التغذية الصحية للأطفال من عمر يوم حتى عمر سنة
يجب على الأمهات الالتزام بإطعام الطفل تغذية جيدة في مرحلة الطفولة لأن هذه المرحلة من المراحل الأكثر خطورة وتؤثر على صحة الطفل طوال حياته، وأهمية في حياة البشر فهي تعد حجر الأساس في بنية الإنسان الجسمية والعقلية، ومن هنا فإن عدم اهتمام الأم بهذه الفترة الهامة من حياة الطفل تؤدى إلى مشاكل عديدة للطفل منها تأخر النمو فيضعف نموه عن باقي أقرانه مِمَن هم في نفس سنه، وتسبب ضعف المناعة عند الطفل وعدم قدرة الجسم للتصدي للأمراض، وتتزايد مع مرور الوقت نتيجة سوء التغذية، ولكن على النقيض من ذلك فإن الأمهات اللاتي يهتمن بغذاء أطفالهن في هذه المرحلة ينمو أبنائهن بشكل جيد وصحة قوية.
فمن المعروف أن الجسد البشري بحاجة إلى الكثير من العناصر الغذائية المفيدة لكي ينموا بشكل سليم، ووقايته من مجموعة من الأمراض قد تصيبه في حالة عدم التغذية السليمة، ويساعده النظام الغذائي الجيد في القدرة على القيام بجميع الأنشطة الحياتية بمساعدة الأغذية الصحية والسليمة ويجب تجنب الأغذية المقلية فهي تؤثر على الصحة وتسبب العديد من الأمراض.
وتتعدد احتياجات الطفل للغذاء بحسب سنه ففي كل مرحلة عمرية يحتاج جسده إلى مجموعة معينة من المكونات الغذائية غير الأخرى فمع نمو جسده يحتاج إلى مجموعة أخرى ومتنوعة من الأغذية والكمية تتزايد مع زيادة العمر، ولكي نقوم بتوضيح هذه المكونات الغذائية التي يحتاجها الطفل في مختلف فترات حياته عملنا على تقسيم المراحل العمرية المختلفة للطفل بالشكل التالي:
1- الرضع من عمر الولادة إلى سن ستة أشهر
لا يحتاج الطفل في هذا السن سوى لبن أمه “لبن الرضاعة” فهي تمده بما يحتاجه جسده من كافة العناصر الغذائية المفيدة له، وينصح الأطباء دائماً الأمهات بالرضاعة الطبيعية مبكراً بعد الولادة نظراً لمساعدة الرضاعة في إفراز مادة الأوكسيتوسين، والتي تقوم بدورها في منع النزيف ووقوع المشيمة، وإقامة علاقة ودية بين الأم وطفلها، ومنع إصابة الطفل بأية عدوى، وتقوية مناعتهم ضد الأمراض التي قد تصيبهم في سنهم المبكر هذا ومنها: الأمراض الجرثومية التي قد تصيب الأطفال الرضع في هذا السن من خلال استعمال زجاجات الرضاعة “الببرونات” الغير المعقمة أو استخدام المياه غير المغلية مسبقاً.
2- الأطفال من عمر ستة أشهر إلى سنة
تقوم الأم في هذه المرحلة العمرية للطفل بإدخال الغذاء إلى طعامه مع الرضاعة الطبيعية فقد بدأ الطفل ينمو ويتطور، وبدأت مجموعة من الحركات يقوم بها الطفل ينبغي على الأم أن تنتبه لها فقد بدأ في اجتذاب الأطباق، والملاعق أثناء الطعام، وتقريب يد الأم من فمه، وهي تتناول وجباتها الغذائية، ومن هنا ينبغي على الأم في هذه المرحلة الانتباه إلى الطفل، وكيفية تغذيته الغذاء الصحي اللازم لهذه المرحلة بحيث لا يضره فمن الممكن أن تدخل إلى غذائه الأكلات المحتوية على الحديد كاللحم الناضج تماماً، والخضروات المسلوقة أو الناضجة بشكل يمكن الطفل من بلعها، والفواكه الطازجة المسلوقة سلقاً جيداً، والمفرومة فرماً جيداً أو المهروسة بما يمكن الطفل من أكلها، والأرز المسلوق، ووضع الحليب قليل الدسم في الوجبات المعدة للطفل لإعطائها قيمة غذائية أكبر، ويمتنع تماماً إعطاء الطفل ملح أو سكر مع الأكل فهي تضره بشكل كبير.
3- الأطفال الذين تجاوزوا عمر السنة
هنا يصل الطفل إلى مرحلة تناوله الطعام مع الأسرة فباستطاعته أكل الخبز، واللحوم، والفواكه، والخضروات، والحليب ومنتجاته، والبيض، والأسماك بجانب الرضاعة الطبيعية الأساسية حيث أن مدة الرضاعة هي سنتين كاملتين كما أقر رب العزة في كتابه الكريم، وحثنا على ذلك ديننا الإسلامي الحنيف لتغذية الطفل، وهذا ما أكدت عليه الأبحاث والدراسات العلمية فيما يخص غذاء الطفل السليم.