أين تقع مدينة بينون الأثرية؟

أين تقع مدينة بينون الأثرية؟

لهذه المدينة دورًا كبيرًا في تقدم الحضارة الحميرية والتي تعد من الحضارات العريقة العربية، إذ إنه لوقتنا الحالي لا زالت شامخة ومشهورة، وعليه فكثر التساؤل عن موقعها ومعالمها الرائعة، لذلك فإننا في السطور التالية سوف نذكر لكم أبرز المعلومات عنها.

أين تقع مدينة بينون الأثرية

لا بد وأن نوضح لكم موقعها الجغرافي بالتفصيل، حيث إن هذه المدينة تقع في محافظة ذمار في دولة اليمن ذلك في عزلة ثوبان التابعة لكل من المتاخمة ومديرية الحداء في مأرب.

كما تقع أيضًا المدينة من ناحية الجهة الشرقية في إحدى القبائل والمخلاف الشهيرة في محافظة ذمار اليمنية وهي قبيلة عَنس والتي تقابل كراع حرة كومان، ومن الجدير بالذكر أنها بمثابة المسكن لقبيلة شداد.

حيث إنه أطلق عليها شداد يهفيض، فلقد كان لهذه القبيلة دورًا بارزًا في إضعاف قوة دولة سبأ وفي تشيد الدولة الحميرية، ووفقًا للإحصائيات الأخيرة تبين أن مدينة بينون تبعد عن مدينة ذمار بنحو 54 كيلو متر.

حيث يمكن الوصول إليها من الطريق الفرعي، وعلى هذا النحو يمكن تلخيص موقعها الجغرافي في الجدول الآتي:

أين تقع مدينة بينون الأثرية

الدولة اليمن
المدينة ذمار
الجهة الشرقية قبيلة عنس

من الجدير بالذكر أن العلماء أشاروا إلى وجود هذه المدينة في بطن واحدة من الجبال التي تتسم بكونها شديدة الانحدار وذلك على جبل مستطيل منحوت يمر خلاله طريق كبيرة.

لا يفوتك أيضًا: خريطة اليمن بالمدن كاملة صماء

مكانة مدينة بينون في الدولة الحميرية

بعد أن تعرفنا إلى أين تقع مدينة بينون الأثرية، ففي السطور التالية سوف نتحدث عن مكانة هذه المدينة بين المدن الحميرية.

فلقد احتلت من حيث الأهمية المرتبة الثانية بعد مدينة ظفار، وأصبحت العاصمة الدينية للدول الحميرية، إذ يعزى السبب وراء ذلك إلى الآتي:

  • كثرة المعابد في محيطها ووجود النقوش الحميرية عليها سواء كانت التاريخية أو الأثرية، والتي توضح السخاء الذي تحملته الدولة في بنائها.
  • انتشار المباني الكبيرة والأنفاق والأسواق وكذلك الأبراج فيها والتي تم بناؤها بشكل يشبه العواصم الكبيرة.
  • وجود قصر بينون الملكي والذي يتكون من 5 طوابق وبئر من الماء وقاعتين وبه نقوش رائعة ومجمع للآلهة ولقد ذكر أنه يضم إله عثتر ذو ظهر يشر وذات حميم وكذلك عثتر الشارق.

المعالم الشهيرة في مدينة بينون

لمدينة بينون معالم أثرية شهيرة صرح عنها علماء الآثار وأكدوا بأنها لها دور عظيم في تقدم دولة اليمن، ففي صدد إجابتنا عن سؤال أين تقع مدينة بينون الأثرية، سنشير إلى هذه المعالم في السطور التالية:

1- أنفاق بينون

يوجد في مدينة بينون نفقين تم بنائهما بدقة وعناية وفقًا للمعايير الهندسية إلى جانب التقنية الإبداعية، فهما يعدان بمثابة أبرز الأعمال الهندسية المائية في جنوب منطقة شبه الجزيرة العربية، حيث يحتلان المرتبة الثانية عقب سد مأرب.

