص من ذلك شيئا ـ أو كلمة تشبهها ـ فليس له عندي عهد، إن شئت عذبته، وإن شئت رحمته”.

عدد الأحاديث القدسية الصحيحة

أشرنا في الفقرة الأولى من هذا التقرير أن الأحاديث القدسية تُعامل معاملة الأحاديث النبوية من حيث الصحة والخطأ لذلك من الطبيعي أن نجد بعض الكتب الخاصة بهذه الأحاديث والتي تم تجميع الأحاديث المتفق عليها بين العلماء مثل صحيح مسلم وصحيح البخاري في الحديث النبوي، وعلى الرغم من وجود خلاف في عدد الأحاديث القدسية الصحيحة بسبب أن عددها يختلف “يزيد ويقل” وفقاً لِمجهود كل عالم.

وعلى الرغم من وجود أكثر من كتاب مشهور يخص الأحاديث القدسية ويتم الاعتماد عليهم في الكثير من الأحيان مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم في الحديث النبوي إلا أنه على الرغم من ذلك يوجد أكثر من رأي فيما يخص عدد الأحاديث القدسية الصحيحة كما يلي:

  1. الرأي الأول: العلماء هنا أشاروا إلى وجود أكثر من 100 حديث قدسي، وقد يصل عددهم إلى 400 حديث، وهذا هو الرأي الأرجح خاصة أن أكثر الكتب التي تحتوي على مجموعة من الأحاديث القدسية يصل عددها إلى 1150 حديث قدسي.
  2. الرأي الثاني: يرى أصحاب هذا الرأي أن عدد الأحاديث القدسية يتعدى الألف حديث إلا أن هذا الرأي هو الأضعف ولا يوجد دليل قوي على كلامهم هذا.

حديث قدسي عن الظلم

الظلم أحد الأفعال الذميمة التي حظر منها الدين الإسلامي في كل من الكتاب والسنة النبوية الشريفة لأن الظلم عندما يقع على الإنسان يجعله يشعر بالقهر والحزن والعجز، وكل هذه المشاعر لا يحبها الله ولا رسوله وبالتالي لا يحبون أن يشعر بها إنسان لذلك نجد أن القرآن الكريم قد حظر من الظلم سواء كان للنفس او للغير في أكثر من آية قرآنية لأن هذا الفعل يُعد مخالفة لتعاليم الله وقوانيه في أرضه كما قال في التنزيل الحكيم {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ﴿45 المائدة﴾.

كما حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الظالم بأن ما فعله سوف يرد له سواء في الدنيا أو الآحرة خاصة أن الله لم يجعل بينه وبين دعوة المظلوم حاجز كما جاء في الحديث الشريف «اتَّقِ دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب»، ولم يكتفي ديننا الإسلام على ذلك بل أن الله -سبحانه وتعالى- قد جعل الظلم من أول الصفات التي رفعها عن ذاته الإلهية وحذر الظالم من وقع ظلمه كما جاء في الحديث القدسي عن الظلم.

«يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم …».

أحاديث قدسية صحيحة عن التوبة

قال الله تعالى في القرآن الكريم «وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا»، وفسر أهل العلم هذه الآية أن الله -عز وجل- يريد أن يتوب العبد عن أي معصية يرتبكها ويعود إليه نادماً حتى يتوب عليه ويغفر له لأنه هو التواب الرحيم كما أنها دعوة مباشرة إلى التوبة وعدم اليأس أبداً مهما بلغ الإنسان من معاصي فإن باب التوبة مفتوح دائماً أمام الجميع دون تفرقة بين أحد من عباده لأنهم سواسية جميعاً أمام خالقهم.

وعلى الرغم من أن الرحمن قد أكد على أنه هو التواب الرحيم وأنه دائماً يتوب على العبد ويغفر له طالما عاد إليه العبد نادماً على ما فعله من ذنوب ومعاصي لا ترضي الخالق إلا أن -سبحانه تجلى في علاه- قد حرص أيضاً على توجيه حديثه مباشرةً إلى عباده جميعاً عندما أخبر رسوله وحبيبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مجموعة من أحاديث قدسية صحيحة عن التوبة حتى يعلم الإنسان أن الله لم يخلق عباده عبثاً أو حتى يعذبهم بل هو الغفور الرحيم ويغفر الذنوب جميعاً.

  • قال الله تعالى «يا أبن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك. ولو أتيتني بملء الأرض خطايا أتيتك بملء الأرض مغفرة مالم تشرك بي شيئاً ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك».
  • قال تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى شبرًا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» رواه البخاري.

أحاديث قدسية عن الصبر على البلاء

“الصبر هو مفتاح الفرج” في كل أمور الحياة وليس في أمر واحد فقط لذلك من أفضل الأفعال التي يجب أن نقوم بها في الوقت الراهن باعتباره واحداً من أصعب الأوقات التي مرت في تاريخ البشرية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد هو الصبر وانتظار الفرج من الله حتى يأذن الله بأمره ويمن على عباده إما بِرفع هذا المرض من على الأرض لأنه في النهاية جندُُ من جنود الله، والله وحده القادر على إزالته.

أو أن يتوصل العلماء والأطباء إلى العلاج المناسب الذي يمكن عن طريقه التصدي لهذا المرض اللعين، ويجب أن يعلم كل إنسان أن هذا الصبر لن يضيع هباءاً بل أن الثواب والأجر عند الله لا يضعيون ولهذا وعد الله الصابرين بِخير الجزاء في القرآن الكريم{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} هذا بالإضافة إلى الأحاديث القدسية عن الصبر على البلاء.

  •  يقول الله سبحانه : «يا ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة».
  • يقول : (إن الله قال : «إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة»
  • يقول الله تعالى : «ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة».

أحاديث قدسية صحيحة تزلزل القلب

لا يوجد كلام أرفع وأعظم من كلام الله -سبحانه وتعالى- لذلك من الطبيعي أن نجد آيات قرآنية تمس القلب وتقشعر الأبدان لما فيها من كلمات مؤثرة وتكون ذات صلة بِحياة الإنسان بصفة خاصة والتي قد يشعر فيها العبد أن الله يوجه هذه الآيه إليه في ظرف ما يتعرض له في حياته، وعلى الرغم من أن القرآن الكريم هو الكتاب الأعظم ولا يوجد في الدنيا في بلاغته أو إعجازه.إلا أن هذا لا ينفي وجود مجموعة من أحاديث قدسية صحيحة تزلزل القلب.

والتي قد يجد فيها الإنسان ضالته وتعطي له الطمأنينة التي يحتاج إليها لأن الأحاديث القدسية في النهاية كلام الله -عز وجل- الذي يوجهه إلى عباده جميعاً عن طريق نبيه محمد – عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليم-، وسوف تجدون في الأحاديث التي سوف نعرضها في هذه الفقرة ما يجعل القلب يطمئن والعيون تبكي من عظمة الله ورحمته بِعباده أجمعين حتى أن البعض قد يلوم نفسه على أنه فكر وتألم في وجود رب العالمين الذي يشعر بِعباده أجمعين دون أن يتحدثوا ويدبر لهم أمر أحسن التدبير.

قال الله تعالى: «إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل: إني أحب فلاناً فأحبوه فيحبه جبريل وأهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض الله عبداً دعا جبريل: إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض». رواه مسلم.

في النهاية يسرنا دائماً أن نتلقى أي مقترح لدى متابعينا من موضوعات تخص الدين الإسلامي سواء كان القرآن الكريم أو الأحاديث القدسية والنبوية على أن نحاول تقديم هذه المقترحات في الموضوعات التالية لِموقعنا “موقع محتوى”.

إغلاق