فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما
فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما يؤثران على حياة العبد بشكل جذري، فكل ما أنزله الله عز وجل في كتابه له فضائل عظيم تحيط بالعبد من كل جانب، لكن هاتان السورتان لهم فضل مختلف أشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصى أصحابه والتابعين له لنيل تلك الفضل العظيم.
فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما
أنزل الله عز وجل كتابه الكريم المُحكم الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة قد يتساءل عنها العبد في أمور دينه أو حياته اليومية، فأنزل كل آية من آياته ليوضح لعباده الأحكام والشرائع الهامة والحكمة من فرض تلك الأحكام والغرض من التزام العبد بها، لكن لسورتي البقرة وآل عمران فضل مختلف أشار إليه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث صحيحة.
فقد تبين أن فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما يحميان العبد من حر يوم عظيم، لا يفر منه إلا من ظفر برحمة الله عز وجل وظله، لكن أكد صلى الله عليه وسلم وقال:
(اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ)
فمن يقرأهم ويلتزم بهم ينال ذلك الفضل بالإضافة إلى الفضائل الآتية:
1- التحصين من السحر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)
فأوصى أصحابه رضوان الله عليهم أن يواظبوا على قراءة سورة البقرة فمن فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهم لا يقدر السحرة على إبطال مدى تحصينهم للعبد.
لا يفوتك أيضًا: فضل قراءة سورة البقرة
2- تشفع لقارئها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح:
(يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ)
فكما روى أبي أمامة الباهلي عن رسول الله محمد أنه قال:
(اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ)
فالقرآن المُنزل من عند الله يزيد من أجر قارئه ويشفع له.
أما سورتي البقرة وآل عمران يتقدمان عن سائر سور القرآن الكريم وذلك ما أشار إليه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يحافظ عليهم يأتي يوم القيامة بدون أن يعتريه نصب أو يمسه كرب.
3- تحصين بيت المسلم
أكد صلى الله عليه وسلم أن من فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما يحصنان بيت المسلم ويجعلونه خالي من الشياطين والأذى، فقال صلى الله عليه وسلم:
(لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ)
فالشياطين تفر من المنزل الذي يداوم فيه الشخص على قراءة سورة البقرة.
4- يتضمنان أفضل آية في كتاب الله
من فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما يتضمنان أفضل آية في القرآن وهي آية الكرسي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة:255]، قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ).
فإن قرأ المسلم تلك الآية أصبح في حفظ الله ومعيته حتى طلوع الصباح، أما إن قرأها بعد كل صلاة كان بينه وبين الجنة الموت فقط، فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ).
لا يفوتك أيضًا: أواخر سورة البقرة
5- تحتوي على خواتيم سورة البقرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)
فهم من أسباب حفظ الله للعبد لذا يعد فضل سورة البقرة آل عمران كبير، وعلى المسلم أن يلتزم بهم في كل ليلة.
6- من يقرأهم يعد في الصحابة
ورد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم:
(أنَّ رجلًا كانَ يكتبُ لرسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، وقدْ قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانَ، وكانَ الرجلُ إذا قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانَ جدَّ فينَا، يعني عَظُمَ)
فمن فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما يعظمان شأن من يقرأهما يوم القيامة أمام الله عز وجل ورسوله.
7- ذُكر فيهم اسم الله الأعظم
أجاب الله تعالى قول نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (اسمُ اللهِ الأعظمُ الَّذي إذا دُعِي به أجاب في سورٍ ثلاثٍ؛ البقرةُ، وآلُ عمرانَ، وطه)، فالله يجيب من يدعوه بذلك الاسم إن شاء الله وذلك حسب ما ورد عن سنة نبي الله.
8- سماهما النبي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ)
فأشار إلى أن تلك السورتين يُطلق عليهم الزهراوتين.
لا يفوتك أيضًا: فضل تلاوة سورة آل عمران ثالث سور القرآن الكريم
المناسبة بين البقرة وآل عمران
أشار صلى الله عليه وسلم إلى فضل قراءتهم وأطلق عليهم الزهراوتين، كما افتتح بهم كتابه جل وعلا فجاء في سورة البقرة بقوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه)، أما في آل عمران فجاء بقوله (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه)، فقد عالجت سورة البقرة ادعاءات اليهود وشبهاتهم بسرد بعض التفاصيل.
أما جاء الله عز وجل في سورة آل عمران بتوضيح ادعاءات النصارى وأهم التفاصيل حول عيسى عليه السلام، فيجدر بالذكر أنها اشتملت على آيات تبين تحريف النصارى للدين المسيحي الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام، كما أشار إلى بعض النظريات التي تخص التوحيد الخالص وعبادة الله وحده لا شريك له، ومحاولة تحذير المسلمين من تصرفات أهل الكتاب.
كما أشار المفسرين إلى أن سورة آل عمران نزلت في وفد قبيلة نجران بسبب قوله تعالى
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ…)،
لكن البعض يرى أنها نزلت في غزو أحد واستدلوا بالآية الآتية على ذلك من قوله تعالى (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ…)، وقوله أيضًا: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ…).
لكن الإمام الواحدي أمد أنها نزلت في وفد قبيلة نجران في العام الثاني من الهجرة وذلك استدلالًا بقوله تعالى:
(قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
أما سورة البقرة فكان لديها أسباب أخرى للنزول.. فكل آية من آياتها نزلت في موضع معين، فقول الله تعالى:
(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
نزلت عندما غير محمد صلى الله عليه وسلم القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ونشر اليهود أقاويل بأن محمد يأمر الناس بشيء ثم ينهاههم عنه.
لكن قول الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ …)
أُنزل عندما منع اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية من الدخول إلى المسجد الحرام، وقول الله تعالى (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) أٌنزل عندما طلب يهود قريش من محمد صلى الله عليه وسلم وصف الله عز وجل.
كل الآيات المنزلة من الله عز وجل لها الكثير من الفضائل لكن سورتي البقرة وآل عمران وصى محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه بالمداومة عليهم لنيل الفضائل العظيمة.