يُعرف النفق الأول باسم نفق جبل بينون، أما النفق الثاني باسم نفق النقوب، وفي حقيقة الأمر لقد تم سد النفق الأول بالكامل بسبب حدوث انهيارات متكررة عند مداخله.

إلا أن النفق الثاني مازال حتى يومنا هذا واضحًا معالمه، فلقد بينت الدراسات أن طوله يصل حتى 150 متر بينما عرضه تقريبًا 3 أمتار، وارتفاعه 4.5 متر، ومن الجدير بالذكر أنه تم شقه مسبقًا لسقاية وادي نمارة ووجد داخله نقوش تعكس خصائصه.

2- قلعة البينون

تعد قلعة البينون بمثابة أشهر الحصون اليمنية وذلك لاحتوائها على عدة أماكن تراثية عظيمة، فهي تضم قصر بينون أو ما يطلق عليه قصر الصبايا وكذلك حصن بينون ونفق بينون.

فلقد ذكر الخبراء اليمينيين أن قصر الصبايا تم نحته في قمة جبل على هيئة مستطيل، وتم تزويده بأسوار عديدة واختراق الطريق في وسطه ليعكس عظمة القدماء في تشييد الطرقات داخل الصخور.

يُجدر بالإشارة إلى أن قلعة بينون بها نقوش مكتوبة بخط المسند وكذلك خط اليد، حيث تم العثور عليها حديثًا وتبين أن أحدهما يحمل اسم مدينة بينون وكذلك اسم الملك الحمير المعاصر وهو شمر يهرعش ملك سبأ.

كما وجد عند مدخل القلعة نقشان مكتوبان بشكل غريب حيث تمكن العلماء من قراءة معظم الأول بينما الثاني غير واضح مطلقًا ولم يتمكنوا من قراءته.

لا يفوتك أيضًا: ما هي عاصمة اليمن

قبائل مدينة بينون

أن قبيلة شداد اتخذوا من هذه المدينة سكنًا لهم، حيث إن الأمر تم اكتشافه عند قراءة النقوش الأثرية وظهر اسم شداد يقطن فيها.

كما وقد أكد المؤرخون على أن هذه النقوش وضحت أن زعماء قبيلة شداد وكذلك سلالة الملوك هم بنو سمع أو ما يعرف باسم بنو سمه وهو ينتمون لأتباع بني تبع.

من الجدير بالذكر أن قبيلة شداد في اليمن لم يتم ذكر اسمها مطلقًا سوى في النقوش الأثرية وكذلك الحرب التي دارت بينها وبين غيمان.

حيث كان مكتوبًا بأن هناك حملة قادها إيل شرح يحضب وهو الملك السبئي من أجل إخضاع مملكة كندة ولكن قبيلة شداد تصدت له، ولقد ذكر أيضًا قيام القبيلة بواسطة حي عثب بن سمع على مأرب لاحتلال القصر الملكي فيها.

معلومات مفيدة عن مدينة بينون

أين تقع مدينة بينون الأثرية

استكمالًا لإجابتنا عن سؤال أين تقع مدينة بينون الأثرية، ففيما يلي سوف نذكر لكم المعلومات التي تشير إلى العظمة التاريخية لهذه المدينة:

