قصتي مع الدعاء يوم عرفة المبارك كاملة تجربتي مع يوم عرفة
قصتي مع الدعاء يوم عرفة تجربتي مع يوم عرفة بحلول العشر الأوائل من ذي حجة كنت أنتظر يوم عرفة المبارك بفارغ الصبر، فلم لا وهو اليوم الجليل الذي جعل الله فيه فضلًا كثيرًا..
الخاسر فقط هو من يغفل عن اغتنامه، فهو فرصة للتعبد والطاعات والمزيد من العبادات مجتمعة، ليجعله الله سببًا في غفران ذنوب العبادة.. فما أجلّ رحمة الخالق بنا.
تجربتي مع يوم عرفة
أما عني.. فيوم عرفة بالنسبة لي كان هو المنفذ، فقد بلغت الكروب أقصى طاقتي ولم أعد أحتمل ما أنا فيه، فكنت أعاني من آلام شتى تكاد تجعل حياتي تعيسة تمامًا، فها أنا قد وصلت إلى العقد الثالث من عمري ولم يكتب لي الله الإنجاب.. أعلم أنه يرزق من يشاء من عباده بالذرية الصالحة ويجعل من يشاء عقيمًا، ولم أكن يومًا ساخطة على قدره، إلا أنه سبحانه أمرنا بالأخذ بالأسباب وعلاجها.
لم يكن لديّ سبب طبي واضح يمنعني عن الإنجاب، ولم يكن لزوجي أيضًا، وهو من تذمر وأعرب عن استيائه مرارًا، كأنما الذنب في هذا الوضع ذنبي، ولم ينفك أهله عن إيذائي اللفظي ومعايرتي بعدم الإنجاب بعد ٤ أعوام من زواجي التعيس.
فلم تكن مرارة عدم الحمل أشد مما يتلفظه أهل زوجي أمامي، فيجرح قلبي ويمنحني من الهموم أضعافًا.. بلغ الوضع ذروته حينما أخبرني زوجي برغبته في الزواج، وقد وقع عليّ الخبر كالصاعقة، ولا أعلم لم أخبرته حينئذ «فليوفقك الله».. رأيته تأثر بي قليلًا لكنه لم يعزف عن قراره بعد.
عزمت أنا تركهم وشأنهم واللجوء إلى الله، فما لي دونه حاجة من عباده، وهو يعلم ما في نفسي، وأقدر على تقلب القلوب وتدبير الأمور من غير حول مني ولا قوة، وما إن سمعت عن فضل الدعاء في يوم عرفة لجأت بيقين مني وصدق إلى الله، لأدعوه بخشوع وخضوع وتضرع، لا أرغب سواه يبعث عليّ قبس من رحمته في نفحات اليوم المبارك.. ورددت:
- “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”.
- “اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الأَحَبَّ إِلَيْكَ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ.. وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ. وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ.. وَإِذَا اسْتُفْرِجْتَ بِهِ فَرَّجْتَ ان ترزقنى الذرية الصالحة”.
- “اَللّٰهُمَّ لَا تَذَرْنِيْ فَرْدًا وَ اَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِيْنَ وَحِيْدًا وَحْشًا فَيَقْصُرُ شُكْرِىْ عَنْ تَفَكُّرِىْ، بَلْ هَبْ لِىْ عَاقِبَةَ صِدْقٍ ذُكُوْرًا وَاِنَاثًا آنَسُ بِهِمْ”.
لا يفوتك أيضًا: دعاء لأمي المتوفية في يوم عرفة مكتوب
استجاب لي الله يوم عرفة
فضل الله كان عليّ عظيمًا.. وقد استجاب دعائي في يوم عرفة، لم تمض فترة طويلة بعد انقضاء العيد وقد زُف خبر حملي على مسامعي، وعندها أخبرت زوجي ولم تسعه الفرحة، وهنا أدركت مدى فضل الدعاء في ذلك اليوم المبارك، فقد جعلني الله بفضله ورحمته ممن استجاب لهم.
