أختبار : كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب
كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب؟ وما هي العلامات التي تُنبئ بمُعاناتك من هذه الحالة المرضية؟ يُعد الاكتئاب من أبرز أشهر المُصطلحات الشائعة وأكثرها انتشارًا، فكُل من يُصيبه بعض الحُزن أو يمسه شعورٌ سيئ يجعله لا يشعر بالراحة والاستقرار النفسي يقول إنه يشعر بالاكتئاب، لذا رأينا أنه من دُورنا أن نُعرفكم بمعنى الاكتئاب، علاماته وكيفية التعافي منه.
كيفية معرفة الإصابة بالاكتئاب
الشعور بالحزن وغياب السعادة عن حياتك هو التفكير الشائع حول فكرة الاكتئاب، وفي واقع الأمر هذا تعريف مغلوط، فالاكتئاب مرض نفسي غير عضوي له العديد من الدرجات والتشعبات، وهو أمر خطير في واقع الأمر يصل في بعض الأحيان إلى مراحل جنونية من ناحية الأعراض.
هذا المُصطلح دائمًا ما يتم استخدامه لوصف شعور سيئ مثل الرسوب في الامتحان، المُعاناة من أسبوع مُتعب في العمل أو حتى هجران أحد المُقربين لك وخسارتهم بشكل مؤقت أو دائم، ولكن هذه الحالة وخاصة ما يُعرف بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي يُعد أكثر تعقيدًا من هذا المفهوم بكثير.
من أكثر ما يُمكنك من خلاله معرفة ما إذا كُنت مُصابًا بالاكتئاب أم لا هو الفرق بين الحُزن والاكتئاب من ناحية التعريف اللغوي والمرضي، الأعراض بالإضافة إلى غيرها من العوامل مثل مُدة الشعور بما تُعاني منه.
يتم تصنيف الحُزن بكونه واحدًا من أكثر العواطف الإنسانية التي يشعر بها البشر شيوعًا وانتشارًا، فمن المُستحيل ألا يشعر شخص بالحُزن على مدار حياته مئات بل آلاف المرات، فهذا الشعور السيئ يُعتبر رد الفعل الطبيعي الذي يأخذه العقل والدماغ بسبب المواقف التي لها القُدرة على التسبب بالاضطرابات والآلام النفسية.
ما يُشكل الفارق بحق بين الحُزن والاكتئاب هُنا كون الحُزن مُبرر إلى حدٍ كبير، ففي حال ما مررت بيومٍ سيئٍ في المدرسة أو عانيت من الامتحان الأخير في الجامعة قد تشعر بالحُزن، كما أن هذا الشُعور يكون مؤقت ويتلاشى مع الوقت على عكس الاكتئاب الذي يطول دون مُبرر.
الاكتئاب يُعتبر من أطول الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية، ويتسبب بشكلٍ كبير في الإضرار بالجانب المهني، الاجتماعي وحتى الوظيفي إلى حدٍ كبير، وفي حال ما لم يُعالج قد يدوم لعقود، لذا فيما يلي من سطور مقالنا هذا سنتناول الحديث بشكل مُستفيض أكثر عن الاكتئاب.
لا يفوتك أيضًا: نشرة اقراص سوبرانيل Supranil لعلاج الاكتئاب
اختلافات تطرأ على مرضى الاكتئاب
في غالب الأحيان عند شعورك بالحُزن وخاصةً ما إذا كان عميقًا أو بالغًا إلى حدٍ كبير، فإنك ستُعاني من أوقات عصيبة لا تشعر فيها إلا بالحُزن والضرر، ولكن في الوقت ذاته تكون قادرًا على الشعور بالراحة في بعض الأحيان ورُبما الضحك والمُزاح في غيرها من الأحيان.
ما يعني أنك تشعر بالسوء حيال جانب مُعين من حياتك أو عِدة جوانب سواء ما إذا كانت مادية، اجتماعية، دراسية أو حتى أُسرية وغيرها من الأمور والمحاور الحياتية التي يعيشها المرء بشكل دوري، ولكن في الاكتئاب يُسيطر هذا الحُزن بشكل كبير على كافة نواحي الحياة تقريبًا.
