لماذا لا يسقط القمر على الأرض؟
هل للجاذبية تأثير على القمر؟ ولماذا لا يسقط القمر على الأرض؟ فتلك الأسئلة يمكنها أن تعاونك على معرفة بعض المعلومات الهامة عن القمر والعلاقة بينه وبين كوكب الأرض.. وإليك أهم التفاصيل الخاصة بهذا الشأن في الفقرات المقبلة.
لماذا لا يسقط القمر على الأرض؟ | لأنه يخضع إلى الجاذبية الأرضية. |
كيف تتحرك الأقمار الصناعية في الفضاء؟ | من خلال إطلاق الصواريخ إلى المدار المحدد لها. |
هل يسقط القمر الصناعي؟ | لا.. لأن المتحكم الوحيد هو الجاذبية الأرضية. |
تأثير الجاذبية الأرضية على القمر
إن السبب المنطقي وراء ثبات القمر في المسار الخاص به.. دون السقوط على كوكب الأرض، يتمثل في هيمنة الجاذبية الأرضية عليه، على الرغم من كونه يظهر عاليًا في السماء وكأنه ليس جزءً من كوكب الأرض نفسه.
من هنا نشير إلى أن التوازن الذي يحدث بين السرعة والجاذبية.. هو العامل الوحيد الذي ساعد على بقاء هذا الجرم المصنوع من الصخور في مكانه إلى الوقت الحالي، كما يبقيه معلقًا في السماء كما لو كان متصلًا ببعض الخيوط الشفافة غير المرئية.
المبدأ ذاته ينطبق على الأقمار الصناعية التي تسبح في الفضاء عاليًا.. وتخضع كذلك إلى قانون الجاذبية الأرضية العظيم، ولكن الأمر هنا مختلفًا بعض الشيء.. إذ يتم تحريكها من خلال إطلاق بعض الصواريخ إلى المسار المراد الوصول إليه، لكي تتمكن تلك الأقمار من تأدية وظيفتها المحددة.
الدافع وراء تلك الأمور التي لا تبدو منطقة لعين من يجهلون بها.. هو أن قانون الجاذبية الأرضية الذي وضعه العالم البريطاني ـ إسحق نيوتن، قد ورد به أن كل الأجرام في الطبيعة يمكنها أن تتجاذب فيما بينها بقوة تتناسب بشكل طردي.
كما أن هذه العلاقة الطردية عادةً ما تحدث بين كتلة الأجسام.. بينما تتناسب بشكل عكسي في حال أن تم النظر إلى مربع المسافة الواقعة بين تلك الأجسام.
اقرأ أيضًا: متى يكتمل القمر؟ وكيف تؤثر طاقة البدر علينا؟
الجاذبية بين النجوم والكواكب
من المتعارف عليه أن الشمس تنتمي إلى الأجسام الضخمة التي تقع تحت سيطرة الجاذبية الأرضية.. مما يفسر كونها ضمن الكواكب الأخرى التي تدور حولها، مع العلم أنه يوجد القدر الكافي من المسافة بين تلك الكواكب والتي تفصلها عن بعضها البعض.
إلى جانب ذلك فإن هذا التوازن الحادث هو ما أدى إلى أن يكون الغلاف الجوي والقمر على مقربة من الشمس دون المساس بها.. والقمر كذلك ينطبق عليه الأمر ذاته حين يتعلق الأمر بالحديث عن الجاذبية الأرضية.
أما عن جاذبية القمر فهي تلك التي تربطها علاقة وثيقة بظاهرة تعرف باسم المد والجزر.. والجدير بالذكر أن الأشخاص والأجسام نفسها تملك جاذبيتها الخاصة، ليس تلك التي تجعلهم ينالون إعجاب من حولهم من البشر.. ولكن الجاذبية التي تجعل أجسادهم لا تطفو عن سطح الأرض.
ماذا يحدث عند الخروج عن الجاذبية ؟
في حال أن كانت الأجسام تملك كتلة مرتفعة للغاية.. وكانت المسافة بينها منخفضة، كلما كان تأثير الجاذبية الأرضية أكبر من ذي قبل.. قس على ذلك النتائج في حال إن كانت الأجسام صغيرة فمن الممكن أن تكون خارج سيطرة الجاذبية الأرضية من الأساس.
تجدر الإشارة إلى أن الأمر لا يحتاج إلى حدوث التلامس بين هذه الأجسام.. إذ أن ذلك المبدأ السابق ذكره لا يشير إلى انعدام وجود الجاذبية الأرضية من الأساس، بل إنها لا زالت موجودة ولكن ليس بالقدر ذاته من التأثير والفعالية.
