خطبة عن فضل الذكر والاستغفار
ذكر الله عز وجل من أكثر الأعمال التي ركز الإسلام عليها واوصي سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم بها، عبادة عظيمة لا تتطلب منك الكثير من الجهد ولا تتطلب منك الكثير من الوقت عبادة فضلها كبير وشأنها عظيم بهذه العبادة يمحو العبد سيئاته مهما كانت كبيرة وعظيمة، كما أنه ترفع منزلة العباد في جنة الخلد عبادة بسيطة يقدر عليها الصغير والكبير، تابع معنا المقال التالي لمعرفة أهمية ذكر الله وفضله العظيم.
فضل الذكر والاستغفار
خلق الله الجن والإنس لهدف عظيم وهو عبادة الله عز وجل خلقوا فقط لهذا الهدف العظيم وبالرغم من ذلك إلا أن مشاغل الحياة وصعوبتها ابعدت الكثير منا عن هذا الهدف العظيم، هذه العبادة تعادل الجهاد في سبيل الله، فهي من أكثر الأعمال الصالحية خيرا وفضلا، كما أنها ترفع العبد عند ربه فهي خيرا من لقاء الاعداء وضرب أعناقهم(2)، سبحانك يارب دائما ما تسهل على عبادك كل عسير مفتاح الجنة هي ذكر الله رضا الله في ذكره في كل وقت ومكان.
جاء رجل إلى سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم حتى يشكو عليه كثرة الأعمال التي أمر بها الدين الإسلامي، وسأل سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم عن أكثر الأعمال التي تصل به إلى الجنة، وقد تبين من الحديث الشريف أن ذكر الله هي أفضل الأعمال الصالحة التي جاء بها الدين الإسلامي وأسهلها على الإطلاق لهذا عظيم الأجر والثواب من الله عز وجل، اجعل لسانك دائما رطبا بذكر الله اخى المسلم امتثالا لقول سيدنا المصطفي صل الله عليه وآله وسلم(3).
فوائد ذكر الله
لو تأملت أخي المسلم كتاب الله وآياته لوجدت أن الله حث عباده على ذكره في كثير من الأوقات ومنها ذكر الله بعد أداء الصلوات الخمسة وكذلك صلاة الجمعة وذلك لما ذكر في سورة الجمعة (4)، يوصي الله عباده الصالحين بذكره بعد الصلاة باعتبارها من أعظم العبادات التي تقرب العبد من مولاه كما حث الله العباد في سورة الأحزاب في الآية الحادية والأربعون (5) على ذكره كثيرا وفي ذلك الخير الكثير من أراد أن يضاعف الله له الأجر والثواب عليه ذكر الله كثيرا امتثال لله عز وجل.
أفضل الذكر
وقد ورد عن سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم العديد من الأحاديث الصحيحة التي يخبر من خلالها أمته الإسلامية بأهم هذه الأذكار أفضل الذكر سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر(6)، عليكم أخواتي في الله بالإكثار من ذكر الله عز وجل والإكثار من الصلاة على سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم.
تعرف علي: تجربتي في ذكر الله
ما ورد في المقال من أحاديث وآيات
(1) قال الله تعالى :﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56].
(2) قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – حين قال لصحابته: ((ألا أُخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مَليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومَن أن تَلقوا عدوَّكم، فتَضربوا أعناقهم، ويَضربوا أعناقكم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((ذِكر الله – عزَّ وجلَّ))؛ أخرَجه أحمد، وهو حديث صحيح.
(3) قال رسول الله: ((لا يزال لسانك رطبًا بذِكر الله تعالى))؛ أخرَجه الترمذي.
(4) قال الله تعالى :﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10].
(5) قال الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41 – 42].
(6) قول صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أحبُّ الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يضرُّك بأيِّهنَّ بدَأتَ)).