ما هي عاصمة الدولة السعودية الأولى
ما هي عاصمة الدولة السعودية الأولى؟ وما أسباب اختيارها؟ نعلمُ أن شبه الجزيرة العربية قديمًا كانت تنقسم إلى أكثر من منطقة من أهمها نجد والحجاز، منها ما كان يُحكم تحت إشراف مكة المكرمة وآخر يُحكم من آل سعود.. وفيما يلي يعنينا أن نوافيكم بتاريخ الدولة السعودية الأولى والتي ارتبط اسمُها بمدينة كانت هي عاصمتها منذ تأسيسها وحتى سقوطها.
عاصمة الدولة السعودية الأولى
تذكر المصادر التاريخية العديد من المواقع التي قامت على جانبي الوادي، وكان من أشهرها الدرعية.. وهنا نذكر أن عاصمة الدولة السعودية الأولى هي الدرعية التي تقع في جنوب هضبة نجد في محافظة عريض اليمامة، على أن حدودها تأتي كالآتي:
- محافظة دراما جنوبًا.
- مدينة حريميلة شمالًا.
- بين حريميلة وضرما غربًا.
- مدينة الرياض شرقًا، وهي عاصمة المملكة العربية السعودية الحالية، والتي تفصلها عن الدرعية ما يقرب من 20 كيلو متر.
فيما يلي بعض المعلومات الهامة عن الدرعية ذات الموقع الاستراتيجي المميز:
المساحة | 2.020 كيلومتر مربع. |
ارتفاع | 600 متر فوق مستوى سطح البحر. |
عدد السكان | 73.668 نسمة (إحصاء 2017). |
المناخ | صحراوي (حرارة مرتفعة صيفًا، برود شتاءً، عواصف ترابية). |
الأحياء | المليبد، القصيبة، الطريف، البجيري، الرقية، سمحان. |
المواقع الأثرية | أسوار الدرعية، قلعة الغداونة، برج الصحابيلة، برج السمحة
برج البريكي، قصر سعد، قصر سلوى، مسجد موضي بنت أبي وطن. |
يوم التأسيس | 1157 هجريًا، 1744 ميلاديًا. |
مؤسس الإمارة | مانع المريدي. |
مؤسس الدولة السعودية | محمد بن سعود.. وجعل عاصمتها “الدرعية”. |
ارتبطت نشأة الدرعية بالأجداد السعوديين الأوائل، من كانوا في شرق الجزيرة العربية، وعزموا على الانتقال إلى نجد، فأنشأوا بيوتًا ومزارع كانت هي اللبنة الأولى التي قامت عليها الدرعية.. وسرعان ما أصبحت من أهم العواصم الإسلامية في شبه الجزيرة العربية لتكون عاصمة للدولة السعودية الأولى.
لا يفوتك أيضًا: صور علم السعودية حديثة
مقومات اختيار عاصمة الدرعية
بالنظر إلى الموقع الجغرافي للدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى نجد أنه موقع استراتيجي لدولة كبرى، حيث جاءت مقومات اختيارها عاصمة للبلاد كما يلي:
- أنها تقع المدينة على أهم الأودية في نجد وهو وادي حنيفة.
- تقع في قلب أهم الطرق التجارية قديمًا (من جنوب شبه الجزيرة العربية مرورًا بنجران إلى اليمامة ودومة الجندل، وشرقًا إلى العراق وغربًا إلى الحجاز)، فهو طريق الحجاج من وسط آسيا إلى مكة المكرمة مرورًا بالدرعية.
خريطة الدولة السعودية الأولى
من تلك الخريطة تبين أن الدرعية كانت ذات موقع مميز، كما يتجلى مدى الاتساع الذي وصلت إليه والذي كان أقصاه في عام 1814 م على يد “سعود بن عبد العزيز” لذا كان يستحق لقب “سعود الكبير”، وتجلى ذلك الامتداد فيما يلي:
أما عن الخريطة التي توضح اتساع عاصمة الدولة السعودية الأولى “الدرعية” فجاءت كما في الصورة التالية في عام 1808م:
لا يفوتك أيضًا: أسرع الأشجار نموا في السعودية
تاريخ إمارة الدرعية
لقد أسس تلك البلدة “مانع بن ربيعة المريدي” وهي منسوبة إلى جده درع، وقد تكاثر سكانها وأراد حاكمها توسيع رقعتها بالاستحواذ على المناطق المجاورة، ثم تناوب الحكام عليها إلى أن ترأسها سعود الأول بن محمد بن مقرن.