كما أن الجاذبية الأرضية يمكنها أن تبقى ويبقى تأثيرها قائمًا.. ولكن عند بُعد معين يمكن لهذا التأثير أن يتلاشى شيئًا فشيئًا، لذا فينبغي أن يتوافر شرطين أساسيين لكي يظل تأثير الجاذبية الأرضية قائمًا.. الأول هو الابتعاد لمسافات كافية، والآخر هو أن يتم السير بسرعة كبيرة للغاية.. فيما يعرف باسم سرعة الإفلات.
اقرأ أيضًا: أين يقع مركز جاذبية الأرض
أهم فرضيات سقوط القمر على الأرض
أصبح من المتفق عليه أن القمر ليس هذا الجسم الصخري المربوط بالخيط الشفاف.. وأن الجاذبية الأرضية هي العامل المتحكم في ثباته، وإليك بعض الفرضيات التي تشرح الأمر بشكل أكثر دقة في النقاط القادمة:
- اقتراب القمر من الأرض : ففي تلك الحالة من الممكن أن يؤثر هذا الأمر على اكتمال دورة القمر.. والنتيجة الحتمية ستتمثل في سقوطه على سطح الأرض، ولكن العامل الفاصل في تلك المرحلة هو تدخل الجاذبية الأرضية لإنقاذ الموقف.
- إبطاء القمر : في هذه الحالة سيكون القمر في مسار أبطأ من المعتاد.. وعلى الرغم من ذلك إلا أن الجاذبية الأرضية ستعمل على التغلب على هذا العائق، إلى أن تمنعه من السقوط على سطح الأرض.. لكي تمنع كل المشاكل التي قد يتسبب بها هذا الأمر.
- زيادة الجاذبية الأرضية : من الوارد أن تحدث زيادة مفاجئة في الجاذبية الأرضية.. وبالطبع ستشعر كل المخلوقات والكائنات الحية بهذا الأمر، وفي تلك الحالة على الأرجح سيكون السيناريو المتوقع هو التغلب على تأثير الانحناء.. ومن ثم جذب القمر ناحية الأرض.
اقرأ أيضًا: هل القمر كوكب أم نجم؟
أهمية القمر للأرض
البعض يرى أن هذا الجسم الصخري القاتم والمعتم عديم النفع.. ولكن عالمة الكواكب في وكالة ناسا ـ جينيفر هيلدمان كان لها رأي مختلف، إذ ترى أن القمر له الفضل في وجودنا حتى الوقت الحالي على سطح الأرض.
نظرًا لأنه يمنح الأرض القدر الذي تحتاج إليه من التوازن.. والدليل على ذلك هو قوة الجذب الكبيرة التي تربط بين القمر وكوكب الأرض، ما أدت بالتبعية إلى ثبات الأرض.. ليس ذلك وحسب بل له دور ملحوظ أيضًا في كل الأمور الغريب التي تحدث على الكوكب في الوقت الحالي.
استندت العالمة على بعض المسلمات في وجهة نظرها.. حيث أشارت إلى أن القمر يملك أكبر كتلة في النظام الشمسي بشكل عام، وهي السبب الأول والأخير في الحصول على هذا القدر من التوازن الذي يملكه كوكب الأرض.
كما أن الجاذبية الأرضية تمثل همزة الوصل في العلاقة بين القمر وكوكب الأرض.. على الرغم من تلك المسافات الهائلة والكتلة التي تفصل بينهما، ولكن هذا لا ينفي أن للجاذبية الأرضية الفضل في الحفاظ على مسار كلًا منهما محفوظًا إلى الوقت الحالي.
تجدر الإشارة إلى أن الأرض تقوم بالدوران في محور ثابت حول القمر.. والذي يعادل 23.5 درجة على أقل تقدير، وهي الدرجة المناسبة التي تمكن ضوء الشمس وأشعتها اللطيفة من الانتشار في مختلف الأماكن على سطح الكوكب في الوقت ذاته.
كما أن له دور هام في تشكيل فصول السنة.. من خلال تلك التذبذبات التي يصنعها كوكب الأرض، والتي يبلغ المدى الخاص بها ما يعادل 105 درجة من محوره.
ناهيك عن ظاهرة المد والجذر التي يشترك بها كلا العنصرين.. والتي تنظمها الجاذبية الأرضية كذلك، وهي من الظواهر الشهيرة التي تحدث في القارات التي تتأثر بجاذبية القمر بشكل ملحوظ.