آيات عن خلق الانسان من القرآن الكريم
آيات عن خلق الانسان تميز القرآن الكريم عن جميع الكتب التي وجدت على مر التاريخ أنه قد خلق للتحدي والإعجاز كما جاءت كلماته وألفاظه من أجل التعبد بها، وهو ما يجعل الكتاب الأعظم على الإطلاق على مر التاريخ حتى بِالمقارنة بِالكتب السماوية الأخرى، وأحد مظاهر الإعجاز المتواجدة في التنزيل الكريم هو الوصف الدقيق لِمراحل خلق الإنسان بداية من المواد التي تواجدت في خلقه وحتى نفخ الروح، وهو أثبت العلم صحته بالفعل على مدار السنوات السابقة.
آيات عن خلق الانسان من القرآن الكريم
﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1].
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].
﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ* فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].
4]. وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة 7].
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين 4].
آيات قرآنية عن عناصر خلق الإنسان
الكثير منا يعلم أن الإنسان قد خلق من الطين، وعلى الرغم من أن هذه المعلومة صحيحة إلا أنها في هذه الحالة ناقصة لأن الطين يتكون من عناصر هما الماء والتراب مما يجعل البشر أجمعين مكونين من عنصري الماء والتراب، وهو ما أثبته العلم الحديث بالفعل في السنين الماضية، ولكن التنزيل الحكيم قد أخبرنا بذلك منذ آلاف السنين في الآيات القرآنية التي تتحدث عن عناصر خلق القرآن.
- الماء.
﴿ فَلْيَنْظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 5، 6].
﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].
﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].
- التراب.
﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59].
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾ [الروم: 20].
﴿ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37].
آيات تدل على عظمة الله في خلق الإنسان الأول “آدم”
كرم الله بني البشر على جميع المخلوقات المتواجدة في أرضه والتي لا تعد ولا تحصى، وقد يكون العقل هو أكثر ما يميز الإنسان عن أي كائن حي آخر متواجد في هذا الكون إلا أن هناك العديد من النعم التي أنعم بها الخالق على البشر يأتي على رأسها أن الله قد نفخ من روحه عندما خلق أول إنسان وهو النبي “آدم” -عليه السلام- كما جاء في الآيات القرآنية التي تدل على عظمة الله في خلق الإنسان الأول كما ورد في العديد من سور الذكر الحكيم بداية من الطين وحتى نفخ الروح.
- الطين.
﴿ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [السجدة: 6 – 9].
﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ﴾ [الصافات: 11].
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ۖ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} ﴿٢ الأنعام﴾.
- الحمأ المسنون.
﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ ﴾ [الحجر: 26].
{إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} ﴿٢٨ الحجر﴾
{قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} ﴿٣٣ الحجر﴾
- الصلصال.
﴿ خَلَقَ الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ﴾ [الرحمن: 14، 15].
﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ﴾ [الرحمن: 14].
- نفخ الروح.
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [ص: 71، 72].
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [ص: 71، 72].
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].
مراحل خلق الإنسان علمياً
يتطور العلم من يوم لآخر بما يسمح له بالتعرف على معظم أسرار هذا الكون، وأحد الأسرار التي تمكن العلم من الوصول إليها بِدقة تلك التي تخص مراحل خلق الإنسان علمياً في بطن أمه، والتي بعد اكتشافها أعلن الكثير من العلماء والأطباء حول العالم أن هذه المراحل قد تواجدت وعُرفت بالفعل في الكتاب السماوي الخاص بالمسلمين وهو القرآن الكريم منذ أُرسل بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بما أثقل من صدق القرآن وإعجازه العلمي على مر التاريخ، ومراحل الخلق داخل الرحم تأتي بِهذا الترتيب.
- النطفة: المرحلة الأولى بعد اجتماع الحيوان المنوي للرجل مع البويضة في الأنثى، وبعدها تبدأ عدة إنقسامات وتأخذ البويضة طريقها إلى الرحم بعد تخصيبها في قناة فالوب.
- العلقة: وصول البويضة إلى جدار الرحم بعد أن انقسمت عدة انقسامات وأصبحت مكونة من عدة خلايا التي تتعلق بِجدار الرحم، وتكون عبارة عن كتلة من الدم وتعرف باسم التوتة.
- المضغة: تبدأ هذه المرحلة في الأسبوع الثالث وتكون في البداية مضغة غير مخلقة أي لا يتميز فيها الجنس مذكر كان أم مؤنث وتستمر من الأسبوع الثالث للحمل وحتى الأسبوع الرابع، وبعدها تبدأ مرحلة المضغة المخلقة التي يخلق فيها الإنسان ويتم التعرف على جنسه وتنتهي هذه المرحلة مع نهاية الشهر الثالث.
