تجربتي مع نزول الرحم وعلاجه بالاعشاب
تجربتي مع نزول الرحم وعلاجه بالاعشاب تُعتبر واحدةً من أبرز التجارب التي مرت علي طوال حياتي تقريبًا، ففي هذه التجربة عانيت كثيرًا من الأعراض والاضطرابات، ولكن في نهايتها شُفيت بشكل تام مما كان قد حل بي، لذا قررت في سبيل تحفيزكُن مُشاركة هذه التجربة على الملأ.
اضطرابات أعاقت السعادة بالحمل
في بداية الأمر وقبل أن ابدأ في سرد تجربتي مع نزول الرحم وكيفية علاجه وجب عليَّ أن أُعرفكم بنفسي، اسمي فرح، وأنا في يومنا هذا بلغت مُنتصف العقد الثالث من عُمري، وقد وهبني الله بعد عناءٍ يُمكن القول إنه طويل فتاتين نعمتُ بوجودهنَّ كثيرًا.
أعمل في مهنة التدريس مُنذ فترة طويلة على الرغم من صغر سني مُقارنةً بزُملائي وزميلاتي من المُدرسين، فقد عُرف عني كوني مُتفوقةً بشكلٍ كبير في دراستي، وقد كان اختصاص في الجامعة العلوم وبالتحديد الكيمياء.
خلال فترة عملي تعرفت على العديد من الزُملاء وأصبحنا أصدقاء مُقربين وشُركاء عمل ونجاح في واقع الأمر، وقد كانت علاقتي بكافة الزُملاء والزميلات طيبة يعمها الإخاء والتفاهم، وفي يومٍ من الأيام وصل مدرستنا وافدٌ جديد كان يعمل في مُحافظة أخرى وتم استقدامه نظرًا لكفاءته وحاجة المدرسة إليه.
أثار هذا الرجل فضولي مُنذ الوهلة الأولى وشعرت أنه يُبادلني نفس الشعور، وفي واقع الأمر أصبح هذا شعور زميلاتي بشكلٍ عام، وبعد فترة قصيرة لم تبلغ الستة أشهر تقريبًا قطع هذا المُعلم الذي عرفت أن اسمه عبد الله الشك باليقين حينما قال لي إنه يرغب في التقدم لي وطلب يدي للزواج.
على الرغم من سعادتي المُفرطة إلا أنني كُنت أتوقع ذلك في الحقيقة، وسرت أمورنا بشكلٍ سريع بتوفيق الله، فبعد أن تقدم لخطبتي بأربعة شهور تزوجنا، وكانت حياتنا سويًا من صور النعيم في الحياة الدُنيا، وقد كان التفاهم بيننا مُنقطع النظير، ناهيك عن التعامل الحسن والمودة التي كانت تُزين كُل تصرفاتنا تجاه بعضنا البعض.
زاد من نعيم عيشنا سويًا خبر كوني حامل، وهو ما جعلنا نسعد بشكل لا مثيل له، ولكن لم تستمر هذه السعادة كثيرًا، إذ شعرت في الثُلث الثاني من الحمل بآلام كبيرة في الحوض ومنطقة الظهر، كما أنني عانيت من النزيف وبعض الإفرازات المهبلية.
لا يفوتك أيضًا: نزول الرحم اسبابه وعلاجه والوقاية منه
بداية قصتي مع نزول الرحم
أول ما يخطر في أذهاننا نحن السيدات عند النزيف وكثرة الإفرازات الغريبة خلال فترة الحمل هي فكرة الإجهاض وخسارة الجنين الذي نُمني به النفس قبل أن يأتي حتى، وفي واقع الأمر تسبب لي هذا النزيف بحالة كبيرة من الرُعب والهلع وصلت إلى حد عدم رغبتي في التوجه إلى مُقدم الرعاية الطبية في سبيل تشخيص ما أُعاني منه وتأكيد شكوكي.
أعلم أن تصرفي وتفكيري كانا خاطئين تمامًا حينها، ولكنهما مُبررين في واقع الأمر، فأنا أحلُم مُنذُ نعومة أظافري باليوم الذي سأكون فيه أُمًا، وزواجي بعبد الله زاد من رغبتي في تكليل حُبنا وتتويجه بقدوم فلذة أكبادنا، لكن بعد أن استجمعت قواي بفضل زوجي ووالدتي توجهنا نحن الثلاثة إلى الطبيب المُختص.