يصل هذا الأمر إلى مرحلة يكون فيها الشعور بالحد الأدنى من الراحة والاستمتاع حتى وإن كان بشكل لحظي أمرًا في غاية الصعوبة يصل إلى مرحلةٍ يكون فيها مُستحيلًا، حتى وإن قُمت بمُمارسة أكثر النشاطات التي تجعلك سعيدًا أو قضيت وقتًا جميلًا مع أُناسٍ تُحبهم وتُحب روحهم المرحة وتواجدهم في الجوار.
أعراض تظهر على مُصاب الاكتئاب
هُناك بعض المعايير التي يلجأ إليها أخصائيو الصحة العقلية والقُدرة الإدراكية في الولايات المُتحدة الأمريكية وخاصةً في الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وهذه المعايير تُعرف اصطلاحًا باسم DSM-5 وفي الكثير من الأحيان لهذه المعايير والاختبارات القُدرة العالية على تحديد حقيقة إصابتك بالاكتئاب من عدمه.
فوصف الاكتئاب بكونه شُعور عاطفي وذهني أو نفسي أمرٌ سطحي للغاية يُقلل من حِدة هذا الاضطراب إلى حدٍ كبير، فالاكتئاب مرض عقلي كامل الأركان يحتاج إلى رعاية تفوق ما تحتاجه الأمراض العضوية والجسدية، وبشكلٍ عام تظهر على مرضى هذه الحالة العقلية وفقًا لمعيار DSM-5 تسعة من العلامات والأعراض التي لها القُدرة على توضيح الإصابة بالمرض مثل:
- الشعور بالحُزن المُستمر غير المُنقطع.
- اضطراب النوم وتغير النمط المعُتاد له.
- التعب والإعياء الشديد بشكل لا يُمكن تبريره أو تحمله.
- اضطراب الشهية بين زيادة تبلغ حاجز النهم الجشع ونُقصان يصل إلى حد الانعدام.
- عدم الشعور بالحماس والاهتمام تجاه أي شيء في الحياة.
- الشعور غير المُبرر بالذنب.
- اضطرابات جسدية مثل الصُداع والآلام الجسدية غير مُحددة السبب.
- احتلال الأفكار الانتحارية لعقلك وذهنك، والتفكير العميق في مفهوم الموت وأركان ما بعد الحياة.
- الشعور بانعدام القيمة والهدف أو الغاية من الحياة.
استمرار هذه الأعراض لما يزيد عن أسبوعين هو ما يجعلك تعرف أنك مُصاب بالاكتئاب، فهذه الأعراض قد تظهر على من يشعر بالحُزن إلا الأفكار الانتحارية والموت فهو تفكير شائع لمن يُعانون من الاكتئاب بشكل كبير.
لا يفوتك أيضًا: نشرة اقراص مودابكس Moodapex لعلاج الاكتئاب والقلق
أسباب تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب
بعد أن تعرف أنك مُصاب باضطرابات الاكتئاب العقلية والذهنية نتيجة التشخيص الذاتي أو الطبي وجب عليك الإلمام بعوامل الخطر، وحديثنا هُنا عن الأمور التي قد نُعاني منها لفترة طويلة ونتركها غير آبهين بها حتى نُصاب بالاكتئاب، فهذه الحالة المرضية التي تُصيب الجنسين من ذكرٍ وأُنثى على حدٍ سواء قد تنتج عن العديد من العوامل أبرزها:
- المرور بموقف شديد التأثير بشكل حزين على الحياة مثل فقدان أحد الأحبة نتيجة الوفاة وغيرها من المواقف الحياتية التي لها القُدرة على جعلك تشعر بالألم والحُزن البالغ خاصةً في حال ما لم تعرف كيفية التعامل معها وتخطيها.
- تدني احترام الذات والنظر لنفسك بدونية كبيرة نتيجة مُقارنتك الدائمة بالآخرين الأكثر نجاحًا.
- انعدام القبول الأسري وابتعاد الأصدقاء عنك نتيجة بعض الاضطرابات في الشخصية والتعامل.
- عدم القُدرة على التكيف مع بعض الحالات الطبية والمرضية مثل السرطان، السكتات الدماغية، الاضطرابات القلبية وغيرها من الأمراض المُزمنة والتشوهات الخلقية الخارجية والداخلية.
- صعوبة التكيف مع بعض الاختلافات الجسدية التي حلت بك على إثر بعض الحروق والجُروح أو حتى الإصابات الكارثية مثل الشلل وفقدان الأطراف.