  • أطلق على مدينة بينون اسم بيت الحمير.
  • تطل المدينة على العديد من الوديان وكذلك الأراضي الزراعية الخصية في دولة اليمن وهذا ما خلق لها مكانة كبيرة اقتصادية.
  • تقع في مكان استراتيجي جعلها بمثابة خط دفاع قوي للحمير عند تصدي الهجمات السبئية.
  • لها أهمية حضارية كبيرة في عصور ما قبل التاريخ ولقد شهدت ازدهارًا ملحوظًا في عصر الدولة الحميرية.
  • أقدم النقوش في هذه المدينة يعود إلى القرن 2 الميلادي لا سيما في النصف الأول منه حيث عهد ملك سبأ وكذلك ذي ريدان وهو الملك ياسر يهصدق.
  • عند قدوم القرن الأول للميلاد تحول المدينة من قرية ثانوية إلى مدينة كبيرة وذلك كان على يد الملك ياسر يهصدق.
  • عكست النقوش المنتشرة فيها مستوى رفيعًا بالنسبة للفن الحميري القديم، كما بينت أهمية المدينة تاريخًا وأثريًا لوجود الزخرفات الرائعة فيها.
  • لقد تم تدمير بينون من قِبل الأحباش عقب احتلالهم لدولة اليمن عام 525 م.
  • تم إنشاء متحف بينون الأثري في موقع المدينة عام 1990 م، حيث إنه ضم العديد من القطع الأثرية التي تم اكتشافها، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في عزلة ثوبان التي تقع في مديرية الحداء التابعة لمحافظة ذمار اليمنية.

مدينة بينون في كتب التاريخ

إلى جانب التساؤل عن أين تقع مدينة بينون الأثرية ظهر تساؤل آخر وهو ما هي الكتب التاريخية التي ذكرت هذه المدينة، ففيما يلي سوف نشير إليها:

كتاب الإكليل الهمذاني
معجم البلدان مدينة بينون الحموي
تاريخ الأمم والملوك الطبري

كتاب الإكليل: ومؤلفه الهمذاني حيث إنه ذكر مدينة البينون قائلًا عنها

” هجرةٌ عظيمةٌ، وكثيرةُ العجائب، وفيها قصر الصبايا، وأنّ الملك الحميري أبو كرب أسعد الكامل كان يتّخذها واحدة من قواعد حكمه”.

  • كتاب معجم البلدان مدينة بينون، ومؤلفه ياقوت الحموي والذي ذكر اسم المدينة وموقعها في النص الآتي:

” إنّه وجد على أساس الكعبة لما هدّمتها قريش في الجاهليّة حجر مكتوب عليها بالمسند… لمن ملك ذمار؟ لحمير الأخيار لمن ملك ذمار؟ إلى الحبشة الأشرار، لمن ملك ذمار؟ لفارس الأحرار لمن ملك ذمار؟ لقريش التجار ثم حار محار أي رجع مرجعًا”.

كما ذكرها أيضًا قائلًا “اسمُ حصن عظيم كان باليمن. قُرب صنعاء اليمن، يقال إنّه من بناء سليمان بن داود. الصحيح أنّه من بناء بعض التبابعة. وله ذكرٌ في أخبار حمير وأشعارهم“.

  • كتاب تاريخ الأمم والملوك، ولقد قال فيه الطبري “حصن بينون باليمن”.
  • ذكر الأصمعي هو الآخر مدينة بينون قائلًا بينونة آخر حدود اليمن من جهة عمان.
  • قال عبد الرحمن الأندلسي بينون وسلحين مدينتَان أخربهما أرياط الحبشي المتغلّب على اليمن من قِبَل النجاشي.

لا يفوتك أيضًا: تقرير السياحة في اليمن ومعالمها الاثرية

قصيدة ذو جدان عن مدينة بينون

لقد اهتم بعض الشعراء بإبراز المكانة التاريخية والأثرية العظيمة لمدينة بينون، ومن بينهم الشاعر ذو جدان والذي قال عنها:

لا تهلكن جزعًا في أثر من ماتا

فإنه لا يـــرد الدهـــــر مـا فاتــا

أبعد بينـون لاعيــــن ولا أثــــــر

وبعد سلحين يبني الناس أبياتا

على الرغم من المكانة التاريخية والعالمية لمدينة بينون التي تقع في اليمن إلا أنها تتطلب توفير يدًا تمحيها من النهب والخراب وبطش العابثين على مر التاريخ، كما تتطلب إضاءة مكثفة لرؤية معالمها الجليلة المغطاة بالانهيارات.

إغلاق