على عكس ما توقعت حمدًا لله لم يكُن جنين قد سقط أو عانيت من الإجهاض، لكنه قال لي إنني مُصابة باضطراب في الجهاز التناسلي يُعرف باسم نزول الرحم، وقد كان من النوع الجُزئي، فقد علمت أن هُناك نوع آخر يصل فيه هذا الهبوط إلى تدلي الرحم من المهبل في الحالة الكُلية من هذا الاضطراب.
كما أن كُل ما عانيت منه من نزيف وإفرازات مهبلية وحتى ما أصابني من آلام أسفل الظهر بعدها كان من صور الأعراض التي تنتج عن الإصابة بنزول الرحم، وقد علمت من الطبيب المُعالج أن لهذه الحالة المرضية أعراض وآثار أُخرى مُحتملة الحدوث أبرزها:
- ثقل الحوض.
- سلس البول.
- الإمساك الحاد.
- التهاب المثانة.
- اضطرابات وصعوبة في العلاقة الجنسية الحميمة.
- ضعف أنسجة المهبل.
- الشعور بالجلوس على شيء كروي أو سقوط جُزء من المهبل.
بسؤالي عن السبب الذي أدى إلى إصابتي وبدء تجربتي مع نزول الرحم قال لي الطبيب المُختص إن الحمل من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك، بجانب بعض العوامل الجينية المُسببة لضعف عضلات الحوض، كما هُناك عوامل غريبة مثل السُعال المُزمن.
لا يفوتك أيضًا: أسباب نزول الدم بعد الدورة الشهرية بأسبوعين
البحث عن علاج لنزول الرحم
ما كان مني إلا أن بدأت في طرح الأسئلة حول سلامة الحمل، كيفية العلاج من هذه الحالة المرضية المُزعجة وغيرها من الاستفسارات التي راودتني وخيمت على عقلي بشكلٍ كبير طوال فترة حديث الطبيب المُختص معي أنا وزوجي ووالدتي.
قال لي مُقدم الرعاية الطبية إن هبوط الرحم له العديد من الوسائل والأساليب العلاجية التي تُساهم في التخلص من هذه المُشكلة بشكل جذري، ومن أبرز هذه العلاجات وأكثرها شيوعًا كُل من:
1- الفرازج المهبلية
تُعتبر الفرازج من الأجهزة المهبلية التي لها القُدرة على دعم الرحم والعمل على إبقاءه في محله للحد قدر المُستطاع من نزوله وهبوطه إلى قاع الحوض ناحية المهبل، والجدير بالذكر أن هذا الجهاز لا بُد من استخدامه بإشراف الطبيب المُختص وتحت رعايته ومُلاحظته الدائمة للتأكد من الاستعمال الآمن.
2- الخضوع للجراحة
قال لي الطبيب المُختص إن التدخل الجراحي يُعتبر من أبرز وأكثر الإجراءات العلاجية التي يُمكن اللجوء إليها في سبيل علاج هبوط الرحم ناحية منطقة البطن أو المهبل.
كان عليَّ اتخاذ قرار يُعتبر مصيري، لذا قررت أن أذهب إلى المنزل وأقضي اليوم بأكمله في البحث عن سلبيات وإيجابيات هذه الإجراءات، وفي واقع الأمر شعرت بالرُعب، فهُناك احتمالية قائمة بأن يتسبب جهاز فرازج مهبلية بانهيار عضلات الرحم تمامًا في حال ما لم تقوى على تحمله.
كما أنه بالبحث عن العملية الجراحية لعلاج نزول الرحم عرفت أن هُناك العديد من المخاطر التي قد تتسبب بها في حال ما كان هُناك رغبة في الحمل والولادة، ما يعني أن هُناك خطر كبير على الجنين قد يصل إلى حد الإجهاض بلا أدنى شك.
لا يفوتك أيضًا: نزول خيوط دم في الشهر الثاني من الحمل
علاج منزلي لنزول الرحم
أذكر هذا هذه اللحظات كما لو كانت اليوم على الرغم من مرور سنين عليها، ففور أن اصطدمت بالواقع الأليم وعرفت أن هُناك خطر حقيقي وفعلي فيما يخص استئناف الحمل دخلت في نوبة بُكاء هستيرية.