- انعدام الدعم النفسي والشعور بالوحدة بعيدًا عن العائلة، زُملاء العمل وحتى أقرب الأصحاب والأصدقاء.
- المُعاناة فيما سبق من بعض الاضطرابات الصحية والعقلية مثل الشره نتيجة المرض، انعدام الشهية، اضطرابات الإصابة بالصدمة وحتى الشعور بالقلق الاضطرابي.
- الإدمان فيما سبق على المُخدرات بكافة أنواعها، بالإضافة إلى المشروبات الكحولية والروحية.
- التاريخ العائلي والجانب الوراثي للأمراض النفسية والعقلية مثل الاكتئاب الحاد، الانفصام بالإضافة إلى الاضطراب ثُنائي القُطب.
الجدير بالذكر أن الاكتئاب في بعض الأحيان لا يكون مرض بقدر كونه من الآثار والأعراض الجانبية الخاصة ببعض الأدوية والعقاقير الطبية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والحالة الذهنية والعقلية.
أدوية قد ينتج عنها الإصابة بالاكتئاب | |
حاصرات بيتا | العقاقير الهرمونية |
الستيرويدات القشرية | خافضات الكوليسترول |
لا يفوتك أيضًا: نشرة اقراص ديبرام Depram لعلاج نوبات الهلع والاكتئاب
علاج اضطرابات الاكتئاب
أنت الآن تعرف كونك تُعاني من الاكتئاب ومُصاب بهذه الاضطرابات النفسية والعقلية الخطيرة وتم تشخيصك بالإصابة بهذا المرض من المُختصين فما الذي عليك القيام به في الوقت الراهن؟
في واقع الأمر قد تطول رحلة العلاج والتعافي من الاكتئاب خاصةً في حال ما أهملت إصابتك في بدايتها وماطلت حتى قصدت الطبيب المُختص بعدما استجمعت قوتك وفكرت في أن الوقت قد حان للعلاج والخروج من هذه الحالة النفسية التي طالت كثيرًا، وهُنا علينا أن نُخبرك أن علاج الاكتئاب يُعتبر برنامج مُركب.
ففي طبيعة الحال قد يصف لك الطبيب المُختص والمُعالج بك أو مُقدم الرعاية الطبية بعض العقاقير المُختلفة التي لها من الخواص ما يجعلها من أبرز مُضادات الاكتئاب، ما يحد مما تُعانيه من أعراض وما قد يطرأ عليك من مُضاعفات في قادم الأيام.
الجدير بالذكر أنه لا يتم تحديد هذه العقاقير إلا بعد حديث مُطول بينك وبين الطبيب المُختص في سبيل إلمامك وتعريفك بكافة الآثار الجانبية للعلاجات ووضع الإطار التخيلي للرحلة العلاجية خاصتك.
كما أن إفصاحك عن كافة ما تتناوله من عقاقير طبية، مُكملات غذائية من فيتامينات ومعادن وحتى بعض الوصفات المنزلية للأعشاب من الطب البديل قد يصنع الفارق هُنا حتى لا يتعارض العقار الموصوف مع ما تتناوله بالفعل.
خلال هذه الرحلة العلاجية التي قد تطول سيعمل الطبيب المُختص على تعريفك ببعض النصائح والإرشادات التي لها القُدرة بشكل كبير على تسريع العملية العلاجية، ومن أبرزها:
- الابتعاد عن العراقيل في الحياة والسعي لتبسيطها.
- تجنب تناول الكحول، المُخدرات والعقاقير الطبية دون وصفات.
- بدء الانخراط في الأنشطة الرياضية والبدنية.
- تخصيص وقت يومي للاستمتاع والترفيه.
- قراءة بعض الكتب المُضحكة والاطلاع على البرامج الترفيهية والأفلام الكوميدية.
- التواصل مع أُناسٍ آخرين والتعمق في الذات بشكل إيجابي عن طريق الرياضات الروحانية مثل اليوجا.
وجب علينا القول إن الاكتئاب مرض نفسي خطير لا يُمكننا على الإطلاق التقليل منه، وعلينا أن نعلم علم اليقين أن ارتياد الطبيب النفسي أمر لا عيب فيه ولا يدعو إلى الخجل والضيق، فقط ضع صحتك النفسية والعقلية أولوية ودع كلام الناس جانبًا.