هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع وهل يجوز جمع نيتين في الغسل
شرّع الدين الإسلامي مجموعة من الأحكام والقواعد الدينية الخاصة بالمرأة الحائض، من أجل بيان ما يحل ويحرم عليها خلال هذه الفترة، وكي تعرف ما لها وما عليها لتيسير الأمور عليها، خاصة أن كل هذه الموضوعات تندرج تحت طائفة الطهارة، مما دفع المرأة والرجل للبحث عن الإجابة عن سؤال هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع وهل يجوز جمع نيتين في الغسل أم لا من أجل توضيح الأحكام المتعلقة بمثل هذه الموضوعات للمرأة والرجل على حد سواء.
هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع معًا؟
تمر المرأة بعدة مواقف وظروف مختلفة بينها لها دينها الحنيف؛ كي تكون على دراية تامة به، منها هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع أي”الجنابة”، حيث أكد العديد من علماء الفقه والدين أن إجابة هذا السؤال تحتمل ثلاثة أراء مختلفة تأتي على النحو التالي:
- الرأي الأول: أكد قول المذاهب الأربعة “الحنفية، الحنابلة، والشافعية، والمالكية” أن المرأة إذا كانت جنب ثم تبعها الحيض ولم تغتسل من الجنابة فلا يلزمها الاغتسال للجنابة.
- بل يجزيها غسل واحد فقط عند طهرها من الحيض واستدلوا على ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يغتسل إلا غسلًا واحدًا من الجماع..
- الرأي الثاني : يقول الظاهرية وجمهور الفقهاء أنه يجب على المرأة إذا كانت جنب أن تغتسل من الجنابة، فإذا نزل دم الحيض وجب عليها غسل الجنابة أولًا، فإن لم تغتسل فعليها غسلين عند الطهارة من الحيض.
- ويستند رأيهم على أن الله أوجب الغسل من الجنابة كما أوجب الغسل من الحيض، فهما واجبان مختلفان من أجل سببين مختلفين، وليس لسببٍ واحد فقط، كما في وضع الجماع بين الزوجين، لذا فهم يروا أنه لا يصح إسقاط أحدهما بالآخر إلا من خلال توافر حجةٍ سواء من كتابٍ الله عز وجل ومن سنة رسوله.
- الرأي الثالث: يرى جمهور الرأي الثالث أن عليها غسل الجنابة، إن لم تفعل، فإن الغسل من الحيض يجزيها عن الجنابة، أي يكفيها غسل واحد فقط، وهذا رأي الأوزاعي وغيره من الفقهاء.
هل يجوز جمع نيتين في الغسل؟
- يتساءل العديد من المسلمين من النساء والرجال عن جواز جمع نيتين في غسل واحد، حيث يتخوف البعض منهم من ضرورة القيام بغسلين في الحيض والجنابة للنساء، أو غسل الجنابة ويوم الجمعة للرجال.
- لذلك أكد جمهور الفقهاء والعلماء على جواز غسل واحد فقط عن الأمرين، أي أنه يكفي غسل واحد فقط ينويه الغاسل سواء للجنابة والحيض أو الجنابة وغسل يوم الجمعة، وحتى غسل الجنابة وغسل الموت.
- والمقصود هنا أنه يجوز جمع نيتين في الغسل، فإذا كانت المرأة جنب، ثم حاضت فيمكن الغسل بعد الطهارة بنية الجنابة والطهارة من الحيض معًا أي غسل واحد بنيتين ويكفي.
لا يفوتك: هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم وما حكم من نام عن الصلاة متعمدًا
الجمع بين غسل الجنابة وغسل الجمعة
- إذا اجتمع على المسلم غسل الجنابة وغسل الجمعة فإنه يكفيه غسلًا واحدًا، إذ ينوي الاغتسال للجنابة الاغتسال للجمعة معًا.
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى” رواه البخاري ومسلم في صحيحه.
كما قال الإمام النووي في كتاب “المجموع” :”ولو نوى بغسله غسل الجنابة والجمعة حصلا جميعا هذا هو الصحيح”.
أما ابن قدامة ذكر في حكم الجمع بين كلأ من غسل الجمعة وغسل الجنابة:” إن اغتسل للجمعة والجنابة غسلا واحدا ونواهما، أجزأه، ولا نعلم فيه خلافًا”، أي أن غسل واحد يكفي.
- كما أن هذا أيضًا رأي جمهور الفقهاء، وباتفاق المذاهب الفقهية الأربعة (الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة) ، وجاء الإجماعُ على ذلك من خلال الأدلة التالية:
- الدليل الأول: وهو من السُّنَّة النبوية فعن سيدنا عُمرَ – رَضِيَ اللهُ عنه- أنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول:
“إنَّما الأعمالُ بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوَى…”.
- الدليل الثاني: أن الأسباب الموجبة للطهارة مبنى على التداخل.
- الدليل الثالث: لا يوجد اختلاف بين الغسلين، فمثلًا لو أحرم المرء بصلاة ينوي بها قضاء الفرض وتحية المسجد معًا.
- الدليل الرابع: أنهما بمثابة غسلانِ اجتمعَا معًا، فأَشبه غسل الحيضِ الجنابة.
يهمك أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن أثناء الحيض من المصحف
ما هو حكم مَن نَوَى غُسلَ الجنابةِ ولم يَنْوِ غُسلَ الجُمُعةِ؟
- أشار العلماء والفقهاء أن غسل الجنابة يجزي عن غسل يوم الجمعة حتى لو لم ينوي المرء ذلك، وهذا الرأي مجموع عليه عند جمهور العلم ومذهب الحنفية.
- كما أنه الأشهر من قول الشافعية والحنابلة والمالكية والسلف، واستندوا إلى أن المرء مُغتسل بشكل عام، وهذا يدخل تحت نطاق عمومِ الحديثِ، كما أنَّ المقصود منه هو التنظيفُ، والذي يحدث بنية الغسل والتنظيف.
- أما حكم من نوى غسل الجمعة ولم ينو غسل الجنابة: يرى جمهور العلم أن غسل الجمعة لا يجزي عن غسل الجنابة مادام لم ينوي المرء ذلك، وهو مذهب المالكية، كما أنه الصحيح من مذهب الشافعية، وأكد عليه الحنابلة.
- واستدلوا على ذلك من خلال التالي:
- أولًا: غسل الجنابةِ الغرض منه هو رفْعِ الحدث، لذا فإن غسل الجمعة لا يجزئ عنه، لأن المقصود منه هنا هو قطع الرائحة والتنظيف.
- ثانيًا: غسل الجنابة واجب، أما غسل الجمعة مستحب على راجح القول، لذا لا يجزئ الغسل الأدنى عن الغسل الأعلى.
- ثالثًا: شرط غسل الجمعة وصحته هو قيام المرء بغسل الجنابة أولًا، لذا يجب على المرء فرض النية قبل الغسل من أجل الجنابة والجمعة، كي يصح الاغتسال والطهارة.
تمت الإجابة بالتفصيل على سؤال هل يجوز جمع غسل الحيض والجماع وهل يجوز جمع نيتين في الغسل ويسعدنا تلقي المزيد من التساؤلات حول فتاوى الإسلام من خلال التعليق أسفل المقال.