فقد كُنت أشعر أنني على شفا هاوية إن صح التعبير مُعرضةً لخطر اضطراب الاكتئاب وخسارة جنيني الذي منيت به نفسي ولا أعلم إن كُنت قادرةً على الإنجاب بعده أم لا حتى في آنٍ واحد، ولكن سُرعان ما قطع هذه النوبة مقال انتشلني من حُزني عندما قرأته في موقع أجنبي يختص بالأمومة والأطفال.
جاء بين سطور وطيات هذا المقال أنه في عام 2010 قام مركز للأبحاث الطبية والمخبرية في الهند يُعرف باسم براكش بإجراء دراسة سريرية على سيدة في مُنتصف العقد الرابع لها، وكانت تُعاني نفس حالتي تقريبًا، إذ تم تشخيصها بنزول الرحم بعد أن عانت من آلام يُصاحبها نزيف مهبلي.
في البداية نصحها الأطباء باستخدام بعض العقاقير الطبية بالتزامن مع تركيب فرزجة المهبل، وقد رفضت هذا الجهاز واكتفت بالأدوية، بعد عِدة أشهر تفاقم الوضع وتدهورت حالتها بشكل كبير لتُعاني من هبوط الرحم من الدرجة الثالثة، وهو ما يعني أن عُنق الرحم قد خرج من المهبل.
عرض عليها الأطباء فكرة العملية الجراحية ولكنها أصرت على الرفض لإصابتها بفقر حاد في الدم، وقد كان سائدًا في الثقافات والتقاليد الهندية اللجوء إلى الطب البديل، لذا نصحها أحد خُبراء هذا المجال باستخدام نبتة تُعرف باسم ميموسا بوديكا Mimosa Pudica.
بعد استخدام هذه النبتة لفترة قصيرة بدأت الأعراض بالتحسن إلى أن تماثلت للشفاء بشكل كُلي نسبيًا في غضون عِدة أشهر، لذا قررت أنني سألجأ إلى الحل المنزلي والعلاج الطبيعي لنزول الرحم.
لا يفوتك أيضًا: متى يكتشف الحمل خارج الرحم
نهاية تجربة نزول الرحم
بعد أن قررت توجيه اهتمامي بالعلاج المنزلي والطبيعي لنزول الرحم بحثت كثيرًا عن الوسائل الأخرى في الطب البديل والتكميلي، وقد وجدت في واقع الأمر بعض الأساليب التي عززت من البرنامج العلاجي في تجربتي مع نزول الرحم وما عانيت منه خلال فترة طالت رغم قصرها.
ارتكز البرنامج العلاجي الخاص بي على ركيزتين أساسيتين هُما استخدام نبتة ميموسا بوديكا بالإضافة إلى مُمارسة تمارين كيجل للنساء بشكل مُستمر، كما أنني وجدت بعض التعليمات والإرشادات والتي صدق عليها الطبيب المُختص بدوره، ومن أبرزها:
قومي بــ | تجنبي القيام بــ |
علاج الإمساك بشكل فوري | رفع الأشياء ثقيلة الوزن |
الخضوع للعلاجات الهرمونية البديلة | تناول الدهون والسكريات المُسببة لزيادة الوزن |
قُمت بالالتزام بشكل كبير بهذا البرنامج العلاجي، وهو ما عاد علي في تجربتي مع علاج نزول الرحم بالنفع والفائدة بصورةٍ لم أكن لأتخيلها في واقع الأمر، وفي نهاية المطاف شُفيت تمامًا من نزول الرحم ومن الله عليَّ بفتاتين أنار بهما حياتي ووضعت وزوجي فيهما كُل حبنا لبعضنا البعض.
وجب عليَّ القول في نهاية سردي لقصتي وتجربتي أن العلاجات البدلية قد لا تُجدي نفعًا بشكل دائم وإلا تم اعتمادها بكونها العلاجات الأولية والرئيسية، لذا نجد أنه من الضروري اتباع ما يُمليه الأطباء والتصرف تحت مُتابعتهم المُستمرة قدر المُستطاع.