- تكوين العظام: مع بداية الشهر الرابع تبدأ قطعة اللحم المخلقة يتكون لها الهيكل العظمي الذي يعطي للإنسان صلابته وهيئته.
- كساء العظام لحم: عقب تكوين الهيكل العظمي للإنسان؛ يستمر الخالق في عظمته بأن يكسوه بالعضلات واللحم الخارجي “الجلد”.
- الميلاد في صورته الأخيرة: يجب العلم أن مرحلة نفخ الروح تكون مع نهاية الشهر الرابع أي تقريبا بعد مرحلة المضغة المخلقة. وليس مع وقت الميلاد.
آيات من القرآن عن دقة خلق الإنسان
بعد أن أخبرنا القرآن الكريم بالعناصر التي يتكون منها جسم الإنسان والمراحل التي خلق بها في البداية، ومن ثَم بدأت عملية التزواج التي جاء عن طريقها باقي الخلق أجمعين على مدار السنين منذ بداية الخلق وحتى وقتنا الحالي؛ يواصل القرآن الكريم إعجازه العلمي في وصف المراحل التي يمر بها الإنسان في رحم أمه منذ عملية التخصيب وحتى موعد الميلاد بالترتيب العلمي الصحيح كما توضحه الآيات من القرآن عن دقة خلق الإنسان بِالمراحل العلمية الصحيحة.
﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [فاطر: 11].
﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12 – 14].
﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].
﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2].
﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5].
آيات مراحل خلق الإنسان في القرآن الكريم
لم يذكر الرحمن مراحل خلق الإنسان في سورة واحدة من القرآن الكريم بل أنه -سبحانه تجلى في علاه- استمر في وصف هذا الخلق في العديد من السور والآيات المختلفة حتى يدعو الإنسان إلى التعجب أكثر وأكثر والتعرف على مدى الخلق وأن الله لم يخلق هذا الكون عبثاً، وهو ما يجب أن يزيد من إيمان الإنسان بِربه والتعرف على مدى قدرته -سبحانه وتعالى-، ومن الآيات التي تتحدث عن مراحل خلق الإنسان في القرآن الكريم.
- ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ﴾ [القيامة: 37].
- ﴿ خَلَقَ الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 4].
- ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 77].
- ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾ [النجم: 46].
- ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾ [عبس: 19].
- ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ﴾ [القيامة: 38].
- ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ﴾ [المؤمنون: 14].
آيات عن خلق الإنسان في أحسن تقويم
أبدع الخالق في خلق جميع مخلوقاته في هذا الكون العظيم، ولكنه أبدع أكثر وأتقن في خلق أحب مخلوقاته إليه وهو الإنسان الذي أعطى له من روحه وجعله خليفة له في أرضه لكي يعمرها بِنسله بل أنه جعله فوق جميع المخلوقات ومن ضمنها الملائكة “أقرب المخلوقات لله وأكثرهم عبادة وطاعة له”، والدليل على ذلك أنه جعل الملائكة يسجدون لآدم وهو أول إنسان لذلك نجد العديد من الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان في أحسن تقويم دوناً عن أي مخلوق آخر.
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [غافر: 67].
﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [الزمر: 6].
﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].
﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].
المراحل العمرية للإنسان في القرآن الكريم
لم يتوقف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم عند الوصف الدقيق لِعناصر خلق الإنسان والمراحل التي يمر بها حتى يصل إلى هيئته الأخيرة بل أن هذا الكتاب العظيم استمر في إعجازه وتحديه وأوضح الأطوار العمرية التي يمر بها كل فرد منذ ميلاده وحتى وفاته حيث نجد تلك الآيات التي تشير إلى المراحل العمرية للإنسان في القرآن الكريم سواء بالحديث عن جميع البشر أو عن شخص واحد مثل الأنبياء أو الرسل إلا أنهم في النهاية بشر وينطبق عليهم ما ينطبق على أي إنسان في خلقه ومراحله العمرية.
- المهد: ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴾ [مريم: 29].
- مرحلة الصبا: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [مريم: 12].
- مرحلة الفتوة: ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10].
- الكهولة: ﴿ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 46].
- الشيخوخة: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ﴾ [الأحقاف: 15].
- الهرم والموت: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 15، 16].
الله -سبحانه وتعالى- لا يحتاج إلى إثبات عظمته ولا قدرته بل أن ذكر مثل هذه الأمور الدقيقة للغاية في القرآن الكريم مثل خلق الإنسان؛ غرضه الأول هو أن يتعرف العبد على مدى قوة خالقه وأن يكون على يقين تام في إيمان به، وهو ما يقود الإنسان نحو العبادة وطاعة الخالق الذي وعد بالحساب في الآخرة ودخول الجنة أو النار.