كنت أدعو وأنا أعلم أن الاستجابة ربما تتأخر لحكمة بالغة لا يعلمها إلا الله، إلا أنني أيقنت تمامًا بقدرة الله وصدقت في دعائي وجعلته خالصًا لله فمنحني أضعافًا من فضله.. فقد هدأت نفسي واطمئن قلبي بذكر الله، أذكر أنني في هذا اليوم المبارك أقمت الليل في صلاة ودعاء وقراءة قرآن، كما دعوت الله وأنا صائمة، فانتقيت خير مواطن الاستجابة، وظللت أدعو:
- “إلهي إن لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرّع إليه فيرحمني، فصلّ وسلم يا ربّ على محمّد وآل محمّد ونجّني ممّا أنا فيه من كرب وسهّل أمري بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين”.
- “اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ”.
- “رب اجعلني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري”.
- “اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين”.
فلمّا كان أفضل الدعاء هو دعاء يوم عرفة، فإنه أقرب الأدعية إلى الاستجابة.. هكذا كانت قصتي مع الدعاء يوم عرفة المبارك.
لا يفوتك أيضًا: اللهم بلغنا يوم عرفة واجعل لنا فيه دعوة مستجابة
فضل الدعاء في يوم عرفة
أخبرنا رسولنا الكريم عن عظمة الوقوف على جبل عرفة عند تأدية مناسك الحج، إلا أن نفحات اليوم الكريم لا تقتصر على الحجاج فحسب، بل ينعم بها غير الحجاج أيضًا ممن يتعبدون في بيوتهم، ويتممون العبادات من صلاة وصيام وقراءة قرآن وقيام ليل.. ودعاء لله في جوف الليل.
فهو اليوم الذي يكمل فيه المسلمون دينهم، أقسم به الله في محكم التنزيل فهو اليوم المشهود الذي يكفر الله به عام مضى وعام مقبل ويشمل العباد بالمغفرة والرحمة الواسعة.
فيأتي في صيام يوم عرفة الكثير من الفضل لاقترانه مع العبادة، فيعتق الله فيه عباده من النيران.. وهكذا يكون الدعاء في هذا اليوم المبارك هو خير الدعاء، ليصل إلى عنان السماء فيقابله الله بالاستجابة المنتظرة، كما وجدت في قصتي مع الدعاء يوم عرفة.
لا يفوتك أيضًا: لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم عند المسلمين
أدعية يوم عرفة مكتوبة
على المسلم والمسلمة الإكثار من الدعاء لنيل الفضل الكبير في هذا اليوم المبارك، لذا في إطار قصتي مع الدعاء يوم عرفة عزمت على أن أقدم لكم المزيد من الأدعية التي يُمكن ترديدها في جوف الليل:
“لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
“دَعْوةُ ذي النُّونِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.. اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا”.
“اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والأنس اللهم اعتق رقابنا من النار، لا تحرمنا من فضلك وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، وتعفو عنا”.
“ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنا سيئاتنا وتوفّنا مع الأبرار”.
“اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ”.
“اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا”.
“ربنا وآتنا ما وعدتنا على رُسُلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد”.
“اللّهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لنا ذنوبنا، وأن تُكفّر عنا سيئاتنا، وأن تتولى أمرنا، وأن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا”.
“اللّهم اختم لنا بخير، واجعل عواقب أمورنا إلى خير يا أرحم الراحمين يا كريم”.
“اللّهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا، وتضع وزرنا، وتُطهّر قلوبنا، وتُحصّن فروجنا، وتغفر لنا ذنوبنا”.
“اللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلّمين والمسلّمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب
“اللّهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين نظرت إليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم”.
“اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ”.
بعد أن سردت لكم قصتي مع الدعاء يوم عرفة أسأل الله في هذا اليوم أن نكون من عتقائه من النار، وأن يغفر لنا ذلاتنا وخطايانا برحمته ومغفرته، وأن يتقبل منّا الدعاء وصالح الأعمال.
من الممكن أن يلجأ المؤمن ضالته في الدعاء، فينال استجابة الرحمن لما تطمئن به نفسه، ويهتدي به الفؤاد، فتُقضى حاجته بإذن الله تعالى.