إن عاصمة الدولة السعودية الأولى هي التي قامت في شبه الجزيرة العربية بناءً على الاتفاق بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين الأمير محمد بن سعود، لتكوين وحدة سياسية كبيرة على غرار ما بإقليم نجد من كيانات سياسية، لتكون جميعها خاضعة لنظم واحدة.
حيث ظلت الدولة السعودية الأولى قائمة حتى قام بإسقاطها إبراهيم باشا بعدما استولى على عاصمة الدرعية في العام الهجري 1233.. أما عن البلدان التي شملتها الدولة السعودية الأولى:
- الأردن
- الإمارات العربية المتحدة
- البحرين
- السعودية
- العراق
- عمان
- قطر
- الكويت
- اليمن
مؤسس الدولة السعودية الأولى
يُطلق على الدولة السعودية الأولى “إمارة الدرعية“، وقد أسسها “محمد بن سعود آل مقرن” واسمه “محمد (الأول) بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي والمردة من حنيفة من بكر بن وائل” لأنه كان أمير الدرعية وهو من اتخذها عاصمة، وتوفى عام 1725 وقد خلف بعده أكبر رجال أسرته سنًا.
قد توسعت حتى انتهت على يد الجيش العثماني.. لكن لا تُنسى إنجازاته التي أتت على النحو التالي في عاصمة الدولة السعودية الأولى:
- الاستقلال السياسي وعدم التبعية لأي نفوذ.
- الاهتمام بالأمور الداخلية وتقوية مجتمع الدرعية.
- بدء حملات التوحيد.
- بناء حي الطرفية بجانب غصيبة.
- بناء سور الدرعية للتصدي للهجمات الخارجية.
- تأمين طرق الحج والتجارة.
- التصدي لعدد من الحملات ضد الدولة.
- تنظيم موارد الدولة.
- توحيد الدرعية تحت حكمه نشر الاستقرار.
- توحيد معظم منطقة نجد.
- الحرص على الاستقرار الإقليمي
- دعوة البلاد للانضمام إلى الدولة السعودية.
- مناصرة الدعوة الإصلاحية وحمايتها.
حكام الدولة السعودية الأولى
لمّا ارتبط تأسيس الدولة السعودية الأولى بتأسيس عاصمتها الدرعية، لنا أن نشير إلى الحكام من بعد مؤسسها الأول، فجاء حكام الدولة السعودية الأولى على النحو التالي:
محمد بن سعود آل مقرن | 1744 وحتى 1765 م |
عبد العزيز بن محمد آل سعود | 1765 إلى 1803 م |
سعود بن عبد العزيز آل سعود | 1803 إلى 1814م |
عبد الله بن سعود آل سعود | 1814 إلى 1818م |
أما عن الأمراء والقادة ممن كان لهم عظيم الأثر في الدفاع عن عاصمة الدولة السعودية الأولى فهم:
- إبراهيم بن سليمان بن عفيصان العايذي.
- بخروش بن علاس الزهراني.
- حباب بن قحيصان المطيري.
- حجيلان بن حمد التميمي.
- ربيع بن زيد المخاريم.
- رحمة بن جابر الجلهمي.
- زايد بن فرحان الرشيدي.
- سالم بن شكبان الشهراني.
- سليمان بن عفيصان العايذي.
- الشريف جابر بن جبارة الحسني.
- طامي بن شُعَيب المتحمي.
- عبد الوهاب أبو نقطة المتحمي.
- عثمان المضايفي العدواني.
- غالية بنت عبد الرحمن البقمية.
- غصَّاب بن شرعان العتيبي.
- فهد بن سليمان بن عفيصان العايذي.
- فيصل بن سعود الكبير الحنفي.
- محمد بن دهمان الشهري.
- محمد بن عبد المحسن آل علي.
- مسعود بن مضيَّان الظاهري.
- مسلط بن قطنان السبيعي.
- مطلق بن محمد المطيري.
- هادي بن قَرملة القحطاني.
لا يفوتك أيضًا: ما هو افضل ما قاله الشعراء عن المملكة العربية السعودية
نظام الحكم في الدرعية
كان الحاكم على الدولة السعودية الأولى يُلقب بالأمير إلى حين اتسعت الدولة وتم إطلاق عليه “الإمام” حتى تكون للدولة صفة إسلامية، هو المنوط بتحقيق الاستقرار والأمن في أرجاء الدولة تماشيًا والتزامًا بأحكام الشريعة الإسلامية.
