فضائل سورة الزلزلة وأهمية تلاوتها للمسلم
فضائل سورة الزلزلة سورة مدنية نزلت في المدينة المنورة، وأطلق عليها هذا الاسم نظرا لان الله عز وجل افتتحها بعبارة الزلزلة وهي احد أسماء يوم القيامة وهذه الكلمة لها وقع شديد على النفوس نسأل الله أن يدخلنا الجنة ويرحمنا برحمته يوم الفزع الأكبر.
هذه السورة تعد رقم التاسعة والتسعون من سور القرآن الكريم، عدد آيات هذه السورة ثمانية آيات وهي إحدى السور القرآنية التي لم يذكر بها اسم الله عز وجل، تابع معنا المقال نسلط الضوء على فوائد هذه السورة الكريمة.
فضائل سورة الزلزلة وأهمية تلاوتها للمسلم
هذه السورة الكريمة لها فضل عظيم وفقا لما ورد في الحديث الشريف عن حضرة سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم، حيث أوضح هذا الحديث الشريف فضل سورة الزلزلة أنها تعدل ربع القرآن الكريم وهذا يعني ان من قرأها كأنه قرأ ربع القرآن، بامكانك الاطلاع على هذا الحديث الشريف الذي أخرجه الترمذي في نهاية المقال(1).
فوائد تلاوة سورة الزلزلة
بين الله عز وجل من خلال الآيات الشريفة أن الأرض التي خلقها الله عز وجل تخبر الناس يومئذ عن الأعمال التي قاموا بها في الدنيا سواء كانت هذه الاعمال خير او شر، وقد روي عن سيدنا رسول الله عليه وآله وسلم أن كل شىء يشهد يوم القيامة على اعمالنا واليكم هذا الحديث الشريف(2).
يصدر الناس يوم القيامة اشتاتا وعبارة اشتاتا تعني جماعات متفرقة يتفرق الناس ويتجه كل منهم الى جانب وفقا لعملهم في الدنيا، يتجه المؤمنين اصحاب اهل الخير الى الجنة وأصحاب النار الى نار جهنم وبئس المصير، نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اصحاب الجنة والعياذ بالله أن نكون من اهل النار، اللهم ادخلنا الجنة برحمتك يا كريم.
توضح لنا سورة الزلزلة ان الله عز وجل يري العباد أعمالهم يوم الفزع الأكبر سواء كانت هذه الاعمال خير او شر، ويبدو ذلك واضحا في الحديث القدسي ومضمون هذا الحديث أن الله عز وجل يحصي اعمال العباد ويرونها يوم القيامة بعد البعث ، من كانت أعماله خير حمد الله عز وجل على أعماله فهي من فضل الله عز وجل على العباد ومن كانت أعماله شر لا يلومن الا نفسه جراء تقصيره في حق الله، واليكم هذا الحديث القدسي(3).
محقرات الذنوب
تحذرنا الآيات الشريفة من محقرات الذنوب ومحاولة اجتناب المعاصي ومحاربة النفس وجهادها والتغلب عليها حتى ننعم برضا الله عز وجل، حذر سيدنا رسول الله زوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وارضاها من محقرات الذنوب(4).
ولا تتغافل اخي المسلم عن فعل الاعمال الصالحة وان كانت صغيرة فإنها عند الله أكثر واكبر وربما تكون سببا في فوزك بالجنة واكبر دليل على ذلك ان السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها كانت تتصدق بعنبة وفي هذا بيان لاهمية فعل الاعمال الصالحة حتى ان كانت صغيرة في نظرك فهي كبيرة عند الله.
ما ورد في المقال من احاديث وايات
(1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ الَّلهِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ : ” هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلاَن ؟ ” قَالَ : لاَ وَالَّلهِ يَا رَسُولَ الَّلهِ ، وَلاَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ قَالَ : ” أَلَيْسَ مَعَكَ ( قُلْ هُوَ الَّلهُ أَحَدٌ ؟ ) ” قَالَ : بَلَى ، قَالَ : ” ثُلُثُ القُرآنِ ” ، قَالَ : ” أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ الَّلهِ وَالفَتْحُ ؟ ” قَالَ : بَلَى ، قَالَ : ” رُبْعُ القُرآنِ ” ، قَالَ ، ” أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَأَيُّهَا الكَافِرُونَ ؟ ” قَالَ : بَلَى ، قَالَ : ” رُبْعُ القُرآنِ ” ، قَالَ : ” أَلَيْسَ مَعَك “َ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ؟ ” قَالَ : بَلَى ، قَالَ : ” رُبْعُ القُرآنِ ، تزوج ” ( أخرجه الترمذي ) .
(2) روى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخُدْري رضِي الله عنْه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال: ((لا يسمع صوتَ المؤذّن جنٌّ ولا إنس ولا شيء إلاَّ شهِد له يوم القيامة)).
(3) وفي الحديث القدسي الَّذي رواه مسلم في صحيحِه من حديث أبي ذرّ رضِي الله عنْه عن النَّبي صلَّى الله عليْه وسلَّم فيما يرويه عن ربّه – عزَّ وجلَّ – أنَّه قال: ((يا عبادي، إنَّما هي أعمالكم أُحْصيها لكم، ثمَّ أوفِّيكم إيَّاها، فمَن وجد خيرًا، فليحْمَد الله، ومَن وجد غير ذلك، فلا يلومنَّ إلاَّ نفسَه)).
(4) روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة – رضي الله عنْها – أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال: ((يا عائشة، إيَّاك ومحقَّرات الذنوب، فإنَّ لها من الله – عزَّ وجلَّ – طالبًا)).