وما يتعلق به من تطبيق نظام الشورى.. الأمر الذي تجلى في استشارات الأمير محمد بن سعود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كافة المسائل التي كانت تعرض عليه في الحكم.
على أن الحكم كان وراثيًا، حيث يتم أخذ البيعة قبل وفاة الإمام وتُعطى لابنه الأكبر حتى تكون الدولة آمنة من الخلافات التي تنشب إثر تمرد الأقاليم، فكان يُسند إلى الابن الأكبر للأمام قيادة الجيش إلى حين وفاة والده، وينوب عنه مهام الدولة حتى يتمرس في إدارة شؤون البلاد لتهيئته ليكون حاكمًا.
الجدير بالذكر أن أمير الدرعية كان يظل خائفًا من استبداد أفراد أسرته من الأقارب بالسلطة، وحتى لا يسيئوا إلى رعاياهم كان يُسندها إلى أبنائه لضمان الولاء، وبعد التوسع قُسمت الدرعية إلى مناطق وأقاليم.
وكان من واجبات كل أمير على منطقة أن يُطبق أحكام الشريعة وفقًا للنظام الحاكمة في عاصمة الدولة السعودية الأولى.
الشؤون العسكرية في عاصمة الدولة السعودية الأولى
يجدر بالذكر أن الدرعية لم يكن لها جيش دائم، فقط يُعتد بالقوة المحاربة من قبيل التطوع، وفقًا للمتطلبات والطوارئ والمستجدات.. فكان يُطلب عدد معين من المقاتلين لينضموا إلى أي غزو، إما تطوعًا أو مقابل الحصول على نصيب من الغنيمة.
بيد أن حرس العاصمة كان ينتشر في كل قاعدة من مناطقها، فكان هناك جنود على الدوام، كالمرابطين في الحصون المبنية قرب المدن ذات الموقع الاستراتيجي سهلة التعرض إلى الاستيلاء، أو جنود مرابطين أيضًا في المناطق التي لا يضمن الأمير ولاء أهلها.
على أي حال كانت أساليبهم بسيطة في الأعمال العسكرية، فكانوا يعتمدون على تضليل العدو والسرية في الحركة، وبناء الحصون والقصور والقلاع قُرب البلدة، أما عن الأسلحة فكان منها البنادق والمدافع والسيوف والخناجر والرماح.. تلك التي استفادوا منها ضد الحملة العُثمانية.
النظام المالي في الدرعية
كان النظام المالي المتبع حينذاك يشبه النظام المتبع في بكورة التاريخ الإسلامي، فقد اقتصرت مصادر الدخل للدولة على الزكاة التي كانت تزداد كلما ازدادت رقعة الدولة، وقد بلغ أعلى تحصيل لها في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز.
أما عن الغنائم فكانت أيضًا من مصادر الدخل التي تؤخذ وفقًا لأحكام الشريعة بعد الانتصار على العدو.. وهناك ما يؤخذ من الأعداء دون خوض حرب، ويدخل بدوره في بيت مال الدولة.
لا يفوتك أيضًا: كم عدد البنوك في السعودية
نهاية الدولة السعودية الأولى
انهارت الدولة السعودية الأولى بوقوع عاصمتها الدرعية في أيدي الغزاة، فبعد أن كبرت المنطقة وسيطرت على الكثير من ولايات شبه الجزيرة العربية التي كانت تحت سلطة العثمانيين.. أثارت بذلك غضب السلطان العثماني، والذي كان مختلفًا عن مسيرة “محمد بن عبد الوهاب” شيخ الدرعية الأول.
قد سقطت الدولة السعودية الأولى على يد إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر في ذلك الوقت، والذي قام بحملات ضد السعودية من 1816 إلى 1818 للقضاء على الحركة التي أسموها “الوهابية”.
فبعد مواجهات غير مرة بين الجيشين، استطاع إبراهيم باشا أن يسيطر على عاصمة الدولة السعودية الأولى الدرعية، ونهب ما فيها ودمرها، وألقى القبض على الإمام “عبد الله بن سعود” وتم إعدامه بعد حصار دام ستة أشهر، هو وعدد كبير من المشايخ والأمراء والأئمة في الدولة، وقام محمد علي بالاستيلاء على الشام.. فخضعت السعودية إلى الباب العالي.
كانت شبه الجزيرة العربية يعمها الفوضى والاختلافات والتفكك ناهيك عن انتشار البدع والخرافات، إلى أن تأسست الدرعية حاملة معها سبل تحقيق الأمن والاستقرار.